يشدو قلب حلق سعادة. يبعث في الاكوان الا احنا الى باب يدني منه الروح فتخفق سكنى فمن ينبض حبا يرجو ان يحصد في الاخرى مد بعينك دربا يبدي. نورا وتأمل في المعنى اشعل فكرك خفقا يروي كل حنايا قلبك مثنى. شاغف وحكى قربا وعرف اسماء الرحمن الحسنى. اسماء الرحمن مرحبا بكم ايها الكرام تحكي كتب التاريخ والسير ان الخليفة هارون الرشيد رحمة الله عليه خرج يوما في رحلة صيد فمر على رجل يقال له بهلول قد اعتزل الناس وعاش وحيدا فقال عظني يا بهلول قال له اين اباؤك واجدادك من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابيك قال هارون قد ماتوا قال فاين قصورهم؟ قال تلك قصورهم قال فاين قبورهم؟ قال هذه قبورهم قال ابو هلول تلك قصورهم وهذه قبورهم. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم قال هارون الرشيد صدقت زدني قال له بهلولي قصورك في الدنيا واسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع فبكى هارون رحمه الله وقال زدني قال له بهلول قد ولاك الله فلا يراك في تقصير او تفريط فزاد بكاء هارون الرشيد رحمه الله وقال زدني فقال له ابو هلول هب انك ملكت كنوز كسرى وعمرت السنين فكان ماذا اليس القبر غاية كل حي؟ ويسأل بعده عن كل هذا قال اجل ثم بكى وزاد بكاؤه قيل فقطع رحلة صيده تلك وعاد ثم لزم الفراش مريضا حتى وافته المنية. وصدق الله انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون لم يأت اسم الوارث سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الا بصيغة الجمع في مثل قوله تعالى وانا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون وفي قوله سبحانه وتعالى وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها. فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا انا نحن الوارثين وقول الله سبحانه وتعالى في دعاء زكريا عليه السلام وزكريا اذ نادى ربه رب بلا تذرني فردا وانت خير الوارثين الوارث الباقي بعد فناء الخلق سبحانه وتعالى فيرث السماوات والارض بعد فناء اهلها وينتهي اليه وحده جل جلاله الملك اكمله مطلقا. انا نحن نرث الارض ومن عليها. قال الطبري رحمه الله تعالى وذلك بان نميت كل حي فلا يبقى سوانا اذا جاء ذلك الاجل وقال الزجاج رحمه الله كل باق بعد ذاهب فهو وارث الله عز وجل الوارث وهذا الاسم الكريم يدل على بقائه سبحانه وعلى ديمومته وعلى قيوميته جل في علاه فهو سبحانه باق بعد فناء الخلق وزوالهم. من في السماوات ومن في الارض. وهو سبحانه خير الوارثين فيرث الارض ومن عليها ولا يبقى في ملك ما كان في الظاهر ملكا للعباد الاله سبحانه وحده لا شريك له ربنا خير الوارثين. وهو سبحانه وتعالى يرث الارض ومن عليها. واليه وحده سبحانه وتعالى كلهم يرجعون لما توعد فرعون وارعد وارغد وازبد وجعل يلاحق موسى عليه السلام والفئة المؤمنة معه قال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون عمد نبي الله الكريم موسى عليه السلام الى زرع الثقة في قلوب اتباعه من اهل الايمان وملئ صدورهم ثقة ويقينا وتفويضا الى الله جل جلاله قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده ان معنى الوارث الذي يمنح النفوس المؤمنة ثقة وطمأنينة وركونا الى الله واستعانة بنصره وقوته وغناه سبحانه وتعالى اما انه من المفاهيم التي تستدعي تصحيحا في ضوء ما نفهمه ونؤمن به من اسماء ربنا الحسنى وصفاته العلى ان ندرك ان ملكنا يا بني ادم لما ملكنا الله اياه في هذه الحياة ملك ليس يعتريه الا النقص والزوال. لانه ليس ملكا حقيقيا. او ما سمعتم ربنا يقول وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فنحن وما نملك في الدنيا الا مستخلفون عليه ولسنا نملكه على الحقيقة. بل المالك حقا هو الله واما تصرفاتنا في الحياة فملك لحظي مؤقت ناقص ناقص من حيث الكم. فمهما اتسع الا انه محدود في حدود ما منح الله ووهب ناقص من حيث القدرة ايضا على التصرف والاستعمال قدرا وشرعا. ثم هو لحظي مآله الى الزوال. وانتقاله والى الورثة او ما ادركنا ان الوارث سبحانه مالك على الحقيقة ملكا وملكا لا يتغير ولا يزول ولا ينتهي فهو الملك الحقيقي عندما تؤمن النفوس بمعنى اسم الوارث سبحانه وتعالى تستلهم تسأل تطلب من ربها الوارث سبحانه ما شاءت من حاجاتها من مقاصدها من رغباتها في هذه الدنيا وفي الاخرة. اما الاخرة فالمطلب الاعظم الذي يرثه العباد من ربهم الوارث سبحانه وتعالى. تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا اما الفردوس فقد قال الله سبحانه وتعالى وهو يذكر صفات اهلها من المؤمنين ارباب الفلاح قال اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس قم فيها خالدون فسلوا الله الوارث ان يبوئنا واياكم ووالدينا ووالديكم وذرياتنا والمسلمين اجمعين منازل الفردوس بفظله وكرمه العظيم يشدو قلب حلق سعادة. يبعث في الاكوان الا احنا الى باب يدني منه الروح فتخفق سكنى فمن ينبض حبا يرجو ان يحصد في الاخرى رد بعينك دربا يعبد نورا وتأمل في المعنى اشعل فكرك خافقا يروي كل حنايا قلبك مزنى. شاغف وحكى قربا وعرف اسماء الرحمن الحسنى. اسماء الرحمن مثنى