وفي تعارض المجاز الراجح والحقيقة المرجوحة وفي تعارض المجازر الراجح والحقيقة المرجوحة اقوال ثالثها المختار مجمل وسبوت حكم وسبوت هذه مسألة اخرى في تعارض المجاز الراجح والحقيقة المرجوحة اقوى قال تقدم بك في المجلس الماظي في التعارض ايهما المقدم؟ الحقيقة ام المجاز؟ باتفاق ان اولى المراتب واقواها الحقيقة لانها الاصل. وما عداها خلاف الاصل. هنا سيعرض لجزء من تفاصيل هذا الترتيب فيه ان المجاز قد يكون اقوى من الحقيقة. قال في تعارض المجاز الراجح والحقيقة المرجوحة نريد ان نفهم كيف هي حقيقة ثم نصفها بانها مرجوحة؟ اذا كان الاصل هو الحقيقة فلها الرجحان. فكيف اتصور ان حقيقة والاصل ان تكون راجحة اصفها الان في صورة من الصور بانها مرجوحة. قال نعم اذا غلب المجاز وشاع استعماله فهجرت الحقيقة وماتت او ضعفت وقل استعمالها وهذا ممكن. خذ مثالا لو قال قائل يحلف قال والله لا اشرب من هذا اهلي حقيقة الشرب حقيقة الشرب هو تناول المشروب بالفم. فاذا قال لا اشرب ومن هذا النهر فحقيقة سيحنث في صورة واحدة اذا نزل برأسه فتجرع الماء بفمه مباشرة كما يفعل الرعاة اذا وردوا السقي هذا هو المعنى الحقيقي ولن يحنث الا اذا فعل هكذا بينما لو اخذ الماء في كأس واناء او اغترف فبيده فشرب يقول ما شربت من النهر بل شربت من الكوب. شربت من الكأس شربت من كفي. هذا المعنى مجازي. لكن تلحظ ان الحقيقة ها هنا التي هي تناول الماء بالفم مباشرة وشربه به هي حقيقة مرجوحة هنا. مرجوحة ليش والمرجوحة لانه يمكن فعلها ليست متعذرة. لكن مرجوحة يعني اصبح استعمالها وتواردها الى الذهن ايضا قليلا ومع ذلك فهذه صورة لمجاز يعتبر راجحا. فانا لو قالها قائل وانت فقيه درست تعارض الحقيقة والمجاز وقال لا اشرب وحلف لا يشرب من الماء فشرب من كأس فقال واحد عليك الكفارة حنثت وقال الاخر لا. ففهمت هذا التقسيم عرفت ان هذا الذي فعله وان كان مجازا لكن قدمناه هنا في الصورة لانه راجح على حقيقة مرجوحة. قالوا وقد تكون الحقيقة متعذرة مثل ما قال لو قال والله لا اكل من هذه النخلة. وليس المقصود ابدا اكل خشبها هؤلاء سعفوا نخدها ما ما المقصود؟ تمرها. فلن يحنث الا اذا اكل التمرة. وعندئذ هنا متعذرة واصبحت واصبح المجاز هنا هو المقصود والمتبادر من هذا اللفظ فاصبح هو المقصود في في الكلام اذا اذا هجرت الحقيقة تماما وتعذر استعمالها فالمجاز هو المعمول به وحكى بعضه في مثل هذا الاجماع ولا تظن ان هذا يناقض القاعدة ان قلنا الحقيقة دائما هي الاصل. فاذا تعذرت او هجرت وماتت فلا يمكن استعمالها. كلفظة حقيقتها في لفظ هجر واصبح الاستعمال المجازي هو الشائع المستعمل واصبح الغائط الذي يقصد به الفضلة الخارجة من الانسان النجاسة هي المقصودة مع انها معنى مجازي. والمعنى الحقيقي الذي هو الموضع المنخفض المطمئن من الارض هجر وهكذا فهذه قاعدة تبين ما الموقف اذا تعارض في لفظ واحد او تنازعه وتجاذبه معنياه احدهما حقيقة مرجوحة والاخر مجاز راجح. قال اقوال ثالثها المختار انه مجمل. هذا الذي رجح السبكي. لما قال ثالثها اذا فالقول الاول حمله على على الحقيقة وهي مرجوحة لما؟ قال لانها هي الاصل. وان كانت ضعيفة مهجورة. هي الاصل. ما عدا الصورة التي حكينا فيها اجمع اذا هجرت الحقيقة وماتت. طيب والمذهب الثاني المجاز لما؟ قال لانه راجح لغلبة استعماله فقدم ولا يعارض هذا اصل القاعدة. الذي رجحه السبكي قال وهو المختار انه مجمل. لم الاجمال؟ قال لان كلا من الطرفين قد نال وجها من الرجحان يتعذر به تقديمه على صاحبه. فما وجه رجحان الحقيقة؟ انها الاصل. وما وجه رجحان غلبته وترجيحه في هذا الموضع. فتجاذب اللفظ امران فيبقى الاجمال. اذا يحتاج الى بيان ويتوقف فهمه على هذه المذاهب التي ساق المصلي فيما فهمت هكذا ابتداء يتكلمون على راجح ومرجوح ويصفون المجاز بانه الراجح والحقيقة بانها مرجوحة. ما عدا ذلك فالاصل دوما مع الحقيقة. طيب فاذا تساوت الحقيقة والمجاز في الاطلاق غلبة للحقيقة. يعني نحن نتكلم على حقيقة ضعيفة مرجوحة مع مجاز ووجدت في الاقوال من يقويها على ضعفها يرجحها فمن باب اولى اذا تساوت الحقيقة والمجاز يعني في الاستعمال ودورانها على الالسنة فان الغلبة لها لانها الاصل الحقيقة مقدمة واذا كانت اقوى فهي من باب اولى كذلك. يقول القرافي رحمه الله هذه المسألة مرجعها الى الحنفية يعني هم اول من فصل مثل هذا النوع في التقسيم قال وقد سألتهم عنها ورأيتها مستورة في كتبهم ثم ساق رحمه الله تقسيمها عند فكان مما قال قالوا ان كان المجاز مرجوحا لا يفهم الا بقرينة. ماذا يقدم؟ الحقيقة. اجماعا. اذا كان مرجوحا ولا يفهم الا بقرينا. فالاصل انه يحمل على الحقيقة. قال فان غلب استعماله يعني المجاز حتى ساوى الحقيقة فما المقدم؟ الحنفية يقولون الحقيقة مقدمة عند ابي حنيفة وعند ابي يوسف. وان رجح المجاز فله حالتان احداهما ان تمات الحقيقة بالكلية فيرجح ابو حنيفة الحقيقة ويقدمها على المجاز كابي يوسف وان كانت الحقيقة تتعاهد في بعض الاوقات فهي مسألة الخلاف. فهم يحررون محل الخلاف في المسألة وقد علمت المقصود بها