بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام الاتمان على خير خلق الله امام الهدى وسيدي الورى نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه اما بعد فهذا هو مجلسنا الثاني بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس شرح متن تنقيح الفصول من علم وهذا المجلس منعقد اليوم الاربعاء الثالث من شهر صفر سنة احدى واربعين واربعمائة والف من الهجرة وهو المجلس الذي يأتي ثانيا بعد المجلس السابق الذي كان تمهيدا لما يتعلق بكتاب تنقيح الفصول والتعريف به وبمصنفه الامام شهاب الدين القرافي رحمة الله عليه. وما يتعلق بجملة تهم دارس الكتاب ابي من متنه وشروحه ومنهجه وطريقته ومزاياه ووزن هذا الكتاب في علم الاصول عامة وفي اصول المالكية خاصة. ومجلس اليوم سيكون مخصصا لمقدمة المصنف رحمه الله تعالى فحسب. لامور همها استيفاء توزيع الكتاب ان شاء الله تعالى. ليكون بين يدي حاضر الدرس نشرع بعون الله تعالى وتوفيقه في مقدمة المصنف رحمه الله تعالى التي وضعها لهذا الكتاب متن تنقيح الفصول في علم الاصول. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما ربي يسر برحمتك. قال الشيخ الفقيه الامام العلامة شهاب الدين احمد بن ادريس الصنهاجي المالكي. رحمه الله ورضي عنه وعن شيخنا وعن الحاضرين والسامعين قال الحمد لله ذي الجلال الذي لا تدركه الغايات والجود الذي لا تلحقه النهايات الذي انزل الرسالات المشتملة على الخيرات الدنيويات والاخرويات وايدها بالمعجزات الباهرات وجعلنا اهلا لشرف ذلك الاقتضاء وجميل تلك المناجاة. وفضلنا بها وفيها على سائر الفرق والعصابات. ابتدأ رحمه الله تعالى بما جرت العادة والسنة وهدي اهل العلم في افتتاح الدروس والكتب والكتب والخطب به من حمد الله جل جلاله والثناء عليه بما هو اهل له. وعبر بالجمل التي ضمنها اوصافا كريمة لربنا المحمود سبحانه وتعالى واصفا اياه بقوله الحمدلله ذي الجلال. ونعت الله سبحانه وتعالى بذي الجلال هي من النعوت الجامعة لله سبحانه التي تجمع اوصاف العظمة والكمال. فذو الجلال جل جلاله انما يوصف بمجامع الاوصاف الكريمة التي يتضمنها بعض الاسماء والاوصاف منها ذو الجلال. قال الذي لا تدركه الغايات. يعني ليس لجلاله سبحانه وتعالى حد كن فيلحق او يحاط به. ان جعلت الادراك بمعنى اللحاق او بمعنى الاحاطة فادرك الشيء بمعنى لحقه ويقال ايضا الادراك بمعنى الاحاطة في مثل لا تدركه الابصار. فانه ليس النفي ها هنا للرؤية بل هي للاحاطة فسواء حملت الادراك على معنى الادراك ان حملته على معنى اللحاق او معنى الاحاطة فان جلال ربنا سبحانه الا لا يحاط ولا يلحق به. ثم قال والجود الذي لا تلحقه النهايات. ما الجود ما الجود الكرم والعطاء العطاء الجود كثرة العطاء والبذل والاغناء والجود هنا بالجر او بالخفظ عطفا على الجلال. يعني الحمد لله ذي الجلال الذي لا تدركه الغايات الجود الذي لا تلحقه النهايات قال الشوشاوي في رفع النقاب قال يثبت في بعض النسخ الجواد بالالف بعد الواو المفتوحة على انه اسم من اسماء الله ومعناه الكثير العطاء ثم اورد حديث الترمذي ان الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود. فنظفوا وراه قاد افنيتكم ولا تشبهوا باليهود الحديث قال عنه الترمذي حديث غريب وخالد بن الياس ضعيف. قال صاحب رفع النقاب في بعض النسخ الجود بضم الجيم من غير الف بعد الواو على انه مصدر. والجود في اللغة معناه السيلان. اين ذي الجود وفي كلا الاحتمالين او النسختين يبقى الاسم محفوظا. فاما ان تقول الجواد على انه نعت لاسم بالجلالة الحمد لله الجواد او تعتبره معطوفا على اسم الجلال الحمد لله ذي الجلال وذي الجود الذي لا حقه النهايات يعني ايضا فليس بحد الله تعالى فليس لكرم الله تعالى حد ينتهى اليه. قال الذي انزل الرسالات المشتملة على الخيرات الدنيويات والاخرويات. رسالات الله سبحانه التي بعث بها الانبياء وفيها وحيه المنزل وفي شريعة الاسلام كتاب الله الكريم مشتمل على خير الدنيا والاخرة وبسط هذا من المعلوم لدى طالب العلم صغيرهم وكبيرهم وايدها الظمير يعود الى الرسالات الرسالات وفي بعظ النسخ كما اثبت المحقق انها الرسالة بالافراد وايد رسالة او الرسالات بالمعجزات الباهرات. فكل ما بعث الله تعالى به الانبياء والرسل عليهم السلام. مما كان من خوارق العادات لاظهار صدقهم وتحدي اقوامهم. واقام الحجة عليهم فانه في عداد المعجزات. وقد جعل الله للانبياء من ذلك المقام الاعظم الذي يؤيد به رسله الكرام عليهم السلام. وجعلنا اهلا لشرف ذلك الاقتضاء وجميل تلك المنى اجاه جعلنا الله عز وجل مشرفين بالعمل بمقتضى تلك الرسالات. فمن اكرمه الله بالايمان فامن وبالعمل بما جاءت به الرسل قلت له فامتثل وبالانكفاف عند حدود ما حد الله وشرع فوقف كان هذا كرامة من الله وشرفا ينال به العبد مقام العبودية هديتي لله سبحانه وتعالى. وجعلنا اهلا لشرف ذلك الاقتضاء وجميل تلك المناجاة. اي مناجاة اي مناجاة نعم المناجاة بالرسالة التي بعث الله بها الرسل الوحي بالقرآن الكريم بتلاوته والتلذذ بمناجاة الله تعالى به قياما وقعودا. قال وفضلنا بها وفيها الضمير يعود الى الرسالة. فضلنا سبحانه وتعالى رسالة وفضلنا فيها يعني في الرسالة على سائر الفرق والعصابات يعني على الامم والاقوام والبشرية من قبل فجعل الله امة محمد صلى الله عليه وسلم مفضلة مقدمة سابقة. قوله وفضلنا بها وفيها. فضلنا بها لان الله عز وجل لما خاطب عباده بهذا الوحي وانزل الرسالة كان تشريفا. فنحن مفضلون بالوحي ان اكرمنا الله وخاطبنا فحصل التفضيل بالوحي الذي انزل الله. وبالرسالة التي ارسل الله عز وجل. واما قوله وفيها فان في هذه الرسالة ما يدل على فضيلة الامة وتشريفها كنتم خير امة اخرجت للناس فكانت الرسالة التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم تفضيلا حصل بها وفيها كما قال المصنف رحمه الله تعالى. نعم قال وصلواته الطيبات الزكيات على افضل المخلوقات. محمد المبعوث باوضح المناهج والبينات صلى الله عليه وعلى عترته واصحابه وازواجه ومحبيه صلاة تبلغ اعلى الدرجات ونحوز بها افضل المقامات في الحياة وبعد الممات صلى الله عليه واله وسلم. هذا ايضا مما يثني به اهل العلم. اه فيما يتعلق بالتأليف والكتابة والخطابة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها زكاة وخير وبركة وحق وواجب للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على امته فظلا عن ان يكونوا من طلبة العلم وعلماء الاسلام. وصلواته صلوات الله الطيبات ذكيات على افضل المخلوقات محمد المبعوث باوضح المناهج والبينات صلى الله عليه. وعلى عترته والمقصود بالعترة ال بيته عليه الصلاة والسلام. ثم عطف قال واصحابه ثم عطف قال وازواجه ومحبيه. اما العترة ال البيت وازواجه عليه الصلاة والسلام. فقد جاء النص عليهم في اشراكهم او العطف والتثنية بهم في الصلاة مع رسول الله الله عليه وسلم في عدد من الصيغ الثابتة في الصحيحين وغيرها. في مثل حديث البخاري اللهم صلي على محمد وعلى ازواجه وذرية كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ازواجه وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. والصيغة الابراهيمية ايضا المشتهرة اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. ان فسر الال خاصة بال بيت وقرابته صلوات الله وسلامه عليه. وفسر الال ايضا بالاصحاب او باتباعهم من الامة عامة واصحابه اولى بذلك واخص ثم غدا هذا من علامات اهل السنة وشعارهم الفارق بينهم وبين الرافضة الذين انتصبوا لعداء صحابة رسول بالله عليه الصلاة والسلام واتخاذهم غرضا وهدفا انتقاصا وحطا وشتما وتكفيرا واخراجا من الملة ونحو نحو ذلك فصار العطف على الصحابة بالتنصيص عليهم من شعار اهل السنة الذي يميزهم. واما المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقد اوردهم المصنف ها هنا وهي اشارة الى امرين. الاول ان من هو في عداد امته عليه الصلاة في الجملة داخل ان حملنا الال على المعنى الاتباع عامة. والاشارة الثانية هي محاولة لتحريك بواعث بالمحبة في قلوب اهل الايمان عامة. وطلبة العلم خاصة ان ينتصبوا لاحياء هذا المعنى واذكائه في النفوس دوما. اعني المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يستصحب احدهم ان الصلاة الكريمة على النبي الكريم صلى الله عليه تتناول وتشمل هذا الصنف من امته الذي حمل الحب في قلبه لنبي الامة صلى الله عليه واله وسلم صلاة تبلغ اعلى الدرجات ونحوز بها افضل المقامات في الحياة وبعد الممات. افضل المقامات في الحياة ملازمة التقوى. لان قال ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وافضل المقامات في الاخرة سكن الفردوس اورثنا الله واياكم ووالدينا وازواجنا سكناها والمسلمين اجمعين. نعم قال اما بعد فان هذا كتاب جمعت فيه مسائل المحصول للامام فخر الدين واضفت اليه مسائل كتاب الافادة للقاضي ابي محمد عبدالوهاب المالكي. وهو مجلدان وكتاب الاشارة للباجي وكلام ابن القصار في في الاصول وبينت مذهب مالك رحمه الله في الاصول لينتفع به المالكية خصوصا وغيرهم عموما ولم اترك من هذه الكتب الاربعة الا التقاسيم ويسيرا من المسائل والمباحث التي لا يحتاج اليها الفقيه. نعم في هذه القطعة من كلام رحمه الله في المقدمة جملة من المسائل منها اولا التنصيص على مصادر المصنف رحمه الله في جمع مادة الكتاب في تنقيح الفصول وهي اربعة اساس كما مرت الاشارة اليها في درس التمهيد في الاسبوع الماضي. هي اربعة المحصول للامام الرازي والافادة للقاضي عبدالوهاب المالكي والاشارة للقاضي ابي الوليد الباجي ومقدمة ابن القصار الاصولية رحم الله الجميع. الفائدة الثانية في كلام المصنف هنا الاشارة الى استيعاب ما في هذه الكتب بقوله رحمه الله ولم اترك من هذه الكتب الاربعة الا التقاسيم ويسيرا من المسائل والمباحث التي لا يحتاج اليها الفقيه فهي اشارة الى استيعاب ما في هذه الكتب الاربعة. وهذه اشارة نفيسة. فان جل ومعظم ما في المحصول والافادة ومقدمة ابن القصار والاشارة لابي الوليد فان اربعتها مجموعة في هذا كتاب وهذا جزء من قيمته العلمية النفيسة التي حوى بها تلك الكتب الاربعة المهمة. الاشارة او الفائدة الثالثة في كلام المصنف هنا الاشارة الى كون المحصول معتمدا اصلا في الكتاب ثم اضيفت اليه مسائل كتبي الباقية لانه اشار الى هذا بقوله جمعت فيه مسائل المحصول للامام فخر الدين واضفت كذا وكذا وكذا فالمعتمد الاساس ما هو؟ محصول الرازي ولانه المعتمد الاساس فقد كان وضع في تبويبه وتقسيمه وتفريغ مقصود المحصول الاعظم كان هو المقصود بهذا الكتاب ثم اورد كتب المالكية الثلاثة. فاذا المحصول هو اصل هذا الكتاب ومن اجل ذلك فان الكتاب اسمه تنقيح الفصول من علم الاصول ولما شرح القرافي رحمه الله المتن في شرحه شرح تنقيح الفصول سماه بشرح تنقيح الفصول باختصار المحصول وقد اشرت الى هذا في الدرس الماظي ان هذا ليس من الاختلاف في تسمية الكتاب كما هو الحاصل احيانا في بعض اختلاف نساخ المخطوطات لكنها اشارة الى اعتماد المحصول او تنقيح الفصول على المحصول وقد تبين لك سابقا في الدرس المنصرم انه ليس بمعنى الاختصار الحرفي بل هو الاعتماد في الجملة الذي اضاف اليه وتعقب عليه وضم اليه غيره وسواه. الفائدة الرابعة في هذه القطعة من كلام المصنف انه اراد ان يكون كتابه نافعا للمالكية خاصة ولطلبة علم الاصول في المذاهب الاخرى عامة قال لينتفع به المالكية خصوصا وغيرهم عموما. وهذه من اجل مزايا تنقيح الفصول للقرافي. ان انه جمع ما تقدم من كتب المالكية في الاصول في امهاتها وقواعدها الاساس. وافرغها في هذا الكتاب. فكان مرجعا لاصول المالكية محررا على يد فقيه اصولي متقن دقيق هو الامام القرفي رحمه الله بان لا يكون كتاب اصول مذهبي ينفرد به مكتبة اهل المذهب ربطه بالمحصول الذي هو معول الاصوليين وشغل الشاغل من بعد الامام الرازي رحمه الله. فصارت الاختصارات وصارت المختصرات وصارت الكتب التي تكون على مدار المحصول للرازي فربط بذلك المذاهب الاخرى عن طريق المحصول للرازي. فلا ينفك مشتغل بالمحصول عن القرافي. لا في مختصره تنقيح الفصول ولا في شرحه نفائز الاصول على المحصول. فكان بهذا في غاية الاتقان ولذلك اقبل الشراح على شرح تنقيح الفصول القرافي اعتنى به المالكية اكثر من غيرهم لكنه ما زال مرجعا للمذاهب الاخرى لانه ذكر مجموع ما في المحصول وهو يمثل مذهب الشافعية من جهة وما فيه ايظا من ايراد لاقوال الحنفية ومخالفتهم في المسائل من جهة اخرى الفائدة الخامسة اشارته الى ما استثناه من المسائل التي لم يوردها من هذه الكتب الاربعة قال الا تقاسيم يقصد التقسيمات التي ستأتي معك اثناء الكتاب فانه لم يعتمد على التقسيم الذي مشى عليه هؤلاء الاربعة في كتبهم بالضرورة. ويسيرا من والمباحث التي لا يحتاج اليها الفقيه اذا كان لا يحتاج اليه الفقيه فمن الذي يحتاج اليها يعني المسائل التي كانت في هذه الكتب الاربعة وما اوردها اخرجها يسير من المسائل والمباحث التي لا يحتاج اليها الفقه في كتب المحصول والافادة والاشارة ومقدمة ابن القصاب. اذا من كان يحتاجها؟ الاصول. الاصوليون. طيب هو يقول هذه المسائل التي لا يحتاج اليها الفقيه ما اوردتها. طب فاذا كان يحتاج اليها الاصولي والكتاب اصول. فما وجه استبعادها نعم بانه اراد بالكتاب ان يكون مقدمة للذخيرة. والذخيرة كتاب فقه. فكأنه جعله اداة للفقيه المتفقه خاصة ان القدر من الاصول الذي يعينه في فهم المسائل وربطها وبنائها وتخريجها هو هذا القدر والذي ضمنه في الكتاب الفائدة الاخيرة في هذه المسألة هي الاشارة للائمة الاربعة. اما الامام الرازي المعروف رحمه الله فخر الدين ابو عبد الله محمد بن عمر ابن الحسين التيمي البكري القرشي الطبراستاني الاصل الرازي المولد. وفاة سنة ست وستمائة للهجرة في عيد الفطر من تلك السنة. رحمة الله عليه والرازي في علم الاصول اشهر من ان يعرف به. وكتابه المحصول خاصة فظلا عن المعالم او المنتخب هي مرجع اصيل في كتب الاصول وانما غدا المحصول للرازي بهذه المثابة معلما كبيرا في كتب الاصول وقلت لك تسابقا بل غدا مرجعا لكل من جاء بعده. فصار المحصول بوابة لك ان تقول هي مرحلة اتجه علم الاصول نحوها بعد الامام الرازي. اقول انما كان بهذه المثابة لان الرازي رحمه الله ابدع جدا في تظمين الامهات الكتب السابقة قبله التي كانت محط عناية الاصوليين. وهي برهان الجويني تحديدا ومستصفى الغزالي وكتب المعتزلة كالعمدي القاضي عبدالجبار والمعتمد لابي الحسين البصري. فلما حواها ابدع رحمه الله في تصنيف جديد يعني قارن بين منهج الرازف المحصول. ومنهج المستصفى للغزالي او البرهان الجويني او المعتمد او العمد ستجد اختلافا بينا هو اقرب ما يكون الى معتمد ابي الحسين البصري في الجملة من حيث ايراد المسائل وتصويرها وتقريرها والانتقال منها الى غيرها. لكنهم تاز بشخصية مستقلة. نقل ونقح وحرر ورجح فكان بمثابة المرجع الكبير الذي يمثله كتاب المحصول في ساحة علم الامام الرازي رحمه الله. ولهذا اعتنى به القرافي وبنى كتابه عليه. وهذا ايضا من التوفيق ان يعمد المصنف في اذا لم يصنف استقلالا واذا اراد اختيار كتاب يبني كتابه عليه اما شرحا واما اختصارا وتهذيبا واما تنقيحا او تحشيا او استدراكا اقول يعني مما يتعين على الفطن اختيار كتاب يكون المعتمد والمعول المائدة التي يجتمع عليها اهل الفن. فهكذا صنع القرفي رحمه الله تعالى في المحصول. اما كتاب الافادة للقاضي عبدالوهاب فانه في عداد مفقودي حتى اليوم وهو كما قال المصنفون وهو مجلدان يعني ان القرافية الى القرن السابع كان قد وقف على كتاب الافادة للقاضي الوهاب ويحسن هنا ان آآ نقف باطلالة على القاضي ابي محمد عبد الوهاب البغدادي رحمة الله عليه عبد الوهاب ابن علي ابن التغلبي فقيه مالكي انتهت اليه رئاسة المالكية في عصره عاش ببغداد منفردا رحمه الله تعالى بامامة المذهب. اه نشأ نشأة مبكرة ووالده رحمه الله كان له عناية بطلب العلم واعتنى بتربيته. تنقل آآ الامام القاظي عبد الوهاب البغدادي بين مدارس العلماء بغداد التي كانت عامرة في اواخر القرن الرابع واوائل الخامس بجلة علماء الاسلام وكبارهم في الحديث والاصول والفقه والرواية وكانت بغداد عاصمة الاسلام وحاضرتها التي يجتمع فيها اهل المذاهب وعلماء الفنون حتى قال الامام الباقلاني لابي عمران الفاسي الذي رحل يطلب العلم في بغداد والباقلاني شيخ القاضي عبد الوهاب اه وتتلمذ عليه القاضي حتى قيل ان القاضي عبدالوهاب متأثر غاية التأثر في الصنعة واتقان العلوم بشيخه الامام ابي بكر الباقلاني وينسب اليه الفضل في انه كما يقولون في ترجمته هو الذي جعل جعله يفتح فمه ويتكلم يعني بلغ بالقاضي عبدالوهاب منزلة الدراية والاتقان في العلم يقول الامام الباقلان لابي عمران الفاسي وقد اتاه يطلب عنده العلم. قال لو اجتمعت في مدرستي انت وعبد الوهاب علم الامام ما لك انت تحفظه وعبد الوهاب ينصره. ولو رآكما لسر بكما. يعني الامام ما لك اشير الى بلوغهما الدرجة العالية في اتقان المذهب وضبطه وتحريره. شاع صيت الامام القاضي عبد الوهاب وآآ تجاوز بلاد الرافدين الى افريقيا فدخل ارض مصر والمغرب وعرف فصار ينادى رحمه الله بالارتحال اليهم ينتفع به فقهاء المالكية في افريقيا عامة ارتحل الى البصرة والموصل ومكة والمدينة ولقي بها العلماء والفقهاء والادباء يعرف عن القاضي عبد الوهاب اتقانه لفقه الامام مالك واصول مذهبه وتوليه القضاء كما يعرف رحمه الله او تعالى بالشعر العذب المتقن الذي يختلف عن شعر الفقهاء عادة فهو يبالي الادباء ويصنف شعره في ارقى اشعار العصر العباسي فضاقت بالامام القاضي عبدالوهاب الدنيا في بغداد اه اقصد ما يتعلق بقوته ورزق اهله وعياله واشتد عليه العيش ولما اظلمت عليه الدنيا وضاقت عليه المسالك اضطر الى الخروج الى العراق وترجمته حافلة ببعض ما انشده رحمه الله مشيرا في فيه الى ما لحقه من ازدراء الحال. وحاصرته الهموم وهو الذي يقال يقول بغداد دار لاهل المال وللمفاليس دار الضنك والضيق. اصبحت فيها مهانا في ازقتها. كانني مصحف في بيت زنديق وغدا رحمه الله يصف صعوبة العيش وشظفه الذي اصابه حتى اضطر الى الخروج وكان حريصا على ان يبقى بها لما وجد في نشأته وطلبه للعلم وبقائه حتى بلوغه رئاسة مذهب الامام مالك رحمه الله تعالى ببغداد. لكن ضاق به الحال وهو الذي في النفس ضيق وفي الفؤاد سعة. فالة الجود غير متسعة البخل لا استطيع افعاله. والجود لا استطيع ان ادعه يصف نفسه بالمروءة التي لا يفارق حاله التي عرفها من نفسه ثم خرج رحمه الله تعالى ومن جميل شعره يصف فراقه لبغداد يقول طيب الهواء ببغداد يشوقني قربا اليها وان عافت معاذير. كيف ارحل عنها اليوم اذ جمعت طيب الهوائين ممدود ومقصور طيب الهوائين ممدود ومقصور. ما الممدود؟ الهواء الجو ما المقصور؟ الهوى وتعلق قلبه حبا تعلقا ببغداد. ثم قرر الرحيل رحمه والله تعالى واستمر حتى آآ مر بابي العلاء المعري فانزله واكرمه وهو يمر بارض البصرة حتى اتى مصر وبقي هناك رحمه الله تعالى وصار له صيت ونودي الى المغرب ليحل بها ويكون مرجعهم تولى القضاء هناك والتدريس في عدد من المدارس وظل رحمه الله تعالى معروف هناك بتولي آآ الامر علما وافتاء وتدريسا ولم يطل امره هناك حتى ادركه الاجل غير بعيد من ارتحاله رحمه الله تعالى الى مصر ودفن في القرافة الصغرى بالقرب من ائمة وهو القائل رحمه الله تعالى لما كان على فراش الموت سنة اربعمائة واثنين وعشرين هو خرج من بغداد لما فضاقت به الامور فلما اتى مصر اتسعت حاله وكثرت صلاته ووسعت له الدنيا ووجد طيب العيش. قال رحمه الله على فراش الموت لا اله الا الله لما عشنا متنا يقول لما وجدنا سعة العين جاء الموت فاراد رحمه الله انه وجد ساعة العيش في اخر حياته رحمة الله عليه. اه هذا ما يتعلق بالقاضي عبد الوهاب وسيرته عطرة حقيقة في كتب التراجع شعره عذب مستطاب له ابيات تتداول. وفي الجملة فانه قد بذل عمره في فقه الامام مالك تأليفا قضاء وتدريسا حتى بلغ الغاية رحمه الله تعالى. اما ابن القصار فهو في طبقة شيوخ القاضي عبد الوهاب فان القاضي عبدالوهاب الذي لقي الباقلاني بعض من ترجم له يقول ان القاضي عبد الوهاب رأى الباقلاني ولم يسمع منه وانما سمع من كبار تلاميذته. ومن كبار تلامذة الباقلاني ابو الحسن ابن القصار. شيخ المالكية ايضا في عصره وامامهم والمقدم رحمه الله ابو الحسن علي بن احمد البغدادي ابن القصار الابهري الشيرازي اصولي فقيه نظار تولى القضاء من كبار تلامذة القاضي ابي بكر الابهري والقاضي ابي بكر الباقلاني. ورث عنه العلم واخذ عنه الشهرة ايضا والصيت السعة رحمه الله تعالى في دراية العلم وحسن التأتي له وممن تتلمذ عليه ايضا القاضي عبدالوهاب فهو من تلامذة ابي الحسن ابن القصار. قال هنا المصنف رحمه الله لما قال كتاب الافادة او كتاب الاشارة والمحصول ما قال كتاب ابن القصار ماذا قال قال وكلام ابن القصار في الاصول. اذا ليس كتابا مستقلا وقلنا في الدرس الماضي ان كلاما من القصار من اين جاء به من المقدمة الاصولية التي جعلها مقدمة لكتابه عيون الادلة او عيون المسائل على اختلاف في اسمه وهو كتاب فقهي مقارن ومتسع كبير جعل ابن القصار هذه المقدمة الاصولية مقدمة كما صنع القرافي في الذخيرة لكن القرافي افرد تنقيح الفصول كتابا مستقلا. ثم شرحه فلك ان تقرأه مقدمة في الذخيرة ولك ان تقرأه كتابا مستقلا. بخلاف في ابن القصاب اجل ما في مقدمة ابن القصار الاصولية وان لم تكن كتابا مستقلا انها في اقدم المدونات الاصولية تاريخا ولا يعرف في اصول المالكية تدوين اصولي اقدم منه. فهي تماما في نفاسة ان تقول مثلا عند الحنفية كتاب اه الفصول لابي بكر الجصاص الرازي الحنفي او اصول شيخه ابي الحسن كرخي وان لم تكن بتأليفي لكنها مجموعة من ارائه. تماما كما الرسالة للشافعي فهو من اقدم النصوص الاصولية الى الرسالة للشافعي زمنا وقربا. بينهما نحو من آآ مائة سنة او زيادة. ابن القصار المتوفى سنة ثلاث مئة وثمانية وتسعين. كلامه جليل في المقدمة. ليس كتاب اصول لكنه نفيس للغاية وانفس ما فيه تحرير لمذهب مالك. جمل سهلة وعبارة مفهومة وكلام متين. وتقعيد ايضا منضبط في كثير من قواعد الاصول وقضاياه التي مر بها رحمه الله. ولان مقدمة فليست مشتملة ولا مستوعبة لكل مسائل الاصول وفصوله وبه لانه ارادها مقدمة فحسب. ابن القصار رحمه الله تعالى عرف ايضا بامامته في مذهب ما لك رحمه الله تعالى. وله فيها صيت كبير حتى ان ابا اسحاق الشيرازي رحمه الله لما وقف على كتاب ابي القصار ابي الابن القصار في آآ في الفقه عيون الادلة او عيون المسائل قال له كتاب في مسائل الخلاف لا يعرف للمالكيين كتاب اكبر منه اشير الى جلالة قدري وهو كذلك والموجود منه المطبوع بعضه جزء متوفر منه اه هذا كتاب او كلام ابن القصار بقيت الاشارة الى كتاب الاشارة لابي الوليد الباجي. ابو الوليد سليمان بن خلف بن سعد القرطبي الاندلسي الباجي. المتوفى سنة اربع مئة واربعة وسبعين. اندلسي المولد والنشأة نشأ بالاندلس ثم ارتحل بعدما طلب العلم وشب وبرع ارتحل الى حج بيت الله الحرام فجاور ثلاث سنوات ولما اتى مكة للحج آآ ظفر في طريقه بكل موظع يقيم به اهل العلم. فاتى بغداد واتى البصرة واتى الشام واتى بيت المقدس ومر بمصر وكل ما مر ببلد لقي العلماء فيه لزمهم وتلقى عنهم واستجازهم ويعد ابو الوليد الباجي من اوائل فقهاء المالكية المرتحلين في طلب علم الحديث. وهو ايضا ممن حمله ونقله واتى به بلاد اندلس ارتحل في طلب الحديث لقي النظار والمتكلمين والمحدثين والفقهاء وجمع فاوعى رحمه الله علما اننا فيه عاش ايضا على شظف وقلة عيش جاور بمكة ثلاث سنين. ولزم فيها ابا ذر الهروي وتلقى عنه وصحبه كثيرا بل كان يخرج معه من مكة الى بعض القرى والبوادي يخدمه لاجل ان يحصل عنه. ولما اتى بغداد وبظل فيها فترة اجر نفسه حارسا للدرب مدة حتى يقتات ويجد ما يسد به حاجته ولم يكن يأنف او يستنكف عن مثل ذلك في مقابل ان يتلقى العلم ويظفر به من ايدي كبار علماء الاسلام الذين كانوا ببغداد انذاك ظل ابو الوليد الباجي رحمه الله هكذا يقول الذهبي ولو مد رحلته الى العراق واصبهان لاصاب اسنادا عاليا يقول لو لو واصل في مسيره ما وراء العراق واتى المحدثين في تلك الديار في تلك الاونة لعل اسناده رحمه الله. عاد في اخر امره رحمه الله ثم تولى القضاء في غير ما بلد في الاندلس وعرف به والف هناك جملة من كتبه التي غدت مرجعا ومعروفة لدى فقهاء المالكية ومنها كتابه الجليل احكام الفصول في احكام الاصول. وهو من اجود كتب المال كية الاصولية المتقدمة ليس هناك في الاصول بين ايدينا من اصول المالكية المطبوعة. كتاب قبل كتاب احكام الفصول للباجي الا ها مقدمة ابن القصار وليست كتابا مستقلا ما في شيء قبله وجمل متناثرة من كلام الائمة في بعض الكتب الفقهية لكن ما في شيء كتاب مكتمل سوى احكام الفصول للباجي. اربع مئة واربعة وسبعين يعني في منتصف القرن الخامس الهجري يأتيك كتاب يعد من اقدم كتب بالاصول المالكية المكتملة. ليس فصل ولا باب ولا مسألة. وقد جمع واتى على كل ابواب الاصول بابا. فاستوعب الابواب ولم يخلي مسألة الا وحرر فيها مذهب مالك واذا اختلف ائمة المذهب في المسألة اثبت خلافهم ووثق الخلاف فماذا قال الابهري؟ والى ماذا ذهب اصبغ؟ وما الذي رجحه فلان؟ ينقل ذلك بحرص ليقف مالكية على اصول مذهبهم المحرر على ايدي ائمتهم. هذه قيمة نفيسة في احكام الفصول للباجي. كتاب مستوعب كبير وكتاب مطبوع محقق متوفر لم يجعل القرافي احكام الفصول للباجي مرجعه. بل جعل كتاب الاشارة قال والاشارة وكتاب الاشارة للباجي. كتاب الاشارة مختصر من احكام الفصول اختصره ابو الوليد الباجي نفسه واختصره كما يقول بعض من ترجم له اختصره لابنه ليكون يعني كتابا له. قيل انه جعله مختصرا لابنه حتى يستفيد منه. ويتعلم عليه فهو مع صغر حجمه مستوعب لكلام الاصوليين في مذهب مالك. هذا يعني اشارة موجزة الى ما يتعلق بهذه الكتب الاربعة واصحابها المحصول اولي الرازي مقدمة ابن القصاب مقدمة ابن القصار وكتاب الافادة للقاظي عبد الوهاب والاشارة للامام واسمه الاشارة في معرفة الاصول والوجازة في معنى الدليل نعم قال مع اني زدت كثيرا من القواعد والتلخيصات والتحرير والتنبيه والقيود في الحدود بحيث يستعان بهذا الكتاب على شرح تلك كالكتب الاربعة مع اني زدت كثيرا زاد على ماذا على ما تضمنته الكتب الاربعة اذا ها هنا شيئان مهمان الاول استيعابه لما في الكتب الاربعة بحيث ما ترك منها الا ما اشار اليه التقاسيم ويسير من المسائل والمباحث التي لا يحتاج اليها الفقيه. والاشارة الثانية المهمة انه كما فيقول المعاصرون له شخصيته المستقلة البارزة في الكتاب فلم يقتصر على جمع وليس مجرد تلخيص قال زدت كثيرا من القواعد والتلخيصات والتحرير والتنبيه والقيود في الحدود. اما القواعد فذكرها الشوشوي في شرحه ونص على ان قواعد زادها القرفي في تنقيح الفصول عن الكتب الاربعة واوردها ايضا في باب الاوامر وفي باب الاجتهاد واربع قواعد في باب ادلة وتصرفات المكلفين. واما التنبيهات فكذلك ذكرها الشوشاوي في شرح رفع النقاب على ان خمسة تنبيهات اوردها مصنف زائدة على ما في الكتب الاربعة. بل انه كما مر بكم في درس الليلة الماضية ان القرافي رحمه الله لبراعته لتحقيقه في علم الاصول فان له تقريرات لم يسبق اليها رحمه الله. ضمنها في تنقيح الفصول واوردها في نفائس الاصول فاضافات الاصولية وتحريراته وتقعيداته تفرد ببعض المواطن فيها وله فيها سبق كما يقول هو عن نفسه رحمه الله. وكذلك القيود في الحدود فانها ايضا من المسائل التي جاء فيها القرفي مخالفا مثلا لتعريف الرازي في المحصول وغالبا لن تجد هذا التعريف واردا مثلا عند القاضي عبد الوهاب في الافادة ولا عند الباجي واذا كان فيورد تحريرا للحد الذي يختاره فهذه من اضافاته على هذه الكتب الاربعة قال رحمه الله بحيث يستعان بهذا الكتاب على شرح تلك الكتب الاربعة وهذا ملحظ لطيف كتاب جمعه من كتب اربعة يقول هو المصنف رحمه الله امام القرافي يسعك ان تجعل هذا الكتاب احد مراجع شرح تلك تلك الكتب الاربعة لانه استوعبها ثم اضاف اليها وحقق يقول يمكن ان تجعل هذا الكتاب وانت تحضر في الافادة للقاضي عبد الوهاب او تقرأ في الاشارة للباجي او تقرأ في مقدمة ابن القصار او تقرأ حتى في محصول الرازي بوسعك ان تجعل تنقيح الفصول معينا لك على شرح تلك الكتب الاربعة نعم قال ولخصت جميع ذلك في مائة فصل وفصلين في عشرين بابا وسميته تنقيح الفصول في علم الاصول. قال ولخصت جميع ذلك في مائة فصل وفصلين في عشرين بابا فعدد ابواب متن تنقيح الفصول عشرون بابا. وداخل كل امن جملة من الفصول فبعضها فصول كثيرة كما في الباب الاول فيه عشرون فصلا وبعض الابواب فصوله قليلة فصلان وثلاثة. فمجموع الفصول مائة واثنان. مائة فصل وفصلان. موزعة على على كم باب؟ عشرين. على عشرين بابا. وترتيبه للابواب ايضا اتخذ فيه آآ تسلسل المنطقي في ترتيب الابواب على بعض قال وسميته تنقيح الفصول في علم الاصول وهذه تسمية صريحة للمصنف لا يمكن لاحد ان يتجاوزها او يسميه بغيره فكما يقول اهل العلم ان كتاب المصنف كالولد بالنسبة للوالد وهو احق الناس بتسميته لا ينازعه فيه احد والولد الذي يسميه ابوه باسم لا يحق لغيره ان يسميه بغيره قال هنا تنقيح الفصول في علم الاصول. وقال في الشرح القرافي رحمه الله في شرحه على تنقيح الفصول قال اما بعد فان كتاب تنقيح الفصول في اختصار المحصول كان الله يسره علي ليكون مقدمة اول كتاب الذخيرة في الفقه. فقال هناك في اختصار المحسود وقال هنا في علم الاصول. ومن قال العلماء هما تسميتان كلتاهما صادرة عن المؤلف نفسه واحدة اثبتها في المتن والثانية في الشرح. وقصد بها الكتاب نفسه. فمن سماه تنقيح الفصول في اختصار المحصول فقد اصاب واخذه من قلم القرافي نفسه رحمه الله. ومن قال تنقيح الفصول في علم الاصول فقد اصاب. وليس بين التسميتين تناقض والاختلاف فانها في علم الاصول. ولما جعلها مبنية على محصول الرازي. جعلها في صورة اختصار وليست للاختصار المجرب الرد كما تمت الاشارة اليه في اه درس الاسبوع الماضي. نقف على هذا ليكون تتمة شروعنا في الباب الاول وفصوله مع استيفاء توفر النسخ بين ايدي الاخوة حاضري الدرس. وليكون منطلقنا فيه تباعا ان شاء الله تعالى. اسأل الله لي ولكم علما نافعا ورزقا واسعا وعملا صالحا متقبلا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين يقول ذكرتم ان مقدمة ابن القصار هي اقدم مال المالكية من كتب الاصول مع انه تلميذ الباقي اللاني الذي له مؤلفات في الاصول فكيف هذا السؤال لكم فكيف هذا هو تلميذ الباقلاني والباقلاني متقدم وله التقريب والارشاد وهو من اجل ما كتب في الاصول. فالباقي اللاني شيخه كيف نقول ابن القصار هو من اقدم نصوص الاصول للمالكية وهو تلميذ الباقلاني فما الجواب ها احسنت الباقلاني متنازع فيه هل هو شافعي او مالكي؟ فكتب طبقات الشافعية تأخذه عندها وكتب طبقات المالكية تأخذه عندها. ومن العلماء آآ هكذا في بعض المذاهب متنازع في انتمائي للمذهب لاكثر من سبب اهمها ان هؤلاء الائمة الكبار لا يتقيدون بحدود مذهب ينصون عليه في كتبهم وتأليفهم بحيث تجزم انه هكذا والسبب الثاني انك تجده ربما كتب في هذا المذهب وفي ذاك كتب تأصيل وتفريع اصول فقه وفقه على كلا المذهبين فيحتار المترجم له او الدارس او القارئ لكتبه ومن اي مذهب كان. وسبب ثالث كما يذكر ايضا في سيرة التفتازاني رحمه الله انه كان يدرس فقه الشافعية وفقه الحنفية والف في اصول الحنفية واصول الشافعية. واذا جلس للمناظرة ناظر مع هؤلاء تارة ومع هؤلاء فاحتار فيه العلماء فيقول الحنفية هو عندنا ويقول الشافعية بل هو عندنا. فالامام الباقلاني رحمه الله كذلك متنازع في بين المالكية وبين الشافعية ويبقى علم الائمة الكبار رحمه الله خدموا به امة الاسلام في كل المذاهب والعلم عند الله