بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه على ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد. فهذا بعون الله وتوفيقه ومجلسنا الحادي عشر في شرح دراسة متن جمع الجوامع في اصول الفقه للامام تاج الدين ابن السبكي رحمة الله عليه. وهذا المجلس نستأنفه بعد ان افتتحنا في المجلس سابق ما يتعلق بدلالات الالفاظ في مجلسين سابقين. انهينا في المجلس السابق ما يتعلق بمفهوم المخالفة تعريفه واقسامه وشروط الاحتجاج به وبعض مسائله المتعلقة به. مجلس الليلة هو ان كان مختصرا الاعتذار بعض الاخوة بالاختبارات فسنجعله موجزا في بعض الموضوعات لكنه مجلس لغوي خالص. فالمباحث التي ستمر بنا الليلة هي من مباحث علم اللغة ومبادئها والمقدمات التي ليست هي من صلب علم الاصول وانما يريدها الاصوليون عادة في هذا الموضع قبل الخوظ في الدلالات باعتباره مدخلا يحتاج اليه من ينظر في دقائق اللغة ودلالات الفاظها الحديث في هذا المبحث اعني دلالات الالفاظ كما تقدم مرارا هو الشطر الثاني من صلب علم الاصول. الصلب الاول والشطر الاول فيه هو الحديث عن الادلة الشرعية. الكتاب السنة الاجماع القياس. قول الصحابي المصلحة المرسلة الا شرع من قبلنا وهكذا في الشطر الثاني من صلب العلم ومقصوده الذي وضع هذا العلم من اجله هو الحديث عن الاستفادة او باقي الاحكام من الفاظ النصوص الشرعية. فاذا هي مباحث في صلب اللغة والتعامل معها هو وفق مقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن وتحدث به المصطفى عليه الصلاة والسلام. فليس غريبا ان نجد في كتب الاصول من مباحث اللغة وغوصا في دقائق الخوظ فيما يتعلق بالالفاظ ومدلولاتها ومعانيها بما قد لا تجد احيانا في كتب اللغة ذاتها. هذا الخوض وتلك الدقة هو جزء من تعظيم النص الشرعي كما اسلفت سابقا تعظيم النص قاد هؤلاء الفقهاء الى النظر الى الفاظ الشريعة على انها الفاظ محكمة. ذات دلالات في اللفظ وفيما يقابله ومنطوقه ومفهومه وكل جهة يمكن الاستفادة منها فان ذلك يتأتى في الفاظ النصوص الشرعية لانها نصوص شرعية شرعية. من اجل ذلك كانت هذه المقدمات. اه ليس هذا بالضرورة معناها اهمية هذه المداخل وشدة تعلقها بعلم الاصول لكنها هكذا ترد في بعض الكتب مع ان كثيرا من المسائل الاتية جزء منها الخلاف لفظي وجزء منها لا يترتب على الخلاف فيه شيء من المسائل في علم الاصول فهي اشبه اذا بالتصور العام المجمل لعلم اللغة. مداخلها من وضع اللغة وكيف ابتدأت اللغة؟ هل اللغة في الفاظها تدل على معان لمناسبة او لغير مناسبة لانه سيبني عليها شيئا من مسائل اللغة كالاشتقاق والترادف والاشتراك وشيئا من الاشياء التي سيرتبط بها في بعض تفريعاتها مباحث اصولية نحو الحقيقة والمجاز وما اشبه ذلك. فابتدأ المصنف رحمه الله في مباحث اللغة ها هنا قضية حدوث هذه الموضوعات اللغوية واهميتها وما يتعلق بها من بعض مسائل هي كما قلت لغوية وتقسيماتها ليست ذات اثر كبير في علم الاصول لكنها مقدمة لما سيأتي بعدها. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين مسألة من الالطاف حدوث الموضوعات اللغوية ليعبر عما في الضمير وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر وهي الالفاظ الدالة على المعاني. وتعرف بالنقل تواترا او احادا وباستنباط العقل من النقل. لا مجرد العقل. قال رحمه الله مسألة من الالقاف الالطاف جمع جمع لطف وليس جمع لطيفة. جمع لطيفة لطائف. قال من الالطاف والالطاف جمع لطف والمقصود بها الالطاف الربانية الالهية. يعني من لطف الله تعالى او من من جملة الطاف ربنا سبحانه وتعالى بعباده المسألة الاتية. ما هي؟ قال حدوث الموضوعات اللغوية وعبر عن ما في الظمير بعبارة اوضح تقول من لطف الله تعالى بعباده ان هيأ لهم استخدام لغة يتحدث بها البشر ويعبرون بها عما في نفوسهم وقضاء حوائجهم. هذا المعنى بصورة واضحة وسهلة. ولا شك ان هذا من الطاف الله تعالى بخلقه فانه خلقهم سبحانه وتعالى اجناسا والوانا شتى ولهم مقاصد واغراض وحوائج. وجعل سبل التفاهم بين عباد عبر عبر هذه اللغة التي يتكلمون بها. فهذه من الطاف الله سبحانه وتعالى. لكن عبارة المصنف كما سمعت قال من الالطاف الموضوعات اللغوية ليعبر عما في الظمير. حدوث اللغة حدوث الموضوعات اللغوية. يعني حدوث هذه الموضوعات الالفاظ التي وضعت من اجل معاني. هذه حدوثها لطف من الله. ايش معنى حدوثها وجودها يعني لما لم يقل احداثها من الذي احدث اللغة سترجع الى مسألة خلافية لعلها تكون مستأنف درسنا القادم ان شاء الله. هل اللغة توقيفية او اصطلاحية هل هي من الله سبحانه وتعالى؟ على مقتضى قوله وعلم ادم الاسماء كلها ام هي تواضع واصطلاح يتفاهم عليه ارباب كل لغة بلسانهم فيتفقون على او يتواطؤون على معنى لكل لفظ ويجعلون لكل شيء من الكلام الفاظا مخصصة هذه مسألة خلافية سيأتي ذكرها. المصنفون رحمه الله يريد ان يتجاوز هذا الخلاف ولا يقف عند اصل اللغة هل هي توقيفية او وضعية اصطلاحية؟ تجاوز هذا يريد ان يقول سواء كانت توقيفية او اصطلاحية هي في النهاية نعمة ولطف الهي هو يريد هذا المعنى الان ولا يريد ان يدخلك في الخلاف. قال بعض الشارحين ما اراد ان يقول احداث الموضوعات اللغوية لان لا يتوهم انه الان مذهبا وان الاحداث ربما اوهم انه يرجح ان اللغة موظوعة اصطلاحا. فقال حدوث يعني ايا كان سبب وجود اللغة وحدوثها هل كان توقيفا؟ ربانيا او كان اصطلاحيا بشريا. على كل وعبر بحدوث ابن الحاجب عبر باحداث ولعل احداث تعبير ابن الحاجب ادق وعدول المصنف رحمه الله عن احداث الى حدوث لا يساعده على توقي ما اراد الاحتراز منه. لان حدوث او احداث كلاهما سيعود الى السؤال ذاته. فمن احدث اللغة ستقول هي توقيفية او اصطلاحية ثم حدوث مصدر من الثلاثي حدث واحداث مصدر من الرباعي احدث والاحداث ادق من الحدوث لان حدث فعل لازم. فلا تقال حدثت اللغة بل تقال احدثت اللغة فلها محدث على كل هذا مجرد آآ تدقيق في عبارة المصنف. قال حدوث الموضوعات اللغوية هذا لطف الهي من الالطاف ليعبر عما في الظمير اي ظمير ضمير البشر المتكلم حتى يعبر كانت هذه الموضوعات اللغوية وهي لطف الهي. قال رحمه الله وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر الموضوعات اللغوية يعني اللغة والكلام الذي يستعمله البشر للتفاهم والتخاطب والتعبير عما في الضمير قال هي افود وايسر من الاشارة والمثال الاشارة والمثال كلاهما سبيل للتخاطب والتفاهم. اما الاشارة فواضح كما يتفاهم من لا ينطق ولا يسمع فانهم يتفاهمون بلغة الاشارة وهي وسيلة الى التعبير عما في الضمير بل حتى الناطق الذي يتكلم يستخدم الاشارة احيانا فيشير باشارات تفيد معان يشير اليك هكذا ان اسكت هكذا ان انصرف هكذا ان اقبل فتستخدم الاشارة للتعبير لكنها هل هي يعني الاشارة ايسر في التعبير من اللغة او اصعب اللغة ايسر صحيح. اللغة ايسر لم لانها اوسع في الاستعمال والدلالة الاشارة ستبقى محصورة في الدلالة على بعض المعاني واللغة اوسع. ولهذا قال هي افيد لغة افيد لانها تتناول من المعاني ما لا تتناوله الاشارة. قال وايسر لماذا ايسر لماذا ايسر لعدة اسباب لانك باللغة باللغة تعبر عن المعاني الكثيرة بالفاظ يسيرة وليست كذلك الاشارة ثمان اللغة تساعدك على ان تعبر بها آآ بطريقة تستطيع ان تحقق جملة من اغراضك. انا مثلا اريد ان احدث شخصا ولا يسمعني الاخر فاخفض صوتي واهمس في اذنه فيحصل المعنى المراد. اما الاشارة فلا يمكن اخفاؤها وامثال هذا. هذا الذي قورن فيه بين اللغة او بين الموضوعات اللغوية وبين الاشارة كذلك ينطبق على المثال. ماذا يقصد بالمثال؟ قال افيد من الاشارة والمثال وايسر ما المثال استخدام المثال المحسوس يعني ان مثلا ان تطلب من شخص ان يعطيك شيئا ما او تكلمه عن شيء ما. فتأتي بمثاله تريد شيئا تحدث مثلا عن فاكهة كالتفاح او البرتقال فتأتي له بمثله حتى تخاطبه. هذا ايضا صعب لانك تحدثه او تحاكيه بمثال عندك حتى ينطبق عليه المعنى الذي تريد نقله اليه. فالاشارة والمثال وغيرها وغيرها من الاساليب ليست في يسر اللغة. للتعبير عما في الضمير والتخاطب بين البشر. قال رحمه الله وهي الالفاظ دالة على المعالي هي الضمير هذا يعود الى ماذا الموضوعات اللغوية التي هي كما قال لطف من الالطاف الالهية. قال هي الالفاظ الدالة على المعاني. هذا تعريف وهو تعريف الالفاظ اللغوية كما ترى هي الالفاظ الدالة على المعاني. قال الالفاظ ليخرج الاشارة ونحوها فانها ليست من الموضوعات اللغوية قال الالفاظ الدالة على المعاني ليخرج الالفاظ المهملة التي لا تدل على معنى فانها ليست ايظا من الموضوعات اللغوية. ثم ختم بطريق معرفة اللغة قال تعرف بالنقل تواترا واحادا او باستنباط العقل من النقل. ذكر طريقين تستفاد ومنهما الموضوعات اللغوية. الطريق الاول النقل ويقصد بالنقل استعمال الناس بكلمة ولفظة وتعاملهم بها على معنى معين يتداوله الناس يعني مثلا انت تعلمت اللغة سواء كانت اللغة العربية او لغة اخرى مما تتحدث بها او تفهمها وتفهم بها كيف حصل لك الدلالة على معاني تلك الالفاظ كلفظة قلم وسماء وارض وشمس وبيت وشارع ومسجد وام واب كيف حصل لك هذا؟ حصل لك هذا بنقل من حولك سمعتها من اقاربك واسرتك ووالديك واصدقائك والناس من حولك حصل لك النقل بهذا حصل لك النقل فاستفدت اللغة وعامة اللغة في اي لغة على اي لسان فانما مأخذها النقل والنقل درجتان تواتر واحاد. فثمة الفاظ متواترة على لسان اهل كل لسان التي يستوي في معرفتها الصغير والكبير والمتعلم والجاهل بل وحتى الامي والذي لا يقرأ ولا يكتب وهي التي ترتبط بحياة الانسان مباشرة كلفظة ماء ولفظة سماء وارض وشمس. هذه ما ما يقف احد دون العلم بها. او ربما كانت احادا وهي الفاظ اللغة التي يقف عليها المتعلمون والمثقفون وطلاب العلم وربما ارتقت الى الخواص من اهل اللغة والادباء فيها والمتباحين في معرفة الفاظها. في النهاية تواتر او احاد يلتقيان في انهما طريق ترد بها اللغة او يصل اليها الانسان وهي الطريق الاخر قال العقل المستنبط من النقل العقل ايضا طريق للوصول الى الموضوعات اللغوية. ونبه المصنف رحمه الله الى ان العقل وحده لا يستقل لا يستطيع العقل وحده ان يستدل على الموضوعات اللغوية لانها ليست من العقليات. بل العقل اذا استنبطها من النقل. ضرب شراح لهذا مثلا قال لو عندك قاعدة انت وصلت الى ان كل جمع محلى بالف انه يفيد العموم. قال انت بنيت هذا على احداهما مقدمتين كلتاهما نقلية. كلتيهما نقلية فتقول في الاولى ثبت عندي بالنقل ان كل ما يصح منه الاستثناء فهو عام وثبت عندي ايضا ان الجمع المحلى بان يصح منه الاستثناء. اذا الجمع المحلى بال عام مقدمة اولى نقلية ومقدمة ثانية نقلية النتيجة عقلية هذا المثال ايضا فيه نزاع لانه في النهاية المسألة ها هنا مبناها على النقل. فصح اذا ان عامة ما يوصل وبه الى اللغة مبناه على النقل. واما اثبات العقل فبهذا القيد وهو ايضا محل تنازع. هل العقل مدخل لاثبات اللغة لا ليس كذلك بل قالوا العقل اذا استنبط من النقل صح ان يكون طريقا لمعرفة اللغة. لكن في الحقيقة حتى هذا العقل الذي يستنبط من النقل مبناه وايضا على خطوة اولى نقلية وخطوة ثانية نقلية. فالثالثة لن تكون عقلية محضة. ولهذا اشار فقال لا بمجرد العقل يعني انه لا يصح ان يكون طريقا لاستنباط او للوصول الى الموضوعات اللغوية ومعرفتها. هنا فقط في عبارة المصنف قال رحمه الله وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر ماذا يقصد ما هي التي افيد من الاشارة والمثال الموضوعات اللغوية قوله افيد بالياء نبه عليها بعض الشراح انها لا تستقيم لان صيغة افعل تصاغ من فعل ثلاثي وافيد من افاد وهو الرباعي فلا يصح ان تقول افيد وقواعد التفظيل في الاشتقاق تمنع صيغة افعل من الرباعي بل تحتاج الى كلمة تظاف فتقول اكثر فائدة وهكذا