ويتعلق الامر بالمعدوم تعلقا معنويا. خلافا للمعتزلة. هذه ايضا مسألة من مسائل اعتقاد التي ثار فيها الخلاف بين الشاعرة والمعتزلة. وقرروها ها هنا وانسحبت كما قلت في صدر هذا اجلس افهم سورة المسألة ثم اعطيك طرفا من جذور هذا الخلاف. يتعلق الامر بالمعدوم. معنى المعدوم المكلف الذي لم يخلق بعد. هل يتعلق الامر الشرعي؟ ما علاقة هذا؟ ومن اين جاءت المسألة؟ هذا يتكلم الان عن شروط التكليف وتكلمنا على ان الساهي الغافل غير مكلف والملجأ غير مكلف. طيب والمعدوم؟ من المعدوم ابنك الذي لم تتزوج امه بعد. وحفيدك الذي لم تدري هل سيكون او لا يكون. هؤلاء معدومون هل هم مكلفون؟ يقول يتعلق الامر بالمعدوم ومعنى تعلق الامر به ايش معناه؟ انه مكلف بشرط الوجود. فاذا وجد واستكمل شروط التكليف فهو مكلف واذا لم يخلق ولم يأت او خلق مجنونا او مات صبيا قبل ان يبلغ فانه غير مكلف. هل تظن ان ان مثل هذا هو من الخوض في امور يعني تافهة لا عبرة بها والكلام فيها ليس من ورائه طائل ولا تحصين هو كذلك فلما ادراجه ولما الحديث عنه؟ ولما نصبه قضية يتعلق الامر بالمعدوم تعلقا معنويا خلافا لزنا. لانه قضية مرتبطة بمسألة اصل عقدي فاسد عند المعتزلة فقرر الاشاعرة فيه ايضا ردا وهو ايضا على طريقة الاشاعرة مخالف لتقرير اهل السنة في مسألة وجذور المسألة ترجع الى قظية اثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى. الذي ينفيه المعتزلة وبه قالوا بالقول القي القرآن لانهم ينفون صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى. ونفي صفة الكلام لاصل عقدي فاسد. مستورد من عقائد اليونان والمناطق والفلاسفة في عدم جواز اثبات الصفات الحادثة كما يسمونها بالقديم لامتناعها في حقه فصفة الكلام صفة متجددة حادثة متكررة فنفوا ان يكون الله جل جلاله متصفا بالكلام. عقيدة المعتزلة الباطنية ثارت فيها الفتنة في الامة في مسألة القول بان القرآن مخلوق لا كلام لله. طيب وماذا تقولون في هذا القرآن؟ قالوا مخلوق. خلقه الله كما خلق الجبل والشجر والحجر والسماء والارض وثارت الفتنة في الامة بحجم هذا الخلاف. لما جاء الاشاعرة في الرد على المعتزلة في صفة الكلام تحديدا وفي الموقف من القرآن وغيره مما يتعلق بصفة الكلام لم يكن لهم تقرير صحيح موافق لمذهب السلف تماما. فلما اثبتوا الكلام اثبتوا صفة الكلام النفسي لا الكلام اللساني وابتدعوا بدعة جديدة فيما يتعلق باثبات صفة الكلام لله لم ترد عن السلف صحابة وتابعين ومن متقدمي الامة. فقالوا نعم الله عز وجل متصف بالكلام لكنه الكلام النفساني. لانه صفة قديمة فروا من شيء ووقعوا في شيء اخر. هذا الاشكال هو تقرير النزاع بين المعتزلة والاشاعرة. تابع معي. المعتزلة يقولون لا يوصف الله كلام تعالى الله عما يقولون. والاشاعرة يقولون بل الله عز وجل متصف بالكلام. اي كلام كلام نفسي. هذا الكلام النفسي هو صفة الله المثبتة في نصوص القرآن والسنة. كل دليل كل نص فيه كلام الله او كلمات الله. كل هذا متعلق بصفة الكلام النفسية لله سبحانه وتعالى. هذا الكلام النفسي لله صفة من صفاته. فان عبر عنه بالعربية فهو القرآن بالعبرية فهو التوراة ونحو هذا فلما قرر الاشاعرة ان الكلام المثبت لله هو النفس والمعتزلة ينفونه. جاء المعتزلة فوضعوا اشاعرة في في موقف ضيق فقالوا تثبتون كلاما نفسيا لله؟ قالوا نعم. قالوا طيب فهل كلام الله النفسي؟ يوصف وبالتنوع لان فيه امر ونهي وفيه خطاب وطلب او لا يوصف فان قالوا لا يوصف بانه متنوع اذا ليس كلاما وفي هذا ابطال لمذهبهم وان قالوا هو متنوع قالوا اذا صفة الكلام لله قديمة ازلية اذا والامر الالهي ازلي والالهي ازلي ما معنى ازلي؟ قديم لا بداية له. طيب اذا كان امر والله ازليا ونهيه ازليا فكيف كان امره متوجها الى امة الاسلام قبل ان توجد امة الاسلام كل امور اوامر الشريعة ونهي الشريعة الذي هو خطاب الله امرا ونهيا. كيف يتعلق؟ كيف يتعلق بمكلف ما وجد بعد صفة الكلام ازلية لله ومنه الامر والنهي. اذا الامر والنهي الوارد في شريعة الاسلام قديم قبل ان يوجد المكلف ممتاز والامر لا يسمى امرا الا اذا تعلق بطرفين امر ومأمور وانما يسمى امرا والخطاب لا يسمى خطابا الا تعلق بطرفين مخاطب ومخاطب. فكيف تثبت خطابك؟ كيف تثبت امرا؟ كيف تثبت نهيا؟ فيه طرف دون الطرف الاخر فابتدعت الاشاعرة هذا الجواب يتعلق الامر بالمعدوم تعلقا معنويا. بمعنى انه ان وجد علق الخطاب به فكان مخاطبا. تعلق الامر به فكان مأمورا. تعلق انه به فكان منهيا. وكل هذا الحقيقة من التكلف بانه بناء على اصل فاسد. لا المعتزلة الذين نفوا فابتدعوا بدعة نفي للصفات ولا الاشاعر الذين حاولوا ان يتوسطوا هم والكلابية والماتوريدية وغيرهم عفوا هم والماتوريدية الذين حاولوا اثبات صفة الكلام وسطا بين الاثبات الكامل اين النفي الذي وقع فيه المعتزلة؟ فاتوا بهذا القول الذي ظنوه وسطا لكنه في الحقيقة مغاير ايضا لتقرير السلف. ولو قالوا ان صفية الكلام لله وتعالى قديمة باصلها متكررة او متعددة باحادها لسلموا من هذا الاشكال ولقلن ان طاب الله ان كلام الله يوصف بانه قديم باعتبار وبانه حادث متكرر باعتبار لسلمنا من هذا الاشكال فيقال في خطابات الشريعة اوامرها ونصوص القرآن وما جاء في كلام الله جل جلاله انه متوجه الى المكلف. فكل مكلف بلغه خطاب الله وكلام الله تعلق الخطاب به فان قلت متعلق بمعدوم قلت لك لا. كلام الله عز وجل قديم. صفة قديمة هذا الاصطلاح وان كان فيه تحفظ ادراجها هذه التعبيرات والاوصاف التي لم تأتي بها الكتاب والسنة لا قديم ولا حادث ونحو هذا انما يختصر في هذه الالفاظ فيما يتعلق بصفات الباري سبحانه تعالى على ما جاءت به النصوص الشرعية. فهذا اجمالا ما يتعلق بقولهم يتعلق الامر بالمعدوم. تعلقا معنويا خلافا للمعتزلة لان المعتزلة اصلا ينفون صفة الكلام ولما نفوه جعلوا هذا ليس واردا عندهم واوردوه اشكالا على عقيدة الاشاعرة في صفة الكلام فتكلفوا عنه هذا الوجوب. نعم