التوكل على الله مع الاخذ بالاسباب ثنائي تعلمناه في عقائدنا واحكام ديننا معشر المسلمين هذا يعني انه في اي شيء نقصده في حياتنا لابد ان نعقد في قلوبنا توكلا صادقا على الله مسبب الاسباب وان نبذل في مقابل ذلك من الامور المادية المحسوسة من الاسباب التي تقود لنيل ذلك المراد وان انفصال احد الجانبين يعني الاخر خلل في المنهاج الشرعي. جاءت الشريعة ببيانه اليوم فيما نعيشه في هذه الازمة نحن نرى كثيرا من الاسباب المبذولة العلاجات المعقمات كل الاحترازات الطبية والنصائح الصحية غسل اليدين عدم المصافحة العزلة في البيوت التباعد الاجتماعي الى اخر ما بثته كثير من الجهات المعنية حرصا على سلامة الناس وصحتهم وحياتهم ارواحهم وهذا مطلب مهم لا شك فيه لكنه ينبغي ان يقوم بازاء ذلك كلما علا سلم الارتفاع في الاخذ بالاسباب ان يعلو بما يساويه او يزيد عليه جانب التوكل على الله عز وجل في القلوب خشية من ان نقع في الخلل ان نركن الى الاسباب بعيدا عن مسببها او مع ضعف في صدق التوكل على الله. صدقا وانا اسألك انت في صلواتك ودعواتك التي اصبحت اليوم في جوف دارك مع اهلك واولادك هل تجد انك تعيش هذا المعنى في دعواتك في سجداتك في صلواتك في اذكارك وانت تتحصن وتستحفظ بحفظ الحفيظ جل في في علاه انك تركن في توكلك الى رصيد كبير عظيم. ترجو الثبات عليه انت ومن معك وتفضي عليهم بهذا المعنى الكبير التوكل على الله يا كرام والركن الشديد الذي تأوي اليه القلوب عفوا لا تظن ان مرضى المستشفيات والذين قد اصيبوا بالعدوى ومن يتعاطون العلاج هم وحدهم في الازمة التي تحتاج الى تبرع والحاح في الدعاء اسمع الى وصية ابن قدامة رحمه الله تعالى لما يقول واعلم ان من هو في البحر على اللوح ليس باحوج الى لطف الله ورحمته ممن هو في بيته بين اهله وعياله صدقا ليس مرضى المستشفيات والمنومين والذين يتعاطون العلاج احوج كلنا الى رحمة الله فقير والى لطف الله عز وجل محتاج تعقد العزائم وشدوا فيها عرى التوكل على الله عز وجل وثيقة فانها الجانب الاوثق الذي نعمر به تلك المضائق حمانا الله واياكم كل المكاره