بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين. سيدنا ونبينا نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فهذا بعون الله وتوفيقه هو مجلسنا الخامس عشر في سلسلة شرح متن جمع الجوامع للامام الدين السبكي رحمة الله عليه. وهذا المجلس الخامس عشر ما يزال موصولا بما ساقه المصنف رحمه الله تعالى في الكتاب الاول في قسم دلالات الالفاظ. ودرسنا الليلة سنتناول فيه المعرب الكناية والتعريض والحديث عن معاني الحروف. وهو خاتمة لما سيشرع فيه المصنف رحمه الله بعد من الحديث عن الدلالات التي تتعلق بالتكليف الامر والنهي وما يلحق بها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين. يقول المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين. مسألة المعرب لفظ غير علم استعملته العرب في معنى وضع له في غير لغتهم. وليس في القرآن وفاقا للشافعي وابن جرير والاكثر. المقصود به العربية التي دخلت الى نساء العرب. الفاظ الاعجمية الاصل استعملتها العرب في لغتها تسمى المعظمة يعني الذي اجرت عليه العرب اسلوب اهل الكلام فاصبح ليس عربيا بل معظمة يعني منتقدة باللغة غير العربية الى العربية. وجرى على لسان العرب. ولا يقال فيه اعجمية لان العرض لما نقلته الى لسانها اجرت عليه بعض قوانينها في الالفاظ في الحروف في الاصوات وبالتالي فليس اعجميا صنفا كما هو في لسان الاعاجم التي جاءت منها تلك الالفاظ. وليس هو عربيا نشأ هذا تعريف استعملته العرب في معنى وضع له في غير لغتهم. اذا هو يخبر استعملته العرب في معنى قطع في غير لغة العرب نقلته العرب من تلك اللغة الى لغتهم واتت به. واستثنى المصنف من هذا التعريف الاعلام. كابراهيم واسحاق ويعقوب وموسى وامثالها. فانها باتفاق الفاظ الفاظ اعجمية معربة وقعت في القرآن او الفاظ عربية اعجمية معربة وقعت في القرآن. فاستثناء المصنف قوله لفظ غير علم. يفهم من ان استثناءه يشعر بان الاسماء الاعجمية ليست من قبيل المعرب لانه اخرجها من التعريف. فقال هو لو قال لفظ استعملته العرب في معنى وضع له في غير لغتهم. سيشمل الاسماء الاعجمية او لا يشملها؟ يشملها ولهذا قال بعض الشراح كان الاولى به ان يولد الاستثناء بعد قوله وليس في القرآن. كان ينبغي ان يقول هناك الا العلم او غير العلم فانه واقع في القرآن. والمحصلة من هذا ان هذا المذهب الذي نصره المصنف ونسبه الى الشافعي وابن جرير والاكثر كما قال هنا ان ما في القرآن من الفاظ ليس الا عربيا. وبالتالي فلا يصح ان يوصف في لفظ بانه معرب الا ما كان من قبيل الاعلام. في اسماء الانبياء عليهم السلام وغيرهم. فانها الفاظ معربة واسماؤهم التي كانوا يعرفون بها وكانت اعلاما لهم جاءت في القرآن كما هي في لغتهم. فهذا هو المعرب لا غير في كتاب من الالفاظ الاعجمية وهذا المذهب الذي نصره المصنف رحمه الله يأتي استنادا الى عدد من الايات التي فيها التصريح بان وانا عربي انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وهكذا في جملة من النصوص الشرعية الدالة على ان القرآن عربي والمذهب الاخر يقول ان في القرآن الفاظا معربة وبعظهم يوصلها الى نحو ثلاثين لفظة واكثر ويضربون امثلة لهذا بمشكاة وسندس واستبرق وناشئة وامثالها. وهذه الالفاظ الواردة التي يعزى بعضها الى الحبشية وبعضها الى الفارسية وغيرها هي من الالفاظ الواردة في القرآن واصحاب المذهب الاول يقولون ليست اعجمية بل هي من الالفاظ المشتركة بين اللغة العربية وغيرها ونسبتها الى اللغة الاعجمية ليس باولى من نسبتها الى العربية بل هي مما اشترك بين اللغات في استعماله ولا يصح نسبته اتساقا مع دلالات النصوص في ان القرآن عربي واصحاب المذهب الثاني يقولون لا حرج فيه وورود هذه الالفاظ بعد تعريبها على لسان العرب يجعل لها حكما العربي فلم نخرج عن قوله سبحانه وتعالى انا جعلناه قرآنا عربيا. والمقصود قرآنا عربيا بلسان العرب او ما اجرته العرب على فانه في حكم لغتهم. وبالتالي يذهب يظهر لك ان الخلاف ليس بالشيء الكبير. والاهم من هذا انه ليس بالخلاف المثمر خلافا فروعيا فقهيا واراده ها هنا ليس من ورائه كبير فائدة في هذا الفن على وجه الخصوص. الشافعي رحمه الله يعد في اوائل من اكد على مسألة عربية الوحي قرآنا وسنة. وفي الرسالة اوسع رحم الله تعالى مساحة كبيرة للتنصيص على اهمية العناية بلغة العرب باعتبارها مفتاح الفهم لنصوص القرآن والسنة وانه لا يروم احد ادراكا وفهما واستدلالا واستنطاقا للحكم من النصوص الشرعية على نحو صحيح محكم الا باحكام اللسان وهذا تأسيس قديم سبق اليه الشافعي رحمه الله واورد فيه عددا كبيرا من الحجج والاستدلالات ولا الحقيقة الى اليوم في اقوى ما كتب عن هذه القضية هي كتابات الامام الشافعي رحمه الله في الرسالة على وجه الخصوص وفي غيرها من مصنفاته ومن هنا فانه ينتصر لمذهبه رحمه الله بان القرآن عربي كله وليس فيه شيء مما سوى العربية وذلك كثير في كلامه نحو قوله رحمه الله ومن جماع علم كتاب الله العلم بان جميع كتاب الله ان جميع كتاب الله نزل بلسان العرب. في عبارات له كثيرة تفهم هذا المعنى