لان كانت البشارات التي جاءت في بعض ايات وسور القرآن الكريم غير محددة بمعالمها. لتبقى القلوب على تشوق وتحليق لا يقف عند منتهى له. فان ثمة ايات جاءت تحمل معالم هذه البشارة وتشوق النفوس الى ما اعد الله لاصحابها من اهل الايمان. فاسمعوا يا اهل الايمان من اوائل ذلك في كتاب الله الكريم في مطالع سورة البقرة وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون خلود في الجنان وحور عين وثمار وارزاق لا يتكرر منها طعم ولا مذاق على فم المستمتع به هذا هو جزء من نعيم الجنان التي جاءت تحملها البشارات افلا ترون معي ان القرآن اذ يخاطبنا بهذه المعاني ويفتح لنا ابواب البشارات انما يشوقنا الى ما عند ربنا حتى ينفظ المؤمن الكسل عن ذاته. وحتى يجتهد في طاعة ربه وعبادته حتى يتقوى على مجاهدة الشيطان ومراغمة الهوى والنفس الامارة بالسوء. لم لا؟ وهو يشتاق الى بشارات عظيمة ما زال القرآن يغريه بها فتنتفض النفوس عزيمة وايمانا وطاعة واجتهادا ويكون اقوى في مواجهة نفسه الشيطان الرجيم والنفس الامارة بالسوء. فيكون عبدا مستقيما كما امر الله لينال البشارة التي وعد الله الله سبحانه وتعالى