ليس شيء من امور الدنيا المقدرة التي يعيشها العباد تحمل فيها ضرا او كرها ليس شرا محضا بوجه من الوجوه اطلاقا هذا اليقين الجازم الذي نملأ به قلوبنا اهل الايمان جاء يستند الى منطلقين شرعيين مهمين احدهما امامنا الجازم باسماء الله الحسنى وصفاته العلى ونحن نجد فيها من الاسماء التي تقطر معانيها رحمة ورأفة. الرحمن الرحيم الرؤوف بالعباد الله لطيف بعباده. ان ربي لطيف لما يشاء. الحليم الغفور هذه وغيرها من الاسماء الحسنى لها من الاثار التي يتوجب على من امن بها ان يعيشها في حياته اما كان الرحيم بعباده ولا اللطيف ولا الرؤوف جل جلاله ما كان ليعذبهم بشيء من ابتلاءات الحياة واقدارها وان حملت في ثناياها كثيرا من المصاب والالم والتعب والشدة اما المنطلق الثاني فهو صريح النصوص الشرعية التي تخبر بان ما في طيات هذه المواقف من المحن والابتلاءات انما هي لحكمة الهية جليلة ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. هذه حكمة فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا وفي الاية الاخرى وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والظراء لعلهم يضرعون وفي قوله سبحانه وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون هذا التصريح بحكم الابتلاءات وما يصيب العباد من البأساء والضراء جاء صريحا في النصوص الشرعية ليس تعذيبا هو حكمة يراد فيها من العباد ان يعودوا الى ربهم وان يفيقوا الى رشدهم فما زالت الاقدار التي يعيشها العباد وهي ابتلاءات تحمل في طياتها من معاني الرحمة بهم. والرأفة بهم ليعودوا الى ربهم. فسبحانك ربنا ما ارحمك