ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرف كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته اطيب تحية وازكى سلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زالت بنا اسماء الله الحسنى تزيدنا ايمانا وتملأ قلوبنا بربنا عرفانا ونتقلب في ظلالها معاني تملأ الوجدان حبا لربنا سبحانه وتعالى وخوفا منه واجلالا وتعظيما كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ربنا عظيم وعظمته تتجلى في كل اسم من اسمائه وفي كل صفة من صفاته فله الاسماء الحسنى صفات العلا اسم ربنا سبحانه وتعالى المحسن وان لم يرد في كتاب الله الكريم هذا الاسم الصريح منسوبا الى الله جل جلاله الا انه قد ثبت في السنة اسم الله عز وجل المحسن في حديث الصحيحين ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته فيما اخرج بعض اصحاب السنن هذا الحديث بالفاظ متقاربة صحح الالباني رحمه الله تعالى منها الفاظا في مثل قول صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى محسن وفي لفظ ثان ان الله محسن يحب الاحسان. وثالث ان الله محسن يحب المحسنين ربنا محسن امة الاسلام وهو اسم فاعل من الفعل احسن من الحسن وهو ضد القبح وها هنا في هذا الاسم الكريم العظيم الذي يملأ القلوب لربنا جلالا وتعظيما وحبا. هذا المعنى يدور على اثنين احدهما معنى الحسن وهو الجمال والجلال فربنا عز وجل احسن موجود في هذا الوجود ذاته اجمل الاشياء واحسنها. واسماؤه احسن الاسماء واكملها. وافعاله سبحانه وتعالى احسن الافعال اطلاقا وكل حسن في هذا الكون في شيء من خلقه على اوسفل فانما هو من اثار صنعته. صنع الله الذي اتقن كل شيء لان كل جميل في هذا الوجود فمن جمال الله وكل حسن تلحظه العيون وتأنس به القلوب وتبتهج به الصدور. فانما هو اثر من اثار حسن ربنا جل جلاله تتعلق القلوب بالجمال وتأسر الابصار والاسماع والقلوب. كل دواعي الجمال. فلا شيء ينبغي ان يأسر القلوب اعظم من جلال الله وحسن الله وجمال الله هذا المعنى العظيم الذي هو حسن ربنا سبحانه وتعالى نجده في مثل قوله ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. فربنا سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته في افعاله واقواله في ذاته وربوبيته والوهيته وكل شيء متصل بعظمة ربنا وجلاله انما هو في الكمال والجلال حسنا وجمالا يملأ القلب هذا المعنى فيفيض حبا لله بل تؤسر القلوب اجلالا لهذا الجلال والجمال والحسن المنسوب الى ربنا عال الله وتبارك وتقدس اما المعنى الاخر الذي يدور عليه وصف الاحسان فهو الانعام فربنا محسن لانه ذو الانعام المطلق الكامل على خلقه جل في علاه. ربنا احسن الى خلقه ولهذا قال الذي احسن كل شيء خلقه. فتبارك الله احسن الخالقين لا خلق احسن ولا مخلوقا من خلق الله شيء ينزل عن مرتبة الاحسان لان الخالق سبحانه وتعالى محسن منعم رب الى خلقه منعم بايجادهم فاحسن خلقهم. منعم بتدبير شأنهم ومحسن اليهم يحسن الله الى خلقه فيسوق ارزاقهم. يحسن الله الينا في كشف عنا الكربات. يحسن الله الينا فتتوالى لا علينا النعماء والسراء والرخاء يحسن الله الينا فتنفرج الصدور وتبتهج القلوب وتأنس فيحل ساعدوا والانس والفرح يحسن الله الينا. فاذا بكثير مما تكرهه النفوس عما قريب ستنجلي. احسانا من الله يحسن الله الى عباده احسانا عاما لا يخرج شيء منه لا يخرج شيء عن الخلق منه. فيحسن الله الى به اجمعين ولنا احسان هو اخص باهل الايمان والتقوى والعرفان الذي يعرفون به ربهم فيؤدون حقه. ان الله مع المحسنين. ان الله يحب المحسنين. احسان الله الى اهل الايمان الطف واكرم واجمل فيفيض عليهم سبحانه وتعالى من احسانه. واعظم وجوه احسانه سبحانه الى اهل الايمان من طاعته ذلك النعيم والانس الذي يجدونه في صدورهم في قلوبهم فرحة بربهم. ارأيتم احسانا اعظم لذة الطاعة التي يجدها القوام في قيام الليل والباقون في جوف الاسحار والخاشعون من عظمة الله سلهم عن السرور نعيم الذي يخالط قلوبهم. والذي يحتويهم من كل جانب. هو والله احسان من الله عز وجل. ينزل المطر ينبت الزرع احسانا يسقينا سبحانه ويطعمنا احسانا يشفينا من اسقامنا ويفرج همومنا احسانا. ربنا عظيم محسن. اقبال القلوب على رب محسن عظيم تجعلها اكثر افتقارا اليه والحاحا عليه وطرقا لبابه ولزوما عند اعتابه. ربنا محسن. استلهام هذا المعنى عند رفع الايدي في الدعاء او وضع الجباه في السجود لاستنزال المطالب ورفع الحوائج يجعلنا اكثر صدقا في طلب ما عند الله سبحانه لانه محسن يا قوم احب الله الاحسان واحب المحسنين لانه محسن فلا يراك الله الا محسنا. وقد كتب الاحسان على كل شيء. احساننا في حياتنا يجعلنا اكمل ايمانا. حسبكم ان اعلى درجات ديننا الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك احساننا طرف من معاني احسان ربنا الى خلقه. احسنوا ان الله يحب المحسنين. وعلقوا قلوبكم بربكم المحسن في علاه والسلام عليكم ورحمة الله