والعلم قال الامام ضروري ثم قال هو حكم الذهن الجازم المطابق لموجب وقيل هو ضروري فلا يحد وقال امام الحرمين عسير فالرأي الامساك عن تعريفه. طيب يعني هذه مسألة نختم بها تعريف العلم والجهل ما الداعي الى تعريف العلم ذكره في التعريفات السابقة قل لا تعرف الدليل ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه لمطلوب خبري. وقلنا اما ان يوصل الى علم او ظن وقلنا الادراك الذي يكون بصحيح الذي كونوا بالحكم الجازم يسمى علما وبغير الجازم يسمى ظنا. طيب ما العلم ذهب كثير من اصولنا الى ان العلم لا يحد. ليش قالوا احيانا بعض الاشياء لشدة وضوحها ما تحتاج الى حد وانك متى رمت تعريفها زدتها غموضا فدعها هكذا بلا تعريف وهذا مسلك لبعضهم يقول العلم لا يحد لانه امر ضروري وبعضهم كامام الحرمين يقول لا يحد ليس لانه واضح قال لعسر تعريفه. اذا اردت ان تعرفه ستدخل في مضائق لا حد لها فالابعد تركه هذا الذي فعله هنا اه تاج الدين السبكي ولهذا قال فالرأي الامساك عن تعريفه ليش لانك اما ان تقول هو واظح ظروري واما ان تقول هو صعب. وسواء كان واضح ظروريا او كان صعبا فالرأي والامساك عن تركه. فهذا مسلك عند بعضهم يقولون مع الاهتمام بالتعريفات الا ان الاشياء الواضحات لا تحتاج الى ايضاح ولهذا لما جاء ابن القيم رحمه الله يعرف المحبة او الحب فيما يتعلق بالواجب لله سبحانه على خلقه وهو حب جاء في مدارج السالكين يعرف لما يعرف التوكل ويعرف الخشية جاء للحب واورد كلاما كثيرا للسلف وعبارات رائقة لطيفة ثم على هذا المعنى فقال هذه من الاشياء الواضحات التي لا يزيدها التعريف الا غموضا. دعها والقلوب تعرف ما معنى حب. ولما تنزل هذا المعنى تعال الى وصاف هذا الحب وتحدث عنه. اما ان تصوغه بتعريف فانك تقتله وتجعله غامضا فالاولى ان تتحرر عن هذا كله. قال المصنف رحمه الله والعلم قال الامام من الامام الراسي قال الامام ظروري لو اراد تاج الدين السبكي يوالده ماذا سيقول قال الوالد الامام او الشيخ الامام. هنا قال قال الامام يعني الرازي. قال ضروري يعني تعريف العلم ضروري اذا ما يحتاج الى تعريف صحيح وهكذا قال الرازي في المحصول. ثم قال يعني الرازي هو حكم الذهن الجازم المطابق لموجب كيف يقول الرازي ضروري ثم يعرفه؟ لا الرازي يرجح انه ظروري لكنه لما جاء لتعريفات القوم تعريفات الاصولين اورد تعريفات وساق هذا واحدا منها فلا الاختلاف لا اضطراب. اذا هذا تعريف اورده الرازي حكم الذهن الجازم المطابق لموجب. لو قلت لك عرف العلم من خلال التقسيم الذي فرغنا منه قبل قليل الادراك الحكم جازم وغير جازم فان كان جازما فعلم ما تعرف العلم بهذا التعريف ادراك ادراك الحكم جازما غير قابل للتغيير خلاص هذا تعريف بذلك التقسيم. قال الرازي حكم الذهن الجازم المطابق لموجب حكما فيه الجزم هذا قيد مهم. ذكر المطابقة حتى يخرج الاعتقاد الفاسد الذي لا يطابق غير وقابل للتغيير. وقيل انه ضروري فلا يحد. وقال امام الحرمين عسر ايش معنى عسر صعب الحده فالرأي الامساك عن تعريفه وهنا انتهى المصنف رحمه الله الى ما رجحه الامام الباقلاني وكذلك الغزالي. في الامساك عن تعريف العلم وجعله اما لا يحتاج الى تعريف. نعم ثم قال المحققون لا يتفاوت وانما التفاوت بكثرة المتعلقات. المتعلقات وانما التفاوت بكثرة المتعلقات. طيب العلم الاعتقاد الجازم المطابق لموجب. العلم هو الادراك لحكم جازم غير قابل للتغيير عبر بما شئت او اتركه بلا تعريف سؤال هل العلم من حيث هو علم واحد او يتفاوت شفت لما تقول نعم او لا يتفاوت ولا يتفاوت؟ الجواب ترى انصرف الى اكثر من اعتبار. ساقول لك علمنا بالله علمي وعلمك بالله وعلم كل مؤمن بالله هل هو واحد او متفاوت لما قلت متفاوت انتم انصرف ذهنكم الى معنى اخر لست الذي اريده بالسؤال انصرف ذهنكم كأني لو قلت لكم علمنا وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله هل هو واحد ستقولون لا. طيب ساصوغ السؤال بطريقة اخرى علمنا بان الله موجود. هل هو كعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان الله موجود شفت كيف؟ قلتم نعم لماذا قلتم لا؟ قلتم لا باعتبار المتعلقات الاخرى علم الله عفوا علم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالله اعظم باعتبارات اخرى ليست بوجوده. علمه بحقه الواجب بعظمته. علمه بما يستحقه ربنا ان انتقلت الى معاني اخر وجعلت المحصل الذي هو مجموعة علوم فيما يتعلق بالذات الالهية فقلت ليست متساوية لكن لو سألتك عن العلم من حيث هو فانه لا يتفاوت ولا يختلف مسألة لفظية لا يترتب عليها كبير عمل انما يناقشونها. هل يتفاوت او لا يتفاوت؟ قال عدم التفاوت انه متساو اختاره وامام الحرمين رحمه الله وبعض المحققين واما القول بانه متفاوت بهذا القيد بكثرة المتعلقات وان علم النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بربه لا ساوي علم غيره ليس لتفاوت العلمين بل الى كثرة ما يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه وقلة ما يعلمه غيره فحصل التفاوت ها هنا نعم والجهل والجهل انتفاء العلم العلم بالمقصود وقيل تصور المعلوم على خلاف هيئته. الجهل نقيض العلم. ومن هنا اوردوا تعريفه ومن قديم امام الحرمين في الورقات في المقدمات صنع هذا اتى بتعريف العلم ثم قابله بالجهل والا فلا علاقة لعلم الاصول بتعريف الجهل لانه لا يرد في المصطلحات ولا في التقسيم ولا في التعريفات ولا في الادلة لكنه في المقابلة. ذكروا العلم فاوردوا في مقابله تعريف الجهل. الجهل نقيض العلم. طيب لو قلت الجهل عدم العلم حصل المعنى جعلوا الجهل نوعان اما عدم العلم واما واما كما قال تصوره على خلاف هيئته. الاول يسمى جهلا بسيطا والثاني جهلا مركبا الجهل بالشيء من الاصل عدم العلم به يسمى جهلا. وان تعلم الشيء على خلاف هيئته وحقيقته جهل مركب ويترقب من شيئين ان تجهل الحقيقة الصحيحة وان تظن ما ليس بصواب صوابا فصار جهلا مركبا يعني من امرين معا. قال والجهل اكتفاء العلم بالمقصود لماذا ما عبر بعدم العلم؟ مع انها ايسر واوضح قال لان عدم العلم يحصل للبهائم والجمادات. ولا يقال فيها جهل عدم العلم يحصل لغير بني ادم. فالعجماوات والبهايم والجمادات عديمة العلم. فهل توصف بالجهل هل يقال شاة جاهلة وناقة جاهلة وحمار جاهل ما يقال مع ان عدم العلم متحقق فيها طيب كيف تستبدل هذا بتعريف قال انتفاء العلم بالمقصود يعني عدم تحقق العلم بالمقصود انتفاء العلم يعني الذي من شأنه ان يقصد ليعلم حتى يخص به بني ادم. انتفاء العلم بالمقصود بما من شأنه ان يقصد ليتعلم اه فما لا يقصد بالتعلم كما ذكرنا بالامثلة لا يسمى الانتفاء به جهلا. وما لا يقصد بتعلمه كالغيبيات وما تحت الارض وما فوق السماء. لا يقصد به تعلم لحصوله ايضا لا يسمى عدم العلم به جهلا. النوع الثاني تصور معلوم على خلاف هيئته. وهو الذي اه يسمى الجهلة مركب بقي ان تقول انتفاء العلم بالمقصود في تعريف الجهل ولما قال انتفاء العلم طالما الجهل نقيض العلم فما كان ينبغي ان يورد لفظ العلم في التعريف لان المصنفون رحمه الله لو قال تصور لكان اولى كما قال بعض الشراح تصور الشيء على خلاف هيئته في الجهر المركب لم؟ لان اصلا لا علم فيه اما تقول تصور المعلوم على خلاف هيئته تصور الشيء لان هذا جهل لا علم فيه فلا يقال تصور المعلوم وان اردت تصور المعلوم يعني ما من شأنه ان يعلم فيبقى التعريف صحيحا لا اشكال فيه والسهو والسهو الذهول عن المعلوم. ختم المصنف رحمه الله الجهل والعلم. السهو لانه واقع في مرتبة بين العلم والجهل. فهل الساهي جاهل ام عالم ان نظرت الى حصول العلم عنده في الاصل فهو عالم وان نظرت الى غياب المعلوم عنه حال السهو فهو شبيه بالجاهل. لكن الشريعة وضعته في مصطلح خاص. هل السهو والنسيان سواء؟ ام بينهما فرق بعضهم يسوي بين المصطلحين السهو والنسيان وبعضهم يجعل السهو لامر يقرب ذكره فباقرب تنبيه ينتبه فتبقى المعلومة عنده. لكنه يسهو عنها يغفل. واما الناسي فابعد عن تذكر ما نسي. ولو ذكر او نبه ما انتبه الا بعد مدة او ربما نسي العلم او المعلومة فيحتاج الى تعلمها من جديد. ففرق بين الناس والساهي على من يقول بينهما نقف عند هذا ليكون مطلع درسنا في الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى الى تقسيم الفعل