يشدو قلب حلق سعادة. يبعث في الاكوان الا احنا الى باب يدني منه الروح فتخفق سكنى فمن ينبض حبا يرجو ام يحصد في الاخرى عنا مد بعينك دربا يا ابدي. نورا وتأمل في المعنى اشعل فكرك خافقا يروي كل حنايا قلبك مثنى. شاغف وحكى قربا وعرف اسماء الرحمن الحسنى. اسماء الرحمن سلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله اوقاتكم بالمسرات بعث الله نبيه نوحا عليه السلام الى قومه فاجتهد كاشد ما يجتهد الانبياء عليهم السلام في دعوة اقوامهم وهدايتهم الى الايمان بالله جل جلاله مكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. ما ترك عليه السلام سبيلا ولا منهجا الا سلكه. دعا قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا. فما زادهم ذلك الا فرارا. كما حكى الله عنه. ولما ايس وتجاوزوا حدهم في الطغيان والتكذيب والاذى والعناد. توسل بالنصير سبحانه دعا ربه اني مغلوب فانتصر قال ربي ان قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا. ونجني ومن معي من المؤمنين. استجاب له النصير وسخر له جند السماء والارض فاس قال الله عز وجل ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا. فالتقى الماء على امر قد قدر كان المشهد في نهايته نصرا عظيما لان النصير تكفل بنبيه عليه السلام قال الله سبحانه وتعالى فاخذهم الطوفان وهم ظالمون فانجيناه اصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين الم ترأنا الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ويريدون ان تضلوا السبيل الله اعلم باعدائيكم. وكفى بالله لله وليا وكفا بالله نصيرا في اربع مرات في القرآن الكريم جاء اسم ربنا سبحانه وتعالى النصير ومع ان النصير صيغة مبالغة بمعنى ان الله كثير النصرة سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فانها جاءت في القرآن مرتين. مقترنة بقوله سبحانه وكفى بالله نصيرا وكفى ربك هاديا ونصيرا وجاءت مرتين مقترنة بالمدح المشتمل على كمال المعنى ونعم النصير فالله عز وجل يتولى نصرة عباده بهذه الصيغة التي تشتمل على المبالغة المبالغة كما وكيفا. فمهما كثر العدو وتنوعت وسائله يبقى الرب النصير سبحانه وتعالى كافيا عباده اهل الايمان في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا غزا قال داعيا متوسلا مستنصرا بربه النصير سبحانه وتعالى. اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول وبك اقاتل. انه يستنزل النصر بهذه الكلمات متوسلا بهذا الاسم العظيم النصير وفي صلح الحديبية لما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع سائر الصحابة يعيش صدمة الموقف غير المتوقع فقد جاءوا محرمين بالعمرة لكن قريشا تعنتت وابت وفرضت في شروط الصلح ان يرجع النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه معه ذلك العام ولا يدخل مكة على ان يعودوا بالعمرة في العام القادم جاء عمر رضي الله عنه محاورا قائلا يا رسول الله الست نبي الله حقا قال بلى صلى الله عليه وسلم قال السنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى صلى الله عليه وسلم فقال عمر فعلام نعطي الدنية في ديننا اذا فقال صلى الله عليه واله وسلم اني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري مم مع ان اسم النصير سبحانه وتعالى ما جاء الا في تلك المرات الاربعة في القرآن الكريم الا انه جاء بالمصدر منسوبا الى الله وبالفعل الذي يحمل ايضا معنى النصرة التي يتكفل الله عز جل بها لعباده ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء. وهو العزيز الرحيم قد يتبادر الى الذهن ان النصرة هنا هي النصر على الاعداء بتمكين اهل الايمان وتثبيتهم وكتابة الغلبة لهم على عدوهم وهزيمة عدوهم في ميادين اللقاء وفي ساحات المعارك وعلى ارض الجهاد. نصرا تتم به الفتوحات ويؤسر به ويغنم ما معه من سلاح ومال وعتاد وهذا صحيح لكن الحصار النصرة في هذا المعنى تضييق لمعنى اوسع من ذلك بكثير الا ان نصرة الله عز وجل لعباده تكون بتثبيت اقدامهم على مرضاته على طاعته بالثبات على الحق وعدم التزحزح او التراجع او الانعكاس الباطل او الاستجابة لمطالب الطغاة والمكذبين لله ورسله المحاربين لدينه واوليائه. نعم فثبات المؤمن على ايمانه وتثبيت الله عز وجل له نصر كريم من رب نصير سبحانه وتعالى قتل اصحاب الاخدود وحكى القرآن ذلك المشهد في ابادتهم وحرقهم عن اخرهم فما بقي منهم احد لكن الله قال ذلك الفوز الكبير كان فوزا والمحرقة التي كانت رغم ثباتهم على الحق وايمانهم وعدم استجابتهم لضغوط الكفر والباطل كانت نصرا مؤزرا. النصير سبحانه يلهم النفوس المؤمنة ثباتا على الحق النصير سبحانه وتعالى يجعل العبد مهما كانت اوضاعه في ضعف وظروفه في تراجع يجعله وقوته التي يمده بها سبحانه وتعالى اكثر قوة فينتصر. ينتصر اولا على نفسه الامارة بالسوء على الهوى الذي ينازعه في داخله على الباطل الذي يراوده على شيطانه الذي يؤزه نحو المعاصي والمنكرات ازا ينتصر اذا ثبت على الحق فكانت صولة على شيطانه وهواه ونفسه الامارة بالسوء. ينتصر عندئذ على في ميادين اللقاء وتكون الكلمة لله وترفع راية الاسلام خفاقة النصر صور شتى. والالتجاء الى رب مع استشعار هذا المعنى والتوسل به في الدعاء واستنزال النصر من الله عز وجل باعلى مراتبه اوسع مفاهيمه يكتب لاهل الايمان حياة ملؤها السعادة والثقة والثبات المنطلق من تعظيم لرب عظيم مصير سبحانه وتعالى يشدو قلب حلق سعادة. يبعث في الاكوان الا احنا الى باب يدني منه الروح فتخفق سكنى ومن ينبض حبا يرجو. ان يحصد في الاخرى عنا رد بعينك دربا يبدي. نورا وتأمل في المعنى اشعل فكرك خافقا يروي كل حنايا قلبك مزنى. شاغف وحكى قربا وعرف اسماء الرحمن الحسنى. اسماء الرحمن مثنى