بعض البشارات تأتي محفوفة بكثير من الوعود الكريمة والاغراءات. اسمعوا معي الى قول ربنا اعز اسمه مخاطبا نبيه صلى الله عليه واله وسلم انما تنذر من اتبع الذكر وخشي بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم. اجل انها خشية الله التي تحف قلب العبد الذاكر بايمانه بالله جل جلاله. وقول الله سبحانه وتعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. يوصف الاجر بانه كريم تارا. وبانه كبير تارة من اجل ان يعيش العبد هذا الوعد الرباني الكريم. باحثا عن نيله في ظل خشية ربه بالغيب انها الخشية من الله حيث لا يطلع عليها العباد. فيذكر ربه خاليا فتفيض عيناه. ويسأل ربه صادقا منفردا فيصدق في سؤاله ومناه. اولئك اهل البشارة حقا. ان الخشية من الله عز وجل عمل جليل من اعمال القلوب يستكن في الاعماق. فيورث في النفس اقباتا واقبالا على الله. فتكون دمعة حاضرة وتكون الخشية ايضا عامرة في القلب فتورث البدن سكونا واقبالا وصدق طاعة واستمساك بما امر الله جل جلاله. الخشية من الله التي تجعل العبد بعيدا عن محارم الله. يكف عن الحرام لانه يخشى ربا عظيما كبيرا جل في علاه. الا فاعلموا رعاكم الله ان خشية الرحمن بالغيب من خفي الاعمال ودقيق اعمال القلوب التي سبق اليها الصالحون. يتأسون فيها بالانبياء والرسل لانها ذات بشارات كبيرة جاءت في كتاب الله الكريم وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم فحق لاهل الخشية ان يتقلبوا في نعيم تلك البشارات