حتى ننطلق من تصور صحيح لفهم الابتلاء العام الذي تعيشه الامة بل البشرية كلها فان المدخل الذي يساعدنا على ان نتعامل مع هذه المواقف والمحن والشدائد والصعاب والابتلاءات من منظور شرعي ورؤية واعية تنطلق من نور الشريعة ان نعلم ان الله سبحانه وتعالى وهو الحكيم الخبير وهو الرحيم اللطيف الرؤوف بالعباد ما كان ليقدر عليهم شرا محضا ولا ليعذبهم في هذه الحياة كيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه يناجي ربه والخير بيديك والشر ليس اليك اما يراه الناس ببعض الوان القدر وصنوف ما يمر بهم في الحياة. ما يرونه شرا هو من وجه اذا هو نسبي الشر المحن لن يكون شرا في دنيا العباد لان الله ما اراده كذلك كثير من الابتلاءات المؤلمة التي يتقلب فيها العباد يتضورون الما ويحسون كثير من المصاب والوجع تحمل في وجهها الاخر. كثيرا من معاني الحكمة الالهية والرحمة الربانية والرأفة التي ارادها الله عز وجل بعباده هي دعوة للتأمل في تلك الوجوه التي تحملها الابتلاءات لان الشر المحض لا انسب الى رب العباد جل في علاه