واذا خطر لك امر فزنه بالشرع. فان كان مأمورا به فبادر. فان كان مأمورا فبادر فانه من الرحمن فان خشيت وقوعه لا ايقاعه على صفة منهية فلا عليك. نعم. يتكلم عن الخطرات وهذا في صميم التزكية للنفوس. اذا خطر امر خطر خاطر وورد على قلبك وارد قال فشأن المعتني بتزكية نفسه وزن ذلك بميزان الشرع. فاذا وزنه اتضح له شيئا او احد شيئين اما ان يكون على قواعد الشريعة وقانونها في علم انه من الرحمن يعني هذي من لمة الملك ان يحثه الى الطاعة وان يوقع في قلبه الرغبة في عمل صالح يكون جالسا فيقع في خاطره ان يقوم فيتطهر ان يقصد الى بيت ارملة فيتعاهدها ان يفرج كربة مكروب. هكذا يقع في خاطره. فاذا كان هذا وازع خير وهدى فهو من الرحمن. واذا كان بضد ذلك فهو بظده هي نزغة شيطان قال رحمه الله فان خشيت وقوعه يعني ان خشيت ان يقع في قلبك المنهي عنه ان خشيت وقوعه لا ايقاعه. ايش الفرق الايقاع مقصود قال فان خشيت وقوعه فلا عليك. ايش يعني يعني ان خشيت ان يقع في قلبك عن غير قصد شيء على صفة المنهي عنه فلا عليك. يعني هذا فيما في في في جملة المعفو عنه لا ايقاعه واستدرك هذا يعني الا يكون هذا ايقاعا منك يعني قصدا منك بالتفكير والهم والعزم ليس المقصود ان الهم والعزم ايضا محل مؤاخذة وسيأتي الى هذا بعد قليل. لكن المقصود ان ما يهجم على القلب ويخطر من الوساوس والنزغات هي في جملة العفو وفي الحديث ان الله تجاوز لي عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل وسيأتي كلام المصنف فيه نعم واحتياج استغفارنا الى استغفار لا يوجب ترك الاستغفار ومن ثم قال السرهاوردي السهروردي اعمل وان خفت العجب مستغفرا منه. نعم احتياج استغفارنا الى استغفار هذه جملة ترد عن بعض ائمة التصوف وانهم فيما يذكرونه في شأن الاذكار وموقف العبد منه يقول بعض عليتهم ان استغفارنا يحتاج الى استغفار. حملت على محملين احدهما رديء والثاني حسن. اما المحمل انه يحمل على قول غلاة المتصوفة الذين يرون ان كبار الائمة اذا اعتلوا مراتب الولاية سقط عنهم التكاليف فتصبح العبادة في حقهم جناية. ويصبح الاستغفار وسائر الذكر في حقهم ذنبا. فاستغفارنا يحتاج الى استغفار يعني هو خطيئة لا تليق ارباب تلك المقامات. لكن الفضلاء والمحققين منهم يأبون هذا التقرير فانه من لا يبقى له في الاسلام بقية وهو يرى سقوط التكاليف التي من اجلها خلق الله الخلق. فحملوه على المحمل الحسن وان استغفار عبدي مهما بلغ في تحريه واخلاصه الا انه قاصر في حق الله فالعبد يعني في المقابل حتى عباداتنا تحتاج الى استغفار. نحن اذا فرغنا من الصلاة اول ما نقول استغفروا الله ليس لانك خارج للتو من مقارفة معصية وذنب. لكن لان عبادتك التي تشرفت فيها بالوقوف بين يدي الله ليست لائقة بحق الله ولا تقوم مقام الشكر الاوفر الكامل. ومع ذلك فانه يصيبها سهو وغفلة وتقصير وعجلة واسراع فوات خشوع فصلاتنا تحتاج الى استغفار. واستغفارنا لانه كذلك قصير قليل ليس بحجم الذنب ولا التقصير ولا الخطيئة فهو استغفار مليء بالتقصير. فاذا كان استغفارا باللسان يعزب عنه القلب ولا يتواطأ مع اللسان فهو ايضا من موجبات ذلك. السؤال اذا كان استغفارنا غير مستوف لذنوبنا وقليلا وكان مقصرا وكان شاردا عن القلب معه ايوجب هذا تركه؟ ولهذا قال واحتياج استغفارنا الى استغفار لا يوجب ترك الاستغفار. اذا على اي معنى ستحمل استغفارنا يحتاج الى استغفار الشعور بالقصور وملازمة لوم النفس وهضمها واحتقارها في جنب الله. وهذا المعنى سديد وتتقرر به ايضا جملة من النصوص. ومن ثم قال السهر وردي وهو شهاب الدين عمر بن محمد بن عبدالله شيخ مصوفية بغداد صاحب كتاب عوارف المعارف. قال اعمل وان خفت العجب مستغفرا منه. يشير الى المزاوجة انك تقدم على العمل. فاذا خشيت العجبة لا منك العجب عن العمل بل اعمل واستغفر من العجب فتجمع بين قيامك بالعمل وبين سلامتك من افة العجب باستغفارك منه. نعم وان كان منهيا فاياك فانه من الشيطان. يقصد هنا عطفا على قوله واذا خطر لك امر قبل ثلاثة اسطر اذا خطر لك امر فزنه بالشرع فان كان مأمورا ثم قال هنا وان كان منهيا. اذا كانت هذه خاطرة سوء ووسوسة فانها از الى المعصية. ودفع الى الخطيئة. قال فاحذر واياك فانه من الشيطان فان ملت فاستغفر فان ملت الى ماذا اذا مجرد الميل يحتاج الى استغفار فكيف بالمواقعة في الذنب هو ادعى وهذا ولا شك يا كرام ما يصرفه بعضهم بالعناية بالخطرات. انه لا ينتظر الصالحون والاولياء الوقوع في الذنب ليستغفروا. بل ان ميل القلب الى المعصية وهمها بها نوع من القصور الذي لا يليق بامثالهم ولا يزال ارباب الكمالات يرون في التي في الامور الصغائر التي لا يبالي بها غيرهم يرونها عظيمة. وما من شك انه كلما صفا بياض الثوب ظهر فيه اقل الشر وهذا شأن القلوب وشأن العباد. فكلما ارتقى احدهم في الصلاح استعظم الذنب. وان كان يسيرا. وعلى هذا يتخرج قول الصحابة كنا او انكم لتعملون اعمالا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق وحديث عبد الله بن عمرو يقول ان المنافق اذا اذنب ذنبا فكأنما هو ذباب وقع على انفه فقال به هكذا فطار واما المؤمن فيراها كانها جبل على اصل رأسه يوشك ان يقع عليه. الذنب هو الذنب لكن استعظام المؤمن للذنب وخشيته هو من تعظيمه لله. وكما قال بلال بن سعد اذا وقعت في الخطيئة فلا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى عظمة من عصيت فالتفات القوم الى هذه المعاني قدر جليل من تزكية النفوس والعناية بسمو استشعار هذه المعاني نعم وحديث النفس ما لم تتكلم او تعمل والهم مغفوران هذان امران مغفوران حديث النفس وهمها. اما حديث النفس فهو الخطرات التي لا تعدو ان تكون احاديث نفس ونزغات وشيء داخل القلب. قال ما لم تتكلم او تعمل. فاذا تكلم اخذ بكلامه اذا عمل اخذ بعمله وهو مأخوذ من الحديث ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم كما اخرجه مسلم. والمقصود ان الهم درجة اعلى من مجرد الخطرات وحديث النفس رتبة هي كلام نفس في داخل القلب. اما الهم فهو اعلى من ذلك رغبة في التحرك الى العمل. لكنه ليس العزم ويجعلونها مراتب. حديث النفس ثم هوى النفس ثم الهم ثم العزم ويجعلون الدرجات في خواطر النفس الى الهم محل عفو وغفران وعدم مؤاخذة. وان كان هما ويشهد لذلك حديث الصحيحين وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فليست مجرد عفو بل اذا صرفها بصارف الخير ووازع الدين كان مأجورا على ذلك. اما العزم الذي يعزم على الذنب وان لم يقع فيه اخذ به وعوقب عليه ومحل المؤاخذة ليس الهم بل العزم الذي ما حال بينه وبين الوقوع في الفعل الا حائل او مانع. ويشهد بذلك حديث اذا التقى يسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا هذا القاتل يا رسول الله فما بال المقتول؟ فقال انه كان حريصا حريصا على قتل صاحبه. حمل السلاح واخذ ولولا انه قتل لقتل هذا الفرق بين الهم والعزم وقد فرق المصنف بين الحديث والهم واعتبرها في في دائرة الغفران. نعم وان لم تطعك الامارة فجاهدها ما الامارة النفس الامارة نعم ان لم تطعك على ماذا على مفارقة خطرات الشيطان ووساوسه. حاولت ان تثنيها فلم تطعك اردتها ان تفارق الهم وان لا تسترسل حتى لا يبلغ العزم او الفعل فلم تطعك نعم وان لم تطعك الامارة فجاهدها فان فعلت فتب ممتاز رتب الخطوات قال من البداية ان كان خطر لك منهي فاياك فانه من الشيطان. طيب ما نجح في هذه الخطوة فان ملت بدأ ميلان النفس قال فاستغفر طيب تطور الامر الى حديث نفس وهم قال ايضا هو محل عفو لكن لا ينبغي الاسترسال. فان لم تطعك الامارة فجاهدها. يعني بدأ يترقى مع استرسال النفس في خطوات وامر بجهاده ثم قال فان فعلت فتب. فاوجد لكل رتبة منذ ان كانت خطرة الى ان وقعت مع اوجد لها واجبها الذي يجب على المكلف العناية به. نعم. فان لم تقنع باستلذاذ او كسل فتذكر هادم اللذات وفجأة الفوات. او لقنوط فخف مقت ربك. واذكر سعة رحمته ثم قال فان لم تقلع يعني حاولت بعد الوقوع فما استجابت لك النفس وحاولت في مجاهدتها في اقلاعها عن الذنب فما افلحت؟ قال فان لم تقلع لاستلذاذ او كسل. يعني اما كان الذي يقيمها على المعصية لذة الحرام والمعصية او الكسل عن المفارقة ولزوم الطاعة ومجاهدة النفس هذا له دواء قال فتذكر هادم اللذات جاءت الفوات. نعم وعظ النفس بسياط الفناء والزوال ومغادرة الحياة وقرب الموت فهذا يوقظ النفس وينشطها هذا علاج ماذا؟ الاستلذاذ او الكسل طيب ما الصارف الاخر الصادف الاخر ان يكون قنوطا ويأسا من رحمة الله. واقع في الذنب ولا يزال تنصحه تعظه بالتوبة قد احاط به اليأس ويظن انه ممن لا توبة له. فاما ان يكون المانع من انتشال العبد نفسه من وحل معصية وخندق الخطيئة اما ان يكون استلذاذا وتكاسلا او يكون يأسا وقنوطا. فان كان استلذاذا فدواؤه تذكر الموت وان كانت الاخرى القنوط من رحمة الله قال فخف مقت ربك. ليش هذا من الموبقات اليأس من رحمة الله فكأنه يقول انتبه فقد اتيت امرا اعظم من الذنب اليأس من رحمة الله هذا اعظم من الذنب ذاته. انه لا ييأس من رحمة الله الا ان لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. انه لا من رحمة ربه الا الضالون. فهذه مسائل ليست يسيرة. قال واذكر سعة رحمته حتى يعالج بها القنوط الذي اصابه واعرض التوبة ومحاسنها وهي الندم وتحقق بالاقلاع والاستغفار وعزم الا تعود وتدارك ممكن التدارك. نعم. قال رحمه الله مبينا شروط التوبة قال واعرض التوبة ومحاسنها يعني في شيء مما يداوى به القنوت من رحمة الله. استحضار معاني التوبة واركانها. قال وهي الندم هذا واحد وتحقق بالاقلاع والاستغفار هذا اثنين وعزمي الا تعود هذا ثلاثة. هي اركان التوبة الاقلاع الندم والاستغفار والعزم على عدم العود كما يقررها جمهور العلماء ثم قال وتدارك ممكن التدارك كانه يشير لرد المظالم واستعفاء الحقوق ما يمكن تداركه بالتوبة او قضاء فوائد في الواجبات انه يدخل في اعمال التوبة. يعني تاب من صيام افطره في رمضان اذا تاب واستغفر واقلع وعزم ان لا يعود لكن عليه القضاء. ان يتدارك ما فات وكذلك الشأن في الحقوق بارجاعها ومثل هذا. هذه اركان التوبة لكنه لماذا قال وهي التوبة وهي الندم. قال التوبة وهي الندى ثم قال وتحقق بكذا وكذا وكذا عرف التوبة بالندم وهي احد اركانها لانها اعظم اركان التوبة الندم ثم هو مادة التوبة ووقودها. فاذا حصل الندم كان هو القائد الى باقي الامور. صدق الندم هي حرقة القلب وحرقة القلب هي الوقود المشتعل الذي سيقود النفس الى تصحيح الامور الاخر. ولعله ايضا مأخوذ من حديث ابن ماجة واحمد وقد صححه الالباني وغيره حديث الندم توبة. فعرف التوبة بالندم قال الندم توبة. فما تأخذ من هذا المعنى جعلوه مقررا في اعظم اركان التوبة. نعم وتصح ولو بعد نقضيها التوبة تصح ولو بعد نقضها يعني يصح ان ينقض التوبة ثم يعود ويذنب ويتوب ثانية نعم قال تصح ولو بعد نقضيها. حتى لا يوقعه الشيطان ايضا في خندق اليأس انه ما فائدة منك ولا حيلة فيك. لطالما اذنبت وعدت واذنبت وعدت قال وتصح ولو بعد نقضها عن ذنب. نعم. وتصح ولو بعد نقضها عن ذنب ولو صغيرا مع الاصرار على اخر ولو كبيرا عند الجمهور. نعم. اشار هنا الى امرين. الاول حديث ابي هريرة القدسي الذي اخرجه مسلم اذنب عبد ذنبا قال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب خذوا بالذنب ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي اذنب ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فاذنب ذنبا الى ان كررها ثلاثا فقال الرب تبارك وتعالى عبدي اذنب ذنبا وعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك. فتقرر عند اهل الحق ان العبد كلما اذنب لا يزال باب توبته مفتوحا. حتى يعاوي. ومن تاب تاب الله عليه. والله اشد فرحا بتوبة من العبد بشيء يفرح به في دنياه على شدة حاجته اليه. الامر الثاني الذي اشارت اليه جملة المصنف ما يتعلق بصحة التوبة من ذنب ولو وجد ذنب اخر. يعني شخص عنده جملة من الذنوب والمعاصي اتصح منه التوبة من ذنب وهو مقيم على غيره اجب الجواب نعم لان بعض المعتزلة يقرر الا توبة الا بالاقلاع عن الجميع. والا كانت توبة منخرمة ويقرر اهل السنة ان الذنب يصح التوبة منه ولو بقي على ذنب اخر قال ولو بعد نقضها عن ذنب ولو صغيرا مع الاصرار. فاذا اصر على صغيرة فانه يصح منه توبته. قال مع الاصرار على اخر يعني يتوبوا من ذنب وهو مصر على غيره او مقيم على ذنب سواه ما تاب منه بعد. قال ولو كبيرا. يعني ايضا هذا اشارة الى خلاف المخالفين وهم بعض المعتزلة في انه لا تصح التوبة او لا تجب التوبة على من عرف انه لا عقاب فيها ويجعلون التوبة من العقاب كما يقرر ابو هاشم والصواب ما ذكر المصنف رحمه الله. نعم وان شككت اما مأمور ام منهي فامسك ومن ثم قال الجويني في المتوضئ يشك ايغسل ثالثة ام رابعة؟ لا يغسل. نعم. يشير الى ماخذ الورع والاحتياط ان شككت في امر اهو مأمور ام منهي فامسك؟ ما وجه الامساك انت متردد بين فعل وعدم بين مأمور ومنهي اذا تعارض المحرم مع المبيح فما المقدم؟ المحرم. واذا تعارض الحرام والحلال غلب الحرام فهذا ماخذ الورع والاحتياط. قال ومن ثم قال الجويني يقصد ابا محمد والد امام الحرمين وليس ابا فان امام الحرمين اما يقال امام الحرمين او يقال ابو المعالي. فاذا قالوا الجويني فالمقصود ابو محمد والده وهو كبير فقهاء الشافعية في عصره قال في المتوضئ يشك ايقصر ثالثة ام رابعة لا يغسل. يعني يعني هو يتوضأ وغسل وجاء للمرة التي هو فيها فشك هل هي الثالثة فيكملها او رابعة فيتركها؟ قال يترك ليش نعم هو الان بين امرين مدركه انه بين ترك سنة او ارتكاب بدعة في الزيادة على ثلاث وترك السنة اهون. وهذا التقرير نسبه الى ابي محمد لان الجمهور يرون ان هذا انما يتحقق اذا تحققت عنده الزيادة لكنه متى اقدم على رابعة هو لا يجزم انها زائدة. وانما يفعلها اذا غلب على ظنه وعلى كل اشار الى ما اخذ له ارتباط بالجملة السابقة