بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء خاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا هو مجلسنا السادس عشر بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس شرح متن تنقيح الفصول في علم اصول للامام شهاب الدين احمد بن ادريس القرافي رحمة الله عليه وهذا اليوم هو الرابع من شهر جمادى الاخرة سنة احدى واربعين واربعمائة والف من الهجرة ومجلس الليلة نتم فيه الباب الثاني بعون الله عالم من ابواب الكتاب وهو الذي جعله المصنف رحمه الله. في معاني حروف يحتاج اليها الفقيه. مجلس المنصرم تناولنا فيها تناولنا فيه ستة من حروف المعاني الواو والفاء وثم وحتى والى وفي ونبتدأ مجلس اليوم بعون الله من حرف اللام فما بعده الى اخر الباب لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين السامعين والمسلمين اجمعين. يقول الامام القرفي رحمه الله تعالى واللام للتمليك. نحو المال لزيد والاختصاص نحو هذا ابن لزيد. والاستحقاق نحو هذا السرج دابة يذكر بعض اهل اللغة في معاني الحروف لللام معاني كثيرة. بلغ بها بعضهم نيفا واربعين معنى كما فعل البغدادي في كتاب الله مات وابو محمد مكي بن ابي طالب وكذا الزجاجي فانهم تجاوزوا بها عشرات من المعاني. واقتصر المصنف رحمه الله هنا في التنقيح على ستة من المعاني هي ايضا من الاشهر والابرز والاكثر اثرا في النصوص الشرعية المشتملة على الاحكام وليس المقصود الحصر والاستقراء في بيان معاني الحروف كما تقدم ليلة الاسبوع الماضي. ذكر هنا في البداية ثلاثة من معاني بينها تقارب شديد. التمليك والاختصاص والاستحقاق. قال التمليك مثل قولك المال لزيد اي لام هذه؟ اي لام لام تمليك او لام ملك لما اقول المال لزيد او اقول وهبت المال لزيد. بعضهم يفرق بين لام الملك ولام والخطب يسير. وقد جعلها المصنف هكذا لام التمليك. اذا تفيد ملك المذكور بعد الله للمذكور قبلها المال لزيد فزيد هو المالك فافادت اللام ملك زيد للمال ومنه قوله تعالى ولله خزائن السماوات والارض. اللام الداخلة على لفظ الجلالة هنا للملك. فالله سبحانه يملك تلك الخزائن سواء كان الملك حقيقيا كما في هذه الامثلة ولله خزائن المال لزيد وهذا الثوب لي فهذا ملك حقيقي. او كان ملكا مجازيا مثل قولك كن لي اكن لك فليس هنا ملك حقيقي انما هو المعنوي. يعني قل لي اخا مخلصا ودودا اكن لك كذلك فهذا تمليك مجازي وكلاهما يقال له الملك. الاختصاص قال مثل قولك هذا ابن لزيد. هل الولد ملك لزيد؟ جواب لا فلن اقول هذه لا ما ملك. اقول هي لام اختصاص. يعني زيد مختص بهذا ومنه قوله تعالى لكم دينكم ولي دين. فالدين ليس ملكا لكنه اختصاص. قال والاستحقاق مثل قولك هذا السرج للدابة هذا السرج للدابة. الدابة لا تملك فلا يقال فيها لا مملك. وليس اختصاصا والفرق بين الاستحقاق والاختصاص ان الاستحقاق انما يأتي في شيء جرى به العرف عادة. يعني لما الاختصاص لما يأتي لما اقول الاستحقاق اخص فما شهدت العادة به يكون اختصاصا. شهدت العادة ان يكون للدابة سرج. لكن لا تشهد العادة ان لكل رجل ابنا له. فلما اقول هذا ابن لزيد وهذا السرج دابة المعنى متقارب ان السرج يختص بالدابة لكنها سميناها استحقاقا لانها جرت بها العادة بينما الاختصاص لا تلزم عادة اقول هذا ابن لزيد ما اقول اختصاص لان غير مضطردة في العادة فهذا الفرق دقيقه وبين الاستحقاق والاختصاص. طيب لو اردنا ان ننظر بين هذه الثلاثة المعاني تمليك واختصاص واستحقاق. يقولون بين التمليك والاختصاص ان التمليك اضافة ما يقبل الملك لمن يقبل الملك شيء قابل للملك كهذا الثوب والماء والطعام. يقبل الملك يضاف الى من يقبل الملك كالانسان فاذا اضفت شيئا يقبل ان يكون مملوكا الى ما يقبل ان يكون مالكا فيقال لا متمليك اما اذا اضيف ما لا يقبل الملك لمن يقبله فلا يقال فيه تمليك فالابن مثلا لا اقبلوا التمليك لكنه يضاف لمن يقبل الملك وهو زيد او الانسان فاذا الفرق بين الاختصاص والملك هو في المملوك او المضاف الى المالك. فان كان يقبل الملك فالناموا للتمليك. وان كان لا يقبل التمليك للاختصاص بين هذه المعاني الثلاثة التمليك والاختصاص والاستحقاق علاقة عموم وخصوص فالاختصاص يلازم التمليك والاستحقاق بمعنى انه لا يوجد ملك ولا يوجد استحقاق الا ومعه اختصاص يعني لا يمكن ان تقول فلان يملك او فلان يستحق كذا الا وهو مختص به. اما الاختصاص فينفرد عن الملك والاستحقاق تقول هذا اخ لزيد او ابن له هذا اختصاص لكن ليس فيه ملك وليس فيه استحقاق. فاذا جئت لتحديد العموم والخصوص فالاختصاص اعم منهما الاختصاص اعم من الملك والاستحقاق. والملك اخص منهما. ماذا يبقى في الوسط الاستحقاق اعم من الملك واخص من الاختصاص. هذه ثلاثة معاني. طيب لو سألتك والعاقبة للمتقين؟ اي معنى من الثلاث ملك لا ليست ملكا اختصاصه واستحقاق استحقاق. العاقبة للمتقين هي اشبه بقولك السرج للدابة. لان هذا مما جرت به آآ ميزان الشريعة. ان الله عز وجل جعل العاقبة للمتقين فيقال فيه استحقاق. نعم والتعليل نحو هذه العقوبة للتأديب. والتأكيد نحو ان زيدا لقائم وللقسم نحو قوله تعالى لنسفعا بالناصية. هذه الثلاثة المعاني الاخرى. التعليل وهذا كثير كلام التعليل احد وادوات النصب للفعل المضارع. هذه العقوبة للتأديب دخلت على المصدر. فاذا دخلت على الفعل المضارع نصبته انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله. وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فاللام قليل سواء دخلت على المصدر او دخلت على الفعل المضارع. المعنى الخامس التأكيد ان زيدا لقائم. ان في ذلك لعبرة لمن يخشى ان ربهم بهم يومئذ لخبير. وان ربك ليحكم بينهم. هذه لامات التأكيد واما القسم فمثل قولك لافعلن. قال وتالله لاكيدن اصنامكم. اللام هذه للقسم في سورة لنسفعا لانها على معنى والله لنسفعا بالناصية. وقال اصحاب يوسف ليسجنن او قالت امرأة العزيز ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن هي على معنى القسم اي والله ليسجنن وليكونن من الصاغرين هذه ستة معاني وهي كما ترى جزء من معاني كثيرة ساشير الى بعضها مما ذكرته كتب المعاني. لكن في معنى التمليك والاختصاص نصب الاستحقاق ومن اثارها الفقهية اللطيفة التي يتخرج عليها شيء من خلاف الفقهاء. اية اصناف الصدقة في سورة التوبة انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل. فريضة من الله والله عليم حكيم. الصدقات للفقراء ها هنا مأخذان للفقهاء فمنهم من يقول اللام للاختصاص ومنهم من يقول اللام للملك وهي من حيث المعنى السابق تقبل هذا وذاك. فان المال اصناف الصدقة المدفوعة زكاة مالا كانت نقودا او من تقبل الملك واضيفت الى من يقبل الملك فتصلح ان تكون لا ما تمليك. وتصلح ان تكون لام اختصاص. لانها في معنى الشيء الذي لا يملك اذا نظرت اليه في هذا المعنى. وعندئذ لما صار الخلاف فيقول ما لك رحمه الله في مصارف الثمانية المذكورة في اية التوبة يقول ان للامام النظر في تفريز في تفريق الزكاة وليس له ان يخص بها احد الاصناف او بعضها بحسب المصلحة لان اللام عنده للاختصاص والاختصاص كما قلت هنا لا يملك. ولما يقول الشافعية اللام للملك فالامام ليس له ان يخص صنفا عن صنف بل يجب ان يشرك جميع الاصناف لان اللام للتمليك فوجب ان يملك كل صنف من المذكورين في الاية شيئا من الصدقة المدفوعة اليهم. من المعاني العديدة سوى ما ذكر المصنف لله معنى الغاية سقناه لبلد يعني الى بلد ميت. وسخر الشمس والقمر كل لاجل مسمى وفي موضع اخر الى اجل مسمى فهي تفيد معنى الغاية. والشمس تجري الله يعني الى تأتي بمعنى ان الناصبة وامرنا لنسلم يعني ان نسلم وامرت لاعدل بينكم قم اي ان اعدل بينكم. تأتي بمعنى الا وان وجدنا اكثرهم لفاسقين. يعني الا فاسقين. ولا تأتي الا بعد النافية ان تالله ان كنا لفي ضلال اي الا في ضلال مبين. تأتي بمعنى علا ويخرون الاذقان يبكون بمعنى ويخرون الى الاذقان او على الاثقال فجاءت اللام بمعنى على يقول يا ليتني قدمت لحياتي ما معنى اللام هنا يا ليتني قدمت لحياتي اي في حياته فحملت معنى فيه. قال هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر يعني في وللحشر طيب ويخرون للاذقان بمعنى على وبعضهم جعلها بمعنى عند وهكذا في معان كثيرة تتعدد بعضها متقارب وبعضها ينزع معنى من بعض حروف المعاني التي ربما ناب فيها بعضها عن بعض. اقم الصلاة لدلوك الشمس قالوا بمعنى بعد. وفي مثل قوله سبحانه وتعالى وخشعت الاصوات للرحمن. قالوا بمعنى عند الرحمن تأتي بمعنى قد وان كان مكرهم لتزول قد وعلى قراءة الكساء لتزول منه الجبال. تأتي بمعنى الفاء احسنت الى زيد ليكفر النعمة كيف كفر النعمة ومنه قوله تعالى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضل طلوا بمعنى فيضلوا عن سبيلك. وهكذا في معان كثيرة ولا يسلم ايضا في كل معنى المذكور فيها او او المثال وقد يكون مؤولا بمعنى يرجع الى بعض المعاني السابقة المتفق عليها وهي كثيرة وقد اسلفت انها اوصلها بعضهم الى نحو من ليف واربعين معنى. نعم والباء للالصاق نحو مررت بزيد والاستعانة نحو كتبت بالقلم تعليلي نحو سعدت بطاعة الله. وللتبعيض عند بعضهم وهو منكر عند ائمة اللغة. وللظرفية نحو زيد بالبصرة. هذا الحرف الثامن هو الباء. وذكر له المصنف رحمه الله خمسة معان. المعنى الاول الالصاق نحو قولك مررت بزيد يقصدون بالالصاق الاختلاط وسيبويه رحمه الله ان يذكر للباء سوى هذا المعنى في الكتاب. ولم يتعرض للمعاني الاخرى. ومعنى الالصاق الصاق فعلها بمجرورها تقول مررت بزيد فالصقت الفعل الذي هو المرور بمجرور الباء الذي هو زيد سواء كان هذا الالصاق حقيقيا او مجازيا. حقيقيا او مجازيا مثل قولك مررت بزيد. فان المرور ليس ليس شيئا محوسا واقعا بزيد ملصقا به. فيقال هذا الصاق مجازي. واما الحقيقي فمثل قولك مسحت يدي بالمنديل فهذا الصاق حقيقي لان المنديل فيه ملاصقة لليد بالمسح. فهذا الصاق حقيقي. قوله تعالى في سورة الماء اذا في اية الوضوء وامسحوا برؤوسكم. فان جمهور الفقهاء يجعلون الباء هنا للصاق. فيكون المعنى مسح الرأس ومنه يوجبون تعميم الرأس بالمسح. ولما قال الشافعية يجزئ مسح بعض الرأس قالوا للتبعيض وسيأتي كلام المصنف عنها بعد قليل. هذا الالصاق هو المعنى الاول. المعنى الثاني الاستعانة وامارة باءانة ان تدخل على الالة تقول كتبت بالقلم فالقلم هو الة الكتابة. تقول ضربت سيف او بالعصا فالباء هنا باء الاستعانة ولهذا قالوا في مثل قوله بسم الله الرحمن الرحيم على احد تقديرات وتخريجات المعاني ان تكون الباء هنا للاستعانة اي يبدأ مستعينا وليست اداة بالمعنى الحقيقي في هذا السياق التعليم يعني السببية. تقول سعدت بطاعة الله يعني بسبب طاعة الله حصلت السعادة. وفي قوله الا انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل يعني بسبب اتخاذكم العجلة وفي قوله الا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم يعني بسبب ظلمهم. اه اتى المصنف الى عن التبعيض قال عند بعضهم يشير هنا الى ما نسبه بعضهم في كتب الاصول صراحة الى مذهب الامام الشافعي رحمه الله وليس هو القائل به رحمه الله صريحا في كتبه لكن يقصدون به اتباع مذهبه حتى عد هذا قولا للشافعية ان من معاني الباء التبعيض ولهذا قال عند بعضهم يعني ومنه قالوا اخذت بثوب زيد اي قالوا لان اليد عند الاخذ لا تحيط بجميع الثوب. فلا يتصور الا ان يكون فيها معنى التبعيظ. وقالوا المصنف هو منكر عند ائمة اللغة. يقصد بذلك ما نقله ابو الفتح عثمان بن جني رحمه الله وهو وكبير تلامذة الامام ابي علي الفارسي وخليفته في امامة اللغة من بعده فانه قال في سر صناعة الاعراب اما ما يحكيه اصحاب الشافعي من ان الباء للتبعيض فشيء لا يعرفه اصحابنا ولا ورد به ثبت. يعني عند ارباب اللغة هذا لا يعرف معنى التبعيظ لكنه مما سرى في كتب الفقهاء تخريجا على المعنى او الحكم المذكور في الاية التي تقدمت قبل قليل وامسحوا برؤوسكم فلما قالوا ان مسح بعض الرأس يجزئ فقرروا ذلك بمقدار ثلاثة اصابع او ربع الرأس ونحوه قالوا ما الباء في الاية للتبعيظ وقرروا هذا المعنى والقرافي رحمه الله اشار اليه اختصاما قال هو منكر عند ائمة اللغة. لكنه قال عند بعض فان بعض اللغويين كالاصمعي وابن مالك يشيرون الى معنى التبعيظ فيقال هذا شيء دخيل غير معهود في آآ معاجم اللغة المتقدمة ولا منصوص عليه عند ائمة اللغة ايضا. قال رحمه الله تعالى وللظرفية نحو زيد بالبصرة ان تكون الباء هنا بمعنى الظرف ومنه قوله تعالى وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل فتكون الباء هنا بمعنى الظرف يعني في الليل افلا تعقلون. ومن المعاني الواردة بها الباء ايضا ظن غير ما ذكر المصنف من المعاني الخمسة معنى التعدية تقول خرجت بزيد وذهبت به وليست هنا بمعنى المصاحبة فان من معاني الباء المصاحبة لكن هنا في قولك خرجت بزيد تقصد انك اخرجته فتريد تعدية الفعل اللازم وهو خرج وذهب تعديه الى المفعول بالباء. فان اردت معنى انك خرجت مصطحبا زيدا او ذهبت مصاحبا له لم تعد الباء للتعدية بل ستكون للمصاحبة وهو من معانيها. وايضا مثل قوله وكفى بالله شهيدا ولا تلقوا باي ايديكم يقولون باء الزيادة. وما الله بغافل. فان المعنى ما الله غافل وكفى اه كفى الله شهيدا ولا تلقوا ايديكم الى التهلكة. يا ايها الناس قد جاءكم الرسول بالحق. اي باء هذه والمصاحبة يعني قد جاء مصحوبا بالحق الذي بعثه الله به. باء العوظ اشتريت الشيء بكذا. ومنه قوله الصلاة والسلام شهدت حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما احب ان لي به حمرا النعم. ما احب ان لي فهذه لام العوض. الباء تأتي للقسم مثل الواو والتاء واللام. بالله لتفعلن كذا. تأتي للتعجب. اسمع بهم وابصر تأتي بمعنى على ومن اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يعني على قنطار. تأتي بمعنى عن ويوم تشقق السماء الغمام يعني عن الغمام ومنه قوله تعالى الرحمن فاسأل به خبيرا اي فاسأل عنه خبيرا. وكل ذلك ايضا مما يحتمل ايراد معان اخر فترد بعضها الى بعض المعاني السابقة التي هي الى الاتفاق اقرب. في تعالى وامسحوا برؤوسكم ذكر القرفي رحمه الله في شرحه مناقشة لطيفة في ايراد مذهب الشافعية معنى الباء للتبعيض واراد ان يبين او يوجه سياق الاية لغة انها لا تحتمل التبعيض. ونظر الى ان الفعل مسح والامر منه امسحوا يراد به مسح شيء ملاصق لليد بالرأس وهو بلل الماء الذي في اليد. فقال رحمة الله عليه في هذا السياق القاعدة العربية ان مسح يتعدى الى مفعولين يتعدى الى احدهما بنفسه والى اخر بحرف الجر وهما الممسوح والممسوح به. فقد عينت العرب الباء للممسوح به وهو الالة. فامسحوا برؤوسكم فتكون الباء في الاية للتعدية لا للتبعيض. اذ لا تدخل الباء الا على الالة. فاذا قلت مسحت يدي بالحائط فالممسوح وما على اليد وهو الرطوبة والبلل الكائن على اليد. والحائط هو الالة التي يزال بها ذلك البلل. فان قلت مسحت حائط بيدي فالممسوح هو ما على الحائط واليد هي الالة يعني فرق بين قولك مسحت يدي بالحائط ومسحت الحائط بيدي فما دخلت عليه الباء يكون هو الالة. مسحت الحائط بيدي. فالممسوح ما على الحائط واليد الة امسحوا برؤوسكم فالرأس هو الالة التي يمسح بها ما على اليد. وهكذا خرج رحمه الله على قوله وامسحوه برؤوسكم قال هي على هذا الباب داخلة على الة المسح وهو الرأس. فالممسوح ليس هو الرأس ما هو ملل اليد ما عليه من الماء والرطوبة والممسوح به هو الرأس. يقول فالقاعدة العربية ان الباء في هذا المعنى انما تدخل على الالة وتقدير الاية وامسحوا بلل ايديكم برؤوسكم. قال والدليل على هذا اجماع العلماء على ان الله تعالى لم يوجب علينا ازالة شيء عن رؤوسنا. يقول فليس الممسوح هو الرأس. هل مطلوب منك في المسح ان تزيل شيئا عن رأسك يقول هذا محل اجماع فتبين ان الرأس الة وليس هو الممسوح قل اجماع العلماء على ان الله لم يوجب علينا ازالة شيء عن رؤوسنا ولا عن جميع اعضائنا بل اوجب علينا ان ننقل رطوبة الى رؤوسنا وجميع اعضاء وضوئنا فتبين هذا ان الرأس مزال به لا مزال عنه فتعين ان الباء في الاية للتعدية لا للتبعيض الى اخر ما قال رحمه الله وهو من لطائف نقاش الفقهاء في بعض نصوص الشريعة تخريجا على ما يذكر هنا في معاني الحروف. نعم واو واما للتخيير نحو قوله تعالى فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة. او للاباحة نحو اصحب طهاء او الزهاد وله الجمع بينهما بخلاف الاول. قال او واما ذكر هنا حرفين او واما وتكلم عن او وسيأتي الكلام عن اما بعد قليل. قال وقد اورد فيها اربعة معاني بدأ بالتخيير والاباحة. التخيير مثل قوله تعالى فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهل او كسوتهم او تحرير رقبة. فعلى هذا تكون او هنا للتخيير في الكفارة. والمراد ان يفعل ايهما شاء وليس المراد الجمع بين المذكورات. بل المراد واحد بخلاف الاباحة فانها تأتي بمعنى او وقد تفهم منها معنى التخيير لكن الفرق ان التخيير لا يراد فيه الجمع بين المعطوفات باو وفي الاباحة يمكن الجمع. يقول اصحب الفقهاء او الزهاد هذا قال وله الجمع بينهما. بين ايش وايش؟ ان يصحب الفقهاء ويصحب الزهاد. تقول جالس الحسن او ابن سيرين ليس المقصود انك اذا اخترت احدهما منعت عن الاخر لكن لما اقول لك تزوج هندا او اختها نعم فلا يباح الجمع فتقول هنا او للتخيير وليست للاباحة لانه لا يمكن الجمع بينهما. يقول خذ الثوب او الدينار. ها؟ تخيير او اباحة. ان كان القائل فهي هنا للاباحة وان كان الاخر فتقول لا هو للتخيير. ومنه ايضا المثل العربي ويضرب به في كتب اللغة يقول كل سمكا او اشرب لبنا على انهم لا يرون الجمع بينهما في الطعام لما يعتقد فيه من الحاق ضرر بالبدن فيقال هنا او جاءت للتخير انه لا يراد الجمع بينهما. في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن الاية. اي معنى نعم ليس المراد احد المذكورين دون غيرهم لكنها تفيد الاباحة. نعم. او للشك نحو جاءني زيد او عمرو والابهام نحو جاءني زيد او عمرو وكنت عالما بالاتي منهما وانما اردت التلبيس على السامع بخلاف الشك. تأتي او ايضا بمعنى الشك نحو جاءني زيد او وعمرو فالشك حصل عند المتكلم او عند السامع نعم في الشك يرجع التردد سئل المتكلم لكن الابهام المعنى الذي بعده تقول جاءني زيد او عمرو يقول وكنت عالما بالاتي منهما وانما اردت التلبيس على السامع فيحصل التردد عند من؟ نعم. هذا هو الضابط. ان كان التردد عند المتكلم فهو وان كان التردد عند السامع والمتكلم لا شك عنده ولا تردد فهو ابهام. يعني اراد المتكلم الابهام على السامع لاي غضب من الاغراظ. وربما قيل الايهام والمعنى واحد ابهام او ايهام. قوله تعالى فكم لبثت؟ قال لبثت يوما او بعض يوم. هذا شك او ابهام؟ شك. لانه هو المتكلم ما يدري. قال لبثت يوما او بعض يوم فيكون بهذا المعنى في سورة سبأ وان او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين هذا ام ابهام؟ هذا ابهام لان المعنى انه متأكد كونه على هدى وانهم على ضلال. لكن ما اراد التصريح لا يحملهم على الاستعداء والاساءة او السب فقال وان او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين وهذا من لطف يواري في سياق المناظرة لتنزل الخصم وقبوله للحق. فاذا تحصل ان الشك ان كان عند المتكلم فهي اول الشكوى ان كانت للسامع فهي ابهام. زال هذا الشك والابهام يضاف الى المعنيين السابقين التخيير الاباحة ويبقى المعنى الخامس وللتنويع نحو العدد اما زوج او فرد اي هو متنوع الى هذين النوعين نعم قال الله سبحانه وتعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اظيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. لن تقول هذه ولا اباحة ولا شك ولا ابهام هي للتنويع. قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كونوا بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهم ايضا هي هنا على معنى التنويع. هذه خمسة معاني اوردها المصنف رحمه الله لمعاني او تخيير وإباحة وشك ابهام وتنويع زاد غيره غير المصنف معنيين من معاني او منها الاضراب فارسل الى مائة الف او يزيدون يعني بل يزيدون كما قال الفراء. ثم قست قلوبكم من بعد فهي كالحجارة او اشد قسوة بمعنى بل اشد فاذا هذا المعنى لا يتأتى فيه تخيير ولا اباحة ولا شك ولا ابهام ولا تنويع بل هي على معنى الاضراب. وايضا من معاني او تأتي بمعنى الواو العاطفة فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى لان التذكر والخشية متلازمان فليس يراد بها التنويع لكن المراد يتذكر ويخشى ولا تطع منهم اثما او كفورا ليست تخييرا ولا اباحة هو نهي. ويراد الجمع بين انهما في النهي عن طاعته ولا تطع منهم اثما او كفورا. قال وقد زعمت ليلى باني فاجر لنفسي تقاه او عليها فجور يعني تقواي لنفسي وفجورها ايضا عليها فتأتي بمعنى الواو. كلام المصنف رحمه الله كما ترى هنا وقد قال في البداية او واما لكن ذكر المعاني والامثلة كلها بحرف او ولم يذكر اما كي والمعاني الخمسة المذكورة هنا لم يفرق المصنف رحمه الله بين او واما. والفرق بينهما عند بعض بعض اهل العلم يأتي من بعض الوجوه منها ما يلي. اولا ان الكلام في الجملة مع اما مبني من اوله على ما جيء بها لاجله بخلاف او التي يأتي فيها الكلام على اليقين ثم تأتي او للاضراب للشك تنويع لما سبق من المعاني منها ايضا ان اما تأتي في الجملة متكررة تقول قام اما زيد واما عمرو بخلاف او وهذا في الغالب لانه قد يستغنى في الجمل والكلام باما الاولي او باما الثانية. لكن في الغالب تأتي متكررة في الكلام من الفوارق ايضا ان اما الثانية لما اقول آآ حضر اما زيد واما عمرو اما الثانية غالبا تأتي مقترنة تم بالواو الا للضرورة في الشعر فتحذف احيانا. من الفروق رابعا ان اما تكون شرطية في معانيها. واما ما تخافن من قوم خيانة يعني ان تخف فانبذ اليهم على سواء. تأتي ايضا اما نافية. تقول اما زيد قائم يعني ليس زيد قائما بخلاف او فانها لا تحمل معنى الشرطية ولا النفي بل تأتي بمعنى بل كما تقدموا بمعنى الواو فهذا من الفوارق فان اما ستأتي بمعنى او في بعض المعاني التي اشار اليها المصنف في الجمع هنا بينهما. نعم. وان وكل ما تضمن معناها للشرط وكل ما تضمن معناها. وان احسن الله اليكم. وان وكل ما تضمن معناها للشرط اي ان ان الشرطية وليست ان النافية ان كل نفس لما عليها حافظ ان هنا نافية. نعم ان كله يعني ما كل نفس لكن ان الشرطية المخففة وليست المشددة قال وكل ما تضمن معناها ما الذي معناها ادوات الشرط يقول ان وكل ما تضمن معناها للشرط بمعنى انه يفيد تعليق جملة بجملة. الجملة الاولى تكون سببا والثانية جوابا او مسببا. هذا هو ادوات الشرط تعليق جملة بجملة ان تجتهد تنجح. ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. اين السبب؟ الجملة الاولى تتقوا الله واين المسبب؟ النتيجة يجعل لكم فرقانا. فان وما حملت معناها او ما تضمن معناها المعنى الشرطي هو المذكور هنا في هذا الحرف الحادي عشر. حقيقة هو ذكر ان وصرح بها لكنه باعتبارها ام ادوات الشروط. فقال ان وما تضمن هو حرف لكنه يشمل عددا من ادوات الشرط وبالجملة فالمقصود هنا تعليق شيء على شيء وهم يقسمونها الى نوعين تعليق امر مستقبل على امر مستقبل او تعليق امر ماظ على امر ماظ. تقول لو جئتني اكرمتك لو جاء زيد اكرمته جاء ماضي واكرمته ماضي. فاذا قد يكون في الشرط تعليق ماض على ماض او اقول ان تأتني هذا مستقبل اكرمك هذا مستقبل. فاذا التعليق اما تعليق ماض على ماض او تعليق على مستقبل تعليق الماضي على الماضي له حرفان لو ولولا وسيأتي الكلام الان مباشرة بعد هذه عنهما فالمصنف رحمه الله قال ان وكل ما تضمن معناها للشرط من هنا بدأ. فبدأ بتعليق المستقبل على المستقبل او بتعليق الماضي على الماضي بدأ بتعليق المستقبل عن المستقبل لان لو ولولا هي التي ترد لتعليق الماضي على الماضي. فبدأ بان واخواتها وان واخواتها تعلق المستقبل على المستقبل وادواتها في اللغة عشرة اداة منها حروف ومنها اسماء ومنها ظروف ومنها متردد بين الاسم والحرف والظرف. اما الحروف فان اذ ما اذ ما فحرفان من ادوات الشرط واما الاسماء فثلاثة من وما ومهما هذه خمسة واما ظروف الزمان فمتى وايام واذا؟ هذه ثمانية. واما ظروف المكان فاين وانا وحيثما؟ فهذه احدى عشرة والمتردد بحسب ما يأتي بعدها فان كان ظرف زمان كانت زمانا وان كانت مكانا وان اظيفت مطلقة او فهي اسم وهي ايا ما تدعو او تقول اي وقت تأتيني او تقول اي مكان تذهب؟ فتأتي بحسب ما بعدها فان اظيفت الى زمان كانت تحمل معنى ظرف الزمان او المكان وان اطلقت فهي اسم مصدري. هذه ثنتا عشرة اداة قال المصنف ان وكل ما تضمن معناها فشمل ذلك كله. نعم. وان وكل ما تضمن معناها للشرط نحو ان جاء زيد جاء عمرو ومن دخل داري فله درهم وما تصنع اصنع واي شيء ان تفعل افعل ومتى اطعت الله سعدت؟ واين تجلس اجلس؟ في الامثلة حرص المصنف رحمه الله على التنويع جاء بإن جاء بمن للعاقل جاء بماء لغير العاقل جاء باي المبهمة جاء بمتى الزمانية جاء باي المكانية. نعم ولو مثل هذه الكلمات في الشرط مثل اي كلمات؟ ان ومن وما واي ومتى واين مثلها قال في الشرط. اذا هو يتكلم على اي لو لو الشرقية. طيب هل تأتي لو لغير الشرط قال نعم تأتي له شرطا وتأتي امنية وتأتي مصدرا. يعني فلو ان لنا كرة فنتبرأ منهم ما لو هذه؟ هذه لو للتمني يعني نتمنى لو ان لنا كرة وقوله يود احدهم لو يعمر الف سنة يعني ان يعمر فلو هنا مصدرية. فاخرج كلامك عن لو المصدرية ولو للتمني. وكلامنا هنا على لو الشرطية قال ولو مثل هذه الكلمات في الشرط لو تحمل معنى الشرط لما تقول لو جاء زيد كرمته فهي التي يقصدونها هنا في هذا الباب لما يجعلها معلقة اما ما الذي تفيده من معنى فهو الذي سيذكره في الاقسام نعم ولو مثل هذه الكلمات في الشرط نحو لو جاء زيد اكرمته. وهي تدل على لو جاء زيد رمته طيب هل جاء زيد؟ لا ما جاء. فهل حصل اكرامه؟ ليش ما حصل الاكرام؟ لعدم المجيء فهي امتناع الامتناع امتناع الجواب لامتناع الشر. ما حصل الاكرام لان المجيء لم يحصل. لكن لو تدخل تارة على فعلين مثبتين مثل لو جاء زيد لاكرمته. وتأتي تارة على معنيين منفيين لو كذب لعاقبته هذا اثبات لكن لو لم يحضر لم احضر طب انت حضرت؟ لا لو لم يحضر لم احضر. الجواب بلى حضر ولذلك حضرت انا. لكن اقول لو لم يحضر لم احضر. فلو اما ان تدخل على منفيين او مثبتين او منفي ومثبت. والمعنى في كل واحدة منها بعكسه دخلت على منفيين افادت ثبوتهما في المعنى. وان دخلت على مثبتين افادت نفيهما. طيب وان دخلت على مثبت ونا من في عكست تفيد اثبات المنفي ونفي المثبت. نعم. وهي تدل على الشيء لانتفاء غيره تدل على انتفاء الشيء لانتفاء غيره. انتفاء الجواب لانتفاء مصحوب لو انتفاء جوابها لانتفاء مصحوبها. نقصد بمصحوبها الذي دخلت عليه لو ما باشرته. فلانه انتفى يعني لو جاء زيد لاكرمته. لكن انتفى الجواب وهو الاكرام لانتفاء مصحوبها وهو المجيء. فما جاء ولذلك لم اكرمه نعم فمتى؟ فمتى دخلت على نفيين فهما ثبوتان؟ هذا الاول او على ثبوتين فهما منفيان. هذا الثاني او على نفي وثبوت فالثابت منفي والمنفي ثابت. هذا تقليد لطيف يقرب كثيرا من المعاني الواردة عليها لو في الجمل من هذا الضابط. ان دخلت على نفيين فهما ثبوتان يعني في المعنى. ويبقى السياق اللفظي كما هو النفي ونفي والاثبات اثبات الكلام على المعنى. ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. هذا نفيان او ثبوتان لو علم هذا نفي ولا اثبات؟ اثبات لاسمعهم اثبات. اذا طبق القاعدة لو دخلت على ثبوتين فهما منفيان. اذا المعنى ما علم الله فيهم خيرا ولذلك ما اسمعهم. قالوا ولولا لرجمناك. هذا اثبات او نفي؟ طيب وان كانت هذه في لولا الاتية لكن بنفس المعنى. طيب انا ثم اقول لو دخلت على ثبوتين فهما منفيان ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. تدخل على نفيين فيكون ثبوتا كما قال اصنف هنا لما اقول لو لم يأتني زيد لو لم يأتني زيد لما ذبحت الشاة فالمعنى جاء زيد فذبحت الشاة. ان دخلت على منفيين فهما ثبوتان في المعنى. اه ربما تحتاج في البداية الى تمهل في تفصيل الجملة وتحليلها لكن هذا هو ضابط المعنى الذي يترتب عليها. ان دخلت على نفي وثبوت فالثابت منفي والمنفي ثابت. لو لم يأتني زيد لعاتبته. لو لم هذا نفي لعاتبته هذا اثبات. فالمعنى يحصل بالعكس. اتاني فلم اعاتبه. لو لم يأتني زيد لعاتبته لكن المعنى انه اتى فلم يحصل العتاب. وهكذا تخرج الامثلة من غير ما اشكال كبير ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله. هذي ايضا من الامثلة التي يقولون فيها ان لو هنا لم تدخل على الفعل كل ما ذكرناه لو جاء لو حصل لو لم يحصل فيدخل فتدخل له على الفعل فتفيد بشرط لكن لو دخلت على غير الفعل ولو انهم اذ ظلموا فما ادخلت على الفعل بل دخلت على ان ومنه قوله تعالى ولو ان فعلوا ما يوعظون به. ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم. يقولون الاصل في لو. طالما تفيد معنى شرط ان تدخل على الفعل فان دخلت على غير الفعل يؤول الكلام بفعل. يعني ولو انهم صبروا ولو انهم اذ ظلموا انفسهم ولو انهم فعلوا كلها على تقدير ولو ثبت. فيقدر فعل بعدها بانها تفيد معنى الشرطية ولو الشرطية انما تدخل على الافعال فاذا دخلت على غير فعل يقدر الفعل بعدها. قل لو انتم دخلت على انتم قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي فيقدر المعنى قل لو تملكون خزائن رحمة ربي فيكونوا لو دخلت على الفعل مباشرة. هذا ما يتعلق بلو. هل هي شرط حقيقة او مجازا هما مذهبان الزمخشري يميل الى انها شرط حقيقة ويذهب الى هذا بعض اهل اللغة ومجاز عند غيره من نظر الى كوني لو تربط جملة بجملة فهذا معنى الشرط حقيقة قتل لن تربط جملة بجملة. قال هي شرط حقيقة. ومن نظر الى كونها تدخل على الافعال الماضية وليست المستقبلة قال هو شرط مجازا. لان الشرط في الحقيقة يكون للمستقبل. يعني انا متى اضع الشرط؟ اقول ان تنجح ان تنجح اكافئك. ان تحفظ القرآن اكرمك تتكلم في الشروط على مستقبل. فحقيقة الشروط مستقبلة. فمن نظر الى لون ورآها تربط جملة بجملة مجرد الربط قال هي شرط حقيقة. ومن نظر الى كونها في الشرطية تتعامل مع الزمن الماضي وليس المستقبل؟ قال هي شرط مجازا فهذا مأخذ التفريق بين المذهبين. وقالوا ان دخلت على الماضي فانها تؤول بالمستقبل ليصدق عليها معنى الشرط وتستقيم بها القاعدة. نعم. ولولا تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره. طيب نحن قلنا ان وكل ما تضمن معناها للشرط فيما تقدم في كلام المصنف هي من تعليق المستقبل على مستقبل. وقلنا من ادوات الشرط التي تعلق الماضي على الماضي لو ولولا. تقدم الكلام على لو ودخل الان وهذا الحرف فالثالث عشر في هذا الباب لولا؟ نعم. ولولا تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره لاجل طيب هذه لولا التي يسمونها لولا الامتناعية. قال تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره. لكن لو تدل على امتناع الامتناع. هنا قال تدل على انتفاء الشيء لوجود. فاذا هو امتناع لوجود وليس امتناع الامتناع. قال تدل على انتفاء الشيء الذي هو الجواب لوجود غيره الذي هو اسمها. ولولا رهطك لرجمناك. طيب الرجم تحقق لما تحقق دلت على انتفاء الجواب. لم؟ لوجود اسمها وهو وجود الرهط. يعني لولا وجود واهتك لكان الرجل لكن لان الرهط موجود امتنع الرجل فيدل على امتناع الجواب لامتناع او لوجود الاسم. فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. ها ما تحققت الخسارة امتنعت والسبب وجود اسم لو الذي هو فضل الله ولذلك امتنعت الخسارة اي قوله فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها قالوا هذه ايضا اصلا هذه ليست لولا شرطية هذه لولا معنى الحظ وكلامنا على لولا الشرطية فيخرج منه قوله تعالى فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم هنا لا شرط فيها هنا حظ وحث فلولا هنا تأتي بمعنى هلا كان ذلك على الحظ والحث على فعل نعم لاجل اننا ولولا تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره لاجل ان لا نفت النفي الكائن مع لو فصار ثبوتا لاجل ان لا ان يولى التي في لولا. اذا هي عبارة عن لو مع لا لا طيب ولو قبل قليل تقدمت معنا انها حرف امتناع الامتناع. اذا تفيد نفيا لنفي. يقول لاجل ان لا وهي نافية نفت النفي الكائن مع لو. انا قلت قبل قليل لو جاء زيد لاكرمته ذاك المعنى ما جاء. اذا لو كانت تحمل معنى النفي. فلما دخلت لا فصارت لولا نفت النفي الذي في لو. ونفي النفي في اثبات فصار امتناع الجواب ليس لامتناع اسمها بل لوجوده لان قلبة النفي اثباتا هذه فلسفة اللغة نعم لاجل ان لا لاجل ان لا نفت النفي الكائن مع لو فصار ثبوتا يعني حال دخولها على لو الداخل على مثبت وهي تحمل معنى النفي كما قلنا فكان نفي في ان يقابل نفيا صارت النتيجة اثباتا. نعم. والا والا فحكم لو لم ينتقض. والا فحكم لو لم ينتقض يعني لو حكمها هو النفي. فلما دخلت عليها لا وهي نافية فكان نفي النفي في اثبات يعني يقول لا تظن ان لو تعطل عملها بل ان لم نقل بان النفي هنا في لو تحول الى ثبوت فان حكم اسمي لو لم ينتف مع ان الاجماع عند اهل اللغة ان معناها انتفى بدخول لا فصار معنا لولا عكس معنى لو والسبب في هذا اضافة لا كما تقدم. نعم. فقوله عليه السلام اللهم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك. طيب لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك. اين اسمها ان اشق واين الجواب؟ لامرتهم. طيب المعنى الان هو حرف امتناع لوجود. امتنع الامر بالسواك صح؟ نعم ليش؟ لوجود المشقة اي مشقة؟ اي مشقة؟ تقول امتناع وجود امتنع الامر بالسواك لوجود المشقة. اي مشقة؟ المشقة التي كان ستقع لو وقع الامر هينتبه اصحاب اللغة يقولون حرف امتناع لوجود حتى لا تفهم ان الوجود تحقيقي بل وجود تحقيقي او تقديري انظر ماذا قال القرافي يدل يدل على انتفاء الامر لوجود المشقة المترتبة على تقدير ورود الامر. على تقديري يعني لو قدرنا ورود الامر فكانت المشقة فاذا لما نقول حرف امتناع لوجود ليس الوجود الحقيقي التحقيقي دائما. ولهذا يقول القرافي رحمه الله في الشرح قولي على تقدير ورود الامر قصدت به التنبيه على ان قول النحات لوجود غيره ليس المراد وجوده بالفعل خاصة بل المراد ما هو اعم من ذلك سواء كان وجوده بالوقوع او بالتقدير. مثال الوجود بالوقوع قول عمر لولا علي لهلك عمر فان عليا موجود الحقيقة ومثال موجود بالتقدير لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك فان المشقة غير موجودة فعلا لكن اموجودة تقديرا؟ يعني على تقدير ورود الامر بالسواك. وهذا جزء مما اشرت اليه في صدر المجلس السابق ان آآ نهاية الاصوليين بهذه الدقائق بلغوا فيها في لطف ودقة بعض المسائل في بعض قضاياها مبعدا مبلغا ابعد مما اه يقرره اهل اللغة في المعاني هذه على وجه الاستقصاء. نعم. وبل فاذا لو يصح ان نقول قل ان لولا حرف امتناع الشيء لوجود غيره ايش؟ تحقيقا او تقديرا فيكون ادق ليشمل مثل هذه النصوص وبل لابطال الحكم عن الاول طيب وقبل ان ننتقل الى بل. هنا اشكال اورده القرافي رحمه الله بعد ما انتهينا من لو ولولا. نعيد مرة اخرى باختصار لو ماذا تفيد في المعنى؟ امتناع الامتناع فان دخلت تنفيين فهما ثبوتان وان دخلت على ثبوتين فهما نفيان ان دخلت على نفي وثبوت فالثابت منفي والمنفي ثابت. طيب الاثر المشهور في الاصول الضعيف عند المحدثين لا يعرف له اصل. وبعضهم ينسبه الى عمر رضي الله عنه ودائما في هذا الموضع في كتب الاصول نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه لا يصح مرفوعا بل يقال انه لا يعرف الا عند الاصوليين في كتبهم وليس له عند المحدثين زمام ولا خطاب. نعم العبد صهيب اعتبرها جملة وليست حديثا. كيف افهمها؟ طبعا بعيدا عن تفصيل القاعدة. انا افهم ان الجملة مدح لصهيب او ذم مدح مدح انه خاف الله فلم يعصه. لكن اريد ان اطبق القاعدة. نعم العبد صهيب لم يخف الله لم يعصه. القاعدة ايش تقول؟ عندما تدخل على منفيين تفيد الثبوت. فايش يصير المعنى؟ خاف الله فعصاه وليس هذا المعنى لانه انقلب ذما. القاعدة تقول اذا دخلت له على منفيين تفيد ثبوتين الجملة تقول لو لم يخف الله لم يعصه ففيها نفيان. فينبغي ان يكون المعنى ثبوتين. لم يخف الله لم يعصه فاحذف الاداة النفي في الفعلين ستقول خاف الله فعصاه. واذا كان بهذه الطريقة نحن الان سنقررها على القاعدة لكن تقرير القاعدة سيخرج معنا غير هو المقصود بالكلام. وليس هو المراد. ونحن بداهة سنقول لا هو ما اراد هذا المعنى. طيب افهموا ما تفهمون لكن كيف نخرجها على القاعدة؟ وقد قررنا فيها ان دخولها على المنفيين كذا وعلى ثبوتين كذا. نعم لو لم يخف الله صارت يعني لو خاف الله لم يعصه فيصير المعنى طيب يعني ذكر القرافي رحمه الله قال هذه القاعدة مشكلة بقوله نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه قال لانه يقتضي انه خاف فعصاه وهذا ذنب. ثم ذكر عدة اجابات انا اوجزها الان تباعا هي تخريج لهذا الاشكال. قال ابن عصفور لو هنا بمعنى ان الشرطية بانها اذا دخلت على منفيين فلا يلزم الثبوت فيصير انا ان ان لم يخف الله لم يعصه فلا يلزم بالضرورة في ان تطبق القاعدة فتقول تفيد ثبوت المنفيين او نفيا مثبتين. قال الخصر شاهي وهو من اجل شيوخ القرافي واحد تلامذة الرازي. وكان رحمه الله يفاخر كثيرا بوقوفه على تحذيرات عند شيخه لا يجدها عند غيره. يقول الخصر شاهي ان لو ان ما وضعت لمطلق الربط خاصة. واما انقلاب الثبوت الى نفي او بالعكس فانما ذلك من جهة العرف لا من جهة اللغة والحديث انما جاء بقاعدة اللغة لا بقاعدة العرف. وهذا مخرج واسع وخرج من الاشكال جملة وقال يعني معنى الكلام لا تطبق قاعدة وريح نفسك لو دخلت في تطبيقها لن تجد جوابا. قال عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله ان لو تقتضي الثبوت اذا دخلت النفي اذا كان للفعل سبب واحد. واما اذا كان للشيء سببان فلا ينتفي بانتفاء احد سببين اي بل يثبت الحاق السبب الاخر وذلك ان صهيبا اجتمع في حقه سببان الخوف والاجلال فسبب ضعف بسبب طاعة الله فسبب طاعة الله في حقه شيئا خوف الله واجلاله. فاذا انتفى الخوف لم تتصدر او لم تصدر منه المعصية لاجل الاجلال. فلو لم يخف الله لم يعصه. لانه ان لم يتحقق عنده الخوف سيبقى عنده الاجلال المانع له عن المعصية. فيقول هذا اكثر من سبب. يقول يعني حتى على افتراض انه لا يخاف الله هو ايضا لن يعصيه. فهمت؟ يقول لو لم يخف الله لم يعصه. يعني افترض انه لا يخاف الله. يقول هو مع ذلك لن يقع في المعصية ليش؟ لان عنده رادعا ومانعا اخر من الوقوع في المعصية حتى لو تجرد عن الخوف الله. يقول وهذا غاية المدح في حقه رضي الله عنه يقول بخلاف كثير من الناس فان سبب طاعة الله في حقهم واحد هو الخوف فاذا انتفى الخوف وقعت المعصية ولم يطيعوه. وقال بعضهم ان لو تقتضي الثبوت اذا دخلت على النفي او بالعكس اذا لم تكن قرينة. واما اذا كانت قرينة على المراد فلا يقال فيها ذلك. بل يعتمد ما دلت عليه القرينة. مثل نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه. لانه علم ان المقصود بهذا الكلام مدحه فاذا كان لا يعصي الله مع انتفاء الخوف فاولى الا يعصيه مع الخوف. مثال وايضا قولك في المدح نعم الرجل زيد. لو لم يغضب لو احرجته لم يغضب. علم ان المراد مدح فاذا كان لا يغضب مع الاحراج فهو اولى الا يغضب مع غيره. تقول في اه في المدح ايضا نعم الرجل زيد. لو اسأت اليه احسن اليك. فانك تقصد بهذا الكلام مدح انه يحسن مع الاساءة. فمن باب اولى مع الاحسان ان يكون اكثر احسانا. وهكذا في قول الشاعر لو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله. فان كان يجود بروحه فكيف هو بما دون ذلك من المال والطعام ونحوه في الذم ستقول بئس الرجل زيد. لو كان غنيا لم ينفق. اذا هو اذا كان لا يجود مع الغنى فمن باولى الا يجود مع الفقر والقلة. ومنه قوله تعالى ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون. يعني اذا كانوا مع الاسماع فاولى بهم ان يعرضوا مع عدم الاسماع وهكذا في جواب لطيف يخرجون به عن الاشكال الوارد عندهم دوما في هذا الموضع من معاني الحروف نعم. وبل لابطال الحكم عن الاول واثباته للثاني. نحو جاء زيد بل عمرو وعكسها لا نحو جاء زيد لا عمرو. هذا الحرف الرابع عشر اه قبل الاخير في هذا الباب. بل في بعطف المفردات خاصة لان بل تأتي للمفردات وتأتي للجمل بل في عطف المفردات لابطال يعني الاول واثباته للثاني. الاول المعطوف عليه والثاني المعطوف. فتقول جاء زيد بل عمرو ايش تقصد؟ انت في الاول اثبت المجيء لمن؟ فلما قلت بل عمرو نعم انت ابطلت اقطع الحكم عن الاول كانك تريد تصحيح الكلام. جاء زيد بل عمرو. يعني زيد لم يجيء وانما تحقق المجيء في عمرو. تقول وايضا آآ طبعا هذا اذا كان في الخبر والامر تقول جاء زيد بن عمرو اقول اظرب زيدا بل عمرا ايش يصير المعنى اضرب زيدا بل عمرا. لا تضرب زيدا خلاص هذا ابطال. وينتقل الامر الى المعطوف وهو ما جاء بعد انتهى وهو عمرو تقول هذا اذا كان امرا وخبرا فان بل تفيد ابطال الحكم عن الاول واثباته الثاني لكن النفي والنهي لا يتحقق فيها هذا المعنى تقول ما قام زيد ما قام زيد بل عمرو. هذا نفي. ما قام زيد. بل عمرو بل هنا للاضراب لا ما قام زيد بل عمرو يعني قام. فالذي حصل ايش؟ تقرير الاول واثبات الثاني تقرير الاول واثبات ضده للاخر. ليش اختلف المعنى؟ قالوا انما تفيد بل ابطال الحكم عن واثباته للثاني اذا كان في الخبر والامر. اما اذا كان في النفي والنهي فانها تفيد تقرير الحكم للاول واثبات ضده الثاني اقول لك لا تضرب زيدا بل عمرا. ايش يعني؟ بل عمر اظربه طيب لا اضرب زيدا ايش صار فيها؟ تقرير ما صار فيها شي ما ابطلها. اذا بل في المفردات اذا كانت في سياق امر او وخبر ابطلت الحكم عن الاول واثبتته للثاني. واذا كان في سياق النفي والنهي قررت الحكم للاول واثبتت ضد له للثاني كل هذا اذا جاءت في الخبر او في الامر. اما اذا جاءت بل في عطف الجمل. فانها قد قولوا للاضراب وقد لا تكون. ام يقولون به جنة بل جاءهم. شف الكلام الان جمل وليست مفردات. ليست زيد بن عمرو لا ام يقولون به جنة بل جاءهم بالحق هذا اضراب يعني ليس كما يقولون بان به جن عليه الصلاة والسلام بل جاءهم بالحق هذا اضراب عن الاول واثبات الثاني. وقد لا تكونوا بل في الجمل تفيد الاظرار. ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا. لا علاقة هنا للجملة السابقة. فبل اذا جاءت في عطف الجمل قد تفيد الاضرار وقد لا تفيد لكن متى تفيد الاضراب دوما؟ في عطف المفردات على النحو الذي تقرر عندك انها ان جاءت في امر او خبر ابطلت الحكم عن الاول واثبتته للثاني والا تقرر الحكم للاول واثبت ضده للثاني. قال وعكسها لا ماذا؟ بل. عكسو بل. جاء زيد لا عمرو اذا قلنا في بلد ابطال الحكم عن الاول واثباته للثاني ما عكسه؟ اثباته للاول ونفيه للثاني. جاء زيد لا عمرو على الكلام على حاله المجيء لزيد ونفيه سواء كان هذا في الامر والايجاب فقط ولا تأتي لا الا هكذا في الاثبات. لا تأتي في نفي ونهي نعم ولكن للاستدراك بعد النفي نحو ما جاء زيد لكن عمرو ما جاء زيد لكن عمرو ما به جاء اذا نحن قلنا في بل ابطال الحكم يعني الاول واثباته للثاني. هنا اثبات الحكم الاول واثبات نقيضه للثاني تماما مثل بل في النفي والنهي. ولهذا قال لكن بالاستدراك بعد النفي. فاذا الجملة ان كانت منفية فوجود اداة الاستدراك لا تنفي الجملة عن الاول بل تثبته وتقرر ضده للثانية ما جاء زيد. لكن فبقي النفي عن زيد كما هو لكن امر يعني جاء فاثبتنا ضد الحكم للاتي بعدها. نعم. ولابد من ان يتقدمها النفي في المفردات. طيب. لكن يا اخوة تأتي عاطفة وتأتي ابتدائية. والفرق بينهما ان لكن العاطفة تأتي على المفردات مثل ما قال هنا ما جاء زيد لكن عمرو. تدخل على المفردات زيد وعمرو. فتكون هنا في معناها عكس لا التي تقدمت قبل قليل تدخل على المفردات. اما لكن الابتدائية فهي مخففة من لكن الثقيلة. تدخل على الجمل وليس على المفردات وتدخل على جميع انواع الكلام تقول قام زيد لكن عمرو لم يقم. اصل الكلام لكن عمرا. فاذا صارت مشددة اعملت فيها حكم ان واخواتها في العمل. لكن اقول مخففة قام زيد لكن عمرو لم يقم الذي حصل ان لكن هنا دخلت على الجمل فما معناها هنا؟ ليس استدراكا لنفي اصبحت ابتدائية قام زيد جملة تامة لكن عمرو لم يقم جملة جديدة عمرو لم في الابتدائية اختلف حكمها نقول ما قام زيد لكن قام عمرو او لكن عمرو قام. اقول اضرب زيدا لكن عمرا لا تضربه لا تضرب زيدا لكن عمرا يضربه فايا كان الكلام بهذه الطريقة ولاحظ انها ستكون استدراكا بعد نفي لكن دخول على الجمل جعلها لا تفيد المعنى السابق في لكن العاطفة. وتسمى لكن ابتدائية. ومنه قوله تعالى ما كان كي يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه. فبقيت الجملة ما كان حديثا يفترى مقررا. ولكن التصديق الذي بين يديه هذي لكن ابتدائية افادت جملة جديدة مستأنفة لا علاقة لها بما سبق. قال ولابد ان يتقدمها النفي يتقدم ماذا؟ لكن التي قلنا عنها العاطفة التي تدخل على المفردات لابد ان يتقدمها النفي يعني ما تقول قام زيد لكن عمرو تقول ما قام زيد لكن عمرو. فلا بد ان تكون الجملة منفية في لكن حتى تفيد هذا المعنى. ان يتقدمها النفي في المفردات او ما في معنى النفي وهو النهي فانهما في سياق واحد. نعم. ولابد من ان يتقدمها النفي في المفردات يتقدمها قل ان الظمير يعود الى لكن العاطفة التي تدخل على المفردات. نعم. او يحصل تناقض بين المركبات ليس هنا او آآ للتخيير او للشك او للنتائج لا هو كانه يريد ان يقول ان كانت لكن عاطفة فلابد ان يتقدمها النفي في المفردات او لابد ان يحصل تناقض بين المركبات ان كانت لن مخففة من الثقيلة ابتدائية. الكلام بطريقة اسهل. ان كانت لكن عاطفة فلابد ان يتقدمها نفي او نهي. وان كانت ابتدائية فلا بد من وجود تناقض بين المركبات بين جمل ايش يقصد بالتناقض والاختلاف؟ يعني لو قلت لك سافر زيد لكن عمرو فقيه ايش هذا تناظر هو يقول لا يقول يحصل تناقض بين المركبات هنا لا تفيد عليك ان تأتي بلاك في في المركبات بمعنى لا علاقة له باحدهما بالاخر فيقول او يحصل تناقض بين المركبات. فلما اقول سافر زيد لكن عمرو فقيه لم يجز لعدم التناقض بين السفر والفقه لكن التناقض بين مركبات يقوم مقام حرف النفي في المفردات. انت تريد ان تنفي شيئا. اقول ما قام زيد لكن امر قائم او لكن عمر قام. فهذه التي قصد بها المصنف رحمه الله في التفريق بين لكن العاطفة ولكن الابتدائية نعم والعدد يذكر فيه المؤنث ويؤنث فيه المذكر. ختم رحمه الله هذا الباب في معاني الحروف ليس بحرف بل بقاعدة اه لا يجهلها طلبة العلم في مسألة التذكير والتأنيث بين العدد والمعدود. والمقصود هنا تحديدا بين الثلاثة الى التسعة في الاعداد فان الواحد والاثنان اعداد معروف مطابقة المعدود فيها للعدد تذكيرا وتأنيثا وكذلك اعرابا والعشرة والفاظ العقود احكامها معروفة واحد عشر واثنى عشر وكذلك الالفاظ التي تأتي مركبة كلها تقدم احكامها في في النحو معلومة عند اصحابها. ومن ذلك قولهم ان العدد من الثلاثة الى التسعة يخالف العدد فيه يخالف العدد فيه المعدود تذكيرا وتأنيثا. فتقول ثلاثة رجال وثلاث نساء. نسوة وهكذا في كل الامثلة قال العدد يذكر فيه المؤنث ويؤنث فيه المذكر يقصد بين العدد والمعدود كما هو معدود الوم في قواعد النحو. نعم. والعدد يذكر فيه المؤنث ويؤنث فيه المذكر. ولذلك قلنا ان المراد بقوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. الاطهار دون الحيض. دون الحيض. احسن الله اليكم الاطهار دون الحيض لان الطهر مذكر والحيضة مؤنثة وقد ورد النص بصيغة التأنيث فيكون المعدود مذكرا لا مؤنث سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. ليش قال سبعة ليال لان الليلة مؤنث تذكر العدد. ليش قال ثمانية ايام؟ لان اليوم مذكر فجاء العدد مؤنثا وهكذا تسري القاعدة خلاف الفقهاء في قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء لما ذهبت الحنفية والحنابلة الى ان المراد بالقرء في الاية الحيض فيكون ثلاثة يعني ثلاثة حيض هي عدة وذهبت المالكية والشافعية الى ان المراد بالقرء الطهر. فتكون العدة ثلاثة قروء بمعنى ثلاثة اطهار واحدة من الاستنباطات المالكية وطريقتهم في الاستدلال في الاية واللفظ مشترك كما تعلمون. فماذا يفعلون؟ سينزع كل كل قائل الى ما يؤيد به المعنى الذي يذهب اليه. انا اقول المعنى حيض سأذهب واتي بدلالة لغة اثار بحديث باية اخرى اؤيد بها ان اللفظ المجمل هنا هو المعنى الذي ذهبت اليه وهو الطهر. او الحيض فمما ذهبت اليه المالكية هذه القاعدة قالوا الله يقول والمطلقات ويتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. القروء جمع قرء والقرؤ واما طهر اما حيض طيب جمع قرء يعني ثلاثة اطهار او ثلاثة حيض. طيب شيل خذ قروء من الاية وظع مكانها اطهار او ظع ركانها حيض فعلى اي اللفظين يكون تقدير القاعدة اللغوية صوابا تقول ثلاثة اطهار او ثلاثة حيض ثلاثة اطهار تستقيم به القاعدة لان الطهر مذكر. فتكون ثلاثة مؤنث لكن ثلاثة حيض خطأ في اللغة ما يصح لان حيض جمع حيضة وهي مؤنث. فاذا كان المراد حيضة لقال ثلاث قروء. قالوا فهذا يدل على ان المعنى هو الاطهار كما ذهبنا اليه فاستدلوا بالقاعدة هو وجه وبحث هذا فقهي يطول لكن القرافي رحمه الله اشار اليها يجمعنا قال ولذلك قلنا ان المراد بقوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء قاروا دون الحيض لم؟ قال لان الطهر مذكر والحيضة مؤنث. وقد ورد النص بصيغة التأنيث اين في ثلاثة فيكون المعدود مذكرا لا مؤنثا والمذكر هو الاطهار ام الحيض؟ والاطهار فلذلك تقرر ان المقصود هو الاطهار. وهذا عند من يخالف من الحنفية والحنابلة محل مناقشة وغير مسلم ومن القاعدة اللغوية ذاتها لان لفظ القرء او لان القاعدة قد يراعى فيها التذكير والتأنيث بحسب اللفظ تارة وبحسب المعنى تارة يعني مثلا كانهم اعجاز نخل من قعر قال من قعر ما قال منقعرة والمقصود به اعجاز النخل النخل مذكر او مؤنث طيب قال في الاية الاخرى اعجاز نخل خاوية لا جواب هنا الا ان تقول راعى اللفظ تارة وراعى المعنى تارة. فاذا انا اقول في اللغة ربما يراعى في التذكير والتأنيث في في او في العدد قد يراعى اللفظ دون المعنى وقد يراعى المعنى دون اللفظ يقولون في اللغة عشر ابطن مع ان البطن مؤنث فيقولون مثلا عشر ابطن دون تأنيث. فما يقول الصواب ان تقول عشرة ابطن. قال لانهم يريدون المعنى قبائل والقبيلة مؤنثة في المعنى فراعى المعنى ولم يراعى اللفظ وربما يراعى اللفظ فيقولون ثلاثة شخوص وشخوص تجمع شخص فيقول ثلاثة شخوص ويريدون النساء. فكان الواجب ان يقول ثلاث لكنه راعى اللفظ ولم يلتفت الى المعنى فيقول اذا كان هذا مستعمل اللغة لن يكون هذا الاستدلال قاطعا او حاسما وطالما تطرق لاحتمال فلا يمكن ان يثبت به الاستدلال في مقام الخلاف. وستبقى المسألة هذه محل نظر واجتهاد سائغ بين الفقهاء ان كلا سيستدل من وجهة لها فيها نظر معتبر واستدلال والا ما تطرق الخلاف في الاية الى زمن متقدم من الصحابة التي رضي الله عنهم فمن بعدهم اذ لو كان لا يسع الخلاف لا يسوغ لاغلق بابه من زمنهم رظي الله عنهم تم كلام في حروف المعاني وهو ثاني ابواب الكتاب لنشرع في المجلس القادم ان شاء الله في الباب الثالث رزقنا الله واياكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول هل اعتمد البيضاوي في منهاجه على التحصيل والحاصل فقط ام اعتمد ايضا على التنقيح لا ليس من معتمد البيضاوي في المنهاج الا الحاصل ومختصراته وتحديدا اه عفوا ليس الا المحصول للرازي مختصراه الحاصل والتحصيل لتاج الدين وسراج الدين الارموي يقول لماذا اسهب الاصوليون في حديث صهيب مع انه لم يثبت وهل يوجد مثال مشكل صحيح اه واقع في عصر الاحتجاج اه هنا شقان الشق الاول اه ليس هذا الاثر اه الوحيد الذي اه يكون ورائجا في كتب الاصول مع ضعفه الشديد او مع عدم وجود اصل له. وذلك وارد عندهم ليس بالكثرة المفرطة وليس بالندرة ليس مثالا او اثنين ومرد ذلك الى ان اه كثيرا من الاصوليين والمتأخرين منهم خاصة كان على عدم عناية بعلم الحديث ويكتفون نبي تناقل ما يجدونه في كتبهم ويقع مثل هذا. والشق الاخر الموجود هنا انه بعيدا عن مسألة ثبوت الرواية وقد اثناء المثال اه نتعامل مع جملة عربية لا تعتبرها حديثا مرفوعا لان بعضهم ينسبها الى عمر رضي الله عنه وان لم تنسبها لا الى عمر ولا الى غيره فاعتبرها جملة عربية كيف تقيمها لغة وتفهمها على وجه انت تفهم المقصد لكن القاعدة لا في تقريرها بما يؤدي الى هذا المقصد يقول هل يمكن ان نحمل الحديث لو لم يخف الله لم يعصه على انه عصى الله لحديث لو لم تذنبوا لذهب الله بكم. قلت لك هو ستجد آآ ستجد اكثر من مخرج لكن نحن متفقون على ان الجملة مرادها المدح. فاذا كان مرادها المدح فالمراد انه لم يقع منه المعصية والا لو طبقت القاعدة لقلت وقعت المعصية منه لكن ليس هذا المراد فهذا الذي احوج الى الاجابات المذكورة المنقولة عن الامام القرافي رحم الله الجميع ما توجيه قول النبي صلى الله عليه وسلم انها لو لم تكن ربيبتي في حجر ما حلت لي. نعم هذا ايضا مثال ذكره السبكي. مع مثال صهيب لو لم يخف الله لم يعصه وفيهما الاشكال بانها تتخرج على القاعدة اذا دخلت على نفيين افادت الثبوت انها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي فهل يكون المعنى لانها ربيبة حلت؟ الجواب لا. وستحاول ايجاد التأويل كمثل ما قلنا فيه. لو لم يخف الله لم يعصه. انا افهم المعنى انها لم تحل له عليه الصلاة والسلام بسبب كونها ربيبة في حجره لكن كيف تخرجه على القاعدة كمثل ما قلنا في اكثر من جواب في حديث صهيب يقول اذا دخلت على منفيين فهما مثبتان كيف يصدق هذا على نحو زيد لو لم يخف الله لم يعصه. طب هو نفسه الشاب صهيب ووضع زيد الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين