بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا وكم فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فهذا هو مجلسنا الخامس عشر بعون الله تعالى توفيقه من مجالس شرح متن تنقيح الفصول في علم الاصول للامام شهاب الدين القرفي رحمه الله تعالى منعقد هذا اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الاولى سنة احدى واربعين واربعمائة والف من الهجرة هذا المجلس الخامس عشر يأتي بعد اتمام الباب الاول بفصوله العشرين في الاصطلاحات التي قدمها المصنف رحمه الله في كتابه هذا. وبابنا الثاني الذي نشرع فيه هذه الليلة ان شاء الله هو كما عنون له القرافي وترجم بقوله رحمه الله في معاني حروف يحتاج اليها الفقيه وهي التي تسمى بمعاني الحروف. ويأتي بها الاصوليون عادة في مواضع مختلفة من كتب الاصول وقد جعلها المصنف هنا كما ترى مدخلا من المداخل قبل الشروع في الابواب التي هي صلب حديث الاصوليين عن دلالة الالفاظ فلما انتهى من الاصطلاحات وهي كالمفاتيح لتناول العلم وفصوله ومسائله ثنى رحمه الله بمعاني الحروف لانها بين ان تكون في اداتها واثرها كالاصطلاحات. وبين ان تكون مقصودة لذاتها كما في دلالات الالفاظ التي سيأتي سياق الحديث عنها من الباب الثالث. فما بعده ان شاء الله تعالى وحديث الاصوليين عن هذا الباب في معاني الحروف يأتي امتدادا لاصل قصدهم بدراسة علم الاصول وهدفه الاكبر الا وهو الوصول الى استنباط الاحكام من الادلة الشرعية. وان كان معظم ما يستنبط منه الاحكام هو دليل الكتاب ودليل السنة. وهي الفاظ فان دلالات الالفاظ هي جل طول علم الاصول. وعندما يعتني الاصوليون بهذه الابواب ويفسحون لها في كتب الاصول مساحة اكبر من غير فيها فلانها المقصود الاكبر كما اسلفت. ومن هذا الامتداد جاءت العناية بمعاني الحروف. اما انهم سيبحثون عن معنى الامر والنهي والمطلق والمقيد وسائر ما يتعلق بتلك الدلالات اللفظية. فامتدادا لهذه العناية الاصولية بدلالات الالفاظ جاءت العناية بمعاني الحروف. هذا المبحث لغوي بالاصل فان عناية اهل اللغة جاءت مصبة ايضا الى بيان معاني الحروف. ولذلك صنفت فيه المفردات المستقلة اللغويين في ذكر معاني حروف لغة العرب يقصدون بالحروف ما ياتي مفردا او حرفا لا يستقل بالمعنى في حتى يضاف الى غيره. ومن هنا الف عدد غير يسير منهم. ولعل من اوائل ذلك كتاب ابي القاسم الزجاجي رحمه الله الله المتوفى سنة ثلاثمئة واربعين للهجرة في معاني الحروف. وكتاب معاني الحروف ايضا لابي الحسن علي ابن عيسى الرماني المتوفى سنة ثلاثمئة واربعة وثمانين للهجرة. الى ان جاء رصف المباني من حروف المعاني للمالق احمد ابن عبد النور المتوفى سنة اثنتين وسبعمئة من الهجرة ثم الجني الداني في حروف المعاني للحسن ابن قاسم المراد المتوفى سنة تسع واربعين وسبعمئة للهجرة. ثم كان تتمة ذلك فيما اشتغل به المتأخرون من كتب ابن هشام النحوي المشهور مغني اللبيب عن كتب الاعاريب حتى استوعب واستوفى ما تقدم مما سبقه في ذكر معاني الحروف هذه وغيرها من عناية اللغويين تشير الى ان اصل البحث في هذه القضية لغوية بحتة لكن الاصوليين اعتنوا بها وكانت عنايتهم ليست مجرد استنساخ لما حرره اللغويون في تلك المصنفات وغيرها في ذكر معاني تلك الحروف. بل اضافوا الى ذلك ما يتعلق بالاثر الشرعي في الحكم. اذ هو مقصود الفقهاء البحث عن معنى الحرف لغة واثر ذلك في سياق الدليل الشرعي. معنى ذلك ايضا من الاصوليين بلغوا في العناية بذكر معاني الحروف في هذه الابواب مبلغا فاقوا في بعض مباحثه ارباب الصنعة من اللغويين وقد وصلوا في ذلك ايضا الى ذكر قضايا والتعرض لمسائل ربما لا تناولها لا يتناولها البحث اللغوي المجرد. ومن هنا سترى ما قرره ابن السبكي والزركشي رحمة الله عليهما من ان البحث الاصولي بلغ هذا المعنى حتى قال الزركشي وفي البحر ان الاصوليين دققوا النظر في فهم جاء من كلام العرب لم تصل اليها النحات ولا اللغويون فان كلام العرب متسع والنظر فيه متشعب فكتب اللغة تضبط الالفاظ ومعانيها الظاهرة دون المعاني الدقيقة. التي تحتاج الى نظر الاصولي باستقراء زائد على الاستقراء اللغوي. مثاله دلالة صيغة افعل على الوجوب ولا تفعل على التحريم. وكون كل واخواتها للعموم. ونحوه مما نص هذا السؤال على كونه من اللغة لو فتشت فيها لم تجد شيئا من ذلك غالبا. وكذلك في كتب النحات في الاستثناء. من ان خرج قبل الحكم او بعده وغير ذلك من الدقائق التي تعرض لها الاصوليون واخذوها من كلام العرب باستقراء خاص وادلة خاصة لا تقتضيها صناعة النحو يقول اللغويون ان افعل امر. يدل على الطلب. ويقول الاصوليون هذا في الاصل اذا تجرد عن القرائن فان نفعل بصيغة الطلب هذه التي تدل على الامر الملزم تختلف دلالتها اذا جاءت بعد حظر سابق فتفيد الاباحة مثلا او بعد السؤال والطلب فلا تفيد الوجوب بل الاذن او بعد سؤال ارشاد وتعليم فيضعف عن الالزام هذه القضايا لن تجدها في كتب اللغة بهذا المعنى. لان النظر الاصولي يدقق في اثر تلك الدلالات على الحكم الشرعي. فيدور منطلقا حول الوجوب والاستحباب والاباحة والكراهة والتحريم. هذا التمدد الى ربط دلالة اللغة في افادة الاحكام لا يبلغه البحث اللغوي لان هذا ليس من شأنه اضافة الى ذلك فانهم يربطون ذلك باحكام فقهية تقررت فينظرون كيف افاد الحكم ذلك المعنى من ذلك اللفظ فيستنبطون من ذلك ويستنطقون منه قضايا تتقرر في ثنايا كلامهم. ساربط هذا ايضا منطلق اصولي بالغ في الدقة غايته. البحث الاصولي كما تقدم في صدر المجلس يتوجه الى العناية باللفظ ولذلك قالوا دلالات الالفاظ. واللفظ في الجملة القرآنية او في الحديث النبوي يتكون من امر او نهي ومتعلقه عموم او خصوص او اطلاق او تقييد او بيان او اجمال وما الى ذلك النظر الاصولي ينظر الى الجملة في سياق الكلام ففيها طلب فعل او ترك ومتعلق عام او خاص ثم ينظرون الى دلالة اللفظة في الجملة. فهذا لفظ عام او نكرة جاءت في سياق نفي او شرط او استفهام ثم ينظرون الى دلالة الحرف في الكلمة. فانظر كيف ينتقلون في مراتب من بالغ العناية بدلالة اللفظ ينظرون الى السياق ثم الى الجملة في السياق ثم الى اللفظة او الكلمة في الجملة ثم الى الحرف المتصل بالفعل او بالاسم الذي له اثره في الدلالة على ذلك المعنى. هذه العناية يا كرام جاءت كما تقدم في شرح الكتب السابقة من اصل شرعي عظيم تقرر لدى علماء ملة الاسلام وهو تعظيم اوصي الشريعة كتابا وسنة. هذا التعظيم للنص الشرعي افضى الى ضرورة الالتفات بباب الدقة الى كلام للشارع الحكيم. كلام الحكيم الخبير الحكيم العليم. الذي العباد بمقتضى ما تضمنته نصوص الشريعة في الكتاب وفي السنة. فهم عندما يسمعون كلام الله او كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها تقف لذلك كل احاسيسهم وافكارهم وعقولهم ومشاعرهم الى دلالة كل جملة في ذلك اللفظ. بل وكل كلمة بل وكل حرف. في ذلك اللفظ وصولا الى الله خاطبنا ربنا فماذا يريد كيف نفهم مراده سبحانه ومراد نبيه صلى الله عليه وسلم من تلك الجملة في هذا الامر او في ذاك النهي هذا التعبد الجليل للرب العظيم سبحانه تقررت على ظوءه تلك القظايا الكبرى في اصول الشريعة في اصول الفقه ومقاصده. اذا هو تقنين وتقعيد لادوات يتملكها الفقيه يكون بموجبها اقدر على الوصول الى مراد الله. ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اشتملت عليه النصوص الشرعية من جواز بالتكليف كافة معاني الحروف هذا الباب الذي يأتي احيانا في ثنايا بعض الفصول عند الاصوليين. ويفرد بابا مستقلا عند بعضهم يتقدم تارة كما صنع القرفي هنا قبل الدخول في دلالة الامر والنهي والعام والخاص وتارة متأخرا وتارة يأتي بعد الشروع في تقرير مشروعية دليلي الكتاب والسنة فتأتي دلالات الالفاظ ويأتي مع معاني الحروف ومعاني الحروف من الاصول من يتوسع فيورد بعض الحروف خمسة او ستة ومنهم من يقتصر على واحد او اثنين والقرفي هنا رحمه الله اوصلها الى نحو خمسة عشر حرفا في هذا الباب كل هذا سيدور بك الى المأخذ الذي تمت الاشارة اليه قبل قليل. وسيأتي تخريج لبعض هذه القضايا انما الصدقات للفقراء والمساكين اللام هنا للتمليك ام للاختصاص؟ ما الفرق بينهما؟ وما الذي يترتب على هذا الخلاف؟ يترتب عليه ضرورة استيعاب المستحقين للزكاة عندما يأتي المال الى ولي الامر او نائبه ليستوعب اصحابه ام لا يلزم ذلك وامسحوا برؤوسكم في اية الوضوء في سيرة الماسورة المائدة؟ هل الباء للالصاق؟ ام هي للتبعيض ويترتب على ذلك اجزاء مسح بعظ الرأس واقله الثلث ام لابد فيه من الاستيعاب لان الباء للالصاء؟ هذه وامثالها يا ايران نماذج لاثر العناية بهذا الباب من معاني الحروف فكان من الضرورة عند الاصوليين افراد هذه الحروف بابواب وفصول يقررون فيها ما يترتب على ذلك. بقيت الاشارة قبل الدخول في ثنايا هذا الكلام الاشارة الى ان الاصوليين عندما يعنونون لمعاني الحروف ويأتون ببعضها او بكثير منها فانهم لا يستوعبون البحث اللغوي من حيث دلالات تلك الحروف على المعاني. بل يقتصرون في كل حرف على المعاني ذات الاثر في الحكم الشرعي فقد يكون للواو مثلا او لللام معان كثيرة تجدها مفرعة مفصلة في كتب اللغويين فليس ضرورة ان يؤتى بها كلها لكن يؤتى بالقدر الذي يهم الفقيه منها. وما عداها من دقائق المعاني البلاغية والبيانية التي تتعلق بتلك الحروف فمردها الى مواضيعها من كتب اللغة ولا يتعارض هذا مع ما تقدمت الاشارة اليه في ان بحث الاصولية بلغ مدى اوسع مما تناوله اهل اللغة لا من حيث آآ عدد المعاني بل من حيث المعنى في بعضها وما يترتب عليها من حكم وسيأتي تفصيل ذلك في ثنايا الحديث هنا واحدا فواحد ان شاء الله تعالى نعم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته ومن اتبع هداه. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامع والحاضرين قال الباب الثاني في معاني حروف يحتاج اليها الفقيه الواو بمطلق الجمع في الحكم دون الترتيب في الزمان. هذه اول الحروف وهي اشهرها الواو والمقصود بها الواو العاطفة التي تأتي لمعان اخرى ليس المراد في الحديث الاصولي عنها هنا سواه عن العاطفة والا فان للواو نحو من عشرة معان يذكرها اللغويون. فمنها معنى العاطفة ومنها الواو بمعنى او في مثل قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع على معنى او ومنها من معاني الواو واو والحال يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم فان الواو هنا للحال. وتأتي الواو للصلة فلما اسلما وتله للجبين. وتأتي للاستئناف رأيت زيدا وعمرا منطلق. وتأتي جوابا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. وتأتي قسما والنجم اذا هوى والشمس وضحاها وتأتي بمعنى ربا وبلدة ليس بها انيس الا اليعافير. والا العيس اي ورب بلدة. وتأتي بمعنى وهي التي تسمى بواو المصاحبة تركت الناقة وفصيلها وتأتي بمعنى الباء ما زلت وعبدي الله حتى فعل كذا اي ما زلت به. هذه المعاني لا يتعرض له الاصوليون بشيء سوى الواو العاطفة. فانها هنا في اثرها في الحكم الفقهي الذي يريدون الاشارة اليه. قال رحمه الله الواو لمطلق الجمع. اذا اي واو ان يريد العاطفة دون غيرها واو العطف. المعروفة في الكلام. دخل محمد وزيد فاذا قلت هذه الجملة هل يدل كلامك على ان دخول محمد كان قبل زيد؟ لانك قلت محمد وزيد وهل يدل على تأخر زيد عنه؟ ام يدل على اقترانهما في الدخول؟ اي دخلا معا هذه اربعة احتمالات ان تفيد الواو تقدم المعطوف عليه او تأخره او تفيد الاقتران يعني المصاحبة والمعية او تفيد مطلق الجمع والمقصود بمطلق الجمع يعني الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في حكم الجملة بغض النظر عن المعية او السبق او التأخير هذا معنى مطلق الجمع فاذا قلت في المثال دخل محمد وزيد فلست اريد بالكلام الا ان دخول محمد وزيد تحقق ولست التفت ولا اقصد ولا تدل الجملة على ان محمدا دخل قبل زيد. ولا ان زيدا دخل بعده ولا انهما دخلا فقد يكون زيد دخل قبله بنصف ساعة لكني قلت دخل محمد وزيد قدمت محمدا في الذكر كونه اكبر سنا لا غير او للذهول عن ذلك فقلت دخل محمد وزيد وما قصدت شيئا. فاذا الواو العاطفة تقتضي مطلقا الجمع والمقصود بمطلق الجمع يعني الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه بقطع النظر عن اي شيء سواه فلا يقصد فيه كما قلت المعية ولا سبق ولا تأخر لا للمعطوف ولا للمعطوف عليه. في حكم الجملة فاذا قلت دخل او اكل او جاء او خرج او ضحك وعطفت معطوفا على معطوف عليه فانك سويت بينهما في الحكم في مقتضته الجملة لا غير هذا معنى مطلق الجمع فاما اذا اقترن بالجملة ما يفيد تقدما وتأخرا او معية افاده للقرينة كأن تقول دخل محمد وزيد معا او تقول دخل محمد وزيد قبله. او دخل محمد وزيد بعده. فاذا جاءت القرينة فقد ما دلت عليه. فاما اذا اطلق فهي لمطلق الجمع. ولاحظ معي ان قولنا ان الواو لمطلق الجمع يخالف الاصطلاح الذي يقابله عندما يقال الجمع المطلق وهذان اصطلاحان فرق بينهما القرافي رحمه الله في بعض كتبه. فانك عندما تقول الواو لمطلق الجمع تبين ان المراد به الجمع بغض النظر عن اي دلالة اخرى سواه. اما اذا قلت الجمع المطلق فانك تقصد به الجمع غير المقيد فالمطلق هنا جاء وصفا للجمع فقولك الجمع المطلق يعني الجمع غير المقيد فانك تقول دخل محمد وزيد قبله هل هذا جمع مطلق لا هذا جمع مقيد بقبلية زيد. دخل محمد وزيد معا. هل هذا جمع مطلق؟ لا بل هو مقيد طيب انا اذا كنت اريد من معاني الواو الجمع من حيث هو جمع بغض النظر عن اي شيء اخر فهل اقول هي لمطلق الجمع او اقول هي للجمع المطلق اقول هي لمطلق الجمع وليس للجمع المطلق ولابن القيم رحمه والله كلام نفيس في تفريقه بين الاسم المطلق ومطلق الاسم. وفرع على هذا قضايا مهمة تتعلق ببعض الاسماء والاحكام في العقيدة كمطلق الايمان والايمان المطلق وخرج عليه جملة من النصوص التي كانت مزلة اقدام للخوارج مثلا او حتى للمرجئة في اثبات الايمان او نفيه في بعض النصوص الشرعية مثل قوله عليه الصلاة والسلام لا ايمان لمن لا امانة له هذه ايضا لها دلالاتها فان النفي هنا هل هو للايمان المطلق او لمطلق الايمان؟ تخريجا على التفريق بين الاسم المطلق ومطلق الاسم ومنه قضيتنا هنا في الاصول الجمع المطلق ومطلق الجمع. هذه واحدة. اما الثانية فالحديث عن معنى الواو العاطفة وهل هي تفيد الجمع او تدل على الترتيب؟ كلام للاصوليين يطول ذيله لسنا بحاجة الى الخوظ فيه لكن من الاقوال الشهيرة التي تقررت في بعض كتب الاصول ان الواو تفيد الترتيب على بعض اقوال الفقهاء والاصوليين. ويتخرج على ذلك من النصوص مثل اية الوضوء. قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق امسحوا برؤوسكم و ارجو لكم الى الكعبين فمن يقول ان الترتيب في الوضوء واجب يستدل على وجوب الترتيب بترتيب هذه الاعضاء في اية الوضوء في المائدة. ويكون مستند القاعدة ما هي ان الواو تفيد الترتيب. وقد ترتبت في الاية فوجب الترتيب بينها. فلو اخل المتوضئ بتلك الاعضاء ما صحت لانه ترك واجبا من واجبات الوضوء. فان قيل من اين استفيد الوجوب في الترتيب؟ قيل من الاية لانها رتبت المعطوفات بعضها على بعض بالواو والواو تفيد الترتيب. ومنه ايضا قوله سبحانه تعالى في سورة البقرة ان الصفا والمروة من شعائر الله وقد قال عليه الصلاة والسلام لما خرج من المطاف متجها الى المسعى ابدأ بما بدأ الله به. وفي بعض الالفاظ في طرق الحديث ابدأوا بما بدأ الله به فامر عليه الصلاة والسلام وتلا الاية ان الصفا والمروة من شعائر الله الاية قالوا فهذا دال ايضا على الترتيب من وجهين. الوجه الاول ان النبي عليه الصلاة والسلام استدل به قال ابدأوا بما بدأ الله به فصرح بالترتيب وان ذكر الصفا مبدوءا به في الاية قبل المروة دال على الترتيب فامتثل عليه الصلاة والسلام بفعله ما دلت عليه الاية بتقديم وفى على المروة والثاني فعله عليه الصلاة والسلام فبدأ بالصفا في سعيه منتقلا الى المروة. وهذا القول ان الواو تفيد ترتيب انتشر عند بعض متأخر الفقهاء من مختلف المذاهب وقرروه قولا اصوليا في ان الواو تفيد الترتيب على قول وتخرج عليه بعض الفروع الفقهية كما اسلفت في اية الوضوء واية السعي الصفا والمروة لكن التنبيه المهم هو ان القول بان الواو للترتيب قول متأخر فيما يطبق المتقدمون فقهاء ولغويون على ان الواو لا دلالة لها على الترتيب من قريب ابن ولا من بعيد وليس لها في هذا اثر اطلاقا وعامة اللغويين المتقدمون لا يشيرون الى هذا قط. ولهذا يقول ابن الحاجب رحمه الله الاف الواو للجمع المطلق لا ترتيب ولا معية عند المحققين ويقول ايضا في الجني الدان للمراد ان الواو للترتيب مذكورة عن قطرب وثعلب وابي عمر زاهد والربعي وهشام والفراء وابي جعفر الدينوري. سمى لك بعض اللغويين. وهذا المنقول عن بعض من سمعت من ارباب اللغة ان الواو تفيد الترتيب اغرى بعض الفقهاء المتأخرين. بتقرير هذا المعنى في الواو احبوه الى الخلاف وذكروه قولا يكون معتبرا تتخرج عليه جملة من الفروع الفقهية يعني لطالما ثبت لغة وهو صحيح وقال به بعض ارباب اللغة فان هذا يستقيم على تخريج ذلك على الفروع الفقهية عليها لكن الصحيح وقد حكى بعض اللغويين اجماعا كما فعل السيرافي في شرعه على كتاب سيبويه انها لا يصح عن احد من المحات قط. وانه انما سرى ذلك عند بعض المتأخرين من اللغويين تأثرا بما نقله عن بعض الفقهاء في كتبهم والا فان اللغة لا تدل عليه. وعامة متقدميهم لا يشيرون اليه. سيبويه رحمه الله في الكتاب يقول ولو قلت مررت برجل وحمار لم تجعل للرجل منزلة بتقديمك اياه يكون بها اولى من الحمار كانك قلت مررت بهما اي معنى يقصد اذا؟ الجمع. الجمع. الجمع المطلق بقطع النظر عن ترتيب بين المعطوف والمعطوف عليه يقول الاميدي رحمه الله اما الواو فقد اتفق جماهير الادب على انها للجمع المطلق غير مقتضية ترتيبا ولا معية. ونقل عن بعضهم انها للترتيب مطلقا والواو اذا على هذا المعنى. لا تدل على تقدم المعطوف عليه ولا تأخر المعطوف ولا المقارنة. ليس فيها اشعار بمسابقة ولا ملاحقة ولا مصاحبة في الزمان انما هي مشعرة بالجمع المطلق الذي هو اعم من المعاني الثلاثة فانها تدخل فيه لكنها جمع مطلق لا علاقة لها. فان تقيدت بقرينة على شيء من المعاني الثلاثة الذي هو السبق او الملاحقة واو المصاحبة فبالقرينة لا بالواو. هذا اشارة فقط الى اختصار وايجاز لذيل يطول ذكره في كتب عندما يذكرون الخلاف في معنى الواو فربما ينقلون عن بعض الشافعية وربما نسبوا الى الشافعي نفسه رحمه الله القول بان الواو للترتيب ولا يصح ذلك. وما ينقد عن بعض اللغويين ايضا فانما هو متأخر سرى اليه من بعض كتب الفقهاء. والا متقدموهم لا يثبتون هذا المعنى وقد سمعت كلام سيبويه وغيره ايضا يقرر هذا المعنى باطلاق. ولا عليك بالالتفات الى اقوال اخر كمن يقول ان الواو تدل على الترتيب اذا كان المعطوف مترتبا على المعطوف عليه مثل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا يقول فالواو هنا للترتيب ليش للترتيب؟ قال لان السجود يكون بعد الركوع وهذا بمثابة ان يقول ان دلت الواو على الترتيب فهي للترتيب. ولا فائدة في هذا القول. فعدنا الى الاصل وهو ان الواوا لمطلق الجمع لا يدل على شيء سواه ولهذا اختصر المصنف رحمه الله الكلام الطويل عند الفقهاء والاصولين وعند متأخر اللغويين فقال الواو او لمطلق الجمع في الحكم دون الترتيب في الزمان. قوله دون الترتيب في الزمان اشارة الى ما قدم شرحه قبل قليل. لو قال دون الترتيب وسكت في فرق يعني لو قال قائل فهمنا ان الواو لا تدل على الترتيب فما فائدة تقديم المعطوف على المعطوف عليه او السؤال بطريقة اخرى فهل لتقدم المعطوف على المعطوف عليه دلالة نعم ما هي ترتيب اخر سوى ترتيب الزمان. ما هو؟ ترتيب الفضيلة والشرف وما الى ذلك لكنه لا علاقة له بالحكم فاقول مثلا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. فتقديم جبريل على ميكال عليهما السلام في لا يدل على ترتيب في الزمان لكن له دلالة ما الدلالة هي ترتيب الشرف؟ وهكذا يمكن ان تقول نعم في كثير من المسائل من النصوص لا دلالة للواو على الترتيب في الحكم ايقاعا. لكنها دلالة على ترتيب يمكن ان تقول انه يبقى لتقديم المعطوف على المعطوف عليه في النص الشرعي شرف في الذكر بتقديمه. فهذا اللطيف من المصنف رحمه الله لما قال دون الترتيب في الزمان اذا قبل ان اه ننطلق ونغادر معنى الواو يبقى الكلام على الحديث ابدأ بما بدأ الله به او برواية ابدأوا ما بدأ الله به لما سأل الصحابة كما في بعض روايات الحديث عن البدء في المسعى كيف يكون؟ فاجابهم صلى الله عليه وسلم ابدأ بما بدأ الله به او بالامر ابدأوا. ثم تلى الاية ان الصفا والمروة لو كان للواو دلالة على الترتيب ما احتاجوا الى السؤال. ولفهموا بمقتضى عربيتهم ان تقديم طفى على المروة يفيد البدء به لكنه لما لم يفد سألوا هذه واحدة والثانية ان النبي عليه الصلاة والسلام لو كان يريد الاستنباط في حكم الاية مستدلا بتقديم الصفا على وجوب البدء بها في السعي لكان جوابه الاحالة الى الدليل او لفت انظارهم او ارشادهم الى العمل بالاية لكنه قال ابدأوا او قال ابدأوا. فالذي دل على البدء الصفا هو اللفظ ابدأوا او ابدأوا. يعني لو لم يأتي لما دل على تقديم الصفا فكان المنطلق قوله ابدأ اما استشهاده عليه الصلاة والسلام فهو النقطة التي اشرنا اليها دون الترتيب في الزمان. جعل صلى الله عليه وسلم بموجب ما اوحى الله اليه من البدء بالصفا جعل من تقديم ذكر الصفا في الاية مستندا الى تقديمها في البدء بها في السعي. فقال ابدأ يعني سعيا او في السعي بما بدأ الله به في الذكر في الاية والذي بدأ الله به في الذكر في الاية واصطفى. فجعله عليه الصلاة والسلام بدءا له في السعي فكان من الصفاء الى المروة وليس العكس. وهذا الذي افاد الترتيب ويبقى التنبيه ايضا الى ان من يقول بوجوب الترتيب في الوضوء ويستدل بترتيبها بذكرها معطوفة بالواو لا يستقيم له ذلك. وعليه الاستدلال بدليل سواه فمن قال ان الواو تفيد الترتيب ومن هنا وجب الترتيب بين الاعضاء في الوضوء قيل له لا يستقيم لك الاستدلال فيستدلون بدليل اخر ومواظبته صلى الله عليه وسلم في وضوءه كله لم يؤثر عنه خلافه انه رتب هذه الاعضاء كما جاء في الاية فالذي افادت الترتيب ليس هو الذكر في الاية بل فعله المستمر صلى الله عليه وسلم وعامة روايات احاديث صفة الوضوء في حديث عثمان وحديث علي وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعا في انه لم يحكى في رواية غير فيها ترتيب غير الذي جاء في تلك الاحاديث كما جاء مطابقا للاية الكريمة. هذا ايجاز ما اراد المصنف رحمه الله باختصاره في قوله الواو لمطلق الجمع في الحكم دون الترتيب في الزمان. نعم قال والفاء للتعقيب والترتيب والتسبيب نحو سهى فسجد. الفاء ايضا المراد بها الفاء العاطفة. لان غيرها من الفاءات ذوات المعاني ليست هي المقصودة هنا بالكلام. قوله رحمه الله الفاء للتعقيب والترتيب. التعقيب للفاء العاطفة لا فاعل جواب فاء الجواب تأتي في جواب الشرط مثلا كأن تقول اذا قدمت المدينة فاشتري لي تمرا الفاء هنا ليست للتعقيب لكنها للجواب ومنه قوله تعالى لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب. حصل الافتراء منهم كذب ولم يحصل الاستئصال فلو قلت ان الفاء للتعقيب للزم منه ترتب ما ذكر بعدها على ما حصل قبلها. فان موسى عليه السلام لما قال لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب لو قلت للتعقيب يلزم منه من حصول الافتراء بالكذب ان يحصل الاستئصال فيزحتكم بعذاب لكنه ما حصل وسبب ذلك انها ليست الفاء العاطفة. اذا ايضا كلامنا في الفاء وعن الفاء العاطفة لغيرها من الفاءات ذوات المعاني التي تأتي لذلك قال رحمه الله الفاء للتعقيب والترتيب والتسبيب هذه كم معنى ثلاثة ولو قلت معنيان ما بعدت عن الصواب. لان التعقيب والترتيب مترابطان. فاذا هو تعقيب وترتيب هذا يشبه ان يكون معنا واحدا والتسبيب معنى ثاني. اما التعقيب والترتيب فمعناها ان ما جاء بعد الفاء معطوفا يكون معقبا على ما قبلها مرتبا عليها تعقيب وترتيب. ايش معنى الترتيب ان يكون ما بعد الفاء حاصلا فيه الحكم بعد ما قبلها. طيب والتعقيب نعم ان يكون بينهما زمن لكنه حصل على الفور لا فاصل ولا تراخي. طيب التعقيب قبل الترتيب في الوقوع ام بعده يعني ترتيب يترتب عليه تعقيب او تعقيب يترتب عليه ترتيب؟ تعقيب على الترتيب. طيب اما كان اولى به ان يقول الفاء للترتيب والتعقيب قال بعض الشراح لو قدم الترتيب على التعقيب لكان احسن لان التعقيب يستلزم الترتيب دون العكس. فقد يحصل ترتيب بتراخ صح؟ كما في ثم يحصل فيها ترتيب دون تعقيب بل بتراخي. فايهما يستلزم الثاني؟ التعقيب. فاذا لو قدم الترتيب لكان احسن قيل في الجواب قدم التعقيب لانه متفق عليه في معنى الفاء والترتيب مختلف فيه وتقديم المتفق عليه اولى من تقديم المختلف فيه. ما وجه الاختلاف بعض اللغويين لا يرى ان الواو ان الفاء تفيد الترتيب ويذكرون في هذا ايضا خلافا بعض الكوفيين يقول الفاء لا تفيد الترتيب. لانها قد تكون في موضع لا يصح فيه الترتيب في مثل قوله تعالى ونادى نوح ربه فقال ان نبني من اهلي النداء والقول شيء واحد ليس فيها ترتيب يعني هل نادى ثم قال لا هو شيء واحد فالفاء قد تأتي ولا ولا ترتيب فيها ومن ثم قالوا لا يلزم من الفاء ان تفيد الترتيب. واستدلوا بمثل هذا. والصحيح ان الفاء للترتيب وكل ما جاء من الكلام يوهم ظاهره خلاف ذلك فهو مؤول. بل قالوا ان الافعال اذا بمعنى مترادف بالفاء فانها لا تفيد الترتيب لان الفعلين بمعنى واحد مثل ونادى فقالا لا يتأتى فيها معنى الترتيب لان الفعل المعطوف على الفعل الذي قبله بمعنى واحد مثل ما تقول آآ فلان مثلا اساء فشتمني ولو قلت شتمني فأساء لا فرق فالاساءة والشتم يكون فيها قدر من التراجع لا يؤثر في مسألة الخلف في المعنى. هذا من اجل ذلك قالوا فان التقديم الفاء تقديم معنى التعقيب في كلام المصنف على الترتيب من اجل هذا الخلاف الذي تمت الاشارة اليه والا فلا اشكال فيه. قال رحمه الله الفاء للتعقيب والترتيب التعقيب قلناه بمعنى ان يكون ما بعد الفاء حاصلا مرتبا على ما قبله عقبه. ومعنى التعقيب من غير فاصل ولا تراخ هذا التعقيب انما يكون بحسب العادة كما قيده القرفي في الشرح رحمه الله قال نقول بحسب احترازا من مثل قولنا دخلت الكوفة فالبصرة طيب ماذا لو كان دخوله البصرة بعد الكوفة بعشرة ايام؟ هل الكلام خطأ لا لان التعقيب بحسب العادة ولا يلزم منها ان يكون دخوله البصرة بعد الكوفة مترادفا في يوم او اقل من يوم او اقل من ثلاثة ايام فاشار اليها على كل معنى قولهم الفاء للتعقيب والترتيب هو هذا المعنى المشار اليه انها تفيد ترتيبا مع تعقيب دون فاصل زمني بينهما. اما قوله رحمه الله والتسبيب اراد بالتسبيب ان تكون الفاء سببية وقبل الدخول في التسبيب فان معنى التعقيب والترتيب كما تمت الاشارة منه وقع قول الفراء رحمه الله تقع الفاء لغير الترتيب كالواو نحو ثم دنا فتدلى وحصل الدنو اولا او التدلي نعم والمعنى تدلى فدنى تدلى فدنى قال اه يقول العطار ايضا وهذا جائز في كل فعلين معناهما واحد. مثل ما قلنا نادى فقال شتم فأساء او اساء فشتم فالدنو والتدلي بينهما ترابط فعطفهما بالواو عندما عطفهما بالفاء عندما لا يفيد التعقيب ليس ان الفئة لا تفيد التعقيب بل لان الفعلين المتعاطفين كانا مترادفين. فانتفى التعقيب لكونهما شيئا واحدا وانت لا تفيد تعقيب الشيء على نفسه وان اختلف لفظه بقدر من الترادف. التسبيب المراد به في المعنى الثاني هنا ان تكون الفاء سببية يعني ان يكون ما قبل الفاء ها؟ سببا لما وقع بعدها. قال سهى فسجد يعني كان السهو سببا للسجود هذا معنى الفائز سببية ان تكون واقعة بين امرين احدهما سبب للاخر. فما قبل الفاء يكون سببا لما وقع بعدها. مثل سهى فسجد سرق فقطع زنا فرجم ومنه ايضا في الايات في النصوص الشرعية وهو كثير. المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة. فكان نزول المطر من السماء سببا في اخضرار الارض. ومثل قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. فكان تلقي تلك الكلمات سببا لتوبة الله عليه ومثل هذا كثير. ومرة اخرى ساقول ان الاقتصار على بعض المعاني في كل حرف انما هو بالقدر الذي يتعلق به الحكم ويهم الفقيه قال وثم للتراخي وثم للتراخي اتم الحروف العاطفة بدأ بالواو واتى بعدها بالفاء وثلث بثم. قال رحمه الله وثم للتراخي ولم يحتج ان يقول للترتيب. طالما حصل التراخي والتراخي فيه الفاصل الزمني فانه يستلزم الترتيب لا محالة فاذا عطف في الكلام شيء على شيء بحرف العطف ثم فان دلالته على التراخي يعني يقع ما بعد ثم متراخيا عما وقع قبلها وامثلة هذا كثيرة في النصوص الشرعية. الله الذي خلقكم من ضعف ثم من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة وبعض الكوفيين من النحات خالف. فقال ان ثم لا تستلزم الترتيب تماما كما قالوا في الفاء. فقالوا لها كالوا وربما افادت مطلق الجمع لا علاقة لها بالترتيب لا بتراخ ولا بتعقيب. واستدلوا لذلك ببعض النصوص في مثل قوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم قال وسجود الملائكة لادم عليه السلام قبل خلقنا وتصويرنا وجاءت بثم فدل هذا على انها لا تستلزم الترتيب فضلا عن التراخي فهم وجه الاستدلال خلقناكم الكلام لمن لبني ادم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا فما الجواب وادم خلق نعم ان قوله خلقناكم ثم صورناكم المقصود به خلق ادم عليه السلام وتصويره وهو مقدم على امر الملائكة الكرام السلام بالسجود لادم. اذا هو تأويل فما كان من النصوص موهما ان ثم لا تفيد التراخيم اول على معنى يكون فيه ملتئما على الاصل. قالوا ايضا مثل قوله تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فكوا ورقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة. ثم كان من الذين امنوا والايمان يأتي بعد تلك الصفات والخصام او قبلها الايمان شرط وهو مقدم على كل عمل من اعمال المؤمنين والاعمال الصالحة فالايمان قبلها لا بعدها. وهذا ايضا مجاب بان المقصود بالترتيب هنا بثم ترتيب الرتبة فالايمان متباعد عنها في الفضل لا في الزمن ليس المقصود انه بعد ان يطعم ويفك الرقبة يتحقق منه الايمان الايمان قبل لكن قوله ثم يدل على التباعد والتراخي لكنه ليس من الناحية الزمنية لا ترتيب الزمن بل ترتيب الفضل والشرف والتباعد. يعني انه انما منه الايمان متباعدا ولا يدل على التأخر بقدر ما يدل على التفاوت الكبير بين الايمان وما ذكر من الاعمال الصالحة المذكورة في الاية الكريمة ومثل ذلك سائر النصوص فيكون الراجح كما تقدم في الفاء ان ثم تفيد الترتيب مع اخي وما جاء من النصوص اه يوهم خلاف ذلك مؤول بما يستقيم به المعنى وعليه يدرج الكلام في كل ما جاء ثم ويرتب عليه الفقهاء مسائل تتعلق بالاقارير والوصايا وتنفيذ بعض الاحكام لو اوصى بشيء من ماله لولده ثم الفقراء او للفقراء ثم لولده فانه يترتب عليه استيعاب ما ذكر في تنفيذ الموصى به لما كان مذكورا قبل ثم قبل الانتقال الى ما جاء بعدها لافادتها هذا المعنى بالتراخي قال وحتى والى للغاية. هذان الحرفان الرابع والخامس حتى والى جمع بينهما المصنف رحمه الله وان كانت معانيهما في اللغة متفاوتة. لكنه كما قلت لك يقتصرون فيها على المعنى الذي يهم الاصولية من ناحية الفقه وما يترتب عليه. قال حتى والى للغاية بينما يأتي لي حتى معان اخر بخلاف اله فان حتى لها اربعة معاني تأتي ابتدائية وتأتي عاطفة وتأتي جارة وتأتي ناصبة ولا تفارقها الغاية في جميع الاوجه الاربعة تضمنها لمعنى الغاية موجود في معانيها الاربعة سواء كانت ابتدائية او عاطفة او جارة او ناصبة. يقصدون بحتى الابتدائية التي تدخل على مبتدأ او على فعل ماض او على فعل مضارع مرفوع فان حتى في هذه الصور الثلاثة تسمى حتى ابتدائية. الداخلة على المبتدأ مثل قولك قام الناس حتى زيد قائم. فزيد قائم المبتدأ وخبر دخلت عليه حتى فتسمى حتى الابتدائية لدخولها على المبتدأ والخبر ومنه قول الشاعر فيا عجبا بل حتى كليب تسبني كان اباها نهشا او مجاشع. فاذا دخلت حتى على المبتدى والخبر سميت ابتدائيا منه ايضا اذا دخلت على الفعل الماضي كما قلت تقول قام الناس حتى قام زيد وقلت قبل قليل في المثال السابق حتى زيد قائم تدخل على مبتدأ وخبر. ومثلها تسمى ابتدائية اذا دخلت على فعل ماض قام الناس حتى قام زيد ومنه قوله تعالى ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا. وقالوا قد مس اباءنا حتى عفوا فتسمى حتى ابتدائية. ومثال الداخلة على الفعل المضارع المرفوع قولك سألت عنه حتى لا الى سؤال بعده سألت حتى لا احتاج وقولهم ايضا مرض حتى لا يرجونه. فيبقى المضارع مرفوعا. ومنه قولوا تعالى وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله على قراءة نافع فان حتى هنا ابتدائي فسواء قالت حتى على المبتدأ والخبر او دخلت على الفعل الماضي او على الفعل المضارع المرفوع تسمى حتى الابتدائية ان النحات يقولون ان المضارع المرفوع بعد حتى اذا كان حالا او مؤولا بالحال فحكمه الرفع. وان كان مستقبلا او مؤولا بالمستقبل فحكمه النصب. ولهذا تفصيل عند النحات لا حاجة الى ذكره هنا. هذه حتى الابتدائية وتأتي ايضا حتى قلنا العاطفة فانها تعطف اسما مفردا ولا تعطف فعلا وهذا من اماراتها حتى العاطفة انما تعطف الاسماء وليس الافعال ويكون ذلك اه كما قلنا اسما وليس جملة ولا فعلا. ويشترط في حتى العاطفة ان يكون معطوفها جزءا مما قبلها وغاية له تقول مثلا اه ما تقول اضمن فلانا حتى يوم الجمعة لان ما بعده حتى هنا ليس جزءا من فلان. فلا تكن هنا حتى بمعنى العاطفة فاذا ضابطها وقيدها ان تكون عاطفة ماء مفردة على اسماء وان يكون ما قبل ان يكون ما بعدها جزءا مما قبلها وغاية له. وانت في هذا ستقول خرج الناس حتى السلطان او خرج الناس حتى او تقول مات الناس حتى الانبياء. فيقولون في بعض قيود ذلك ان يكون ما بعدها غاية لما قبله لها قصدهم بالغاية غاية في التعظيم او في التحقير او في القوة او في الضعف والامثلة تدور على جملة واحدة تقول مات الناس حتى السلطان. مات الناس حتى الانبياء. هذا مثال للتعظيم فكان غاية. او تقول خرج الناس حتى العبيد احصى الله كل شيء حتى مثاقيل الذر. هذا عكسه للتحقير فيكون غاية. فاذا وصل الى الحقير كان واصلا الى ما قبله من باب اولى. مثال القوة خرج الناس حتى الفرسان. هرب الناس حتى الابطال فتقول اذا كان منتهيا الى هذه الغاية في القوة فما دونها من باب اولى في الضعف خرج الناس حتى المرضى قدم حجاج حتى المشاة فانت تدل بالضعف وهو غاية على انه ان حصل فما فوقه فيكون من باب اولى. وعلى كل حال هذا من معاني حتى عاطفة كما قلنا اذا هذه ابتدائية وتلك عاطفة. اما الجارة التي تجر اخر الجزء ومتصلا باخر الجزء تقول اكلت السمك حتى نحن نقول حتى الجارة حتى رأسها فان الرأس جزء من السمكة او المتصل باخر الجزء تقول زرعت الارض كالنهر النهر ليس جزءا من الارض لكنه متصل باخر الجزء ومنه قوله تعالى في ليلة القدر سلام هي حتى مطلع الفجر الفجر ليس جزءا من الليل ولكنه متصل به. اما حتى الناصبة وهو المعنى الاخير فالتي تنصب الفعل المستقبل او المؤول. فاصبروا حتى يحكما. الله بيننا وهو خير الحاكمين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وعلى قراءة الجمهور وزلزلوا حتى يقولا. الرسول والذين تآمروا معه متى نصر الله. هذه معاني حتى قال هنا للغاية وقلت لك انها لا تنفك عن الغاية في معانيها الاربعة كلها. اما الى فلا تكون الا حرف جر ولا تكون الا للغاية عند سيبويه اما الفراء يقول ان الى قد تكون بمعنى مع. تقول خرجت الى المسجد او الى السوق فماذا تقصد بالى هنا الغاية ان خروجك كانت غايته الى المسجد لم تتجاوزه تقول سافرت الى مكة الى المدينة فكان هذا غاية سفرك الذي انتهى اليه السفر لم تتجاوزه. هذا معنى قوله انها للغاية وسيبويه ينص على انها لا تكون لسوى ذلك من المعاني. الفراء لما قال بل قد تكون الى بمعنى مع اتى بمثل قوله تعالى ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم بمعنى معا. ومثل قوله تعالى قال من الى الله يعني مع الله. ومنه قولهم الدرهم الى الدرهم مال يعني. الدرهم مع درهم مال والذود الى الذود ابل يعني معه وهكذا. قوله حتى والى للغاية شرك بينهما لاشتراكهما في المعنى الفقهي الذي يهمنا وهو الغاية. الغاية التي تدل على دخول ما بعد حتى او ما بعد فيما قبلها ومنه قوله تعالى سلام هي حتى مطلع الفجر ومنه قوله تعالى في اية الوضوء فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. اذا المرافق هل هي داخلة في الغسل في الوضوء وكذا الكعبان هل هما داخلان في الغسل مع الرجلين في الوضوء؟ من يقول انما بعد حرف الغاية داخل فيما قبلها سيدخل. ومن ينفي ذلك فيحتاج الى دليل. وثمة مذهب مفصل يقول ان كان ما بعد الى من جنس ما قبلها دخل في الغاية والا فلا. ومنه قوله تعالى وايديكم الى المرافق وارجلكم الى الكعبين. فان المرفق من جنس اليد فدخل والكعب من جنس الرجل فدخل. اما قوله تعالى ثم اتموا الصيام الى الليل فالليل ليس من جنس النهار فلا يدخل فيه ولا يصام الليل ولا جزء منه مع النهار بل يفطر بمجرد غروب الشمس. هذا قيل او تلك المذاهب ايضا تجدها مبثوثة. اكتفى المصنف بقوله انها للغاية. فاذا فهمنا انها للغاية يأتي الخلاف الاصولي فهل يدخل المغيا في الغاية او لا يدخل ويرتبون عليه فهم بعض النصوص الشرعية كما اشرت ويرتبون عليه ايضا الاقارير والخلاف والدعاوى والمرافعات في القضاء في الفقه ثم تقول مثلا بعته المزرعة من هذه الشجرة حتى هذه النخلة فهل تدخل النخلة او حتى هذا الحائض فهل يدخل او حتى البئر هل يدخل هذا خلاف مبني على هذا المعنى والمصنف رحمه الله تعالى اكتفى بقوله حتى والى للغاية وشرك بينهما لما اليه مع كوني حتى والى مفترقان. من بعض الوجوه. منها ان حتى تنفرد بالماء معاني الثلاثة المذكورة ان تكون حرف ابتداء وان تكون عاطفة وان تكون ناصبة وتنفرد بهذا حتى عن الى فالى لا تكون الا حرف جر. وقلنا ان حتى تكون حرف جر وحرف نصب وابتدائية وعاطفة. فاذا اشتركت حتى مع ايلا في كونها حرف فجر انفردت بثلاثة معاني. ان تكون حرف ابتداء وان تكون عاطفة وان تكون ناصبا وتنفرد ايضا ان الى تكون بمعنى مع كما تقدم عن الفراء وحتى لا تفيد هذا المعنى ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم الذود الى الذود ابل وحتى لا تحملوا هذا المعنى بمعنى معا. والخامس ايضا من وجوه الفرق بين حتى والى ان الى وهي تجر وحتى وهي تجر يختلفان ان الى تجر الظاهر والمظمر بخلاف حتى فانها لا تجر فانها لا تجر الا الظاهر حتى ما تجر الضمير. قال سيبويه استغنوا باليه عن حتى هو استغنوا باليه عن حتى هو يعني الى تدخلوا على الضمير دون حتى الوجه السادس من الفرق ان الى تجر الكل جزء بخلاف حتى فانها لا تجر الا اخر جزء او متصلا كما قلنا باخر جزء اكلت السمكة تحت رأسها او تقول بعته الارض حتى النهر او صرت آآ النهار مثلا الى اخره لكن لا يصح ان تقول صرت النهار انت تقول في صرت النهار الى نصفه. لكن لا يصح ان تقول سرت النهار حتى نصفه فانها لا تكون جارة هكذا فالشرط في حتى الجارة ان تجر اخر الجزء او متصلا به. لاجل هذا يقول النحات ان الى امكن في الغاية من حتى. ليش قلنا كلاهما للغاية فلماذا يقولون ان الى امكن في الغاية نعم هو هذا لان حتى لا تجر الا اخر جزء او متصلا بخلاف الا الا فانها تجر مطلقا. وآآ يبقى الخلاف قلت لك في مسألة دخولي المغى وقد اشار اليها القرافي رحمه الله في شرحه وقال اختلف العلماء في الغاية هل تدخل في مغيا ام لا على اربعة اقوال. ثالثها ان كانت من جنس المغيا والا فلا تدخل مثال ما هو من جنسه تكرمان من هذه الرمانة الى هذه الرمانة. ومثال غير الجنس بعتك الرمان من هذه الى هذه الزيتون القول الرابع بالتفصيل ان يفصل بينهما امر حسي فلا يندرج مثل اتموا الصيام الى الليل لان الليل متميز عن النهار البصر وان لم يكن بينهما امل حسي فتندرج مثل ايديكم الى المرافق. قال المؤلف رحمه الله وفي شرحه هذه الاقوال اربعة انقلها في انتهاء الغاية. واما ابتداؤها فلا انقل فيه الا قولين. اي قولين قال هل يدخل ما بعد هل يدخل المغيب في الغاية؟ الذي هو نهايته. ذكر اربعة اقوال قال اما الابتداء لما اقول من كذا بعت كم من كذا ابتداء الغاية يدخل او لا يدخل؟ قال لا اذكر فيه الا قولين ايش اقصد بالقولين اليه من غير التفصيل الدخول وعدم الدخول ختما نصنف رحمه الله بقوله ان اطلاق العلماء الخلافة في انتهاء الغاية ينبغي ان يكون مخصوصا بإيلاء اما انتهاؤها في حتى فانه مندرج فيما قبله ليس الا فحصل الخلاف الفقهي الاصولي في مسألة دخول المغيا في الغاية فيما كان بحرف اله. اما حتى فانه يراها داخلة قطعا بينما يذكر اللغويون كما ذكر المرادي وغيره انها ربما سرى الخلاف فيها ايضا الى حرف الى كما في حتى لا فرق بينهما وعلى كل حال فثمة مسائل تدخل في هذا الباب الذي نحن في ذكر الاشارة اليه فيما يتعلق وبدخول المغيا وعدم دخوله فيه. هذا معنى قوله حتى والى للغاية. نعم قال وفيه للظرفية او للسببية نحو قوله صلى الله عليه وسلم في النفس المؤمنة مئة من الابل في سادس الحروف في هذا الباب ولعلنا نختم بها جلسة الليلة ان شاء الله. قال للظرفية او للسببية الظرف الوعاء زمانا كان او مكانا في الكلام. ولهذا يقول اهل اللغة الظرف اما ظرف زمان او ظرف مكان تقول مثلا زيد في الدار فهذا ظرف مكان او تقول في ظرف الزمان مثلا جلست الساعة او قدمت هذه ساعة فانت تذكر الظرف وهو وعاء للحدث زمانا كان او مكانا. قال في للظرفية الظرفية التي يأتي بها معنى الحرف في قد تكون حقيقية وقد تكون مجازية. واذكروا الله في ايام معدودات في هنا ظرف زمان حقيقي او مجازي؟ حقيقي. لان المقصود ايقاع ذكر الله في جوف تلك الايام المعدودات في الحج ومثل قوله تعالى وانتم عاكفون في المساجد ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد. العكوف في المسجد فهذا ظرف فيه هنا للظرفية حقيقية او مجازية حقيقية. اما المجازية في مثل قوله تعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. ليش نقول مجازي؟ لان القصاص ليس شيئا محوسا يكون وفيه ظرف يتحقق معنى الحياة المذكور في الاية وايضا آآ لقد كان لكم في يوسف واخوته ايات للسائلين ليس في شخص يوسف عليه السلام ظرف مكاني يحصل فيه المعنى لكن في قصته وحكاية حاله مع اخوته للسائلين. هذا معنى الظرفية التي اشار اليها المصنف بقوله تعالى في للظرفية. ثم قال او للسببية السببية المقصودة هنا في افادة معنى الحرف اه في مثل لها المصنف رحمه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم في النفس المؤمنة مئة من الابل في والمقصود بسبب قتل النفس المؤمنة تجب الدية مئة من الابل. في النفس. في هنا ليست ظرفية لكنها سببية يعني بسبب قتل النفس المؤمنة وجبت الدية المذكورة مئة من الابل. قال المصنف في شرحه رحمه الله كونها للسببية انكره جماعة من الادباء والصحيح ثبوته فان النفس ليس ظرفا للابل. في النفس المؤمنة مئة من الابل. ليست طرفا فلا يتوجه الا ان تكون بمعنى السببية. قال وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الاسراء فرأيت في النار امرأة حميرية عجل بروحها الى النار لانها حبست هرة حتى ماتت جوعا وعطشا دخلت النار فيها. يعني بسببها. فلا يتأتى توجيه لمعنى فيه هنا في مثل هذا السياق الا السببية التي اشار اليها المصنف قال ومنه احب في الله وابغض في الله ايش معناه؟ نعم بسبب ايماني بالله او الاخوة في الله او المحبة اي احب بسبب طاعة الله وابغض بسبب معصيته. ومثاله ايضا قوله تعالى لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم يعني نعم بسببه. قالت فذلك كنا الذي لم تنني فيه. يعني بسببه فذكر المصنف رحمه الله هنا في الحرف في معنيين الظرفية والسببية وتقدم ان الظرفية حقيقية ومجازية. وزاد غيره معنى ثالثا للحرف فيه وهو الاستعلاء ومنه قوله تعالى ولاصلبنكم في جذوع النخل اي عليها وترى بعض المفسرين يقول في مثل هذا السياق ان حروف الجر ينوب بعضها عن بعض وان في هنا في الاية جاءت بمعنى على وزاد ايضا المراد في الجني الداني على تلك المعاني التي ذكرها المؤلف معنيين ومعنى ثالثا ذكره في الشرح معاني اخر وصلها الى ستة مثل المصاحبة قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار يعني مع امم ومنها المقايسة نحو قوله تعالى وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. هذا بمعنى المقايسة التي تدخل على تال يقصد تعظيمه وتحقيقه تلوه ايضا ان تكون بمعنى الباء كقول الشاعر ويركب يوم الروع منا فوارس يصيرون في طعن الاباهر والكلى بمعنى الباء. الرابع ان تكون بمعنى الى مدوا ايديهم في افواههم يعني الى افواههم. قالوا وقد تكون ايضا زائدة مثل ان تقول عرفت فيمن رغبت اي مرة غبت او تكون بمعنى من وهي ايضا من باب تناوب الحروف بعضها عن بعض. واقتصار المصنف هنا هذين المعنيين خاصة لما بينهما كما قلت من اثر في اشتراك الاحكام واهميتها بالنسبة لتداول الفقه المترتب على تلك المعاني. هذه ستة حروف اخذناها في مجلس الليلة. ونرجو البقية ان شاء الله تعالى الى مجلس مقبل. اسأل الله الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين كيقول ما الفرق بين الفاء المجازية وبين السببية ربما يقصد في الظرفية المجازية اه الفرق بينهما ان السببية تحمل معنى ان ما قبل في يكون سببا لما بعدها مثل في النفس المؤمنة كما قدم وان كان يقصد الفاء العاطفة في مثل سها فسجد زنا فرجم سرق فقطع فان ايضا يترتب على معنى ان ما لها داخل فيما سبب فيما يأتي بعدها. اما المجازية المقصود بها في معنى في الظرفية فهو كما قلنا ان يكون الظرف وعاء زمانيا للحدث المذكور في الجملة. فان كان حقيقيا في مثل ما تقدم من الامثلة فهو على المراد الحقيقي واما المجازي فهو لا يتأتى ان يكون ما بعد في وعاء زمنيا للحدث ولكم في القصاص حياة لقد كان في يوسف ليس القصاص ذاته كان فيه الحياة. وليس في شخص يوسف عليه السلام الايات. لكن المقصود بقصته والمقصود بالقصاص في تطبيقه واقامته تحصل الحياة فمن هنا قالوا هي مجاز لكيف يكون الاشتراك في الحكم بين الافعال المتعاطفة مثل كل واشرب. اشتراك في الحكم ستكون كما قلنا للجمع المطلق. لكنها لا لا نتلاهى على مسألة العطف الذي يذكره النحات في ترتب الاحكام التي تكون بين المعطوف والمعطوف عليه ولهذا ينصون ان تكون في الاسماء لا في الافعال لكن كل واشرب هو يأمره بامرين عطف بينهما بالواو وعلى مقتضى ما تقرر من عدم الترتيبة فانه اراد مطلق الجمع بين هذين الفعلين الاكل والشرب بغض النظر عن ايقاعهما سويا او تقديم الاكل يعني الشرب او تأخيره عنه فهذا غير ملتفت اليه في الدلالة يقول ماذا تفيد الواو في قوله تعالى ثيبات وابكارا في غير باب الفصل والوصف المعنى البلاغي. ستعدد كثير من الوجوه التي يذكرها المفسرون في عدد من النصوص وهذا منها النواة هنا اريد بها او لانه ذكر آآ صنفين متقابلين يكون على احد الوصفين جنس النساء ولا يمكن اجتماعهما في امرأة واحدة فان المرأة اما ثيب او بكر وجاءت على سياق النسق في مثل قوله تعالى عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات. فعطف النسق هنا من غير حرف الواو افاد هذا الترتيب. فلما جاء في قوله ثيبات وابكارا ولم يقل ثيبات ابكارا لتنافي الوصفين. فاتى بالواو التي تدل على الفرق بين هذين الاخيرين المعطوفين عما سبقه وله معنى البلاغي بديع من اكثر من وجه يذكره المفسرون في مثل هذا السياق يقول سبق ان عرفنا بانكار الاشاعرة للسببية وقد ذكر المصنف رحمه الله ثبوتها فهلا افتمونا بصورة الانكار لا لا لا علاقة لهذا بذاك. تعليل الافعال في مسألة اه افعال الله تعالى وموقف الاشاعرة من المعتزلة في اثباته او نفيه مفارق تماما لما نحن فيه من دلالة الحروف اللغوية في تسبب شيء بناء على شيء. يعني كون شيء سببا لشيء فنعبر عنه في اللغة باداة هي حرف الفاء. لا علاقة له بمسألة اخرى العقدية التي كان فيها الخلاف بين المعتزلة والاشاعرة وهي تعليل احكام تعليل افعال الله تعالى او عدمها وبناء عليه تقرير مسألة الحسن والقبح وما يترتب على ذلك لا علاقة لهذا بذاك اطلاقا هنا نتكلم عن ان شيئا سبب لشيء. يعني سقوط المطر كان سببا لتبلل الارض. فهل يقال ان من ينكر التعليل سينفي هذا لا علاقة لهذا. الاسباب الحسية والعقلية والطبيعية والعادية تفارق ما وقع فيه الخلاف في مسألة تعليم افعال الله عز وجل فتلك قضية عقدية لا علاقة لها ما ذكر هنا في مسألة دلالة بعض الحروف على معنى السببية لان غير متصلة بها من قريب ولا من بعيد. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين