وحقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق. اقرأ قال المحققون ليست معلومة الان واختلفوا هل معلومة قال المحققون ليست معلومة الان واختلفوا هل يمكن علمها في الاخرة؟ بل مراد بحقيقة الله ذاته سبحانه وتعالى قوله وحقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق ردا على المتكلمين كابن سينا وابي هاشم من المعتزلة فانهم في ظل مقالاتهم الفلسفية يقررون ان الذوات متساوية الحقائق ولا فرق بينها الا بالصفات والذات الالهية كذات المخلوقات سواء بسواء لا تختلف في الحقائق انما تختلف الاوصاف فاختلفت الذات الالهية عن ذوات المخلوقين لا بحقيقتها بل بصفاتها فامتازت الذات الالهية بصفات الالوهية وهي الوجود والقدرة التامة والعلم الكامل وهذا كفر وخروج عما قرره اهل الاسلام قاطبة لا يختلفون في هذا بمختلف الطوائف وقد جاء في مقولات اهل الكفر في القرآن ان من جمل اعتقادهم التي اردت بهم الى مهاوي الضلال مقولتهم تالله ان في ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. صحيح ان المتبادر هنا في التسوية العبادة والالوهية لكن العبادة وهي الالوهية انما قامت على تسوية استقرت في عقائد القوم في صفات الربوبية فلما نسبوا الى الالهة قدرة وتدبيرا ونفعا وضرا تعلقت بها القلوب تألها فعبدتها. وهذا لا يكون ايضا الا باضفاء شيء من اوصاف العظمة في الذات وفي الصفات حتى تحقق فيها صفاته. فالمسألة تلازم برب العالمين مقولة كفرية. وحكيت في القرآن على السنة اهل النار عياذا بالله. فاراد المصنف رحمه الله تجاوز هذه الجملة بقوله وحقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق اي ذاته. قال المحققون ليست معلومة الان. يعني ذات الله عز وجل لا يعلمون ذات الله عز وجل لا يعلمها البشر. والسبب في ذلك ان عقولهم لا تدركوها. والله عز وجل لا يعرف الا بما اخبر به عن نفسه ولم يخبر عن ذاته عز وجل يعني عن كنه الحقيقة فيكتفى بما عرف به نفسه سبحانه وخلقه باسمائه وصفاته باياته ومخلوقاته. فهذا هو طريق المعرفة. هل المعرفة باسماء الله وصفاته تقود الى المعرفة فبحقيقة ذاته وكونهها؟ الجواب لا. فهذا من المعلوم بالغيب ومن اجل ايمان الغيب ايماننا بالله سبحانه وتعالى. وقد قال ابن عباس ما امن مؤمن بمثل ايمان بغيب واجلى صفات اهل الايمان التي اثني عليهم بها في القرآن ايمانهم بالغيب. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب يقيمون الصلاة الى اخر الايات فصدرت صفات اهل التقوى والايمان الممدوحين في القرآن بايمانهم بالغيب واجل ذلك واعظم ايمانهم بالله سبحانه وتعالى. ولهذا يقول شيخ الاسلام القوم يعني المتكلمون مع سائر اهل السنة يقولون ان حقيقة الباري غير معلومة للبشر ولهذا اتفقوا على ما اتفق عليه السلف من نفي المعرفة بماهيته من نفي المعرفة بماهيته وكيفية صفاته. مهية الله غير معلومة. وكيفية الصفات غير معلومة. انما المعلوم ما حكى الله عن نفسه ووصف به نفسه فيؤمن المؤمن ويعرف ربه بما ثبت في الكتاب والسنة بهذا المعنى. اما جمهور المتكلمين فذهبوا الى جواز العلم حقيقة الله ومبنى الجواز عندهم انه ليس شيء يحال عقلا وان المعرفة بالذات فرع عن المعرفة بالاسماء والصفات والاسماء والصفات تكون معرفة بالذات وهذا انفصام لا يصح التسليم به. قوله رحمه الله قال المحققون ليست معلومة الان واختلفوا. هل يمكن علمها في اخيرا مبنى الخلاف اثبات رؤية الله في الاخرة. فالسؤال هو هل رؤية الله في الاخرة توجب المعرفة بحقيقة ذاته الجمهور على انها لا لقوله سبحانه لا تدركه الابصار فالرؤية الثابتة لاهل الايمان في الاخرة والتي فيها المعتزلة هي هي رؤية لكنها ليست بمعنى الاحاطة. وذلك لما لله جل وعلا من عظمة تقصر عنها ابصار الخلائق مع رؤيتها بربهم سبحانه وتعالى