وترد للوجوب والندب والاباحة هذا سرد لمعاني الامر في اللسان العربي وفي النصوص الشرعية صيغة افعل جاءت دالة على جملة من المعاني. الوجوب وهو اشهرها واكثرها. ومثل اقيموا الصلاة واتوا الزكاة وامنوا بالله ورسوله وجاهدوا في سبيل الله واركعوا واسجدوا. اقيموا الصلاة وافعلوا الخير. وهذا كثير جدا في النصوص الشرعية. الدال على الوجوب. والدال على الندبة ايظا كثير كل امر جاء محمولا على الندب والاستحباب فهو كذلك امره عليه الصلاة والسلام بالسواك او صيغته افعل فكاتبوه ان علمتم فيهم خيرا وهذا دال على الاستحباب واحسنوا في اصل المسألة تدل على كثير من وجوه الخير ليست على وجه الايجاب وامثلة هذا كثيرا والاباحة كذلك كلوا من طيبات ما رزقناكم. آآ فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقها هذا على الاباحة كله فكلوا واشربوا اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. كل ذلك دال على الاباحة والصيغة صيغة امر. نعم تهديد تهديد اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. وليس المراد امرهم بالعمل بل هو صيغة تهديد. ولك ان تقول ايضا في اللسان العربي انت تهدد شخصا افعل ما بدا لك. فهذا لا يدل على انك تأمره ان يفعل لكنها نبرة تحمل معنى التهديد. وهذا عرف لا يزال دارجا وارادة الامتثال. قال والارشاد ايضا من معاني الامر الارشاد. الفرق بين الارشاد والندب انه امر لا يراد به الالزام بالفعل انما الحث عليه. ويفرقون ان الندب ما كان في الامور الدينية او في العبادية والارشاد فيما كانت فيه مصالح دنيوية ويمثلون له بالاشهاد في الدين ويستشهدوا شهيدين من رجالكم لان المصلحة المترتبة عليه امر يتعلق بحياة العباد ومصالحهم ودنياهم وحقوقهم. وارادة الامتثال كان تقول لاخر افعل كذا تقول ابنك البس ثوبك تقول لخادمك اسقني ماء تقول لزوجتك قربي الطعام فهذا ارادة الامتثال وليس شيئا من المعاني السابقة قال نعم والاذن الاذن غالبا يكون الامر دالا على الاذن اذا اعقب استئذانا او سؤالا. فاذا قال لك ابنك يا ابتي انصرف تقول له انصرف. طرق الباب طارق قال لك اادخل تقول له ادخل. انت تقول انصرف ادخل اجلس من استأذنك لا تأمره بل تأذن له والتأديب التأديب كل اوامر النصوص الشرعية في باب الاداب. يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك في كثير من اداب فيما يتعلق بالنوم والاستيقاظ والطعام والشراب والدخول والخروج محمول عندهم على الادب. والانذار الانذار قل تمتعوا فان مصيركم الى النار تمتعوا هذا ليس امرا انما هو صيغة انذار وهي قريبة مما تقدم في التهديد قبل قليل. والامتنان كلوا ما رزقكم الله يذكر هذا الامر لبيان نعمة الله ومنته على العباد. والاكرام كما يقال لاهل الجنة طبتم فادخلوها خالدين. سلام عليكم بما صبرتم. فالاوامر هناك كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. يقال على سبيل الاكرام والتسخير التسخير الذلة التي جعلها الله عز وجل في عباده ومثله التكوين كونوا قردة خاسئين التعجيز ان يقال الامر آآ فاتوا بسورة من مثله الامر ها هنا لا يراد بهم امتثاله لكن اقامة الحجة واظهار العجز الاهانة عكس الاكرام ذق انك انت العزيز الكريم. هذا امر لكنه ما جاء على سبيل الطلب والامتثال. وقبله لما قال كلوا واشربوا هنيئا لاهل الجنة ويقال لاهل النار ذق انك انت العزيز الكريم. كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون. فالصيغة واحدة لكن السياق دل على الاكرام تارة وعلى الاهانة تارة وهكذا نعم والتسوية فاصبروا او لا تصبروا. الامر بقوله اصبروا كأن تقول لشخص افعل او لا تفعل يعني الامر سيان. نعم والدعاء كل صيغة الدعاء هي من قبيل الاوامر ربنا اغفر لي وارحمنا اللهم اهدنا اللهم وفقنا. فانت تستخدم فيه صيغة افعل وتريد بها الدعاء والتمني نعم والتمني والاحتقار والخبر والمعاني الاتية كلها الا ايها الليل الطويل النجلي تتمنى الاحتقار ان تقولا في مثل قوله تعالى قال القوا ما انتم ملقون لاظهار احتقار شأنهم وعدم المبالاة بحالهم وقد اجتمعوا مجاراة موسى عليه السلام الخبر ويأتي بصيغة افعل اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. وهذا يراد به الاخبار بان هذا حال من لم يبلغ به الحياء اللائق به قال والانعام ايضا في مثل قوله تعالى كلوا من طيبات ما رزقناكم قريب من معنى الامتنان السابق قريب من معنى الاباحة وكلها فيها تقارب كبير. نعم. والتفويض. قال فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا والتعجب انظر كيف ضربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا. والتكذيب. قل فاتوا بالتوراة فاتلوها. انت لما لما تفهم المعنى والله عز وجل امرهم بالاتيان بها ليس لتبجيل الامر وتعظيمه بل هو كما قال هنا لاظهار كذبهم. والمشورة والمشورة سوى الاعتبار قال فانظر ماذا ترى والامر هنا لطلب الرأي والاعتبار انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه يعني لاخذ العبرة. هذه امين متعددة يتوسع بعض الاصوليين في ذكرها وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى منها ها هنا ما يزيد على خمسة وعشرين معنى وبعضهم يبلغ بها مبالغ اوسع تجد التقارب في بعض المعاني والتباعد في بعضها الاخر. بعد هذا كله ما موقف الاصوليين فمن دلالة صيغة افعل. وقد جاءت بمعان كثيرة جدا في القرآن كما سمعت. فهل هي للوجوب ام للندب ام للاباحة ام مشترك بين بعض هذه المعاني ام هو حقيقة في بعضها مجاز في الاخر؟ سيورد لك الخلاف الاصولي فيه