بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله رسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا وبعد اخوتي الصائمين في كل مكان. فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس الكريم من هذا المكان الكريم المبارك في هذا الشهر المبارك. لنتدارس سويا هذا الموضوع الذي لم يزل معنا منذ مجالس سبقت رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ينعقد كل ليلة من ليالي الجمعة في شهرنا المبارك في هذا امة الاسلام نتدارس فيه الهدي النبوي الكريم ونستكثر فيه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. نلتمس بركة هذه الليلة واجرها وعظيم الرحمة التي تغشانا بصلاة ربنا علينا. فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اخوة الاسلام تقدم في مجلسين سابقين ان رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ معالم متعددة في جوانب مختلفة تقدم منها الجانبان الاولان الجانب الروحي والنفسي والجانب الاجتماعي وكيف كان رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الجوانب وابتدأنا ليلة الجمعة الماضية الحديث عن رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الجانب التعبدي وهو صلب الحديث عن وصف رمظان في حياة نبي الامة عليه الصلاة والسلام. ولان الجانب التعبدي متعدد واسع الجوانب تثيروا الابواب فقد تقدم في المجلس المنصرم من الجانب التعبدي الحديث عن الاحتساب والصيام. وهذا المجلس معقود بعون الله للحديث عن الجانب التعبدي من باب القيام والقرآن فهلموا اخوة الاسلام. هذه واحدة من ابرز ما عالم رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. لاجل ما بين رمضان والقرآن من الارتباط الوثيق بل حسبكم انه لم يذكر شهر من الشهور باسمه في القرآن الكريم الا شهر رمضان ولما ذكر شهر رمضان في القرآن لم يقترن بوصف سوى الوصف الذي ربطه بالقرآن. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فحسبكم برمضان من الوصف القرآني انه شهر نال الخير والبركة والفضل لاجل ما خص به لاجل ما خص به من انزال القرآن فيه. اجل يا كرام. فانزال القرآن انزال القرآن حدث عظيم جليل. يجعله ربنا سبحانه وتعالى مستقلا عما يتعلق بالقرآن ذاته من الاوصاف والبركات والخيرات ولهذا فان الله سبحانه وتعالى يذكر تنزيل القرآن وانزال القرآن في ايات القرآن في سياق الامتنان. في سياق تمجيد سبحانه وتعالى حمد ربنا جل وعلا ذاته العلية. فقال الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل انه عوجا. مجد نفسه بنفسه جل وعلا فقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ويأتي في ذكر ايات كثيرة من القرآن تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. من الله العزيز العليم. ان انزال القرآن امة القرآن حدث عظيم جليل. وبالتالي فنحن نتحدث عن هذا الظرف الزمني المبارك الذي اختاره الله جل وعلا واصطفاه من بين الزمان وربك يخلق ما يشاء اختار من اجل انزال القرآن فيه فسندرك عندئذ كيف كانت حياة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان مرتبطة تمام الارتباط بالقرآن فاذا كنا نعد شهر رمضان شهر الصيام فهو من الوجه الاخر شهر القرآن. بوسعنا ان نقول اذا ان الصيام صنوان في فضل رمضان وهما وجهان لهذا الشهر الكريم وجه بالصيام واخر بالقرآن اجل بين الصيام والقرآن يا كرام ارتباط هذا مدخل لان نقول ان كان بين رمظان والقرآن هذا الارتباط الوثيق فثقوا تماما اننا عندما نتصفح حياة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وان شئتم ان نتلمس روعة رمضان وجلالته وعظمته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل اقتفاء الخطى والتماس الاثر وحذو القذة بالقذة بمن اراده الله ان يكون لنا اسوة وقدوة فسنجد القرآن والله من ابرز واوضح المسالك التي ستكون مشرقة في رمضان في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عناية بالغة بالقرآن الكريم هي استمرار لعناية مستمرة مستدامة طيلة العام في حياته بابي وامه عليه الصلاة والسلام. اي والله قد كان بالقرآن حفيا. وقد كان عليه الصلاة والسلام مشتغلا بالقرآن على اعظم وجه. واتمه واكمله يعيش عليه ينام ويصحو يقوم به يحرك قلبه يؤم الناس به يسمع اياته يتدبره كان يعيش متعة الارتباط والصحبة بالقرآن الكريم صلوات الله وسلامه عليه فاذا جاء رمضان كانت هذه العناية البالغة ابلغ وكانت تلك الرعاية التامة اتم لما لا وهو في شهر القرآن. لقد كان يعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف نختار او نجتهد في العمل الفاضل في زمنه المخصوص به؟ اي والله. هذه قاعدة مهمة في العبادات ايها الكرام. توظيف الزمن المخصوص بعبادة بالاشتغال بها. اكد من غيرها فكل وقت هو اخص بعبادة تكون تلك العبادة فيه مقدمة وفاضلة على غيرها. وان كان غيرها من العبادات فاضلا عليها في الاجمال. لكن هذا التقييد بالاعتبار الذي تخصص به العبادات بشيء من تلك القيود والاوصاف يجعلها فاضلة وان كانت في ذاتها مفضولة. وكل العبادات مما يتقرب به الى الله جل وعلا يجتهد فيها المسلم على مدى العام. من هنا سنقول ان رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت عناية بالغة بالقرآن من وجهين اثنين الوجه الاول القيام به وسيأتي الحديث عنه في هذا المجلس ان شاء الله. الوجه الاخر قراءته ومدارسته والعناية به تلاوته تدبره العيش معه صحبته كل تلك المصطلحات هي لون من العلاقة وثيقة بالقرآن هي كما اسلفت امتداد لعناية مستمرة من نبي الامة صلى الله عليه وسلم طيلة العام بالقرآن كانت في رمظان تزداد تأكيدا وهي تأخذ وجهها الابلغ. اسمعوا معي رعاكم الله. الى ما اخرج الامام البخاري في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان هذه جملة تامة يصف جود النبي عليه الصلاة والسلام وانه يبلغ مداه ويتضاعف ويصبح الجود المحمدي مشرقا بعطاءات في رمضان خاصة ثم اسمعوا معي كيف علل الصحابة تضاعف الجود والخير والعطاء في شهر رمضان من النبي الكريم الجواد المعطاء صلى الله عليه عليه وسلم اسمعوا الى التعليل وكيف ربطوه بوصف كانوا يرونه هو مناط هذا التميز في عطائه وجوده ومضاعفته في رمضان منه صلى الله عليه وسلم. اسمع يقول وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة هذه والله ملفتة للنظر حين ربط الصحابة هذا الجود المحمدي المتضاعف المزداد بكثرة ربطوه بملاقاة جبريل عليه سلام وملاقاة جبريل انما كانت لهذا القصد الكريم قال وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن هو كما يقول بعض الفضلاء في وصف لطيف لقاء العظيمين على امر عظيم في زمان عظيم عظيم اهل السماء جبريل عليه السلام بعظيم اهل الارض محمد صلى الله عليه وسلم. لامر عظيم هو مدارسة القرآن يجتمعان على مائدة القرآن بل ان شئت فقل يبعث الله امين وحيه جبريل عليه السلام من فوق سبع سماوات لملاقاة نبيه وامينه على وحيه في الارض محمد صلى الله عليه وسلم. لا من اجل لصورة جديدة وايات مفتتحة بوحي جديد. قال بل لمدارسة القرآن. فكان هذا الحدث العظيم وهو مدارسة القرآن حدثا حريا بان يبعث الله له عظيم ملائكة السماء لملاقاة خاتم النبيين صلى الله وعليه وسلم وذلك كل ليلة في رمضان. هي وقفات والله عظيمة تستدعي التأمل والوقوف عندها معشر الصائمين الشواغل والقرآن في رمضان كثيرا ما نلتمس بها الاعذار التي نسوغ بها احيانا لانفسنا شيئا من تقصيرنا وتفريطنا مع القرآن والله المستعان. وخصوصا ليالي رمظان وايام رمظان فنعتذر بالارتباطات بالاعمال الوظيفية والقيام على الاسرة وشؤون المنزل وطلب المعاش فظلا عن الانشغال بالتسوق وتلبية احتياجات البيت والتهيؤ للعيد. فضلا عن الارتباطات الاسرية من زوجات واولاد وما يتعلق بذلك من حقوق وواجبات. واذا اضفنا اليها صلة الارحام ولقاء الجيران والاسر والارتباطات الاجتماعية بشتى صورها ثم اضفنا اليها العوارض البشرية من تعب ومرض وارهاق وكلل وملل تضايقت الاوقات فلم يبق للقرآن متسع يليق به واعني به الاقبال على القرآن قراءة تدبرا تأملا فهما اقبالا على تفسيره فهما لمعانيه تحريكا القلب به سقيا لما لارض القلوب بماء القرآن. كل ذلك داخل فيه. اقول كم التمسنا المعاذير وكم اعتذرنا بالشواغل والصوارف بالله عليكم؟ اينا في الامة ذاك؟ الانسان الذي تقطع وقته بعظيم الاشتغال بالمهام والتكاليف والارتباطات والمواعيد من فينا مسؤول كبير وصاحب منصب عظيم ومسؤولية ضخمة. بالله عليكم من يبلغ فينا مبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبلغ مبلغ النبيين بل خاتمهم في الاشتغال بامر الامة لا بامر بيت واسرة لا بامر دولة بامر امة يبلغ فيها وحي السماء الى اهل الارض ولم تكن له زوجة واثنتان وثلاث واربع بل تسع نسوة صلى الله عليه وسلم. فان جئت للاجتانب الاجتماعي والاسر فهو اعظم الارتباط واوسعنا دائرا. ان جئت الى الهم والامانة وشغل البال والخاطر فلا والله. لا يبلغ احدنا معشارا ما بلغه صلى الله عليه وسلم اريد ان اقول لم تكن ضخامة الاعباء والارتباطات والشواغل في حياة رسول لا صلى الله عليه وسلم لم تكن صارفا له ايام رمضان خاصة عن الاقبال على القرآن والاشتغال قلبه بل على نحو عظيم وتهيؤ جليل ملاقاة جبريل عليه السلام. ومدارسة القرآن. هذه والله يا كرام تجعلنا نعيد حساباتنا من جديد في صلة ائتنا بالقرآن جملة وفي رمضان خاصة كيف نحن وما اوقاتنا؟ وما اثر القرآن في حياتنا؟ والى اي حد بلغ احدنا الاستمتاع بالعيش مع القرآن في شهر القرآن. هي والله مسألة ذات اهمية. رمضان قصير ما يحتمل التأخير وايامه معدودات كما وصفه الله عز وجل توشك ان تنقضي فيا حسرة والله ويا غبن من انقضت عليه ايام رمضان وتصرمت لياليه ولم يأخذ حظه ويشبع روحه وفؤاده من كتاب الله جل وعلا. والله حسرة وغبن كبير. فضلا عن انه تنكب لهدي النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان. وعدم عناية بالتزام هديه وسيرته وسنته الجليلة التي كانت تتمثل في رمظان ارتباطا وثيقا وصحبة جليلة ماتعة مع القرآن الكريم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن. المدارسة مفاعلة بين الطرفين. هو التقاء بين شخصين اثنين يدارسه يعني يدرس ويدرس. فيقرأ ويستمع. المدارسة نوعان. مدارسة لفظ ومدارسة معنى. مدارسة اللفظ قراءة ما تحفظ من السور او تلاوة ما لا تحفظ منه فيسمعه من يقابله ثم هو يسمعك فانت تقرأ وتسمع لان كلا من القراءة للقرآن والاستماع اليه عبادة مستقلة اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة. الحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. هذه القراءة اما الاستماع فقد قال الله. واذا قرئ القرآن استمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. اذا هما عبادتان مستقلتان كل منهما على حدة. تجتمعان في عبادة مدارسة للقرآن. اما مدارسة المعنى فهو العيش مع القرآن في تدبر اياته. واستنطاق ما فيه من المعاني والحكم والاسرار والاحكام استخراج ما فيه من العجائب والبدائع واللطائف والمعاني التي تؤذي القلب تنبت فيه ربيعه فيزهر ويمطر خيرا كثيرا على صاحبه. فيدارسه القرآن هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي لفظ للبخاري في الحديث عن ابي هريرة وفاطمة رضي الله عنهما ان جبريل كان يعارضه القرآن المقابلة المعارضة المدارسة هي القراءة عن ظهر قلب. فيدارسه جميع ما نزل عليه من القرآن الى ذاك العام في رمضان ثم يأتي كل عام فيزداد الوحي وتتنزل الايات والسور فيأتي رمضان فيعارظه ويدارسه القرآن صلى الله عليه وسلم. المعارضة اذا هي المقابلة في القراءة عن ظهر قلب عارضه يعني قرأ ما يعرظه عليه حفظا من ظهر قلب ثم يسمع منه المعارضة المدارسة الفاظ تشعرك باهتمام كبير واجتماع لاجل هذا الامر العظيم فمن منا ايها المباركون ذاك الذي استن هذه السنة في رمضان باتيان الحلق في المساجد ومدارسة اهل القرآن و والجلوس مع الاولاد والاسرة في البيت ومدارسة القرآن معهم. هي سنة نبوية كريمة ومعلم عاشه النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان مع القرآن على وجه خاص. في الصحيحين ايضا ان جبريل عليه السلام كان يعارضه بالقرآن مرة كل عام حتى اذا كان العام الذي مات فيه عارضه مرتين قال صلى الله عليه وسلم فلا اراه الا قد حضر اجلي. فكان ختام رمظان في حياته صلى الله عليه وسلم مضاعفا مرتين في العناية الكريمة بهذا اللون من القرآن في شهر القرآن هي وقفات تقول لنا معشر الصائمين في امة الاسلام ان رمضان كما يعني وظيفة الصيام بالنهار فانه يعني الاشتغال بالقرآن ليلا ونهارا. والاقبال عليه هذا الوجه الكبير من العناية بالقرآن هو توظيف لهذا الظرف الزماني الذي خصص لانزال القرآن فيه امة الاسلام. فلا والله ليس يسعنا هذا المجلس لنحكي ونعدد ونحصي فيه اوصاف القرآن وبركات القرآن وخيرات القرآن وثمراته التي يجنيها المسلم في دنياه وفي اخرته. هي عديدة والله وهي مملوءة بركة. هو قرآن مجيد. كما قال الله. مجيد كثير العظمة والخير والبركة هو قرآن مبارك كما وصفه الله جل وعلا. هي دعوة لان يكون رمظان كل عام في حياتنا اخوتي الكرام منعطفا عظيما. نأوي فيه الى القرآن ومنطلقا نجعله مستمرا على مدى العام. وليس محطة مؤقتة نعيشها ثلاثين يوما وليلة في رمضان مع القرآن ثم نعود ادراجنا بعده فننسحب شيئا فشيئا ليعود علينا احد عشر شهرا في السنة ونحن على استحياء في علاقة لا تليق بمسلم محب للقرآن مع القرآن. انما ينبغي ان يكون رمضان منطلقا قويا. وعلاقة وثيقة تشد اواصر الارتباط بيننا وبين القرآن. فاذا اشتدت الاواصر واحكمنا فيها العلاقة والصحبة ومد الجسور المباركة مع قرآن فهنيئا والله واكرم وانعم بصحبة مستمرة طيلة العام. تدري لم؟ لان القلب قد اشرق بالقرآن وانس به وفرح واستلذ به فاذا طعمه فانه لا يطيق فراقه بعد رمضان. وسيكون والله اشد اقبالا واستمتاعا به يأتي رمضان كل عام فيجدد في القلوب المسلمة هذه المعاني الجليلة. لا تنسوا ان القرآن في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيع للقلوب. اما قال اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي. تدرون ما ربيع القلب ربيع القلب ارظه الخضراء ازهاره المتفتحة امطاره المتساقطة انهاره الجارية. نسمته العليلة وهوائه البارد اللطيف. هكذا هو قرآن اذا اذا انبت في القلب ربيعه ولن ينبت الا اذا فتحنا له الابواب واقبلنا عليه واختصرنا في الطريق بالمشي على هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان هذا اول الوجهين في القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاقبال عليه والاشتغال به ومدارسته. اما الوجه الاخر فهو قيام الليل بالقرآن في رمضان نعم القيام وحده عبادة مستقلة. والقرآن وحده عبادة مستقلة. فالقيام قرآن وزيادة لان فيه ركوعا وسجودا ودعاء وتعظيما وابتهالا لكن القرآن صلب القيام. بل هو صلب الصلاة عموما وفي القيام اكد ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا تتبوأ المناصب الكريمة بقدر اقترابنا بين يدي ربنا في جوف الليل صلاة الليل صلاة الليل شرف المؤمن وقيامه مدرجته الى الرقي في الصلاح ونيل الولاية عند اكرم الاكرمين مرة اخرى ساقول قيام الليل في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم هدي نبوي مستمر طيلة العام فاذا جاء رمظان كان له شأن اكد وعناية اعظم واتم. لانها ارتباط وثيق بالقرآن كما اسلفت وسترون ايضا الارتباط الوثيق في التوجيه الشرعي لنا امة الاسلام في العناية بوظيفة النهار في رمضان بالصيام وظيفته في الليل بالقيام من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتفتح لنا بوابات المغفرة بالنهار صياما وبالليل قياما هي بوابات تفتح لاجل ان ندرك ان رحمة الله الواسعة لا يحدها حد وانها في رمظان تفتح لكل احد ومغبون ذاك الذي لم يدرك من ابواب المغفرة شيئا في رمضان اوليست قد اصابته دعوة النبي عليه الصلاة والسلام رغم انفه من ادرك رمضان ولم يغفر له نعم رغم انفه حقا لانه ما استطاع ان ينال المغفرة لا بالليل ولا بالنهار وهي مفتوحة الابواب نعود فنقول حتى العشر الاواخر التي جاء الحث على اغتنامها والاجتهاد فيها كان مناط الاجتهاد فيها والاشتغال بالقيام. من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ليلة القدر انما تنال ويفوز بها اصحابها بالاجتهاد فيها قياما ودعاء. القيام القيام امة الاسلام في رمظان بادة جليلة. هي حقيقة بازاء الصيام في النهار ياتي القيام في الليل. فهما ركنان شامخان في عبادات رمضان. وهما بوابتان عظيمتان من بوابات الغفران. الصيام بالنهار والقيام بالليل. هذا وجه جليل من وجوه العناية النبوية من النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان بالقرآن القيام به والاشتغال به. فيأتي الاجتهاد حتى في العشر الاواخر كما اسلفت فيقول كان عليه الصلاة والسلام اذا دخل دخلت العشر احيا الليل اذا هو القيام العبادة العظيمة التي ايضا لن يتسع هذا المجلس لوصف فضلها وخيراتها وبركاته وعظيم ما اعد الله عز وجل لارباب الليل القوام الذين تهجدوا بالاسحار. فاودعوا جوف الليل ركعات تتجافى بها جنوبهم للمضاجع ليقول لهم الرب الكريم فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قيام كريم بين يدي رب كريم وعناية بالقرآن في ليالي شهر رمضان. هكذا هي باختصار فاذا كان يجتهد صلى الله عليه وسلم لادراك فضيلة هذا الشهر واغتنام بركات لياليه فانما كانت بالقيام بالقرآن رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم تحكي قصة مشروعية صلاة التراويح جماعة في شريعتنا امة الاسلام فانها كانت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي رمضان امة الاسلام كانت ولم تزل صلاة التراويح شعيرة من شعائر رمضان في امة الاسلام. ولذلك يفرح بها المسلمون ويقبلون عليها ويرتادون لها بيوت الله جل وعلا يصفون صفوفا لا اروع يستمتعون بتلاوة كتاب الله وسماع اياته بل يختمونه. فكثير من الناس قد لا يبلغ المرور على القرآن كاملا في شهر واحد كما يفعل في رمضان. لاجل ما بين القيام والصيام من ارتباط وثيق كما تقدم حينما يخلو الجوف بالصيام في رمضان وتضيق مجاري الشيطان في داخل نفس ابن ادم وترتقي الارواح في علياء الايمان وتحلق في سماء الطاعة والتقوى فانها سرعان ما تجد القلوب طريقها الى القرآن تدبرا وخشوعا تأملا وتفكرا وتحريكا كيف لا وقد مهدت السبل وارتفعت الحواجز ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فاصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع اكثر منهم فخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فصلوا بصلاته فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج اليهم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر. فلم يخرج فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر. فلما قضى الفجر اقبل على الناس ثم تشهد فقال اما بعد فانه لم يخفى علي شأنكم ولكني خشيت ان تفرض عليكم صلاة الليل فتعجز عنها وذلك في رمضان هذه قصة بداية التراويح ثبت في المسند والسنن وصححه الالباني من حديث عائشة رضي الله عنها وابي ذر رضي الله عنه وغيرهما. جملة من الاحاديث دموعها يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى هذه الصلاة المذكورة في الصحيحين باصحابه ليلة من ليالي العشر الاواخر من رمضان فقام بهم نحو من ثلث الليل ثم لما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم. فدل هذا على انه ابتدأ الصلاة بهم عن غير موعد ولا قصد ولا ترتيب مسبق. ثم لما كانت الليلة التي تليها خرج اليهم فصلى بهم نحوا من شطر الليل. ثم لما كانت الليلة التي تليها لم يخرج اليهم. يعني يخرج ليلة دون ليلة ولعلها كما قال بعض اهل العلم تحري ليالي الوتر وترك الشفع في عدم الخروج اليهم. قال حتى كانت الليلة الثالثة فخرج صلى الله عليه وسلم فصلى بهم قياما طويلا حتى خشوا فوات السحور ثم لم يقم بهم بعد ذلك مع علمه باجتماعهم وانتظارهم آآ على خروجه صلى الله عليه وسلم ثم بين لهم بعد ذلك انه لم يخفى عليه شيء من ذلك وانه انما تركه خشية ان تفرض عليهم هذا رمضان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداء لمشروعية صلاة التراويح ثم لما امتنع عن العودة بالامامة بهم قلل ذلك بالخشية والرأفة والشفقة منه صلى الله عليه وسلم ان تفرض على الامة جماعة. بقي الامر على ذلك حتى مماته عليه الصلاة والسلام وكذلك في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه. ثم عادت المشروعية لصلاة التراويح جماعة مرة اخرى في في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ففي صحيح البخاري من حديث عبدالرحمن بن عبد القاري انه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان الى المسجد فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر رضي الله عنه اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل ثم عزم فجمعهم على ابي بن كعب ثم قال خرجت معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر رضي الله عنه نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها افضل افضل من التي يقومون. يريد اخر الليل وكان الناس يقومون اوله هذا رمظان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استنان الخلفاء الراشدين من بعده بسنته عليه الصلاة والسلام. رمظان في حياة النبي عليه الصلاة والسلام عناية كريمة بالقرآن على وجه تقام له الجماعة في هذا القيام في رمضان خاصة من بين سائر ليالي العام. وما زالت الجوامع بدءا من الحرمين الشريفين اعظم مسجدين على وجه الارض ومرور بكل مساجد الاسلام في بلاد الاسلام التي يقصدها المسلمون ما زالت على مر القرون تحظى باحياء هذه السنة وهذه الشعيرة المباركة بالقيام لغير رمضان جماعة لادراك هذا الفضل. عن السائب بن يزيد قال امر عمر بن الخطاب ابي ابن كعب وتميما ان يقوما للناس باحدى عشرة ركعة وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف الا في فروع الفجر رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم اقبال واجتهاد مع القيام اغتناما لبركة الليالي بقيام فيه معنى ايمانا واحتسابا. وهو القائل صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه اجل. تحقيق الايمان والاحتساب على معنى ان يتجه المصلي في صلاته لقيام الليل. سواء صلى منفردا في داره او جماعة باهل بيته او جماعة في المسجد اماما كان او مأموما. فان الاحتساب يعني التماس الاجر. يعني ابتغاء الثواب من الكريم الذي وعد باجر عظيم لاهل الليل. الذين يقومون في الاسحار يسألون ويدعون ويقرأون ويستمعون القرآن الاحتساب معناه التلذذ والفرح بعبادة القيام لانها مناجاة الجليل سبحانه قراءة لكلامه قياما وتعظيم له ركوعا وتضرع وتملق وافتقار ومسكنة سجودا رفع للحوائج همسة في اذن الارض فيسمعها من في السماء جل في علاه. القيام في الليل معنى الاحتساب فيه ان يأتي المسلم المثقل باوزاره الطامع في رحمة ربه المسابق الى الخيرات الراغب حقا في ان يطرق باب المغفرة لكل ما تقدم من ذنوبه في رمضان فيأتي يصف قدميه بين يدي رب كريم بر رحيم سبحانه وتعالى. فيقف فيقرأ ما تيسر من القرآن او يستمع لصلاة امامه وقراءته خلفه في الصلاة. فاذا هو يعيش معاني ايات القرآن لانه لا شيء والله في رمضان في شهر القرآن اروع من الانس بالقرآن قراءة خارج الصلاة وقياما به اثناء الليل في ليالي رمضان. الايمان والاحتساب الذي علمناه وتعلمناه من رمظان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الصبر والمجاهدة. التي تحمل احدنا حتى لو كان متعبا مرهقا يومه ذاك الا يفوته حظه من الليل في ليالي رمضان بانها طرق لابواب المغفرة التماس للرحمة. صدقة الى الخيرات. رغبة في عتق الرقبة والفكاك من النار. فمن من ذا الذي يزهد فيها او يستسلموا لضعفه وارهاق بدنه وتعب وكسل فضلا عن ان يكون ذلك زهدا في اجرها حاشانا وحاشاكم والله المستعان الزهد الذي يحمل احدنا على تكاسل يتماوت في الخطى يحركها نحو المسجد ليدرك الصلاة جماعة مع الامام وان صلى اكتفى بركعتين وخرج او بشيء يسير. عجلة لا على امر طارئ بل لاستمرار انس بجلسة على طعام وعشاء او اجتماع اصدقاء واصحاب او لقاء اسري. كل ذلك مستدرك لكن الفضيلة تلك فائتة ومن فوتها فقد فوت والله خيرا كثيرا كثيرا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عن رمظان عن ليلة القدر خاصة فيه ليلة من حرم خيرها فقد حرم صدقا ما حمل المسلمين على استباق رمظان ولياليه بالاجتهاد في القيام شيء اعظم من رغبة الفوز. بهذا الاجر الكريم الموعود في رمضان يا كرام هذا معنى الاحتساب سيتبدد عندئذ بعض المظاهر التي لا تجتمع مع تحقيق معنى الايمان والاحتساب بالقيام في رمضان التململ التذمر والانزعاج من طول قراءة الامام او شيء من مكثه في ركوعه وسجوده. اما ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يقوم قياما طويلا بلغ في بعض ما وصفه الصحابة في بعض الليالي بقراءة البقرة فالنساء فال عمران في ركعة اجل ثم ركوع طويل نحو من ذاك القيام الطويل. فرفع فسجود مماثل اي قيام هذا واذا صلى احدنا منفردا او اماما او مأموما بجزء او نحوه في في ليلة موزعة على عشر ركعات او عشرين ركعة استطالها واستثقلها وتململ ثم التماوت والتذمر والانزعاج في تلك الصلاة التي تراوح فيها الاقدام صعودا وانخفاضا ويزهد فيها الناس وتعبا او ربما تحدثوا مع امامهم بالانزعاج ذاك الذي ادركهم في قيام الليل. كل ذلك والله لا يتحقق مع الصدق معنى الايمان والاحتساب يا كرام واما الاستعجال في تلك الصلاة على حساب التفرغ لبعض الكماليات واسف ان اقول حتى على بعض التفاهات وسفاسف الامور لاجل الاشتغال بالتوافه والاجتماعات والتسول وامور كما قلت هي مدركة في اوقات اخر وغيرها من الظروف التي لا يتسع معها ان تبدد هذه الاوقات الشريفة في هذه الازمنة الفاضلة هذه الماحة واضافة سريعة برمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الجانب التعبدي في هذا المجلس خاصة فيما يتعلق بالقرآن والقيام لنقول باختصار امة الاسلام ان القرآن في رمضان يعني شيئا متميزا عن غيره من ايام العام ومن لم يكن له في ليله ونهاره مع القرآن عناية وثيقة فلم يدرك حقيقة. معنى الشهر الذي خصه الله فانزل فيه القرآن وفاته والله فاته كثير من عظمة هذا الشهر وروعته وجلالته بفواته من الاشتغال العظيم اللائق بهذا الشهر مع القرآن الكريم فعودا كريما حميدا امة الاسلام للقرآن في شهر القرآن لا مؤقتا بل ليكون منطلقا كما اسلفت. وليس محطة عابرة بل منعطفا يعود بخير عظيم. واستحداث طريق سار يشتد فيه السائر بخطاه نحو فضل واجر مناط بهذا الخير والبركة في كتاب ربنا الكريم اما انها والله بركات مجتمعة في هذا الشهر المبارك امة الاسلام. فالحمد لله الذي هدانا للاسلام. الحمد لله الذي الذي علمنا الحكمة والقرآن الحمدلله الذي بلغنا بفضله شهر رمضان. الحمدلله الذي اعاننا على الصيام والقيام ونسأله جل جلاله كما امتن علينا بكل ذاك الذي نحمده عليه ان يتم فظله علينا فيتقبله منا بقبول حسن. وان يغفر لنا التقصير والزلل وان يعيننا على مزيد من الاجتهاد في الطاعة واداء العبادة وذكره وشكره وحسن عبادته فلا والله لا نحصي ثناء على ربنا سبحانه هو كما اثنى على نفسه وربنا كريم والشهر مبارك والقرآن في رمضان يعني عناية خاصة ننتهج فيها هدي النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه واله وسلم. اللهم اجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك يا ذا الجلال والاكرام. واكتبنا الهي فيمن اسعدتهم بالقرآن في الحياة وبعد الممات. اكرمنا يا رب بكرامة اهل القرآن وشفع فينا القرآن واحشرنا في زمرة اهل القرآن يا حي يا قيوم. نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين جميعا. يا اكرم الاكرمين. اللهم ما تقبل منا الصيام والقيام والدعاء والقرآن وصالح العمل الذي يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في ربنا وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. والموعد ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى مع رمضان. في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه اخر في الجانب التعبدي. نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين