ما زالت البشارات الربانية الكريمة التي تشتاق لها النفوس وتطيب لها الارواح لانها انما اتت من رب كريم سبحانه وتعالى عظيم المغفرة واسع المن. لا حد لكرمه ولا منتهى لعطائه جل جلاله. تتعدد ابواب البشارات لنجد في احد مدى العجيبة العظيمة قول ربنا الكريم سبحانه وبشر المخبتين ما الاخبات خضوع القلب واستكانته عطفها على الجوارح فتخشع الاخبات الى الله جل جلاله ان يكون العبد بقلبه وقال به عبدا استكان وخضع وذل لامر الله فركع لله وسجد انظروا الى هذه الاوصاف التي علقت بها البشارة. وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون هل لكم في تعدادها مرة اخرى انها وجل القلب عند ذكر الله جل جلاله الخشية التي قد تصحبها الدمعة من جلال الله وعظمته خشوعا له وخضوعا والصبر عند المصائب ثاني تلك الاوصاف واقامة الصلاة والحفاظ عليها ثالثها واما الرابع فسخاء النفوس والانفاق من المال الذي رزق الله عز وجل كل واحد من هذه الخصال الاربعة جدير بان تزف له البشارة. وجاءت حقيقة في حقها البشارات التي تخص فكيف بها اذا اجتمعت حفاظ على الصلاة واقامتها وانفاق في سبيل الله مما رزق الله والصبر على المصائب ووجل القلوب عند ذكر الله جل جلاله الا فاخبتوا الى ربكم يا اهل الايمان لتنعموا بالبشارة التي وعد الله سبحانه وتعالى بقوله وبشر المخبتين