بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. نحمد الله سبحانه وتعالى ونثني عليه ونشكره ونستعينه ونستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا. وبعد معشر الصائمين هذه دقائق في هذا المجلس المبارك في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة اول ايام العشر الاواخر من شهر كم تركي هذا شهر رمضان نقضي فيه دقائق للحديث عن اثر الصيام في تزكية النفوس. وبين يدي هذا الموضوع امور ثلاثة يحسن التنبيه عليها. اولها ان الله جل جلاله جعل تزكية النفوس في شريعة الاسلام مطلبا عظيما. والمراد بتزكية النفوس تطهيرها وتنميتها. فان التزكية في اللغة ترجع الى هذين المعنيين. الطهارة والنماء. فيقال زكى الثوب اذا كان طاهرا. ويقال ايضا زكى الزرع اذا نمى. فمن معنى الطهارة والتنمية جاء معنى تزكية النفوس والمراد بها العناية بتخليصها من شوائبها وعلاجها من افاتها وتطهيرها من ادناسها واسقامها وادوائها. فاذا صاحت نفوس وصلحت وطهرت زكت ونمت وارتقت. فتزكية النفوس يحمل هذين الامرين. تطهيرها من ذنوبها وافاتها وامراضها. ثم ارتقاؤها في سماء الايمان وعلو شأنها وارتفاع قدرها عند خالقها سبحانه وتعالى. معنى تزكية النفوس الذي جاءت به النصوص الشرعية يتأكد على هذين الامرين. ومن ثم فقد جاء حثوا في شريعة الاسلام على العناية بتزكية النفوس. وقد اقسم الله جل جلاله في كتابه الكريم احد عشر قسما لم يجتمع مثله في القرآن عددا وكثرة. وكان المقسم عليه تلك القضية العظيمة. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها والقسم في سورة الشمس بذلك العدد الكبير المتوالي للدلالة على عظمة المقسم اقسم الله بالشمس وضحاها وبالقمر اذا تلاها وبالنهار اذا جلاها وبالليل اذا يغشاها السماء وبما بناها وبالارض وبما طحاها وبالنفس وبما سواها. فجعل ذلك القسم كله للتأكيد على تلك قضية الكبرى والاصل العظيم قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. ومن هنا ايضا جاءت التزكية لنفوسنا يا معشر المسلمين مطلبا تتأكد به شريعة الاسلام وتحث عليه. وهو يأتي في مقابل تدسية النفس. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. فاذا كانت التزكية تطهير النفوس وتنميتها وازديادها في الايمان العمل الصالح والتقى فان تدسية النفس تخبيتها واخفاؤها وكذلك دفنها بما يحف بها من الذنوب والمعاصي والبعد عن الله جل وعلا فتنطفئ فيها جذوة الايمان وتخبو ويستحوذ عليها الشيطان يحيط بها ظلمات كانما دفنت تحت التراب. هذا المدخل الاول لمعنى تزكية النفس والذي جاءت به النصوص والشرعية وقد امر الله عز وجل العباد بقصد هذا المعنى الكريم لتكون النفوس المؤمنة صالحة لاستقبال الوحي عن الله والاستقامة على شريعة الله لتسكن غدا الجنة في رضوان الله سبحانه وتعالى. وهذا لا يصلح له الا الزكية التي اعتنت بتزكيتها. هذا كان اولا في معنى تزكية النفوس. ثانيا شريعة الاسلام التي اعتنت بالتزكية جعلت بعثة الرسل عليهم السلام قائمة على هذين الامرين تعليم الوحي واحكام الشريعة وتزكية في النفوس. قال الله سبحانه وتعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته. ويزكيهم علموهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وبعثة نبينا صلى الله عليه وسلم التي جاءت بتزكية النفوس مع تعليم الوحي والشريعة كانت استجابة لدعوة الخليل ابراهيم عليه السلام. فانه لما بنى الكعبة ودعا الله عز وجل قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. قال اهل لان العلم الشرعي وهو علم والوحي ونور ما جاء من الله عز وجل لا يصلح للنفوس الا اذا كانت زاكية اما اذا كانت النفوس مظلمة وكانت منطفئة وكانت معتمة فانها لا تستقبل الوحي ولا يصلح لها. فالقلب اذا طهرت استقبلت ما يودع فيها من النفيس والثمين وما يليق مما وصف به الوحي الكريم. فجاءت الرسل عليهم السلام لاجل تزكية قلوب العباد وتعليمهم ما جاء عن الله عز وجل. وبالتالي قامت شريعة الاسلام على هذا بين المعنيين معا التعليم والتزكية. تعليم الوحي واحكام الشريعة وتزكية النفوس. ولن يستقيم للعبد سيره الى ربه عز وجل الا اذا استقام له هذان الامران ان يعتني بنفسه تزكية وان يعتني بالشرع تعليما وتفقها واخذا احكامه ليصح له الطريق ويعرف مساره الى ربه وخالقه ومولاه. بعث الله نبينا عليه الصلاة والسلام بالامرين معا فكيف جاءت تزكية النفوس في الشريعة؟ جاءت من اجل ان نستبين الطريق ومن المتأمل في احكام الشريعة يجدها جاءت كذلك مشتملة على الامرين. اليس في العبادات في الاسلام عبادة القلوب؟ اليس فيها الحث على طهارة القلوب وتنميتها؟ فكل ذات القلوب من خوف ورجاء ومحبة وتوكل وصدق توبة واستعانة وندم وتوبة واوبه كل ذلك من اعمال القلوب التي تزاحم اضدادها من افات النفوس كالكفر والشرك والرياء والحسد والبغي والكبر والعجب بالنفس تلك ادواء وامراض واسقام تصارع تلك والنفس الزكية هي التي طهرت من تلك الافات فسمت. وتخلصت من تلك الشرور والاسقام والامراض فصحت وتعافت اذا زاد فيها رصيد الخير ارتقت في سماء الزكاة والنماء حتى تبلغ اعلى الدرجات في راتب الاتقياء والاولياء. فشرعت احكام الشريعة على هذين الركنين. تعليم الاحكام والتفقه فيها والدراية بها والعناية بتزكية النفوس وصلاحها واستقامتها. اعني انه ليس يكفي العبد ان يستقيم على احكام الشريعة اداء العبادات والاقتصار على مظاهرها. ما لم تكن هناك عناية بالالتفات الى مقاصدها. وحظوظ النفوس والقلوب من تلك العبادات. فانك مثلا عبد الله اذا قمت تصلي فانك تصلي باداء الاركان والواجبات وهذا كله اداء للهيئة الظاهرة للعبادة. لكنها ما لم تكن مصحوبة بعبادة قلبك. في تلك الصلاة التي وقفت فيها ببدنك وركعت فيها بصلبك وسجدت بوضع جبهتك على الارض ما لم يصحبها عبادة قلب يكون حاضرا قياما وركوعا وسجودا بخشوع وعناية لم تعنى بالصلاة كما ينبغي ولم تؤدها على الوجه الذي طلبت لتكون محققا لحظ بدنك من تلك العبادة بالهيئة الظاهرة ولحظ قلبك ونفسك فان للقلب ايضا عبادة تشارك فيها البدن في كل العبادات التي شرعت لنا معشر المسلمين. ولاجل ذلك وصفت النفس في القرآن الكريم بثلاثة اوصاف نفس لوامة ونفس امارة بالسوء ونفس مطمئنة. واعظمها النفس المطمئنة. ولاهل العلم قولان. هل هي ثلاثة انفس للبشر وانت صاحب لواحد منها يعني اما ان تكون نفسك مطمئنة او لوامة او امارة بالسوء هل هي ثلاثة انواع للنفوس البشرية متوزعة بين بني ادم فيصيب بعضهم النفس المطمئنة ويصاحب بعضهم نفسا لوامة ويكون اخرون والعياذ بالله يصاحبون النفوس الامارة بالسوء؟ ام هي نفس واحدة ذات اوصاف متعددة تتناوب عليها الاحوال تارة وتارة وهذا الارجح الذي عليه الاكثر. فالنفس واحدة لكنها تارة تكون مطمئنة. وتارة تكون لوامة وتارة تكون امارة بالسوء وانما النفس بسياسة صاحبها وقيادتها وما الذي يوجهها اليه؟ والنفس المطمئنة التي اطمأنت بشرع الله واستجابت وانقادت فهي تعيش طمأنينة وراحة وانسا. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. واما النفس اللوامة فتلك التي لطالما تلوم صاحبها. على التقصير والتفريط اذا صاحبها ذو تفريط وتجاوز واهمال وتقصير لكنها تلومه كثيرا فما يزال فيها بقية خير تقوده نحو الصلاح وتلومه وتوبخه اذا ما وقع من الاخطاء والمنكرات والتجاوزات. اما النفس الامارة فتلك نزغة الشيطان وتلك الوساوس والخطرات وتلك النفوس التي تقود اصحابها نحو المخالفات وتجاوز حدود الله جل وعلا. اذا تبين ذلك يا كرام فان المقدمة الثالثة تقول لما شرع الله عز وجل شريعة الاسلام جعل احكام كلها متوزعة على اداء هيئات ظاهرة للعبادة. واخرى لها حظها من تزكية النفوس وهذا لان الشريعة ارادت من العباد ان يزكوا انفسهم ويرتقوا بها في سماء الايمان ليكونوا عبادا مخلصين لله اتقياء وذلك من اصل التوحيد. فان التوحيد تزكية للنفوس. قال الله عز وجل وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون. وفي تفسير الاية عن ابن عباس رضي الله عنهما من رواية ابي طلحة عنه. قال وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال الذين لا يقولون او لا يذكرون لا اله الا الله. فعاد اصل التوحيد تزكية للنفوس فابعد النفوس عن التزكية البعيدة عن الايمان بالله. النفوس المشركة الكافرة بالله التي ما عرفت حقها ولا انقادت للتوحيد له سبحانه وتعالى. وكذلك قال الله عز وجل في الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فهي تزكية كذلك للنفوس البشرية وفي الصيام قال الله عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم تتقون والتقوى طريق يحصل به تزكية النفوس وتقود اليه. وسيأتي الحديث بعد المقدمات عن هذا تحديدا وفي الزكاة قال الله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. في الحج قال الله وعز وجل فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج اما رأيتم انها سمو اخلاقي وتزكية ثم قال في الحج وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقوني يا اولي الالباب. وهكذا ستقول في سائر احكام الشريعة تأتي بالشقين معا بهيئة ظاهرة تؤدى بها العبادات. وبتزكية للنفوس تجد القلوب بها حظها من تلك العبادات ليستقيم للعبد ببدنه وقلبه بروحه ونفسه الاشتراك في تلك العبادة ليؤديها فتنال النفس حظها من تلك العبادات. واذا ما تأملنا في كل تلك العبادات وجدناها غير مقتصرة على الهيئات الظاهرة. والصوم كذلك احدها. اذا فتبين بهذه المقدمات الثلاث ايها الكرام. ان التزكية تطهير ونماء. وان الشريعة قررت تزكية النفوس والعناية بها احكام الشريعة على وفقها. وتبين كذلك ان شريعة الاسلام تحث العباد على تزكية النفوس وانه لانفكاك بعبادة العبد لربه عن اشراك قلبه ونيل حظ نفسه من تلك العبادات. تقرر عندنا ان الصوم وهو ومن اجل عبادات الاسلام بل ركن من اركانه العظام ايضا لا يمكن له الانفكاك. في عبادة الصوم لا يمكن الانفكاك عن ما نؤديه في الصوم ايها الصائمون من الهيئة الظاهرة بالامساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات وبين وصول النفوس الى تقواها لله عز وجل. وبين الحصول على تزكية النفس بعبادة الصيام. هنا فقط تفهمون قول الحق سبحانه في اية فرضت فيها عبادة الصيام يقول فيها سبحانه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. انه التصريح بعلة الصوم وحكمته. والمقصد من تشريعه لعلكم تكون اراد الله بان يصوم العباد ليكونوا لله اتقياء. اراد الله ان نصوم شهرا كل عام ثلاثين يوما نتدرج فيه في عبادة تؤدى فيها هيئة ظاهرة مع هيئة باطنة توصل العبد الى تقوى الله. فكيف ذلك؟ هذا هو الحديث اثر الصيام في تزكية النفوس. اليوم يا كرام نحن على مطلع العشر الاواخر من رمضان. تم لنا الثلثان فالسؤال ما حظنا من قول الله لعلكم تتقون. اما وقد صمنا عشرين يوما ونحن على اتمام الحادي والعشرين ما الذي بلغته نفوسنا من التقوى؟ اي معنى لتزكية النفوس وجدناه كيف يكون الصيام محققا للتزكية التي يراد يراد لاهل الاسلام في كل عام ان تغتسل قلوبهم وان تتطهر وان تزكو بعبادة الصيام هذه العبادة الجليلة التي احبها الله. واستأثر سبحانه وتعالى بجزاء تلك لاصحابها كل عمل ابن ادم له الصوم بعشرة الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الا الصوم انه لي وانا اجزي به. كيف يبلغ الصوم بصاحبه الى تزكية نفسه؟ كيف تكون التقوى في طريق الصائم يصل بعد يوم واثنين وثلاثة وعشرة وعشرين يوما كيف يبلغ درجة الاتقياء؟ كيف يصل العبد الى هذا المعنى الكريم هنا يا كرام ثلاثة مداخل نحقق فيها بالصيام تزكية لنفوسنا. وينبغي ان تكون نصب اعيننا وان نعيش كل يوم يمر علينا من رمضان هذا المعنى الكريم. وعلينا ان نطرق تلك الابواب فانها مداخل. ومن لم يأتها يخشى ان يكون صومه اجود الوفاء يخفى ان يكون الصوم مجردا بعيدا عن حظ النفس فصام ان صام صوم ظاهر صوم طعام وشراب وسائر المفطرات لكن نفسه ما زالت ما زالت مفطرة غير قائمة ما حققت المعنى الذي من اجله شرعت عبادة الصيام في قوله سبحانه لعلكم تتقون. اول هذه البوابات الثلاثة الصوم نفسه في عبادة يمسك فيها الصائم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. فان الصوم فيه جوهر نفيس حقيقة فريدة تعين على طهارة النفوس وتزكيتها. ذلك ان الصائم قد خلا جوفه وجاعت بطنه وضعفت قواه وهذا احد المآخذ التي تغلق فيها الابواب في وجه الشيطان لئلا ينفذ منها الى قلبك يا ابن ادم فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم كما قال عليه الصلاة والسلام. فاذا ضاقت مجاري الدم وعروقه في الجسد قيام فضعفت القوى وخارت ووجد البدن انهاكا جوع وعطش وطول نهار وقلة آآ ما يتناوله مما تنشط به الابدان كان ذلك تضييقا لمجال الشيطان. وهذا ما يجده الصائم في صيامه من قلة الخطرات ووساوس الشيطان التي تغشاه في غير حالة الصيام. فللصوم جوهر وله حكمة وسر. هو ذاته معين على تزكية النفوس. والصائم وايضا يجاهد نفسه في الامساك عن تلك المحرمات التي يمكن ان تقوده الى هتك حرمة الصوم او ان يقع في شيء من يوسوس له الشيطان بان يفطر بغير عذر فينتهك حرمة الصوم فيدفعه ويقول انا صائم. وعندئذ هذه جولة من جولات الظفر على الشيطان والنفس الامارة بالسوء والهوى وهذا معنى جليل وجده الصائم بصومه. لفت الى هذا المعنى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لما قال الصوم جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق. فان سابه امرؤ او شاتمه فليقل اني صائم ارشد عليه الصلاة والسلام الى التسلح بسلاح الصيام لدفع نزغات الشيطان وان يكون بوابة يحتمي خلفها الصائم بصيامه فالصوم اذا في ذاته طريق للتزكية ونماء النفوس وطهارتها وتقويتها فهو درع تتقوى به النفوس المؤمنة. البوابة الثانية والمدخل الاخر للصيام الذي يجد به المرء طريقه الى تحقيق التزكية وتقوى الله عز وجل ما يحتف بالصوم للصائم في ايام رمضان من العبادات التي وتشد عضده وترتقي به في سماء الايمان وتزكية النفوس فان الصائم لا يخلو في صومه من قربات بها الى الله فهو صائم يجد نفسه انشط في طريق الطاعة واقرب الى العبادة. لا يخلو من قراءة قرآن وذكر والمحافظة على كثير من النوافل والمستحبات اورادا واذكارا وصلوات نوافل وربما كانت صدقات وبر واحسان وربما كان ايضا عفو وتجاوز واحسان الى الخلق وسعي في تفريج كربة ومساهمة في صائمين وغيرها من وجوه البر والصلة والاحسان التي يستثمر فيها الصائم ايام رمضان رجاء العفو والمغفرة فضيلة الشهر فيسارع في الخيرات. تلك العبادات معشر الصائمين. لكل واحدة منها حظها في تزكية النفوس وقطرة مع قطرة يجري السيل في مجراه. فتجد النفوس من تزكيتها ونمائها وطهارتها ما لا تجده في غيره فكان الصوم كنهر جار شاركت فيه كثير كثير من الاودية التي تصب فيه فكان جريان ومعنى التزكية في النفوس اقوى واتم واكثر عونا للعبد. وفي ايام رمضان يعيش العبد تحديدا صيام النهار وقيام الليل وورده من القرآن ومساهمته في عديد من وجوه البر والخير والاحسان مع دعوات يجتهد في آآ اغتنامها وخلوات بربه وتأملات فيما يتلو من كتاب الله وما يسمعه وهو بذلك يحرك معاني الايمان تتدفق فيه ينابيع الخير والاحسان يجد لكل ذلك اثره ولابد في تزكية النفوس. فكان الصوم وحده ثم الصوم وما يؤازره من العبادات التي تحيط به وتردفه وتعينه كان كل ذلك عونا للعبد على بلوغ مرتبة من تزكية النفوس اتم واكد. اما البوابة الثالثة والمدخل الذي يكون به الصوم عونا للعبد على تزكية النفوس في تحقيقها فهو الالتفات الى موانع التزكية وخوارمها وسد ابوابها حذر من ان تكون تسريبا لما يجده العبد من رصيد من التقوى والتزكية تنفذ عبر تلك الموانع التي يحرم بها المرء من تزكية النفس والمقصود بها كل المخالفات والمعاصي الشرعية التي تسلب العبد معنى حلاوة الايمان والتي تحرمه من لذة العبادة. والتي تفوت عليه اثر تلك العبادات في تزكية النفوس. والله عز وجل كريم ومن تقرب اليه اكرمه. ومن تطهر بقلبه مقبلا على الله وجد زكاة نفسه. لكن ما حيلة امرئ مع كل ذلك لا يزال يقع في تلك المستنقعات من الذنوب والمعاصي والاثام فتتلطخ النفس فهو كلما طهرها وسكاها عادت فتلوثت بتلك اللوثات. وتأثرت بتلك المخالفات والمعاصي والتجاوزات الشرعية. يا قلوبنا ليست حجارة صماء. هي ارق ما تكون وهي من التأثر الشديد بمكان بحيث ان الذنب لا يؤثر فيها وقد بين المصطفى عليه الصلاة والسلام ذلك بقوله ان العبد اذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا نزع وتاب واستغفر صقل قلبه. فاذا عاد نكت في قلبه نقطة سوداء حتى قال عليه الصلاة والسلام حتى القلوب على قلبين قلب ابيض مثل الصفا. لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض. لانه شديد المعاهدة التوبة والاستغفار ومجاهدة النفس فغدا قلبه ابيض صافيا كالمرآة. وقال في الاخر وقلب كالكوز اسود كالكوز مجخيا يعني اصبح منكسا والعياذ بالله وصفه فقال عليه الصلاة والسلام قلب اسود دمر بادا كالكوز مجخيا. يعني اصبح وقد تراكمت عليه النكت السوداء اسود ملبدا بالسواد قد اعتم واظلم فلا ينفذ اليه نور الطاعة. حتى وان عبد الله وان اطاع الله ما زالت حجباته الذنوب الكثيفة وظلامها الدامس محيطا. ما لم يجتهد في ازالة تلك الحواجز وغسل ذلك القلب من الران الذي احاط به ثم قال عليه الصلاة والسلام لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. اذا طغت الذنوب واظلمت القلوب فعندئذ اصبحت والعياذ بالله معتمة لا تدل طريق الخير. ولا تفرق بين حق وباطل. اذا فالصوم والعبادات ازرت له معشر الصائمين اعون ما تكون على تطهير القلوب وتزكيتها. لكن الذنوب والمعاصي مقترفات السوء كل تلك خوارم للتزكية وموانع تحول بينها وبين اثرها في النفوس. فاذا صام العبد ووقع في معصية وقرأ القرآن واصاب ذنبا وقام الليل وغشي معصية فانه يفوت اولا باول كل ما كان سببا في تزكية نفسه. فيكون كالتاجر الذي كلما ربح شيئا اتلفه. وكلما حصل مالا انفقه وكلما وجد خيرا افسده فلا يجد اثرا يصوم يوم يصوم. ويتم يوما من رمضان وعشرة ايام وعشرين يوما وشهرا باكمله ثم يخرج من رمظان وهو كما هو لا يشعر انه تقدم خطوة ولا زاد ايمانا لا يشعر انه اكتسب رقة قلب ولا دمعة تعين ولا خشوع قلب وجوارح ولا استكانة ولا خضوعا ولا لذة بالقرب من الله ثم يشكو ما السبب؟ السبب انه لو تبصر بحاله لوجد خوارم تلك التزكية حاضرة في حياته. صحيح انه طعاما وشرابا وجماعا لكنه ربما كان مفطرا ببصره على الحرام مفطرا بسماعه لما لا ينبغي مفطرا واقعا في كذب وغيبة ونميمة وزور وافك وبغي من القول. كل ذلك ممكن. واقعا بشيء من تلك معاصي التي افسدت عليه حلاوة الطاعة. واثر الصوم في تزكية النفوس. اسمعوا يا كرام هذا باب مهم لا يلتفت اليه بعض الصائمين. فاذا اجتهد في رمضان صياما وقياما وقرآنا وتفطير صائمين واحسانا الى الخلق لا يجد اثرا لذلك في قلبه ثم يسأل ما المشكلة ولا يلتفت الى انه ترك هذا الباب مفتوحا فتسلل اليه الشيطان واذا هو ما يزال يوقعه في الذنوب والمعاصي والسيئات والاوزار واحدة تلو واحدة وسيئة بعد اخرى. واذا هو كما هو ان لم يكن قد رجع الى الوراء خطوات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تنبيه لهذا الاصل العظيم من لم يدع قول الزور والعمل الا به من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه هي بوضوح تام ليست صياما اجوف في شريعتنا معشر المسلمين. ليس امساكا مجردا عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. فرب صائم بفمه وفرجه عن الطعام والشراب والجماع مفطر ببصره ولسانه وسمعه على كثير من المحرمات وفي مثل هذا يقول عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل. قول الزور قيل كل باطل من القول ويدخل فيه الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والعمل به كذلك كل باطل ولغو من الفعل الذي لا يليق بمسلم ولا ينبغي له ارتكابه. من لم يدع ذاك قال فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه لتدرك ان القضية ليست مطلبا لتجويع البطن. ولا لمحاربة النفس عن شهواتها المباحة من الطعام الشراب الجماع فقط. نعم هذا احد الجانبين والاخر ان تلتفت الى قلبك. اصام مع بطنك هل حضر صيام القلب مع صيام البطن والفرج هذا مدخل مهم يا كرام من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. هل معنى ان صومه لاغ وانه قد افطر وعليه القضاء الصحيح الذي عليه جماهير الفقهاء كافة ليس كذلك صومه صحيح وان افطر بلسانه او بصره او سمعه على الحرام والمعاصي. طالما امسك عن الطاعة الطعام والشراب وادى الهيئة الظاهرة للعبادة فصومه صحيح شرعا مجزئ تبرأ به الذمة ولا يطالب بقضاء ولا كفارة من حيث الإجزاء صومه مجزئ لن لن يكون مفطرا في ايام رمضان بتلك المفطرات المعنوية وقد صام صوما صحيحا بالهيئة الظاهرة للعبادة. ولكن ولكن ليس هو الصوم الذي يثمر تزكية النفوس ليست هي العبادة التي تحقق اثرها في في قلوب العباد. فان لكل عبادة لكل عبادة يا كرام ثمرتان كل عبادة صلاة وصيام وزكاة وصدقة وبر والدين وصلة رحم واحسان وذكر كل عبادة في عباداتنا معشر المسلمين لها اثران في حياة العباد. الاول اول الاثرين حصول التلذذ بالعبادة والاستمتاع بها. والانس بها هذا اثر لابد ان يكون موجودا. فان لم يوجد فعندي مشكلة وعندك مشكلة اذا كانت العبادة لا زالت تؤدى بثقل وتكاسل او حركات الية مجردة لا روح لها ولا طعم ولا لذة فعندنا مشكلة لان للعبادة حلاوة ولا بد. ولذة ولا بد. من لم يطعمها فعنده مشكلة ولذة العبادة لانها اتصال لقلب العبد بربه وخالقه الذي نفخ فيه من روحه. فيجد معنى الاتصال والانس ولذيذ المناجاة والقرب من الله. يفرح لانه عبادة تقربه الى ربه. يفرح لانه ادى طاعة ترضي ربه وخالقه. يفرح لانه صنع شيئا يحبه ربه وخالقه واما الاثر الثاني فهو اثار تلك العبادات في نفوس العباد. في الصوم قال لعلكم تتقون في الصلاة. قال تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن لم تبلغ عبادته تحقيق الاثر فهو ايضا انما اقتصر على الهيئة الظاهرة للعبادة. خلاصة القول معشر الصائمين صومنا عبادة عظيمة والله في ميزان الاسلام. احبها الله وافترضها على العباد. ولم يكن والله قصد الشريعة من فرض الصوم اختبارا للعباد على قوة التحمل للجوع والعطش ليس الصوم في شريعتنا معشر المسلمين تجويعا للعباد. وانهاكا لهم بالجوع والظمأ والعطش. حاشا والله وتعالى الله عن ذلك لو كان الصوم اختبار قوة لتحمل الابدان على الجوع والعطش لاستوت فيه معنى البهائم يا بني ادم. وبعض الحيوانات اشد تحملا والجمل وهو دابة عجماء يمسك عن الطعام ويحتمل الجوع والعطش اضعاف ما يحتمله ابن ادم يقال عنه صائم ايتحقق فيه معنى الصيام؟ يا قوم الصوم الصوم شيئان هيئة ظاهرة امساك عن طعام شراب تكون طريقا لاعمار القلب بتقوى الله عز وجل. ومن لم يلتفت الى هذا فقد ادى عبادة مبتورة بتراء ناقصة شطرها الاخر غائب حضور حظ القلب من الصوم فكلما صام احدكم يوما وتقرب الى الله بصيامه ذاك فرج ان يكون من المقبورين التفت الى قلبه. وجاهد نفسه الا يقع قلبه في شيء من المعاصي والذنوب والخطايا والا تقترف جوارحه بصرا وسمعا ولسانا ويدا ورجلا ان لا تقترف شيئا مما يعد افطارا معنويا. افطارا الاحرام التفاتا الى ما لا ينبغي تخطو قدماه الى طريق الله يحبه الله تمتد يداه الى امر حرمه الله. تقع عيناه ولسانه في شيء من المحرمات التي نهت عنها الشريعة. هذا افطار معنوي. وان افطر صاحبه لكنه ما زال ممسكا عن الطعام عام الشراب هذا ثالث البوابات والمداخل التي ينبغي على الصائمين العناية بها والالتفات اليها لتحقق عبادة الصيام اثرها في تزكية النفوس معشر الصائمين. فرب صائم قائم ذكي النفس طيب القلب. ترى اثر الصوم عليه في اول ايام رمضان. وكلما تقدمت الايام في الشهر المبارك ما وجدت نفسه الا ازدادت ذكاء وطهارة ونماء. طوبى والله لعبد كان الصوم تزكية لقلبه تنمية لفؤاده تطهيرا لروح رب صائم جاهد في صومه في طريق الذنوب والمعاصي فما وجد الشيطان اليه طريقا في رمضان مع الصيام والقيام ما وجد سبيلا الى ما كان يجده منه عادة. فذنوب الامس قد ابتعد عنها. والخطايا قد هجرها. ولن يكون معصوما ولكنه اقل ذنبا ومعصية وخطيئة لانه قد دخل حصن الصيام واحتاط وقد اغلق الابواب التفت فاذا بالصيام في رمضان مع القيام والقرآن والدعاء واذا بها عبادات رقت لها القلوب وذرفت لها العيون وخشعت لها الابدان فيعيش العبد حقيقة حلاوة الطاعة ولذة العبادة. وهذا الذي يجده كثير من الصائمين بحمد الله. يجد احد لنفسه خفة في الطاعة واقبالا ونشاطا ورقة قلب وحضور دمعة اسرع مما يجده في غيره من سائر العام ومرد ذلك والعلم عند الله الى ما تقدم ايراده من الاسباب الثلاثة المجتمعة الصوم في ذاته تزكية للنفوس والعبادات المرادفة له في رمضان تزيده تأثيرا لتزكية النفوس واغلاق الابواب الموانع التي تحول بين تلك الاثار وحصولها في تزكية النفوس. وكلما اجتمعت هذه الامور الثلاثة اتم كان حصول التزكية في نفس صاحبها اكبر وكلما نقص بحسبه فطوبى لعبد وجد معنى الصوم وحلاوته واثره فاقبل يغترف من هذا البحر الكبير واذا هو بعد رمضان عبد اكثر صلاحا واتم تزكية لنفسه قد صحح طريقه وعرف مساره الى الله. واذا هو بعد رمضان حقيقة عبد يختلف عما له في ايات الصيام ذكر الله التقوى في مطلع السياق وفي خاتمته. قال في اوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وفي خاتمة سياق الصيام وقد تقدمت احكام الاعتكاف واحكام الافطار كفارات وسائر ما يتعلق برمضان قال الله عز وجل كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون فت احكام الصيام في سورة البقرة في سياقها بين اية مفتتحة ختمت بتقوى الله واية ختمت ايضا بالحديث عن الحث على تقوى الله عز وجل لتدركوا ان عبادتكم ايها الصائمون عبادة تورث التقوى ولابد ولكن لمن دخلها من بابها واتى اليها وعرف طريقها وحذر من تزيين الشيطان وانتبه الى مداخله الخفية فاغلق دونه الابواب فعندئذ سيصل الى مراده ومبتغاه باذن الله جل وعلا. صوموا عباد الله صوما يحقق قواكم لله واسألوا الله في صيامكم ان يرزقكم تقواه وتزكية نفوسكم وفي دعوات المصطفى عليه الصلاة والسلام ثم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. فانظروا كيف ربط بين التقوى وتزكية النفس لتدركوا انهما شيئان متلازمان لا ينفكان فكذلك صيامكم ينبغي ان يورث تزكية النفوس. اللهم فانا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من خيرة عبادك الصالحين وحزبك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين. اللهم اعنا على الصيام والقيام والقرآن وسائر العمل طالح الذي يرظيك عنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين. وان تغفر لنا وترحمنا. واذا اردت فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله اعلمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك من كل خير خير سألك منه نبينا صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من كل شر استعاذك منه نبينا صلى الله عليه وسلم نسألك يا رب فواتح الخير وخواتمه وجوامعه واوله واخره وظاهره وباطنه ونسألك الدرجات العلى من يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انت الغني ونحن الفقراء. انت الكريم المنان بديع السماوات ذو الارض ذو الجلال والاكرام ونحن عبادك الفقراء الضعفاء المساكين المحاويج البؤساء رباه اننا فقراء بكل خير انزلته اليك اللهم فاغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفظلك عمن سواك. اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا اولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا وارضى عنا. واختم لنا بالصالحات اعمالنا. وبلغنا فيما يرضيك عنا امالنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم بلغتنا هذا الشهر فلك الحمد. واعنتنا على الصيام والقيام فلك الحمد. اللهم فكما بلغتنا هذه العشر فنسألك بجودك وفضلك ورحمتك ونعمتك ان تبلغنا فيها عفوك ورضاك يا اكرم الاكرمين عتق من النار يا ذا الجلال والاكرام. اكتبنا فيها يا ربي من السعداء الفائزين بالعفو والمغفرة يا ارحم الراحمين. اللهم عافنا واعف عنا واعف عن والدينا وازواجنا وذرياتنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. واعف عن والدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم عليك ببني صهيون فانهم لا يعجزونك اللهم انهم قد طغوا وبغوا وعاثوا في الارض فسادا فخذهم يا رب اخذ عزيز مقتدر واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وزلزل الارض من تحت اقدامهم. اللهم خالف بين كلمتهم واجعل بأسهم بينهم يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نستعين بك ونتوكل عليك انت مولانا فنعم المولى ونعم النصير. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا واسلامنا ومن ارادنا يا ربي والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل دائرة السوء تدوم عليه يا ذا الجلال والاكرام واحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان تال من تحتنا احفظنا والمسلمين يا ربي بحفظك من شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا انت ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. بقي لكم في يومكم هذا معشر الصائمين معدودات هي من انفس ايامكم وساعاتكم ودقائقكم. اخر ساعة يوم الجمعة وقبيل غروبها وانتم صائمون تنتظرون فارفعوا اكف الدعاء الى رب كريم يعطي ويرزق من يشاء بغير حساب. وسلوا الله العفو والعافية لانفسكم واهليكم واولادكم ولا تنسوا امة الاسلام ولا تنسوا كل قريب وحبيب واسألوا الله عز وجل من خير الدنيا والاخرة. اسأل الله ان يبلغنا واياكم من واسع فضله وكرمه ما هو اهل له هو اهل التقوى. واهل المغفرة. واكثروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. واختموا بها جمعتكم هذه واجعلوا ختامها مسكا. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم صل وسلم وبارك عليه والحمد لله رب العالمين