بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنفتتح الليلة بعون الله تعالى درسنا الرابع والعشرين في سلسلة شروح متن جمع الجوامع للامام تاج الدين بن السبكي رحمه الله تعالى والحديث قد وقف بنا في منتهى الدرس الماضي عند التخصيص وهي تبع وفرع عن مسائل العموم. وقد تقدم في مجلسين سابقين بيان اهمية هذا الباب من الاصول اعني العموم وحاجة الاصول اليه واهتمام طالب العلم المقبل على التفقه وامتلاك الالة بهذا الباب من الاصول اعني باب العموم. والتخصيص جزء منه لا ينفك عنه ومن هنا كانت اهميته متصلة به في المجلس الماظي تقدم الحديث عن التخصيص تعريفه وبعض مسائله لنشرع الليلة بعون الله تعالى في المخصصات بانواعها مبتدئين الليلة بالحديث عن الاستثناء باعتباره احد ادوات التخصيص ووسائله الشائعة في نصوص الكتاب والسنة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين المخصص قسمان الاول المتصل وهو خمسة الاستثناء وهو وهو الاخراج بالا او احدى اخواتها. من متكلم واحد وقيل مطلقا نعم بدأ المصنف رحمه الله تعالى بعدما فرغ فيما سبق من الحديث عن تعريف التخصيص بالحديث عن مخصصات ابتدأ برحمه الله فقال المخصص قسمان يعني الالة والاداة او المفيد للتخصيص من العموم الذي سبق لك بيان صيغه وانحاء وروده في الفاظ الكتاب والسنة. هذا اللفظ المخصص للعام او الاداة واو الذي يستفيد منه الناظر تخصيص العموم شيئان. متصل ومنفصل ولهذا يقسمون المخصصات الى قسمين مخصصات متصلة واخرى منفصلة. الاتصال والانفصال هنا باعتبار ماذا يعني اتصال باي شيء وانفصال عن اي شيء. بالعموم اتصال بالعموم. فاذا ورد المخصص متصلا بالعموم سمي مخصصا متصلة وهذا الاتصال لا يمكن الا ان يكون جزءا من اللفظ وهذا الجزء من اللفظ اما ان يكون استثناء او شرطا او صفة او غاية او بدلا. هذه التوابع التي لا تستقل عن سياق كلام فهل وجدت استثناء بلا مستثنى منه؟ هل وجدت صفة بلا موصوف؟ غاية بلا مغيا بدلا من غير مبدل منه هذه جزء من سياق الكلام. ورودها مؤثر في العموم وتأثيرها فيه هو التخصيص ولانها جزء من سياق الكلام في الجملة سميت مخصصات متصلة اذا تفهموا معي الان ان العامة لو جاء في نص في اية او حديث ثم جاء المخصص له في نص اخر في سورة اخرى في حديث اخر فان هذا لا يسمى متصلا ويدخل في الثاني وهو المخصصات المنفصلة. ولهذا قال المخصص قسمان ابتدأ بالاول وهو المتصل. والمتصل المذكور هنا في متن جمع الجوامع خمسة اشياء الاستثناء والشرط والصفة والغاية والبدن. وكثير من الاصوليين يقصره على اربعة بحذف البدن. ولا يعدون البدل يعني بدل البعض من الكل لا يعدونه مخصصا من المخصصات المتصل ويعتبرونه جزءا من الكلام لا يستقل بنفسه ولا يصلح ان يكون وحده اداة من ادوات التخصيص يأتي الحديث عنه تفصيلا في موضعه ان شاء الله تعالى عندما يأتي الكلام عن مخصص البدل والجمهور لم يذكروه وانما ذكره القرار في ثم ابن الحاجب واعترض بانه في نية طرح ما قبله وسيأتي الحديث عنه تفصيلا. هذه المخصصات المتصلة ماذا يقابلها المخصصات المنفصلة وهي كل مخصص دخل على العموم ليس في سياق الجملة التي فيها العموم وهذا قد يكون بالحس كما يقول الاصوليون والحس مخصص منفصل وقد يكون بالعقل وقد يكون بالدليل الشرعي يعني باللفظ الشرعي في نص اخر او في سياق اخر فيسمى مخصصا منفصلا ويدخل في هذا تبعا له التخصيص بدلالة التخصيص بدلالة المفهوم ويدرج فيه كثير من الاصوليون من الاصوليين مباحث اوسع. التخصيص بقول الصحابي بالعلة التخصيص بمفهوم المخالفة وكل ذلك له مواضعه الاتي ذكرها ان شاء الله. ابتدأ هنا فقال المخصص الاول المتصل. وقد عرفت مورد التقسيم باعتبار الاتصال والانفصال. ثم قال وهو خمسة ما هو المخصص المتصل وعرفت ان الخمسة هي الاستثناء والصفة والشرط والغاية والبدل. ابتدأ الاول منها فقال الاستثناء وسيعدد الباقيات بعدما يفرغ من كلامه على الاستثناء. وعادة ما يفرد الاصوليون لمخصص الاستثناء كلاما اوسع من غيره من المخصصات المتصلة باعتباره اولا بابا في النحو له خصوصيته. التي تختلف عن باقي الابواب كالصفة والشرط والغاية والبدل فله مسائله النحوية ذات الدلالة والارتباط المتعلق بالاستنباط من الاحكام الشرعية. هذا اولا وثانيا لان في الاستثمار مسائل لا تتأتى في غيره كما سنعرض لها الان. قال رحمه الله الاستثناء وهو الاخراج بالا او احدى اخواتها ما اخوات الا خلا وعدى وسوى وحاشى. طيب كل هذه وغيره هذه ادوات استثناء دائما يعبر عن الاستثناء او اشهر ادوات الاستثناء هي الا فيقال الا واخواتها. كما يقال في الافعال كان واخواتها وفي الحروف الناصبة الناسخة ان واخواتها وهكذا. فهي الاكثر استعمالا وهي الاكثر شيوعا وهي الاكثر ايضا في الدلالة على هذا المعنى الذي يراد الحديث عنه وهو الاخراج. اخراج ماذا؟ من ماذا اخراج المستثنى من المستثنى منه. قال هو الاخراج بالا يعني الاخراج بعض افراد العام من من العام والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا فالا اداة استثناء واخرجت الذين امنوا من العموم الذي قبلها وهو الانسان. فبقي الحكم بالخسارة على الانسان كل انسان الا هذا الذي اخرجته الا وهو الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا الصبر. اذا الا ماذا تفيد اخراج بعظ افراد العام من حكمه. فاذا خرج من حكمه هل يحكم عليه بخلاف حكم العام