الحمد لله على عظيم فضله واحسانه الذي ما زال يصلنا ويتعاقب علينا بلا عد ولا حصر ولا انتهاء وبشر المحسنين احدى بشارات القرآن التي جعلها الله عز وجل لاهل الاحسان وما ادراكم ما الاحسان في حديث جبريل عليه السلام وقد سأل النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الاحسان فقال له الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك عندما يبلغ العبد بايمانه درجة يستشعر فيها مراقبة الله عز وجل له فيستحي ان يراه الله على امر لا يحبه يستحي ان يقصر فيراه الله غائبا عن المواطن التي يحب فيها ان يكون موجودا يحمله هذا الشعور باحسانه على المبادرة الى استكمال الطاعات واستيفاء الواجبات على تدارك الخلل على سد النقص اما انه ليس فينا معصوم. لكن المحسن فينا ذاك عبد وقر الايمان في قلبه وارتقى الى اعلى درجاته فحمله على ان يكون اكثر اجتهادا من غيره. سبق المحسنون فنالوا البشارة وبشر المحسنين اما انهم فئة من اهل الايمان الا انها دائرة اخص. واذا كان اهل الايمان جميعا قد جاءتهم البشارات فان لاهل احساني على حدة بشارة تخصهم. فقولوا منهم عباد الله واستبقوا الى التوسط واستبقوا الى نيل هذا الشرف بنيل وصف الاحسان ولتكن عبد الله على حد قول القائل لا يراك الله الا محسنا. احسن في عبادتك مع الله احسن في تعاملك مع والديك وجيرانك احسن في عشرتك لزوجتك وتربيتك لاولادك. احسن في اخلاقك احسن في عقيدتك الاحسان مبدأ نعيشه حتى مع غير البشر. يقول عليه الصلاة والسلام ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قتلتم فاحسن القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته. ان كان الاحسان الى البهائم طريقا قلوبا شرعا فكيف هو مع البشر؟ فلا يراك الله الا محسنا