ان من عجيب حكم الله وتقديراته التي نتلمس فيها لطف الله وكرم الله ورحمة الله بعباده ورأفته بهم جل جلاله ان الابتلاءات دوما ما تكون محفوفة بالعطايا. وكم في طيات المحن من منح؟ وكم يكون في تلك الابتلاءات من هبات واعطيات حتى لقد قال قائلهم ويك ان العطاء لا يأتي الا على طبق من الابتلاء. اننا اعيش في كل محنة يعيشها الانسان حتى في معاني الابتلاءات الشخصية والخاصة نعيش فيها كثيرا من معاني المنح هذا الخير الذي ساقوا للعباد في جوف الابتلاء يجعلنا نوقن ان الله عز وجل عندما يقدر لعباده في صورة عامة او لبعض في صورة خاصة عندما يقدر سبحانه ابتلاء بالعبد فانما هو ابتلاء محفوف بكثير من الخير والعطاء. والدليل على ذلك ان الله ابتلى صفوة خلقه بل وشدد عليهم في الابتلاء. الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام. ومصداق ذلك في الحديث الصحيح شد الناس بلاء الانبياء. ثم الامثل فالامثل. انما اشتد بلاؤهم لكرامتهم عند ربهم. حتى لا نتصور يا كرام ان الابتلاء بالضرورة دوما ما يكون عقابا او نقمة او سخطا بل قد يكون رحمة وعطاء وقد يكون ايضا في معاني تكفير السيئات ورفعة الدرجات. والله عز وجل قال في شأن داود عليه السلام وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب. وقال سبحانه وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب. فاذا معاني الابتلاء اعم واوسع من ان تكون في سراء او ضراء او خير او شر