بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد قال المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الكتاب نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها. خطبة الكتاب هذا من صنيع المحقق. ولم يقل المصنف في هذا العنوان وبالتالي فانه من الدقة اذا قرأ القار اذا قرأ القارئ وقد نسب الكلام الى المصنف بقوله قال المصنف رحمه الله الا يذكر الا ما قاله. ويكون ما يصطنعه المحققون عادة مما يوضع بين الاقواس اما هو لافادة القارئ ولتسهيل تقسيم الكلام لكن اذا قلنا قال فلان فلننسب اليه الكلام الذي قاله دون ما اضافه المحقق من او زيادات سواء اقتضاها الكلام او كان مما يناسب التقسيم لافهام القارئ. نعم. قال رحمه الله نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها ونصلي على نبيك محمد هادي الامة لرشادها وعلى اله وصحبه ما قامت والسطور وعلى اله وصحبه ما قامت والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها. ونضرع اليك في لمنع الموانع عن اكمال جمع الجوامع الاتي من فني الاصول بالقواعد القواطع البالغ من الاحاطة مبلغ ذوي الجد والتشمير الوارد من زهاء مائة مصنف منهلا يروي ويمير. المحيط بزبدة ما في شرحي على مختصر والمنهاج مع مزيدك مع مزيد كثير وينحصر في مقدمات وينحصر في مقدمات وسبعة في كتب نعم هذه مقدمة المصنف رحمه الله تعالى لهذا المتن الصغير في حجمه الكبير في محتواه جمع الجوامع وتقدم بك الحديث في مجلس الليلة الاسبوع الماضي عن الكتاب ومحتواه وصنيع المصنف رحمه الله تعالى فيه بما يغني عن اعادته ها هنا في هذا المقام. ابتدأ رحمه الله بمقدمة يسيرة موجزة تناسب ايجاز الكتاب. وهكذا تكون عادة مقدمات المتون مختصرة لان المتن في ذاته عبارات موجزة مختصرة فلا يناسب فيها الاطناب ولا الاطالة في المقدمات مات ولو اشتملت على فنون من البلاغة واضرب البيان البديع الذي يستخدمه الادباء عادة قال رحمه الله نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها. يعني يكون الحمد على النعم سببا لاستجلاب مزيد وهذا ات من قوله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. وقد قال السلف من تتابع بالحمد تتابعت عليه النعم واثر المصنف رحمه الله البدأ ها هنا بالفعل نحمدك اللهم وصيغة الفعل كما مر بكم كثيرا في مقدمات المتون هي احدى الصيغتين التي يستفتح بها حمد الله عز وجل في الكلام والخطب والمصنفات. بمعنى ان المستفتح لله سيختار احد طريقين اما الجملة الاسمية في مثل قولك الحمدلله او المؤكدة مثل قولك ان لله او يختار الجملة الفعلية بقوله احمد الله او نحمد الله ونحوه. وعند اهل العلم لكل من الاسلوبين او الطريقتين دلالة لغوية وافادة معنوية. فان الجملة الفعلية تفيد التكرار تفيد التجدد مع الحدوث. فالذي يقول احمد الله يشعر الفعل ها هنا بتجدد الحمد وتتابعه على الدوام والجملة الاسمية منزوعة منها هذه الدلالة لكنها تفيد الثبات والاستقرار. فالقائل الحمد لله يثبت حمدا مستقرا فلكل من الاسلوبين دلالته ومعناه. واجمع ما في ذلك الجمع بين الصيغتين وهي الاتية في خطبة اجى في حديث النبي عليه الصلاة والسلام وصيغته التي يتداولها الخطباء. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره فانظر كيف جمع صلى الله عليه وسلم بين الصيغتين والاسلوبين ليكون ابلغ في الاحاطة بمعاني الحمد بما تدل عليه الجملة والجملة الفعلية كذلك. قال نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها. ونصلي على نبيك محمد هادي الامة لرشادها. صلى الله عليه وسلم. واقتصر المصنف رحمه الله على الصلاة على النبي صلى الله الله عليه وسلم وقد قال بعض الشراح كان الاولى به ان يقرن الصلاة بالتسليم. ولا شك ان هذا هو الاكمل في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لان الله قال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. ولان الجمع بين الصلاة والسلام هو المخصوص بما مقام الانبياء ونبينا خاصة صلى الله عليه وسلم. واما الصلاة بمعنى الدعاء وحده فقد اطلقه رسول الله عليه الصلاة والسلام في مثل قوله اللهم صل على ال ابي اوفى. قال رحمه الله وعلى اله وصحبه يعني في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ما قامت الطروس والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها. الطروس جمع قرس بكسر الطاء وهي الصحيفة. كما ذكره اصحاب المعاجم. وقد ذكر الجوهري في وابن منظور في لسان العرب وابن سيده ايضا في المحكم انه يقال للصحيفة ضرس اذا كانت قد محيت ثم وذلك انهم كانوا يستخدمونها مرات في الكتابة كالالواح. فلا يقال ضرس الا اذا كتب ثم محي ثم كتب واما المكتوب مرة فلا يقال له ذلك والامر فيه واسع. فالمقصود بالطرس صحيفة الورق او الصحيفة التي يكتب فيها من او غيره. قال ما قامت والسطور. وقصد بالسطور الكتابة. فهو الان يشير الى الاوراق والصحائف التي تكون محل كتابة. والى السطور التي تكتب فيها. وجعل هذا ظرفا تستمر فيه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قامت يعني الصحائف والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها او سوادها وهذا ضرب من البلاغة بديع وادب رفيع. بمعنى اللهم ادم الصلاة والسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم كلما استمر استخدام الصحائف والسطور في كتابات اهل العلم في تدوين الالفاظ الرائقة في عيون الكتابة والجمل مقام البياض والسواد في العيون. وهذا يعني ان هذا مستمر الى قيام الساعة لان بني ادم لا يزال يستخدم مثل هذا واهل العلم لن ينفك احدهم عن استخدام الصحف والكتابة فيها بالسطور لتدوين الفوائد وتقرير الاحكام وآآ واثبات الجمل البديعة والفوائد الماتعة فهذا لا ينفك سيبقى ابدا. فجعل ذلك مقرونا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ظرب مما تقرن فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بالامور المستمرة الى قيام الساعة. كما يقرن باستمرار الشروق والغروب وبنوح الطير وتغريد الحمام وتحليق الطير وامثال ذلك مما لا يزال متتابعا في الكون. قال رحمه الله ما قامت لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها ونضرع اليك في منع الموانع عن اكمال جمع الجوامع. هنا صرح رحمه الله باسم الكتاب الذي اسماه جمع جمع الجوامع سائلا ربه ان يرزقه التوفيق والسداد. لان يكون هذا مشروعا محفوفا بالقبول توفيق الاكمال الذي تتم معه هذه المشاريع. وسأل الله تعالى ان يمنع قانع يعني ان يحيل ويحول بينه وبين كل ما يطرأ عليه يمنعه من اتمام هذا الكتاب. وهذا ايضا يعني مما يتعلم في صنيع اهل العلم وكلامهم واشاراتهم ان العالم مهما بلغ من العلم ومهما اوتي من الاسباب التي هي في الجملة اسباب يعني علم ووقت وصحة واسلوب والة تمكنه من ان يقوم باي مشروع علمي لكنه يبقى احدنا مهما بلغ من الاسباب الا انه لا يزال فقير لا يزال فقيرا واقفا على باب ربه. والتضرع الى الله سمت اهل العلم لانهم اولى الناس بهذا المعنى اذا كان الانبياء والرسل عليهم السلام يظهرون غاية الافتقار الى الله سبحانه وتعالى فيقول موسى عليه السلام ربي لما انزلت الي من خير فقير. ويقول عيسى عليه السلام ما قلت لهم الا ما قد امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. في مواضع كثيرة تجد فيها ادب الانبياء عليهم مستلم في اظهار عظم الافتقار الى الله. فاولى الناس بامتثال هذه المعاني هم ورثة الانبياء والرسل عليهم السلام. وليس ذلك الا اهل العلم وطلبته والسارقون في هذا الطريق هم اولى الناس حقيقة ان يقوم فيهم معنى الافتقار والذل والخضوع لله يسار بين يديه في طلب تحقيق المراد وبلوغ المنى. ولام امنية اعظم عند اهل العلم من الوصول الى عظيم المرادات في تحصيل العلم وفهمه وادراكه وتعلمه وتعليمه. هذا كله متوقف على عظيم فضل الله. وقد جاء ذاك صريحا في كتاب الله ولولا فضل الله ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء. فهذا شيء يعني يتعلمه طالب العلم مع انه ليس مقصودا ها هنا في السياق انما طريقة اهل العلم تعلم هذه المسائل من خلال عباراتهم والفاظهم. قال ونضرع اليك في منع الموانع عن اكمال جمع الجوامع. وقد اكرمه الله فاكمل جمع الجوامع. وانتشر في حياته رحمه الله. ووصل الى ايدي طلبة العلم والعلماء في اوانه. فمنهم من علق عليه وقرأه وشرحه. ومنهم ايضا من ناقشه وسأله واستدرك عليه. وهذا دليل على انتشار الكتاب. وتاج الدين السبكي رحمه الله لما اتم جمع الجوامع وانتشر بين ايدي الطلبة ووصل الى العلماء وبلغهم ونظروا فيه وقرأوه واطلعوا عليه صارت هناك مكاتبات بين تاج الدين السبكي وبين بعض اهل العلم في زمانه فكاتبه بعضهم موجها اليه اسئلة واعتراضات واستدراكات على ما قرره في جمع الجوامع. اما من حيث والصياغة او الالفاظ والعبارة او المحتوى او التقرير للمسألة الى اخره ما في ذلك. فلما اكتملت عنده جملة من الاسئلة واجتمعت صنف رحمه الله كتابا اخر اشرنا اليه في الدرس الماضي اسماه منع الموانع عن جمع الجوامع. فكانت هذه مناسبة لطيفة هو في مقدمة الكتاب سأل الله ان يمنع عنه الموانع من اكمال جمع الجوامع. ولما تم له الكتاب وبلغته اسئلة اهل العلم ونقاشهم واستدراكاتهم جمعها ثم صاغ فيها مصنفا اسماه منع الموانع عن جمع الجوامع. لم يقصد فيه شرحا لالفاظ الكتاب لكنه اراد الاجابة عما ورد من اعتراضات ونقاشات وسؤالات جاء بها فنثرها في كتاب منع الموانع فيها ماذا قصد بهذه العبارة؟ ولماذا اتى بهذا اللفظ؟ ولماذا قال كذلك ولم يقل هكذا؟ ثم اجاب عما يراه رحمه الله فصار كتابا مستقلا اسمه منع الموانع عن جمع الجوامع. ولا يخلو عادة احد شراح جمع الجوامع على كثرتهم لا يخلو احد منهم من الاستفادة من منع الموانع وان لم يكن شرحا كاملا الا انه يستفاد منه لانه من صنيع المؤلف نفسه وكلامه ذاته فما يقوله في جملة وما يقرره في عبارة هو المعول وينبغي ان يكون هو الذي يقصد به المؤلف لانه ادرى الناس لما يكتب ويقول رحمة الله عليهم اجمعين. قال رحمه الله ونضرع اليك في منع الموانع عن اكمال جمع الجوامع. الاتي من فني الاصول بالقواعد القواطع اشار ها هنا الى ان مضمون هذا الكتاب الذي اسماه جمع الجوامع ياتي من فني الاصول وهو مثنى فن. والمقصود بالاصولين ها هنا اصول الدين واصول الفقه فقرر ها هنا ان جمع الجوامع ات في مسائله من هذين الفنين. من اصول الدين واصول الفقه. واتى منهما بالقواعد القواطع وهو ما يمر بك في مسائل الكتاب ان شاء الله. قال البالغ من الاحاطة بالاصلين يعني اصول الدين اصول الفقه مبلغ ذوي الجد والتشمير الوارد من زهاء مائة مصنف منهلا يروي ويمير. يعني هذا الكتاب قد حوت مسائله خلاصة ما جاء في عدد كبير من الكتب والمراجع كما قال زهاء مائة مصنف وهذه المئة مصنف ليست كثيرة في زمن الامام السبكي رحمه الله في القرن الثامن الهجري. فكتب الاصول فوق ذلك بكثير. لكنه جمع مع امهات الكتب وعيونها ورؤوسها فكانت عنده ما يحفظ منها وما يرجع اليه وما فهمه واستوعبه كان كل ذلك حاضرا لما صنف جمع الجوامع. هذا لم يقله تاج الدين السبكي مفاخرة او مباهاة او استكثارا لكنها كانت عادة عند اهل العلم السابقين رحمهم الله عندما يريد احدهم ان يستحث همة طلاب العلم كانه يريد ان يقول لك لا تزهد فيه فهو كتاب متعوب عليه ولا تنظر اليه نظرة عاجلة فقد جمعته من كذا وكذا وهذا كله وان كان اثباتا للجهد اولا وتقريرا وتوثيقا الا انه ايضا في المحصلة يشعرك وانت تقرأ مقدمة الكتاب انك امام مشروع علمي هو عصارة مئة مصنف تقريبا في الاصول. اذا وليس كتابا قاله من من مما قال ورد عليه في الخاطر او مما استقر عنده من مسائل لكنه محرر وقد اجتهد فيه رحمه الله واكد هذا فقال احيط بزبدتي بزبدة ما في شرحي على المختصر والمنهاج مع مزيد كثير. يعني هذا الذي ساقرره لك واقربه لك واصوغه لك في جمع الجوامع هو محيط بزبدة ما اوردته في شرحين كبيرين. وقد اشرت اليه ما في الدرس المنصرم شرحه الاول على الابهاج عفوا شرحه على منهاج البيضاوي. وقد علمت ان المنهاج هو مختصر للحاصل لتاج الدين الارموي والمحصول الامام الرازي فالبيضاوي لما اختصر المنهاج وقدمه شرح تاج الدين السبكي هذا المتن منهاج البيضاوي مكملا ما ابتدأه ابو رحمه الله في مقدمة الكتاب في الابهاج فان والده تقي الدين السبكي ابتدأ شرح الكتاب ووقف فيه عند حد الواجب ثم اكمل ابنه تقي الدين اكمل ابنه تاج الدين صاحب جمع الجوامع اكمل الكتاب واسماه الابهاج في شرح المنهاج ولما انتهى اقبل على شرح مختصر ابن الحاجب في كتاب اسماه رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. فهذان شرحان كبيران على متنين هما العمدة في ذلك الوقت في كتب الاصول وكما قلت لك فاحدهما يمثل محصول الرازي والثاني يمثل احكام الامدي في مختصر ابن الحاجب وقد شرح تاج الدين السبكي الكتابين وبالتالي فهو مدرك تماما لمسائل الكتابين والمختصرين باقباله على شرحهما. هو يقول لك الان ان جمع الجوامع هو زبدة ما في دينك الشرحين. بل قال مع مزيد كثير. اذا فيه من المسائل في جمع الجوامع ما ليس في شرحه في الابهاج على المنهاج وما ليس في شرحه رفع الحاجب على مختصر ابن الحاجب. وهذا ايضا كما قلت لك اغراء لطالب العلم وهو يقرأ مقدمة الكتاب ان ان تاج الدين السبكي فعلا قدم جهدا علميا نفيسا وهو يشعرك بهذه العبارات انه قدم شيئا ليس باليسير وانه يحتاج الى عمل ينظر فيه المصنف وينظر فيه الشارح وينظر فيه الطالب نظرة الانصاف. بل قال رحمه الله في اخر كتابه لما ختم الكتاب وهو يريد ان خاتمة الكتاب شيئا يعبر عن المعنى. قال رحمه الله فان هذا الكتاب لا يتأتى اختصاره. يعني يقول مع ما في هي من المسائل الا انه في اقصى درجات الاختصار. واي اختصار بعده سيكون مخلا. واراد ان يغلق الباب انه لا يصلح ان يكون مختصرا لهذا الكتاب مع ان شيخ الاسلام زكريا الانصاري رحمه الله اختصره واسماه لب الاصول ثم شرحه لكنه كان حصل الخلل من فوات بعض المسائل على كل هذا الصنيع من المصنف كما قلت لك درج عليه بعض اهل العلم في رفعه همم واستحثاثها وفي استنفار همة طالب العلم وهو يقبل على المتن ان يكون له وعي وادراك والمام بمضمون الكتاب مسائله بالحاجة الى ان يشمر تشمير الحريص في الافادة مما اشتمل عليه المتن من المسائل والعلوم. قال رحمه الله تعالى وينحصر في مقدمات وسبعة كتب يعني هذا المتن سيشتمل على سبعة كتب سبقها بعض المقدمات المقدمات جمع مقدمة بفتح الدال على انها اسم مفعول. ويصح فيه كسر الدال فتقول مقدمات جمع مقدمة على انها اسم فاعل وكلاهما له وجه فاذا قلت مقدمة اسم مفعول من قدمها المصنف مقدمة اي كتاب؟ مقدمة اي كتاب قدمها المصنف على باقي الفصول والابواب فهي مقدمة قدمها المصنف فكانت بين يدي الكتاب. ويمكن ان تقول مقدمة فتكون هي اسم الفاعل وتكون المقدمة التي يصوغها المؤلف تقدمك الى ما بعدها من الابواب. يعني تأخذك اليها وكلا المعنيين صحيح والوجهان جائزان بل آآ ذكر القرافي رحمه الله عن بعض آآ ارباب اللغة ان كل كلمة مقدمة مقدمة كتاب مقدمة مشروع مقدمة اه اه مجموعة كلها يجوز فيها الوجهان مقدمة ومقدمة قال الا مقدمة الجيش فانها لا تطلق الا بكسر الدال على غير خلاف فيها واما معنى المقدمات عند اهل العلم فالمقصود بها كل ما يوقف عليه حصول امر اخر مقدمة اي شيء يترتب عليها اصول امر بعده فلا تكون مقدمة الا وبعدها شيء يلحقها ويتبعها. وعند المناطق يقولون المقدمة جزء من الدليل فان الدليل المنطقي يتكون من مقدمتين صغرى وكبرى وهاتان المقدمتان تجمعان الى بعضهما فتنتج عنهما النتيجة. هذا يسمى دليلا عند المناطق كقولهم مثلا العالم ممكن وكل ممكن له سبب اذا فالعالم له سبب فالجزء الجملة الاولى تسمى مقدمة. والثانية تسمى مقدمة صغرى وكبرى. الاولى صغرى والثانية كبرى. ثم تنتج عنهما نتيجة. هذا اصطلاح تركيب الدليل عند المناطق بهذا التقسيم يطلقون مصطلح المقدمة على الجزء من الدليل. اما هنا في التصنيف فالمقصود به مقدمة الكتاب اي صدره وبداية التصنيف التي يذكر فيها المصنفون عادة اسماء كتبهم ومنهجهم ومرادهم وشيئا ما يجعلونه مدخلا يعين القارئ على فهم ما سيأتي من فصول وابواب الكتاب اذا هي سبعة كتب رتبها المصنف رحمه الله على ما سيأتي بك في اثناء الكتاب. الكتاب الاول في في الادلة بل في القرآن جعل معه دلالات الالفاظ الكتاب الثاني في السنة ثم الاجماع القياس ثم الادلة المختلف فيها وسماها آآ سماها رحمه الله الله تعالى الاستصحاب والاستصلاح وذكرها في مجموعة من الفصول مجموعة وختم اخر كتبه بالاجتهاد والتقليد وبعض مسائل تتعلق اصول الدين