ما حياتنا في هذه الحياة الا لنخط طريقنا الى الله سبحانه وتعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. تلك هي حكمة الله في خلقه. وسنته الماضية فينا معشر العباد. لكن التقرب الى يأتي على مرتبتين. اما الفرائض فتلك التي لا اختيار للعبد فيها. واما النوافل فالباب المشرع الذي تسابقوا به العباد الى نيل رضا ربهم جل في علاه. التقرب الى الله والاستباق الى مرضاته واحد من الابواب التي فتحت لها البشارات تشويقا اليها. وحثا للنفوس على الاقبال نحوها تأملوا معي في الحديث القدسي الذي يقول فيه ربنا عز وجل ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لاعيذنه ولئن سألني لاعطينه. بالله عليكم اليست بشارات تشتاق لها النفوس اما تحركت القلوب نحو النوافل للاستكثار منها والفوز والظفر هذا الموعود في تلك البشارات اجل انها القربات والنوافل التي تكمل لنا الفرائض عند نقصها والتي يزيدنا في الحسنات وتثقلها. النوافل بكل ابوابها من صلاة وذكر وقرآن وبر وصيام وطواف وسعي وحج وعمرة وسائر ابواب البر والخير والاحسان. انها التي يقول الله عنها في الحديث القدسي يحرك بها قلوب العباد للتقرب اليه جل في علاه. وهو يصف احوال العباد ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا. ومن تقرب الي ذراعا تقربت منه مباعة ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. انه الرب الكريم. فلنستبق اليه سبحانه وابواب النوافل كثيرة ما جعلت حصرا على عبادة دون اخرى لكنها الاستكثار الذي يتفاوت فيه العباد فبين ومتأخر فادركوا البشارات التي فتح الله لنا ابوابها للاستباق الى مرضاته وجنة عرضها السماوات والارض