ولا يموت احد الا باجله والنفس باقية بعد موت البدن وفي فناءها عند القيامة تردد قال الشيخ الامام والاظهر لا تفنى ابدا. لا يموت احد الا باجله وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا وانه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. كل ذلك سابق في علم الله. قبل ان يخلق الخلق. ومنذ ان يكون احد جنينا في رحم امه يكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. فانه لا يموت احد حتى يأتي الاجل وكم يتعرض البشر لاسباب الموت فيبقى لاحدهم في عمره بقية لان اجله لم يحن. وكم يظن الصحيح والصغير والشاب والمعافى ان الحياة امامه ممتدة فيكون الاجل دون ذلك واقرب. وكل ذلك في علم الله سبحانه وتعالى والنفس باقية بعد موت البدن. ماذا يقصد بالنفس الروح باقية بعد موت البدن. فيفنى البدن وتبقى الروح. فاين تكون في عالم البرزخ وهذه حياة البرزخ تحيا فيها الارواح دون الابدان. حياة حياة لا يعلمها الا الله ليست ايات الاحياء في الدنيا وليست كحياة الاخرة. حياة الاخرة كاملة من كل وجه. وحياة الدنيا ناقصة تشوب وهالشوائب وحياة البرزخ بين ذلك ليست في كمال هذه ولا تلك ولا يعلم حقيقتها الا الله. ويدل على بقاء الحياة جملة بقاء حياة الارواح جملة من النصوص في مثل قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل يا عند ربه مرزقون هي حياة البرزخ. وقوله في ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ولا يساعد على تفسير هذا نار جهنم في الاخرة لانه قال ويوم القيامة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فبين بهذا ان النار التي يعرضون عليها قبل نار الاخرة في جهنم والعياذ بالله. مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ارواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بعرش بالعرش تسرح من الجنة حيث جاءت الى اخر ما في الحديث فهذا دليل على ما يذهب اليه اهل الاسلام في عقيدتهم ان الارواح باقية بعد موت البدن. السؤال فاذا كان يوم القيامة هل تبقى الارواح ام تفنى اذا كان يوم القيامة وهي في في قبل القيامة في حياة البرزخ الصحيح انها باقية. قال وفي ثنائها عند القيامة تردد قال الشيخ الامام يقصد والده تقي الدين السبكي والاظهر لا تفنى ابدا يعني ان ارواح البشر هي التي تبقى معهم في حياة الاخرة. وهو محل نظر فهل تقول انها تفنى اذا اقيمت القيامة وحلت الدار الاخرة. فكما يكون لهم ابدان بخلق جديد. تكون الارواح ايضا سوى التي كانوا عليها في دنياهم قال فيه تردد وليس في ذلك نص يمكن التعويل عليه بقطع وجزم وذكر عن والده ما سمعت ان الارواح باقية بعد العودة الى الحياة الاخرة. نعم وفي عجب الذنب قولان قال المزني الصحيح يبلى. وتأول الحديث عجب الذنب وهو اخره العظم الذي في اسفل الصلب عند العجز وهو بموضع اصل الذنب في الحيوانات اصل الذيل مثله في موضعه من الانسان يسمى عجب الذنب ويروى ايضا بالميم عجم الذنب وفي تثريث العين ايضا لغات ثلاثة. فالمجموع ست لغات عجم وعجم وعجم بالميم ومثلها بالباء عجب. وعجب وعجب فهي ست لغات صحيحة. وقد عرفت وبعضهم يحكي تثريث العين قال وفي عجب الذنب قولان يقصد ما في الصحيحين ليس من الانسان شيء يبلى الا عظما واحدا وهو عجب الذنب منه. وفي رواية مسلم كل ابن ادم يأكله التراب الا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب فاذا هو باق ثم قال فيه قولان قال المزني الصحيح يبلى طيب والحديث الوارد الذي سمعت قبل قليل قال تأول المزني الحديث تأوله بانه لا يبلى بالتراب كسائر البدن. بل يبلى بنفسه. كيف هذا؟ قال اليس ملك الموت يموت ويفنى ولا ولا ملك موت يقبض روحه فكيف يكون بامر الله قال فكذلك عجب الذنب المقصود باستثنائه من الحديث انه لا يبلى بالتراب كسائر اجزاء البدن. بل بامر مستقل بنفسه لارادة الله عز وجل كما يميت الله ملك الموت بلا املك موت ويبلي الله عز وجل عجب الذنب بلا تراب يتفتت فيه ويفنى ويبلى لماذا ذهب المزني وغيره الى انه يبلى؟ قالوا اجراء لعموم النصوص كل شيء هالك الا وجهه. فلا يبقى شيء اطلاقا النصوص في ذلك متعددة قال رحمه الله وفي عجب الذنب قولان الصحيح عند الاكثر انه باق بالنصوص التي سمعت وذهب المزني وغيره الى انه يبلى كذلك وتأول الحديث ايضا بما عرفت. نعم وحقيقة الروح لم يتكلم عليها محمد صلى الله عليه وسلم فنمسك عنها. طيب وماذا اجاب عليه الصلاة والسلام لما سألته يهود عن الروح نعم بالاية ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي. وكان هذا الجواب كافيا وما اوتيتم من العلم الا قليلا بينما يخوض المتكلمون والفلاسفة وبعض المسلمين ممن حاول البحث في المسألة فخاضوا كثيرا في تعريف الروح وذكر حقيقتها وماهيتها؟ وهل هي جرم وجوهر ام هي مادة ام هي طيف ام هي ماذا؟ ولهم في هذا كلام طويل الجميل فيه ما ذكر المصنف قال لم يتكلم عليها محمد صلى الله عليه وسلم فنمسك عنها. هذا منهج حق وهذا علم سديد وليته هذا المنهج اضطرد مع علماء الاسلام في كل قضايا الدين والشريعة والعقيدة التي امسكت عنها النصوص الشرعية فيمسك عنها واخص بذلك مسائل الصفات والتأويل فيها والقول بما لم تأتي به النصوص او نسبة شيء من الصفات لله جل جلاله اثباتا او نفيا فيما لم تأتي في النصوص اثباتها او نفيها فهذا المنهج الحق ينبغي ان يضطرد وهو الذي كان عليه السلف قاطبا في كل باب من ابواب الغيب في المعتقدات لم يأت فيها نص فيمسكون عنه اثباتا او نفيا