ان من معاني الابتلاءات والايات العظام ما اراده الله عز وجل من رجوع العباد اليه وتضرعهم بين يديه. فلولا اذ جاءهم بأس نتضرع وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. فيتضرعون ويتضرعون حكم الهية يراد ان تعيشها البشرية في طيات المحن والابتلاءات والكوارث العامة والاوبئة التي تجتاح وتقلب دنياهم رأسا على عقب. هذا من اجل ان يفقه البشر ان لهم ربا عظيما ينبغي ان يعودوا اليه. فاذا ما عاشت البشرية في مرحلة من مراحل الحياة طغيانا او اعراضا واستكبارا. جاءتها الايات لتعود الى رشدها وتفيق من فاما اذا ابى الانسان واستكبر واصر على على الاعراض وابى الا النكوص والاستمرار في طريق الغي فانه اب باسوء ما يكون. ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين