بيده الهداية والاضلال خلق الضلال والهداية وهو الايمان والتوفيق خلق القدرة والداعية الى الى الطاعة. وقال امام الحرمين خلق الطاعة والخذلان ضده. نعم عند المعتزلة الهداية بيد العبد يهدي نفسه او يظلها ذلك لان المعتزلة يقررون ان العبد يخلق افعال نفسه خلافا لما عليه طوائف المسلمين كافة وان العبد لا يخلق افعال نفسه بل الله سبحانه خالق العباد وخالق افعالهم. والله خلقكم وما تعملون ومن هنا صنف الائمة في خلق افعال العباد كما فعل البخاري وغيره رحم الله الجميع فتقرير المعتزلة استدعى تقرير هذه الجمل خلافا لما قرروه في عقائدهم وهم يرون ان العبد يظل نفسه فيكون هو سبب اظلال نفسه. او هو الذي يهدي نفسه. ونسبة الهداية الى الله عز وجل في النصوص التي تنسب فيها ولكن الله يهدي من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم يجعلون نسبة الهداية الى الله في تلك النصوص بمعنى انه اعان عليها. لا انه خالقها وموجدها في عباده وخلقه. وانه لا يضل احدا ويرون هذا في عقيدتهم ضمن ما يسمى بالعدل المنسوب الى الله. وان الله لا يقضي على عبده كفرا او ضلالا ومعصية ثم ويحاسبه ويجازيه على ذلك. فنفوا ايضا نسبة الاضلال الى الله جل جلاله. وجعلوا ذلك من تمام تنزيههم له سبحانه ونسبوا ايضا جعلوا معنى نسبة الاظلال الى الله في النصوص بمعنى انه منع الالطاف التي يحصل بها الاهتداء للعبد فعلى كل يرون ان العبد يظل نفسه ويهدي نفسه. فيما يذهب اهل السنة لان الهداية هدايتان هداية ارشاد ودلالة والله عز وجل جعلها في اياته ورسله وفي كونه سبحانه عز وجل. وهداية التوفيق له وحده سبحانه. بمعنى اصابة الحق وقد ذكر المصنف معنى التوفيق عقب الهداية لشدة التلازم والارتباط الذي بينهما وهنا تفهم تلك النصوص كيف يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام انك لا تهدي من احببت ويقول له في اية اخرى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. كيف يثبت له الهداية وينفيه عنه؟ فالمقصود انه نسب هداية اليه بمعنى هداية الارشاد والدلالة ونفى الهداية عنه صلى الله عليه وسلم بمعنى التوفيق لاصابة الحق. وذلك بيد الله وحده. قال رحمه الله وخلق الضلال والهداية وهو الايمان