ان من عظيم كرم الله سبحانه وتعالى ان جعل الابواب التي تشرع للعباد لاغتنام الاجر والثواب عديدة. لا حد لها بل هي ليست مقتصرة على العبادات التي يتقربون بها الى الله من صلاة وصيام وصدقة وحج ودعاء وطواف وسعي بل ان الاسلام ليذهب في ابواب الثواب والكرم والبشارة لاهل الاسلام الى ما وراء ذلك. الى الاخلاق والتعامل الحسن حسن الخلق يا كرام باب واسع من ابواب الجنة جاءت بها البشارات التي تسوق العباد سوقا الى احسان اخلاقهم والى التحلي بكريم السجايا وحميد الصفات. يقول عليه الصلاة والسلام في من تلك البشارات اغراء لنا امة الاسلام. اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم لاقى وفي الحديث الاخر ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. ماذا بقي بعد يا كرام ان يكون احدنا لطيفا هينا لينا ان يكون كريما حليما ان يكون صدوقا امينا وفيا ان يغض الطرف وان يعفو وان يتجاوز وان يحلم وان يكون سمو خلقه حاملا له على كريم خلال وحميد الصفات هاكم درجة رفيعة يبشر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ذوي الاخلاق الحسنة بالمنازل الرفيعة في الجنان يقول عليه الصلاة والسلام انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا وببيت في اعلى الجنة بمن حسن خلقه جعلنا الله واياكم من اهل الاخلاق الحسنة الفائزين بتلك البشارات