قال رحمه الله وفي بقاء المجمل غير مبين ثالثها الاصح لا يبقى المكلف بمعرفته والحق ان الادلة النقلية الجملة قبل الاخيرة في درس الليلة وفي بقاء المجمل غير مبين ثالثها هذه مسألة هل يجوز اوليصح ان تقول انه بقي في كتاب الله الفاظ مجملة غير مبينة يعني هل مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كتاب الله الفاظ مجملة لم يتبين معناها فيه خلاف منهم من يقول نعم مطلقا ومنهم من يقول لا مطلقا ومنهم من فصل فقال ثالثها الاصح لا يبقى المكلف معرفته انا ماذا هو ماذا يقصد بالمسألة؟ فهمنا انه في القرآن يوجد مجمل او لا يوجد يوجد لكن السؤال هل بقي في كتاب الله مجمل مات نبينا عليه الصلاة والسلام ولم يأت بيانه لا في الكتاب باية اخرى ولا بحديث في السنة من يقول نعم سيقول عندنا الف لام ميم وحا ميم وطه والف لام راء الفاظ المجملة ما علمنا معناها وبقيت على اجمالها اقامة للتحدي وتعجيزا للعرب ومنهم من يقول ايضا مثله ما عجز عنه بعض العرب ويعني كما اثر عن عمر في عدم فهمه لمعنى اب وعن ابي بكر ومعنى حتى قال عمر رضي الله عنه فيما صح عنه لما يقول ثلاث لان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بينها احب الي من الدنيا وما فيها الكلالة والربا والخلافة كما اخرجه ابن ماجة في السنن فيقولون نعم وجد وهذا دليل على انه هناك في كتاب الله ما هو الفاظ مجملة لم يتبين معناها القول الثاني نفي ذلك ابدا وانه لم يمت عليه الصلاة والسلام الا وقد بين ما في كتاب الله. علمه من علمه وجهله من جهله وهذا هو الذي يتوافق مع قوله سبحانه في حجة الوداع قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بثلاثة اشهر وايام اليوم اكملت لكم دينكم عليكم نعمتي ولا يمتن الله باكمال الدين الا بمعنى الكمال. والكمال لا يصح اطلاقه مع باقي نواقص تحتاج الى بيان فاخبر الله باكماله في حجة الوداع. واجابوا عن تلك النصوص مثل الحروف المقطعات ومثل اثر عمر وابي بكر وغيرهم. ان المقصود عدم علم بعضهم او التورع عن اختيار بعض المعاني التي قد ترجح وهذا لا يعني نفي العلم عن اخرين. ولا نفي اثبات تفسير تلك الالفاظ والعبارات فيما اوتر عن ابن عباس او عن ابن مسعود او عن كعب الاحبار او فلان وفلان ممن ادلى في تلك المعاني بالفاظ وعبارات بين فيها المراد. فيكون الاجمال هنا نسبيا. ومعنى نسبي انه مجمل عند شخص مبين عند اخر. وقد يجهل وهذا ويعلم ذاك لكن في الجملة لا يصح ان تقول انه بقي في كتاب الله شيء مجمل لا نعلمه ولا تعلمه الامة اطلاقا القول الثالث فصل وبين فقال ليس مطلقا بالنفي ولا مطلقا بالاثبات بل نقول ان في كتاب الله ما هو مجمل لكن الموجود ليس شيئا يتعلق بالمكلف ان يعرف معناه مثل الحروف المقطعات اما ما يتعلق بالمكلف للامتثال والعمل فيقينا ليس هناك شيء بقي مجملا. كيف يأمرون الله بعبادة؟ يموت نبينا عليه الصلاة والسلام نحن ما عرفنا كيف نعبد الله بها وهذا غير موجود هذا الذي رجحه السلكي قال والاصح ما هو قال لا يبقى يعني من المجمل المكلف بمعرفته لا لا يبقى الصحيح انه لا يجوز ان يبقى من المجمل الذي كلفنا بمعرفته الصواب ان تقول المكلف بالعمل به تقول لا يبقى من المجمل المكلف يعني الجزء الذي كلفنا بالعمل به من اين قال السبكي بمعرفته؟ قال بعض الشراح ان الذي جاء بالعبارة اولا هو الامام الجويني في البرهان وعبارته هكذا الجويني يقول لا يبقى مكلف بالعمل به العمل فتصحف في بعض نسخ البرهان الى قوله لا يبقى المكلف بالعلم به فصحف العمل الى العلم فوقعت هكذا للسبكي بالعلم به فعبر عن العلم بالمعرفة فقال لا يبقى المكلف بمعرفته. والصوم ليس المقصود المعرفة العمل. يعني نقول لن يبقى في كتاب الله مجمل يحتاج المكلف الى العمل به وليس الى المعرفة واما المعرفة فهي التي وقع فيها الاجمال مثل معرفة بمعنى من حروف المقطعات ولذلك قال الله سبحانه وتعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ثم بين فقال سبحانه فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله على الصحيح والراجح ان الوقف لازم. وبالتالي فهذا قدر من كتاب الله لا يعلم تأويله الا الله فاذا كان كذلك فانت تجزم ان من كتاب الله من المتشابه ما تفرد الله جل جلاله بمعرفته بعلم تأويله. وانقطع هذا عن العباد ولذلك قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا