الحروف احدها اذا قال سيبويه للجواب والجزاء. هذا فصل يا اخوة انا سامر به سريعا لان ليس ما فيه الا معان وامثلة تأتي مصاحبة لها لبيان الحروف. الحروف يفرد لها الاصوليون بابا مستقلا يوسع فيه بعضهم ويختصر فيه بعضهم. لكنه من الذ وامتع ابواب الدلالات وهم يتحدثون عن معاني حروف معاني الحروف باب مشترك بين اهل اللغة واهل الاصول. فاللغويون يفردون معاني الحروف بمصنفة ات مستقلة. ويجعلون لها اه ابوابا واسعة. فسيبويه مثلا حتى في كتابه اجعلوا لمعاني الحروف ابوابا يأتي فيها بمعانيها. وكذلك بعض من افردها بمصنفات مستقلة يتحدثون فيها عن معاني هذه الحروف ويوردون لذلك الشواهد من شعر العرب ونثرها. وبعضهم يضيف الى ذلك النصوص الشرعية التي حملت فيها تلك الحروف على تلك المعاني. اما الاصوليون فيعتنون بها باعتباره جزءا مهما من دلالة الالفاظ. الاصولي يهمه ان النص الشرعي. ولهذا يقول حقيقة ومجاز ويقول مشترك ويقول مأول ومجمل ويقول عام وخاص. فاذا الدقة الاصولي تقتضي منه ان يكون له حس دقيق في التعامل مع نصوص الشريعة في الكتاب والسنة وان اللفظ اسما كان او فعلا او حرفا له معناه ودلالته التي تتوجب على الفقيه ان يكون ملما بها. ايراد هذه المعاني في كتب الاصول ان معاني في كذا وكذا والى تحمل على كذا وحتى معانيها كذا والواو تحمل على كذا هذه لها اثرها الفقهي اما اختلفوا في قوله وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. ان كانت الباء للتبعيض فيجزئ في مسح الرأس بعضه. ولا يجب في المسح في الوضوء وان كانت للالصاق فلا يصح في الرأس في الوضوء الا مسحه باكمله ومن غيره لا يصح الوضوء وقس على هذا الامثلة التي يأتي فيها الخلاف بناء على معنى الحرف. ومذهب الفقيه فيها. فيرون ان ايراد هذا الباب في كتب اصول ولو على سبيل سرد المعاني المناسبة للحرف تعطيك افقا ولك ان تنتقل بعد الى كتب هذه اللغة المتخصصة في معاني الحروب ويكون لك فيها مداد نظر اوسع وتأمل. ثم مرد ذلك عند التطبيق الى النصوص الشرعية. وامعان النظر فيها. وما دلالة حرف هنا في هذا السياق وما المعنى الانسب له؟ بناء على قاعدة تتقرر عند اهل اللغة ان الحرف الواحد من الحروف التي تذكر في هذا الباب تختلف دلالاته. فهم اصلا يقررون قاعدتين كبيرتين. القاعدة الاولى تقول ان لكل حرف معانيه المتعلقة به. وبالتالي فعليك ان تهتم به وتنظر الى معناه حتى في السياق الذي جاء به. والقاعدة الاخرى تقول ان هذه الحروف وان اختص بعضها بمعنى مقدم على غيره من المعاني الا انه قد يحمل بعض الحروف معاني غيره. ولهذا يقولون حروف الجر ينوب بعضها عن بعض في المعنى فربما جاء هذا الحرف بمعنى ذاك وينوب عنه في المعنى ويعبر به عنه. ولكل ذلك شواهد. وهذا مهم وان الحرف واحدة تختلف دلالته فالواو اذا جاءت في سياق تقتضي عطفا تقتضي تسوية تقتضي معية مطلقة وكذلك وكذلك عن وفي ومع فهذا القدر يأتون به الحقيقة جزءا شاهدا على دقة هذه الدلالات في الفاظ الكتاب والسنة عند الاصوليين وعلى عمق عنايتهم بها وعلى انهم يشعرون المتفقه وهو يتعامل مع الفاظ الكتاب والسنة بمزيد الحاجة الى النظر وامعان التأمل في معاني هذه الحروف. فكلام الله جل وعلا وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام من احكام والدقة وقصد المعاني في غاية ما ينتهي اليه كلام المتكلم ابدا. وعندئذ فمن تقديس الشرعي ومن تعظيمه اعمال الفاظه. والعناية بها حرفا حرفا. فما بالك بالكلمة؟ ما بالك بالجملة؟ فكيف بالسياق اذا اكتمل كل هذا يختلف النص الشرعي فيجعل المتأمل فيه والمستنبط للحكم منه على دراية واسعة على تعظيم عظيم للنصوص الشرعية وكيف يستقي منها تلك الاحكام. هذا باب قلت لك يفسر فيه يفصل فيه بعضهم ويوجز فيه بعضهم في السبكي رحمه الله هنا توسط فاورد اكثر من عشرين حرفا جاء بمعانيها على النسق وصد متتابع سنمر بها بامثلتها وبين ايديكم الكتاب وفي هامشه كثير منها فلن نقف الا ما يحتاج الى ايضاح نأتي للحرف ومعناه ومثال اذا وجدت كل حرف وله اكثر من معنى واخذت مثالا ومثالين فانك بعد ذلك في النصوص الشرعية اذا مرت بك تحتاج ان تنظر اي هذا المعاني هو انسب لهذا الحرف وبالتالي ستفسر النص به. نعم. الحروف احدها اذا قال سيبويه للجواب والجزاء الحروف يعني لانها في قسم الحروف من اقسام الكلمة يعني هي حرف وبالتالي ليست اسما ولا فعلا ليس كلها كذلك. بعضها اسماء كما سيأتي بعد قليل لكن مثل اي اي ومثل اذا هذه اسماء لكن التغليب للحروف باعتبار اكثر ما سيأتي هنا في هذا القسم هو من قبيل الحروف فغلبت الحروف. قال الحروف احدها. يقول المحلي في شرحه وجد في بعض نسخ جمع الجوامع بخط المصنف الحروف عدها بدل احدها وكانه يقول اليك عدها او الحروف وعدها كذا وكذا وكذا كما سيأتي في سردها واحدة تلو الاخر. وفي بعض النسخ احدها ورجحه المحلي باعتباره الانسب للفهم والانسب ايضا لما سيأتي من التقسيم المتوالي في العد الثاني الثالثة الرابع الى اخره. بدأ باذن نعم. قال سيبويه للجواب والجزاء. قال الشلوبين دائما وقال الفارسي غالبا اذا تحمل معنيين جواب وجزاء اقول لك سازورك غدا تقول اذا اكرمك فانت قلتها جوابا وهي تحمل معنى الجزاء بمعنى ان زرتني اكرمتك فالجمع في لفظة اذا بين الجواب والجزاء يأتي مشتركا بين هذين المعنيين قال الشلوبي دائما وقال الفارسي غالبا. يعني اقتران الجواب بالجزاء في لفظة اذا هل هي دائما؟ هكذا قال الشلوبي بينما قال الفارسي لا يشترط يمكن ان ينفرد الجواب دون الجزاء. لو تقول لي مثلا يقول الرجل لاخيه احبك فقال صاحبه اذا اصدقك هذه لا جزاء فيها هي جواب فقط فعلى كل هو خلاف ايضا دقيق لغوي لكن من حيث المعنى تحمل الجواب وتحمل الجزاء مقترنا به اما دائما كما يقول الشلوبي واما غالبا كما يقول الفارسي الفارسي ابو علي تقدم ذكره في مجلس سابق الشلوبي هنا احد نحاة الاندلس واسمه عمر بن محمد الازدي الاشبيلي الاندلسي ويكنى بابي عمر. يلقب بشلوبين. قيل نسبة الى قرية او حصن على الساحل في احد اه اه شواطئ الاندلس يسمى شلوبين. وقيل بلشلوبين بلسان اهل الاندلس معناه الابيض الاشقر. فغلب لقبا عليه. ولهذا يخطئ بعضهم النسبة فلا تقول الشلوبيني. وبعض وكتب التراجم تورده هكذا نسبة الشلوبيني فتكون نسبة الى مكان. فيرجح المعنى الاول ان يكون اسم موضع. الذهبي رحمه الله لما ترجم له وفي السير قال امام في العربية لا يشق غباره ولا يجارى. تصدر لاقراء العربية ستين سنة. وله ذكر واسع في بلاد الاندلس والمغرب يقول خاتمة ائمة النحو بالمغرب القى الله بهما بايدي اهل المغرب من العربية الى اليوم. كانه يقول هو سيبويه والغرب وان ما بين اهل الاندلس من العربية فانما هو من تدريس الرجل وعلمه وتصديه لهذا العلم على كل في الرجل لما تأتي لمصنف مختصر كجمع الجوامع ويصرح باسمه فليس لانه نكرة. وليس لانه من المغمورين الذين لا يعرفون فالتصريح باسمه كالتصريح بسيبويه كالتصريح بابي علي الفارسي بل بعضهم يقارن بينه وبين ابي علي الفارسي وكلاهما ابو علي وبعض من لقي الشلوبين واستفاد منه يقول انه اجل قدرا من ابي علي الفارسي الا انه ليس له من المصنفات سيران الذكر مثلا الى ابي علي الفارسي. رحم الله الجميع