السابع والعشرون الواو لمطلق الجمع. وقيل للترتيب وقيل للمعية. نعم هذا اخر الحروف وختم به. مع انه اكثرها دورانا ان في النصوص الشرعية الواو. قال لمطلق الجمع والمقصود بمطلق الجمع يعني انها لا تحمل معنى يفيد ترتيبا ولا تقديما ولا تأخيرا. بل هي لمطلق الجمع. ولذلك اية الوضوء على كيف اغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم لا تفيدوا الترتيب. وهي لمطلق الجمع قالوا وقيل للترتيب هذا قول وجرى في كثير من كتب الاصول. الاشارة الى خلاف في دلالة الواو بين اللغويين نحى من جهة والفقهاء ايضا من جهة. والصواب ان الاجماع منعقد من ارباب النحو واللغة على انها لا تفيد ذلك يعني الترتيب وهو قول مستبعد جدا وشاذ. وكذلك الشأن عند الفقهاء والصواب ان من صار من الفقراء الى القول بان الواو للترتيب فهو نظرا الى ما عزي الى بعض النحاة. فان لم يثبت ذلك فلا عبرة به. والصحيح اذا على ان الواو لمطلق الجمع وكل نص جاءت فيه واو فهد منه بعضهم انها للترتيب فليس صوابا. ودلالة الترتيب تؤخذ من نصوص اخرى. ان الصفا والمروة من شعائر الله. ثم يصعد عليه الصلاة والسلام قائلا ابدأ بما بدأ الله به. اليس هذا نصا على ان الواو للترتيب لا ليس نصا. لانه لو لم يفعل عليه الصلاة والسلام لما فهمنا وجوب البدء بالصفا في السعي هذا واحد. انا اريد ان افهم قوله لما قال عليه الصلاة والسلام ابدأ بما بدأ الله به. لهو اراد ان ان على في ترتيب ذكر الصفا في النص مناسبة للبدء بفعله هو عليه الصلاة والسلام والا فانها لا تفيد الترتيب وهذا كثير ايضا في النصوص فان الواو وحدها لا تقتضي الترتيب على الصحيح. وقيل للمعية يعني هل الواو اذا تقول جاء زيد او دخل زيد وعمرو هل تفيد دخولهما معا؟ او تفيد دخول المعطوف قبل المعطوف عليه؟ او العكس؟ او تفيد الاستواء مطلق الجمع بذلك من غير نظر هي اربعة معان محتملة في ذكر المعطوف والمعطوف عليه. الصواب الذي يترجح من اقوال النوحات والفقهاء ما ذكر المصنف بقوله لمطلق الجمع هكذا انتهى حديث المصنف رحمه الله عن معاني الحروف ليكون بدء مجلسنا المقبل باذن الله تعالى في اول مسائل الدلالات المتعلقة بالتكليف وهي الامر وما بعده. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا والله اعلم