ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرف كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بواحدة من اعجب معاني صفات الله سبحانه وتعالى واسمائه الحسنى لاتصالها الشديد بمعاش العباد وحياتهم واقواتهم وارزاقهم اسم ربنا الكريم سبحانه وتعالى الرازق والرزاق ومع ان هذا الاسم الكريم العظيم لله جل جلاله وتقدست اسماؤه لم يأت الا مرة واحدة في القرآن الكريم وفي خاتمة سورة الذاريات تحديدا في سياق قولي انا في سياق قول ربنا سبحانه وتعالى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ربنا رازق كريم سبحانه وهو اسم فاعل من الفعل رزق وكل ما ينتفع به المخلوق ويقتات عليه او ينفعه في معاشه فهو رزق ومانحه وموصله الى خلقه رازق سبحانه وتعالى والرزاق صيغة مبالغة فالله كثير العطاء بالارزاق وتقسيمها للخلائق واعطائهم ما يحتاجون اليه من ارزاقهم هذا الاسم الذي جاء منفردا في كتاب الله الكريم عضدته ايات كثيرة ينسب فيها فعل الرزق الى الله جل جلاله في مثل قوله سبحانه وتعالى في سياق الاستفهام التقريري قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون ومثل قوله سبحانه وتعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. وقول ربنا سبحانه وتعالى وكأي من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها او اياكم وهو السميع العليم احبتي الكرام ربنا الرزاق سبحانه تكفل باقوات العباد وارزاقهم ليس منذ خروجهم من بطون امهاتهم بل وهم اجنة في ارحام الامهات في الصحيحين ان الله يبعث الملك فينفخ في الجنين الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد يا امة الاسلام ارزاقنا مقسومة كما ان اجالنا محتومة وكلاهما قد قضي قبل ان نخرج من بطون الامهات في ظلمات ثلاث الى هذه الدنيا الفسيحة فعلام يفوت هذا اليقين عندما نسعى في طلب المعاش والبحث في اكناف الارض ومهادها عن رزق كتبه الله وساقه الينا ربنا الرزاق سبحانه والرزق بيده ومفاتيح الاقوات عنده سبحانه. وقدر فيها اقواتها. هذا لما خلق الارض ليس قبل ان يخلق الخلق فقط انه انه رازق كريم ومن سعة غناه وفضله وكرمه يرزق عباده اما ان الرزق رزقان معشر المؤمنين فرزق معنوي هو رزق الارواح وقوتها ورزقها هو علمها بالله ومعرفتها والوحي هو الذي تقتات عليه لانها المادة التي منها خلقت الارواح وهي النفخة الالهية التي كانت في جوف ابينا ادم عليه السلام والرزق الاخر حسي وهو الذي تقتات عليه الابدان سواء كان طعاما او كان مالا او كان شيئا من متاع الدنيا واثاثها الفاره ومتعها المتعددة اصنافها والمختلفة الوانها اما احد الرزقين فهو عام وربنا رازق يعطي خلقه المؤمن والكافر والبر والفاجر بل الادمي والبهائم انه رزق الابدان. الاقوات الطعام الذي به نحيا ونعيش ندب على وجه الارض يقودنا الجوع ويحثنا العطش بحثا عن رزق الله عز وجل فذاك رزق يستوي فيه الخلق اجمعون. وربنا الرازق ما خلق احدا من خلقه الا وقد هيأ له رزقه. وثبت في الحديث صحيح ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب. يا قوم الرزق عند الله فهو الرزاق سبحانه. وعندما يؤمن احدنا بهذا المعنى العظيم لهذا الاسم الكريم لربنا الرزاق سبحانه وتعالى يحملنا على معنيين عظيمين كلاهما يوطن السكينة في النفوس ويزيدها ثباتا واستقرارا وتعلقا بالله اما احدهما فتعليق القلوب بالله طلبا بواسع فضله وكريم عطائه لانه الرزاق وموسى عليه السلام لما سقى المرأتين واوى الى ظل شجرة قال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فجاءه الرزق من اوسع ابوابه. انها النبوة التي شرفها الله تعالى التي شرفه الله تعالى بها هذا الرزق يقودنا الى هذا المعنى الكبير. واما المعنى الاخر فهو قطع القلوب عن تعليقها بغير الخالق الرزاق بان كل ما سوى الرزاق في سبيل الحصول على الرزق لن يعدو ان يكون سببا فتعليق القلوب بالاسباب حمق وسفه وطيش وقلة فهم ووعي وادراك. اجل البحث عن الاسباب مطلب والسعي في تحصيلها مكسب. لكن تعليق القلوب بمخلوق لا يملك من ارزاقنا شيئا هو تمام الغفلة واما الرزق الاخر الخاص وهو رزق الاقوات والارواح الذي خص الله به اهل الايمان. وجعل رزقهم واقواتهم في ما اتاهم من الوحي في القرآن فانه الرزق الحقيقي الباقي السرمدي. فانا اذا اوينا الى قبورنا وفرشت في التراب اجسادنا فان الاجساد تبلى وتفنى والارواح تبقى فالعناية برزق وقوت ما يبقى ويعيش بعدنا اولى من العناية بالاخر. وكلاهما لا غنى عنه ايها الكرام في ظل ايماننا بالرزق الذي تكفل الرزاق به سبحانه ينبغي ان تتسع النظرة لامر ربما غاب عن اذهان الكثيرين منا. وذلك عندما يحصر مفهوم الرزق في صورة جزئية واحدة كدة منه فقط ويغفل النظر عن ابواب الرزق كافة مخطئ من ظلنا ان الرزق منحصر في رزق مال ومتاع وظل يستبطئ الرزق لظنه انه لما تأخر عنه المال وضاقت يده وظلله الفقر برداءه ان قليل رزق في الوقت الذي تناسى فيه رزق الله عليه في زوجة وولد وصحة وعافية بدن وسلامة عيش وبعد عن الهموم. نعم. قد يكون فقير المتاع والاثاث قليل المال. لكنه واسع الرزق في ابواب كثيرة العقول ارزاق والاخلاق ارزاق. وسعة العيش رزق وطمأنينة النفس وانشراح الصدر رزق. السلامة من الهموم والافات رزق كبير. افتحوا اعينكم جيدا في انحاء حياتكم. وتلمسوا فيها جوانب كثيرة تجدون فيها يا ظلال الرزق واسعة. وتقلبوا في اكنافها واشكروا الرزاق سبحانه والتمسوا فضله وقفوا عند بابه والحوا عليه في الطلب والدعاء فانه سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب تاب اما التفتنا عندما قالتها تلك المرأة الصالحة مريم ابنة عمران. عندما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب وعلى الفور ادرك النبي الكريم هذه اللفتة. قالت الاية هنالك دعا زكريا ربه وكان الرزق الذي ينشده الولد قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فجاءت الاجابة على الفور فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى علقوا قلوبكم بالرازق سبحانه وافتحوا اعينكم على عموم فضله ورزقه. واشكروه على نعمه والتزموا طاعته ونوره هداه يفيض عليكم من الائه ورزقه ما تتمنون وفوق ما تتمنون وسع الله لنا ولكم في الارزاق والاقوات وبارك لنا فيها. واوزعنا شكر نعمه التي انعم بها علينا وعلى ايدينا وادخلنا واياكم برحمته في عباده الصالحين