الابتلاء ليس مقصودا به دائما الضر ولا الشر ولا الشدة ولا العسر ولا الضيق. لان الله عز وجل يقول في في كتابه الكريم ونبلوكم بالشر والخير فتنة. ينبغي ان يتسع عندنا مفهوم الابتلاء الرباني الى انه كما يكون بالشر فانه يكون بالخير. فالابتلاء يكون بالصحة كما يكون بالمرض. الابتلاء كما يكون بالفقر يكون بالغنى. الابتلاء كما يكون بالزواج ذرية يكون بالعقم الابتلاء كما يكون بالعطاء يكون بالحرمان. الابتلاء يحصل في كل احوالنا. اذا لابد ان نفهم ان دنيانا هذه معشر العباد جبلت فطرت خلقت على هذا الكدر على الابتلاء على عدم بقائها على صفو دائم ونعيم مستمر فقط لان هذا المعنى جعل للحياة الاخرة لاهل الجنة الذين يكرمهم الله بالنعيم الابدي. فتنفصل هذه المعاني حياة الاخرة باستقلال ولا تشاركها الدنيا الا على معنى الكدر وما يبتلي حياة الناس من تلك الاوجه والله عز وجل قد قال يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم. وقالوا اعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة اذا هي معان تشملها بلا استثناء. ولهذا كان من الادب النبوي في التعوذ من الفتن ان نستعيذ من شرها. اللهم انا نعوذ اعوذ بك من الغلا والوبا والزنا والربا والزلازل والمحن ومن سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن لان بعض الفتن قد تكون وخيرا للعبد لكنه مبتلى فيها على كل حال