بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فهذا هو مجلسنا فهذا هو مجلسنا التاسع والاربعون بعون الله تعالى وتوفيقه في مجالس شرح متن جمع الجوامع للامام تاج الدين بن السبكي رحمة الله عليه وهذا المجلس نتابع ما كنا قد ابتدأناه من الحديث في المجلس الماضي عن قوادح القياس او الاسئلة او الاعتراضات الوالدة على القياس كما يسميه الاصوليون عادة في مصنفاتهم والحديث عن القوادح كما تقدم هو حديث عن امر من تتمات القياس وليس من صلبه ولا اصل موضوعه فهذه القوادح التي نختم بها الاصوليون عادة كتاب القياس تفيد الناظر في الادلة كما تقدم بكم سابقا في بناء قياسه على نحو يسلم من الاعتراض او على نحو يفيد في الاجابة على ما يتوجه على قياسه من اعتراض واما ما يتعلق بموقف المستدل المناظر او المعترض الذي يقوم فيه مقام المناظرة بتحديد الادوار بين من المستدل والمعترض فهذا مكانه ومحله الاساس كتب الجدل والمناظرة والتي لا يخلو منها حديث الاصوليين في العادة في المجلس الماضي ايها الكرام تناولنا اربعة من قوادح القياس تقدمنا تقدم الحديث عن قادح النقض ثم الكسر ثم العكس. وختمنا في مجلسنا الماظي بعدم التأثير. نستأنف الليلة بعون الله تعالى القوادح الباقيات ونأخذ ما يسع الوقت من ثلاث او اربع منها. ونبتدأ بقادح القلب الذي توقف الحديث عنده في منتهى درسنا الماضي. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله وغفر لنا وغفر له ولشيخنا وللسامعين قال ومنها القلب وهو دعوة ان ما استدل به في المسألة على ذلك الوجه عليه عليه لا له ان صح ومن ثم امكن معه تسليم ثم ومن ثم امكن معه تسليم صحته وقيل هو تسليم للصحة مطلقا. وقيل افساد مطلقا وعلى المختار فهو مقبول معارضة عند التسليم قادح عند عدمه وقيل شاهد شاهد زور لك وعليك. نعم. هذا القادح الخامس من قوادح القياس يسمى القلب وهو مأخوذ من اسمه كما ترى وفيه يقلب المعترض على المستدل يقلب عليه قياسه وذلك بان يثبت له ان ما استدل به في المسألة ما استدل به القائس او المستدل الا التي بنى عليها والوصف الذي استخدمه للقياس يكون حجة عليه لا له ولهذا سمي بالقلب فقلب الدليل من ان يكون حجة للمستدل الى ان يكون حجة عليه. وهذا لون فريد عجيب من الوان القدح وهو اعم من ان يكون في القياس او في غيره. ومنطقا لما تناقش احدا او تناظره او تحاوره. فيثبت لك دعواه بدليل ما فان من اقوى ما تفسد به دليله ان تجعل دليله حجة عليه وليس حجة له. وهذا مقام رفيع في مقام الاعتراضات والمناقشات في اثبات الحجج والادلة والبراهين. قال المصنف القلب وهو دعوة ان ما استدل به المسألة على ذلك الوجه عليه على من هي عليه على المستدل لا له ان صح يعني هذا على سبيل التنزل والتسليم بصحة دليل مستدل. يعني ان صح تنزلا. فاذا القلب هو تسليم دليل ليس اعتراضا على بناء الدليل هو تسليم وقبول لكن ما الذي يحصل نعم انا لا ارفض دليله انا اقبله ولكني اقلبه عليه في مقام اثبات الحكم الذي يبنى على هذا الدليل. لان في هذا القياس والجامع يعني الوصف او المدعى علة متفق عليه بينهما. انما النزاع فيما في ثبوت هذا الحكم في الفرع يثبت به او لا يثبت. ولذلك قال المصنف رحمه الله ومن ثم امكن معه تسليم صحته امكن تسليم صحة الدليل هو على سبيل التنزل. وقيل هو تسليم للصحة مطلقا. وقيل افساد مطلقا نزع الاصوليون والجدليون في دليل القلب في ماهيته هل هو تسليم بالدليل ام هو افساد له الذي يحصل كما سيأتيك الان ان القلب له صور في استخدامه فهل هو افساد لدليل المستدل او تسليم بصحته؟ قيل بهذا وقيل بذاك. فمن يقول انه افساد للعلة المطلقة قال لان الشيء الواحد لا يكون جامعا بين نقيضين. السؤال هو المعترض عندما يستخدم اسلوب القلب في قدح دليل المستدل ماذا يصنع؟ هو يبطل دليله ام يقلبه عليه ليستدل هو به فاذا قلت يقلبه لنفسه هل يكون هو دليلا للافساد او دليلا للاثبات فان قلت ذا وجهين يقول هذا القول الشيء الواحد لا يصلح ان يكون جامعا بين الظدين بين حكم المستدل وحكم من يقلب عليه الدليل. وبالتالي قيل هو افساد وليس تسليما بصحة الدليل. المصنف بعدما ذكر هذين القولين تسليم للصحة مطلقا او افساد مطلقا قال على المختار فهو مقبول معارضة عند التسليم قادح عند عدمه. معنى هذا ما انتهى اليه المصنف من الترجيح ان القلب يأتي على حالين في ماهيته هل هو تسليم بالصحة؟ ام هو افساد لدليل مستدل؟ قال هو معارضة مقبولة يعني يصح للمعارض ان يستخدمه على تقدير تسليم الدليل يعني على تنزله بصحة دليل مستدل فهو مقابلة معروضة فهو عفوا معارضة مقبولة يستخدم على سبيل الاعتراف على الدليل ويقبل فاذا لم يسلم بصحة دليل مستدل ولم يقبل به وقلبه عليه فهو قادح وبالتالي سيكون افسادا. قال المصنف وعلى المختار فهو اي دليل القلب او اسلوب القلب مقبول معارضة عند التسليم. يعني متى سلم بصحة دليل مستدل فهو لا يتجاوز ان يصنف معارضة معارضة مقبولة معارضة مقبولة اذا وقف عند حد التسليم بصحة دليل المستدل. طيب فماذا اذا لم يسلم بصحة دليله قال قادح عند عدمه فيكون اقوى درجة اذا لم يتنزل بتسليم صحة دليل المستدل. وقيل شاهد زور وعليك شاهدوا الزور معناه هنا انه لا يصلح استعماله الا لاحد حالين اما لابطال مذهب مستدل او لاثبات مذهب المعترض وقوله شاهد زور لك وعليك لانه لو كان تسليم الصحة لو كان تسليم صحة دليل مستدل. يعني القلب يقوم على خطوتين اولى ان يقبل دليل المستدل. والخطوة الثانية ان يقلبه عليه. فلهذا هو شاهد زور لك وعليك شاهد زور لك لما قلبته وعليك لما سلمت بصحة دليل مستدل. قال وهي لشاهد زور لك وعليك لانه لو كان تسليم الصحة شاهدا عدلا لما صلح ان يكون معارضا. لكنه يقبل بالتنزل على التسليم في خطوة. ويستخدم في في الاعتراظ به خطوة اخرى. فلهذا قال شاهد زور لك وعليك وهذا من لطائف عبارات الاصوليين في هذا المقام