ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرض كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زالت اوقاتنا عامرة بطاعة الله ولا زالت قلوبنا مغمورة بفضل الله ورحمته ومغفرته ايها الاحبة الكرام اسم ربنا جل جلاله الغفور احد تلك الاسماء التي تأسرنا معشر العباد ليس لاننا مفطورين مخلوقين على الخطأ والذنب والمعصية والقصور وليس هذا فقط لاننا لا يخلو حالنا من تقصير في جنب الله فقط بل لان هذا الاسم ما زال يقطر من معاني الرحمة والفضل والعفو الالهي ما يجعل القلوب ترق لباريها وتقترب من خالقها وهي تبحث عن وجوه الرحمة الفائضة والمغفرة الواسعة يقترن كثيرا اسم الغفور في كتاب الله باسم الرحيم وهنا يتبين جليا ان هذين الاسمين فيهما من وصف المغفرة والرحمة التي ارادها الله عز وجل بنا اه معشر العباد والله ما خلق الله خلقا ليعذبهم ومع خلقه جهنم وفيها نار تلظى. يعاقب بها العصاة والكفرة. ومن تعدى حدوده فانما هي عقاب من لا يصلح لهم الا ذاك لكن هذا الاسم الذي يتجاوز التسعين مرة في كتاب الله ما زالت الايات تأتيك في كل سورة تحمل هذا الاسم الكريم التي توقظ في قلوبنا ايها العباد الرجوع الى الله اه والاقتراب من مغفرته والبحث عنها بادنى طريق. اي والله بايسر طريق ننال مغفرة الله ولو بتحريك السنتنا استغفر الله نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم ما الطفها والله ما احلاها على القلوب وهي تنزل فتحيط بها وتحتضنها وتحويها وقد جاءت مرادفة لها وان عذابي هو العذاب الاليم يستقر في القلوب هذا التوازن العظيم. امام رب كبير عظيم جل في علاه. نحبه اشد الحب ونخاف منه اعظم الخوف لانه الله وربنا الغفور جل جلاله قد قال لنا في كتابه واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى هو غفار سبحانه. وجاءت هذه الصيغة وفيها المبالغة بكثرة المغفرة وليس هذا باستنباط يحتاج الى اكثر من صريح الاية الاخرى. ان ربك واسع لمغفرة رحماك ربنا اي سعة هي لمغفرتك تنبهوا فليس والله المقصر والمذنب والفاجر والشقي هو الاحوج الى مغفرة الله. بل كلنا في هذا الباب سواء لولا مغفرة الله لهلكنا ولولا عفو الله لافتضحنا. نحن في كنف مغفرته ورحمته ما زلنا ندرج في طريق العبودية والتقرب اليه سبحانه وتعالى سعة مغفرة الله تطمع العبد في الاقتراب من الله مهما اذنب واخطأ واسره الشيطان بشهوة او شبهة لانه يعرف ان ربه غفور سبحانه وتعالى واسمعوا هذا النداء المعدود في القرآن في ارجى اية في كتاب الله. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم هي تماما في سياق معنى قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اخي اخيتي اي ذنب انت صاحبه اي خطيئة تظن انك اقترفتها اي معصية ما زالت تحرق قلبك وتقظ مضجعك افق واقترب فان لك ربا غفورا. يقول جل جلاله في الحديث القدسي مخاطبا اياي واياك وجميع العباد يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ما اعظمك ربنا وما اوسع مغفرتك ما ارحمك ما احلمك ما اجل عطاءك واعظم مغفرتك ورحمتك يا كريم ايها الكرام امة الاسلام احدنا لن يعيش معصوما في دنياه واعظمنا صلاحا واكثرنا تقوى من قلت ذنوبه وخطاياه لكننا نبقى في الجملة في تقصير وذنب وعصية والطريق الى ذلك في سلوك درب الاستغفار. وقد قال لقمان الحكيم في وصية لابنه يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فانك لا تدري متى تصيب المغفرة وقد قالها ايضا حكيم من حكماء الامة الحسن البصري رحمه الله لما قال اكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقاتكم وفي اسواقكم وفي مجالسكم فان لله ساعات تتنزل فيها المغفرة لله ساعات لا يرد سائلا. فمن عود لسانه الاستغفار اصاب خيرا. قالتها امنا عائشة رضي الله عنها طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا تقولوا استغفر الله واجعلوها ديدن السنتكم هكذا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يكثر في المجلس الواحد من الاستغفار حتى يحصوا له في المجلس سبعين استغفارا او مائة مرة يستغفر فيها الله. هي من الله التملق الى رحمته واستنزال عفوه ومغفرته عندما تحل المغفرة بساحة احدنا يعيش الحياة الحقيقية الطيبة ويأنس غدا بعفو عظيم ورجاء كبير. من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. سبحانك ربنا انت اهل التقوى واهل المغفرة. والسلام عليكم ورحمة الله