وكرامات الاولياء حق قال القشيري ولا ينتهون الى نحو ولد دون والد مما يعتقده اهل السنة اثبات الكرامات للاولياء. وهي دون معجزات الانبياء. والمقصود بذلك الرد على المعتزلة الذين يمنعون في عقائدهم اثبات كرامات الاولياء. والسبب قالوا انه لو اثبتنا كرامات الاولياء سيفضي ذلك الى الاختلاط بمعجزات الانبياء بغيرها. وانه تختلط كرامة الولي بمعجزة النبي ولا وجه لذلك بان الذي يفارق معجزة الانبياء عن كرامات الاولياء شيئان. الاول انه يقصد بها التحدي كما مر وكرامة الاولياء ما يراد بها تحدي البشر اذا سيقت كرامة من الله لولي من اوليائه يراد بها اما تثبيته على الحق او دفعه عن سوء يراد به او اظهار مكانته شيء من ذلك ولا يراد به التحدي والامر الاخر وهو المهم انه كرامة الولي وهو لا يزعم النبوة ولا يدعيها. فلا يمكن اختلاطها بحال معجزات الانبياء بل ربما وقعت الكرامة لولي اتفاقا يعني وهو لا يدري بها. لكن يعلم بها الناس من حوله. فكيف يقال انها تختلط بمعجزات الانبياء. كرامات الاولياء حق عند اهل السنة يثبتونها. هم وسط بين فئتين اخطأتا في مسألة الكرامات الاولى المعتزلة والعقلانيون الجدد ومن لف لفهم في انكار الغيبيات وخوارق العادات بما لا تقبله العقول وللمعتزلة كلام حتى في معجزات الانبياء واخذ وعطاء. فمن باب اولى ان يردوا كرامات الاولياء بهذه الدعوة التافهة ينكرونها واهل السنة وسط. فاذا انكرت المعتزلة الكرامات جملة بهذا المأخذ فانه يقابلها طائفة اخرى غلت. في جانب اثبات الكرامات وتضخيمها بل واثبات المبالغات فيها التي لا تقبلها النصوص. فيثبتون كرامات الاولياء بدرجة تفوق احيانا معجزات الانبياء احترز المصنف فقال قال القشيري ولا ينتهون الى نحو ولد دون والد. هل تبلغ معجزة لولي ان يرزقه الله ولدا بلا والد كحال عيسى ابن مريم مثلا عليه السلام قال ما تبلغ هذا؟ هو رد ايضا على بعض الطوائف التي بالغت في مسألة الكرامات واثبتت طرفا من الخرافات والدجل تحت مسمى الكرامات وهذا ايضا مما لا ينبغي تصديقه واهل السنة وسط يقبلون الايمان بكرامة الولي وقد ثبت هذا. الم ترزق مريم رزقا يدخل عليها زكريا فيجد عندها الرزق قال انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. هذه كرامة لن تقول معجزة لان مريم ليست في عداد الانبياء عليهم السلام ولن تقول معجزة لانها ما ارادت بها التحدي. لك كرامة سيقت لها والكرامات في اخبار الصالحين من الصحابة فمن بعدهم كثيرا واشهرها قصة عمر رضي الله عنه لما بعث سارية اميرا على سرية وهم بعيدا في ارض خراسان وهو في المدينة في رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يتفكر رضي الله عنه في شأن الجيش ويحمل همه حتى لاح له كرامة موقع الجيش وموقع العدو فصعد المنبر فقال يا سارية الجبل يا سارية الجبل. كانه يراه امامه فيخاطبه. ويسمع سارية خطاب امير المؤمنين جاءه فيستجيب للنصح فينجيه الله عز وجل وجيشه. هذه كرامات هي خوارق عادات وذلك كما سمعت يؤتى لها ايؤتى بها الولي كرامة من الله عز وجل وهي تثبيت للولي من ناحية وهنا ايضا كلام يطول في الرد على غولات اثبات الكرامات وان الكرامة ليست بالضرورة تنبئ على علو قدر صاحبها على غيره فربما يرزق كرامة بعض من يرزق هداية حديث عهد باسلام حديث عهد باستقامة فتأتيه الكرامة تثبيتا من الله وتثبيتا للايمان في قلبه وقد يكون غيره اصدق ايمانا واقدم آآ هداية واسبق قدما عند الله عز وجل ما يرزق مثل ذاك والمسألة حكمة من الله عز وجل. ولذلك حكم جليلة عظيمة. فلا يغرنك ما قد تراه ومن بعض من يبالغ في زعم الكرامات فيكون فيها شيء من الخرافات والدجل. اما الكرامات المزعومة باسم الكرامة التي فيها اسقاط للتكليف او هزء بالشريعة فلا والله لا يقبلها عقل مسلم احتكم الى شريعة الله امن الكرامات يا قوم اسقاط الفرائض ان يزعم غلاة المتصوفة انهم بلغوا درجة من الكرامة عند الله سقطت بها عنهم الفرائض والتكاليف فلا صلاة ولا صوم ولا حج ولا جهاد وان يزعم قائلهم انه يحج من بيته من مقعده من حجرته في اقصى الشرق في بلاد الدنيا وفي اقصى الغرب. وانه يحمل حملا اذهبوا بروحه فيقف بعرفة ويحج وربما كان وسط اصحابه فيحكي لهم انه قصد المسجد النبوي وهو في اقصى المغرب او المشرق فصلى جماعة في مسجده عليه الصلاة والسلام ثم رجع من حينه وغير ذلك من المبالغات التي لا يشك عاقل انها من جنس الدجل والشعوذة والخرافة. فجاء اهل السنة في اثبات الكرامة وسطا ليسوا ينكرونها كالمعتزلة وليسوا يبالغون في اثباتها بغلو كالطوائف التي غلت في اثبات الكرامات بل ذلك حق كما قال المصنف ولا ينتهون الى نحو ولد دون والد ولك ان تقيس على ذلك مآخذ الغلو في اثبات الكرامات التي لا تدخل في عقائد اهل الاسلام