ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرف كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله اوقاتكم بطاعته بطيات البحث عن عظمة جلال الله سبحانه وتعالى وتلمسها في اسمائه الحسنى وصفاته العلى يدهشنا اسم عظيم ذو صفة جليلة عظيمة تقشعر لها الابدان صفة العلم واسم الله العليم سبحانه وتعالى احد اعظم اسماء الله واكثرها ورودا في كتاب الله الكريم في نحو مئة وسبعة وخمسين موضعا جاء اسم الله جل جلاله العليم سبحانه وتعالى فضلا عن تلك الايات التي تحدثت عن علم الله والافعال التي تدل على عظمة علم الله سبحانه وتعالى ربنا العليم الحكيم العليم الخبير العليم الذي وسع علمه كل شيء سبحانه وتعالى علم الله جل جلاله واحدة من الصفات التي تحملنا معشر العباد على مزيد من الاذعان والخضوع والانكسار والخشوع والاخبات لربنا العظيم العليم سبحانه وتعالى اجل علم الله بلغ اعظم مما يتصوره البشر او تدركه عقولهم اوما نقرأ في كتاب الله الكريم انه يعلم الجهر وما يخفى فالجهر والاصرار في علم الله سواء لا بل علم الله عز وجل ينال ابعد من الخفاء والاصرار. وربنا سبحانه وتعالى يقول انه يعلم السر واخفى ان الذي اخفى من السر هو حديث النفس هو الهمهمة هو همسها قوى شجونها خواطرنا ربنا عز وجل يعلمها. لانه العليم جل في علاه بلغ علم ربنا سبحانه وتعالى مبلغا لا يمكن ان تدركه عقول البشر ولو اجتهدت في تصور مداه ومن اجل ذلك كانت تلك الايات التي تقرب لنا شيئا من معنى عظمة علم الله سبحانه وتعالى افتح اذنيك عفوا افتح ابواب قلبك وانت تسمع قول ربك سبحانه وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. تعالى الله سبحانه وتعالى علم الله عز وجل صفة توجب عظمة العليم سبحانه سمى نفسه العليم وهو علام الغيوب واحد جوانب عظمة علم الله علمه بالغيب الذي تخفى عنا حجوبه ولا تدركه العقول والابصار وسائر الحواس علم سبحانه وتعالى خلقه قبل ان يخلقهم وعلم ما هم عليه بعد خلقهم ويعلم مصائرهم واحوالهم ومآلات شؤونهم بعد مماتهم يعلم سبحانه وتعالى ما كان وما هو كائن وما سيكون وعلم سبحانه وتعالى ما لم يكن ان لو كان كيف سيكون تعالى الله سبحانه وتعالى ايها الكرام لعظمة علم الله جل جلاله ولعظمة اسمه العليم سبحانه وتعالى. فانه عز وجل اعلى شأن العلم بين عباده ورفع قدره وخص اهله بكثير من الخصائص والعطايا والمناقب والهبات وما علم البشر مجتمعا منذ ان خلق الله ادم عليه السلام الى قيام الساعة الا كذرة في هباء. قال الله سبحانه وما اوتيتم من العلم الا قليلا وفي صحيح البخاري لما صعد موسى عليه السلام مع الخضر على ظهر السفينة رأيا عصفورا على سطح البحر فنقر نقرة او نقرتين قال الخضر لموسى عليه السلام ارأيت علمي وعلمك فانه ما نقص من علم الله الا كما نقص ماء البحر من نقرة هذا عصفور لا تجهد نفسك لن يبلغ تصورك ولا فكرك ولا خيالك سعة علم الله عز وجل. ولا يحيطون به علما اذا ما امتلأت الصدور ايها الكرام بعظيم علم الله سبحانه وتعالى فانه يورثنا ذلك اذعانا واخباتا يقيننا بعظيم علم الله بذواتنا. باحوالنا بحركاتنا وسكناتنا باقوالنا وافعالنا. يأسر قلوبنا والله عبودية لربنا العليم جل جلاله. فاذا نحن مقبلون على رب اعلم بنا من انفسنا واعلم بسرائرنا ودواخلنا بل هو سبحانه اعلم بحاجاتنا وهذا من عجيب جوانب علم الله الست تدعو الله تسأله حاجتك؟ فربك اعلم بك منك بحاجتك واعلم بمقصدك من مطالبك. فاذا به يكتب لك خلاف ما طلبت وسألت ودعوت لانه يعلم مرادك ومطلبك الذي من اجله سألت ثم ان علمنا ايها الكرام بعظمة علم الله في خلقه وكونه وتدبيره وعظمته في مخلوقاته يحملنا ايضا على مزيد من الافتقار الى الله والايمان بانه وحده جل جلاله لعلمه الذي احاط بكل شيء هو الذي ينبغي ان يعبد وان تخضع لها القلوب وان تذل له العباد وان يعلم الجميع ان لنا ربا عظيما عليما جل في علاه. علمه لا يدان وتقديره وتدبيره سبحانه وتعالى كفيل بتحقيق مصالح العباد ومرادهم عظموا ربكم يا كرام بعظمة اسمائه وصفاته وعظموه بعلمه جل جلاله. علمه الذي احاط بكل شيء ووسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم علم شأن الخلق وعلم حوائجهم وعلم مصائرهم وعلم مواقعهم في الاخرة فريق في الجنة وفريق في فافزع الى ربك الكريم واطرق باب ربك العليم وتوسل اليه سبحانه وتعالى بعلمه وقدرته وبعظمته وحكمته ان يكفيك ما اهمك وان يرزقك ما تتمنى وفوق ما تتمنى ولن تجد نفسك اكثر غنى وانت ملتجئ بباب ربك الكريم سبحانه وتعالى. ولن تجد نفسك الا وانت اكثر اذا عند التجائك بباب الكريم وتوسلك باسمه العظيم العليم سبحانه وتعالى. تعالى الله جل جلاله سبحانه انك ربنا ما اعلمك لا نحيط بعلمك وقد احصيت كل شيء عددا سبحان من علم وقدر ورزق وخلق وهدى. وصل يا ربي وسلم على النبي المصطفى محمد واله وصحبه وسلم