التوكل على الله ان تعلق قلبك بالله. ان تتخذ الاسباب وان تدبر ما شئت ان تدبر منها. لكن بعد ان تستجمع من اسباب والوسائل والامكانات فانك تصرف النظر عنها كلها لتعلق قلبك بمسبب الاسباب سبحانه وتعالى. ان هذا الثنائية المطلوب شرعا في المزاوجة والاجتماع بين التوكل على الله والاخذ بالاسباب مطلب شرعي فاما الاقتصار على احدهما واهمال الاخر فهو خلل تأباه الشريعة بحكمتها وبابعادها وبما جاءت به من نصوص في الكتاب والسنة عندما نتحدث عن التوكل على الله فانا نركز على هذا المعنى. ترى هل حقا قد اعملنا في قلوبنا اهل الاسلام معنى التوكل على الله كما يليق بنا بمثل هذه المضائق ان التوكل مع الاخذ بالاسباب ينبغي ان يكون متوازيين. فكلما عظم اخذنا بالاسباب والتدبيرات والاحترازات والاجراءات ينبغي ان يعظم ويزداد معها رصيد التوكل على الله عز وجل. صدقا يا كرام. هل نشعر اننا في جوف هذه محنة وفي طيات هذا الوباء العالمي كورونا. هل نشعر اننا قد بلغ بنا معنى التوكل على الله والانكسار بين يديه والضراعة اليه سبحانه. ما جعلنا نعيش شعورا كاننا في لجة الابتلاء كما يعيشه تماما اولئك المرضى الذين قد اصيبوا بالعدوى فهم يرقدون على اسرة المستشفيات واجهزة التنفس قد غطت وها هم وهم يصارعون الموت وقد تخرج ارواحهم في اي لحظة. صدقا والله هل بلغ بنا معنى التوكل والضراعة ان نعيش ذلك المعنى انت والاعلى الذي يعيشه اولئك المكروبون عفوا ماذا لو كان لك ام او اب اجارنا الله جميعا وحمانا وحفظنا ووالدينا وازواجنا واولادنا. ماذا لو كان لنا زوجة او ام او اب او ابن يرقد مصابا بالمرض بالله عليكم اي شعور ستمتلئ به القلوب من التوكل على الله والانكسار بين يديه بكاء من خشيته والرجاء في رحمته هذه عبادات قلبية ينبغي ان نعيشها وان كنا في مأمن وصحة وسراء وسعة حتى قال ابن قدامة رحمه الله واعلم ان من هو في البحر على لوح ليس باحوج الى لطف الله ورحمته مما من هو في بيته وبين اهله وولده وصدق رحمه الله. الاخذ بالاسباب في شريعتنا معشر المسلمين عقيدة. هو ايضا منطق عقلي ينبغي اليه. اعقلها وتوكل منهج شرعي ان نأخذ بالسبب مع التوكل على الله عز وجل. وقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يورد مورظ على مصح وفي طاعون عمواس وما كان من شأن الصحابة رضي الله عنهم في الانكفاف عن الدخول الى بلد قد حل به البلاء والوباء اخذا بالاسباب اهمال الاخذ بالاسباب غفلة وتواكل. والظن انه توكل محض بل هو عجز عندما يمضي احدنا في دروب الفساد ويقول انه متوكل على الله. هي مكابرة وجهل بل فساد وافساد. عندما ينادي المختصون والمسؤولون بلزوم الدور والبقاء في البيوت والانعزال والتباعد الاجتماعي فهو مطلب للحفاظ على النفس اولا. وحفاظ على الغير ثانيا. هو دفع لهذا وباء واخذ بسنة الاخذ بالاسباب ايها المباركون. نحن امة ربانية ذات منهج شرعي حكيم. اغفال ذلك هو ومضي في طريق الجهالة والعناية التي يظن اصحابها مكابرة انهم سيسلمون وينأون عن ذلك. من ذا الذي قال ان الاخذ بالاسباب يعني ضعفا في عقيدة الايمان والتوكل على الله هو الثنائي المزدوج الذي جاءت به الشريعة بين التوكل على الله سبحانه وتعالى والاخذ بالاسباب