ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرف كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته سلام عليكم ورحمة الله وبركاته طابت اوقاتكم وعمرت بطاعة الله تعالى ومرضاته اسم الله سبحانه وتعالى الحليم من الاسماء المحببة الى نفوس العباد ايمانا منها برب كريم عظيم يغفر الذنب ويصفح ويقبل التوبة سبحانه وتعالى نحن معشر البشر جبرنا على التقصير والخطأ والنسيان والعصيان ولا احب الى قلوب العباد من صفة تملأ قلوبهم لربهم بمعنى العفو والتجاوز والصفح والغفران ربنا الحليم سبحانه المتصف بالحلم وهي الاناة وعدم الاستعجال تأملوا يا كرام فان ربنا سبحانه وتعالى رغم عظمته وقدرته وجبروته وقدرته سبحانه على الانتقام الا انه مطلع على عصيان العصاة وكفر الكفرة والتقصير المذنبين وعصيان المخطئين وتجاوز المسيئين علم وقدرة على الانتقام الا انه جل جلاله يمهل ويعطي لعباده متسعا ويزيد في اجالهم بل الاعجب ان حلمه سبحانه وتعالى بهم يمدهم بارزاق وهم على عصيانهم بالله جل جلاله فتعالى الله ما احلمه سبحانه وتعالى يا كرام في اخلاق البشر نستعظم صفة الحلم بين البشر ونراها من صفات السيادة والعز والسؤدد التي لا تليق الا باشراف الناس وكبرائهم وعظمائهم يوصف انسان بالحلم فيعفو لا يستفزه طيش طائش ولا جهل جاهل ولا يطيش عقله بخفة في موقف وحادث له من الرزانة وسمو النفس وبعد النظر بل والقدرة على الجام النفس عن الطيش وردود الافعال ما يسمو وبه بين الناس فكان ولا يزال ذوو الحلم اهل سادة في اقوامهم اهل سيادة في اقوامهم وعز ورياسة وهم لذلك اهل ارأيت كيف يسمو فينا الحليم بحلمه؟ وهو حلم انسان بشر مثلنا يعتريه من النقص والقصور ما يليق بالبشر في الجملة بالله عليكم ما الظن بحلم الحليم سبحانه الذي لا يضرب له المثل جل في علاه ولله المثل الاعلى انما اردنا تقريب الصورة لنقول ان حلم ربنا عز وجل يأخذ بنا في مدى فسيح يعطي لاحدنا فسحة فيما بقي من عمره ان يتوب الى رشده ان يعود الى ربه ان يقترب منه اكثر ان يعلم ان ربه العظيم الحليم سبحانه وتعالى يمهله ولا يعجل عليه بعقوبة ولا مؤاخذة تأملوا قول ربكم عز وجل في مثل قوله سبحانه ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ما ترك عليها من دابة قم بظلمهم مستحقون للافناء ولازالة من على وجه الحياة واخلائهم من هذا الوجود لكنه حلم الله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى. فاذا جاء ااجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقريب منه قول الله سبحانه ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم فنذروا الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ومثله ايضا قول الله سبحانه وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب هذه رحمة الله وهذا حلم الله ما احظانا امة الاسلام عباد الله بحلم ربنا سبحانه وتعالى ليس يسلم احد منا من ذنب ولا قصور ولا معصية لكن الذي يعينه على التوبة والاوبة والرجوع وتصحيح المسار علمه بحلم ربه سبحانه الركون الى صفة الحليم بحلمه عز وجل يفيض على قلوبنا فسحة في الامل وتعظيما في الرجاء. وربنا الغفور ذو الرحمة. ونلتمس رحمة الله المتضمنة في حلمه. ومغفرته وعفوه ورحمته الواسعة التي امهلنا بها يمسي احدنا على ذنب وخطيئة ويصبح في عافية بدن وسعة رزق ورغد من العيش ويصبح كذلك ويمسي في مثلها ان العاقل الفطن والمؤمن اللبيب ليدرك ان امهال الله بحلمه ليس مرادا به الرضا عن حاله وشأنه. لكنه حلم الله الذي يمهلنا. فسرعان ما يعود المؤمن الرشيد العاقل الى ربه فيتوب ويؤوب ويدرك ان امهال الله وحلم الله ورحمة الله هي التي وسعتنا. وذلك ثقوا بنا معشر العباد مع رب كريم عظيم لا يدرك ذلك الا قلوب مؤمنة فقهت معنى اسم الله الحليم. رزقني الله واياكم اوسع الفقه في اسمائه وصفاته. واتنا واياكم حسن العمل بما اقتضته من معان عظيمة نتفيأ ظلالها في رحمته وكرمه وعفوه واحسانه سبحانك ربنا ما احلمك وصلي يا ربي وسلم على عبدك ورسولك محمد واله وصحبه اجمعين