ومما لا يضر جهله وتنفع معرفته الاصح ان وجود الشيء عينه وقال كثير منا غيره فعلى الاصح المعدوم ليس بشيء طيب من هنا قال المصنف الى اخر الفصل الذي سنختمه في مجلس الليلة مما لا يضر جهله وتنفع معرفته. المسائل الاتية هي من مسائل علم الكلام غير انها ليست ذات صلة بجمل الاعتقاد كالصنف الذي تقدم معنا منذ بداية حديثه عن التقليد في وصول الدين لما قال رحمه الله هناك ابتداء فليجزم عقده بان العالم محدث وله صانع وهو الله الواحد. والواحد الشيء الذي لا ينقسم الى هذا الموضع كل تلك جمل هي من علم الكلام كما يسمونه لكنها مسائل عقيدة من هنا قال مما لا يضر جهله فهذه ليست مسائل اعتقاد فجهلها لا يضر لكنه قال وتنفع معرفته اما النفع هنا في المعرفة فهي المعرفة العقلية المحظر والحق ان هذه المسائل الاتية ان كانت تنفع معرفتها في باب الرياضة الذهنية والعقل الاجمالي والادراك العام لكن هذه المنفعة ضئيلة محدودة بالقياس الى ما يفنى فيها من الاوقات والاعمار والاحبار وتسويد الصفحات فيما يصرف مثله في علم اكثر نفعا واجل مما يقرب الى الله. ان كان هذا مما لا يضر جهله فثمة مسائل يضر الجهل بها فهي اولى بالعناية وصرف الاذهان اليها والنظر في تحصيلها وتقريبها ونحن سنمر هنا على ما اورد المصنف من مسائل هي كلامية محضة وليس في جدال في شيء منها او تحقيق الحق في بعضها شيء يبنى عليه قضية في الدين لا في اصله ولا في فرعه. الا ما غلاة المتكلمين من ربط بعض مسائل الاعتقاد تفريعا على جمل من علم الكلام وهو من التلازم الفاسد والتسلسل الباطل الذي افضى الى جمل من مسائل العقيدة المنحرفة. لما التزموا فيها اصولا فاسدة. علم الفلسفة كما يعلم كلكم يبحث في حقائق الاشياء ما حقيقة الاسم؟ حقيقة الزمان؟ حقيقة المكان؟ الافلاك الشمس الاجرام. حقيقة الانسان والنفس والروح. الى ان وصل بهم السؤال عن الكيفيات والحقائق الى حقيقة الخالق والخلق. حقيقة الذات الالهية. فكان الخوض بلا علم. بالمنطلقات العقلية القاصرة الى في حقائق الغيب. وكونه ما لا يعلم بالعقل فكان ذاك التقرير الفاسد. الذي لو اكتفى به اصحابه في ذاك القدر في علم الشريعة شيء لكن علماء الاسلام وارباب الدين لما دخلوا في تلك العلوم واستجلبوها اخذوا تلك القواعد فطردوها ثم الى مسائل العقيدة ودخلوا في الاسماء والصفات والغيبيات والقدر فاطردوا تلك القواعد وطردوها فيما يتعلق بالاعتقاد فكانت الجناية على مسائل العقيدة انطلاقا من تلك نعم ابتدى رحمه الله بقوله الاصح ان وجود الشيء عينه وقال كثير منا غيره هذه مسألة في وجود الاشياء وفيها ثلاثة مذاهب هل وجود الشيء عينه ام غيره؟ ايش يعني عينك انت جسدك هذا وجودك هذا الوصف هل وجودك الخارجي هو عين حقيقتك التي انت عليها فلسفة محضة يعني لن تجني من ورائها طائلا ففيها ثلاثة مذاهب الذي عليه ابو الحسين البصري والاشعري ورجحه شيخ الاسلام ان وجود الشيء عينه فوجودك هو عينك انت وعينك هو وجودك بخلاف هذا الوجود الخارجي بخلاف الوجود الذهني الوجود الذهني صورة تنطبع عندك تخالف الحقيقة الخارجية. لكن الوجود الخارجي هو عين الشيء فيما يذهب الفلاسفة الى ان وجود الشيء زائد عن الماهية فانت شيء ووجودك شيء اخر زائد عن حقيقتك. ويرى بعضهم طبعا ما فائدة هذا؟ هو وصولا الى الذات الالهية. هل وجود الالهي وعينه ايضا قرر الفلاسفة مذهبا ثالثا ان وجود الخالق عين ذاته بخلاف غيره فوجود المحدثات والمخلوقات شيء زائد عن حقائقها. قال رحمه الله فعلى الاصح المعدوم ليس بشيء دخل في مسألة ثانية شيئية المعدوم هل يقال على المعدوم شيء او لا يسمى شيئا. اعلم ان الخلاف ليس في اطلاق اللغة اللغة محل اتفاق ان لفظة الشيء يطلق على الموجود والمعدو فتقول شيء موجود وشيء معدوم. الخلاف اين؟ النزاع في الاصطلاح. اطلاق الشيء على المعدوم بمعنى الثابت والمستقر فعند اهل السنة وعند اهل الاسلام الشيب والثابت والموجود مترادفات فالشيء الموجود شيء واحد ثابت ومستقر هذا شيء موجود شيء ثابت فشيئية الموجود لا خلاف فيها وعلى ذلك فالمعدوم عند اهل الاسلام ليس شيئا وعند المعتزلة ايضا تأثرا بتقرير الفلاسفة. الثبوت اعم من الوجود. بمعنى ان الموجود نوع من الثابت فالثابت قد يكون موجودا وقد يكون معدومة. يقول اهل السنة لا ثابت الا الموجود والمعدوم ليس ثابتا المعتزل يقولون لا الثبوت اوسع. قد يكون الثابت موجودا وقد يكون معدوما. فالمعدوم اما مستحيل واما ممكن فان كان مستحيلا فلا يسمى شيئا المعدوم ان كان مستحيل الوجود لا يسمى شيئا. اما ان كان ممكن الوجود بمعنى انك تقول جبل من فضة شيء معدوم لكنه ليس مستحيلا ممكن الوجود. فان كان ممكنا فهو شيء ثابت متقرر طالما استقر ذهنا بامكانه العقلي غير مستحيل فهو شيء. ومن هنا قرروا شيئية المعدوم. قال رحمه الله فعلى الاصح يعني عند اهل السنة خلافا للمعتزلة المعدوم ليس بشيء ولا ذات ولا ثابت وكذا على الاخر عند اكثرهم. نعم فعلى الاصح المعدوم ليس بشيء ولا ذات ولا ثابت وكذا على الاخر عند اكثرهم