وقد تم جمع الجوامع علم المسمع كلامه اذانا صما الاتي من احاسن المحاسن بما ينظره الاعمى مجموعا جموعا وموضوعا لا مقطوع فضله لا مقطوعا فضله ولا ممنوعا. ومرفوعا عن همم الزمان مدفوعا. نعم. ختم رحمه والله بجمل تمت الاشارة اليها في ابتداء المتن عندما صرح المصنف هناك رحمه الله ايضا بمدح وتزكية عمله وجهده في هذا الكتاب. وانا هنا اذكرك ايضا بطرف من ذلك. الامام ابن السبكي رحمه الله احد اعلام عصره وفرائض دهره جمع له في جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة الذاكرة والسعة في طلب العلم ما لم يحصل الا للقلائل. ثم اجتمع له وفرة من اولي العلم تتلمذ عليهم وتمشيخ بهم رحمهم الله جميعا. اولهم ابوه تقي الدين السبكي امام الدنيا في عصره وقس على منواله ائمة الدنيا في عصره كالحافظ المزي والامام الذهبي. فاخذ عنهم فبرع في الحديث اسناده ومتنا رواية ودراية وبرع في الفقه واصوله واعتنى بالتفسير واطنب رحمه الله في تظلع تام من العربية وعلوم فاستجمع الة الاجتهاد التي لا تكاد تجتمع الا لقلائل. فتولى ذلك منذ الصبا وقد تقدم في ترجمته طرف من ذلك نبوغه المبكر وبراعته التي اوتيها رحمه الله منذ بداية الطلب. فلما استجمع ذلك كله في تحصيل العلم وضبطه واتقانه. صنف هذا المصنف وسيأتيك انه اتمه في سنة ستين وسبعمئة. يعني قبل وفاته باحدى عشرة سنة فقط اذا هو قد وضعه في مرحلة التمام والنضج والكمال العقلي. وقد استوى له في شرحه استجماع الات النجاح واسبابه وقد مر بك ايضا انه ما اقدم على نظم هذا المتن وسرد عباراته وحبكها الا بعد ان شرح الشهيرين الكبيرين اللذين كانا شغل الناس. ولا يزال شرح مختصر ابن الحاجب في رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب وشرح منهاج البيضاوي في الابهاج اتم به بداية مؤلف والده لما اتمه الى احكام التكليف ثم اكمل هو. فلما شرح هذين الذين هما يعني قبلة الناس في الاصول ومحط دراستهم واهتمامهم تأتى له ان يضع ما جعله يشعر انه اتم الوجه على اكمل ما يمكن ان يكون عرف المسائل واستوعب الاقوال عني ايضا بالفرائض والنوادر ورأى انه يستطيع ويقوى على صياغة متن يستجمع من المسائل ما لا يشد عنه شيء مهم لا قول ولا دليل ولا مذهب ولا مسألة برأسها. قال تم الجوامع علما. المسمع كلامه اذانا صما. الاتي من احاسن المحاسن بما ينظره الاعمى. مجموعا جموعا ولذلك سماه جمع الجوامع وموضوعا لا مقطوعا فضله ولا ممنوعا ومرفوعا عن همم الزمان مدفوعا هذا الصنيع من الامام ابن السبكي ومن اضرابه ممن سبق وممن لحق في تزكية الكتابة والمؤلف ليس من باب عجب العالم بعلمه ولا التمدح بصنيعه ولا المفاخرة او التكاثر. امر الباطن علمه عند الله. لكن من باب احسان الظن بعلماء الامة اولا. ومن باب حمله على اجمل محامله ثانيا. ومن باب ما عرف من خلال السياق والقرار المحيطة بحالهم وشأنهم وحياتهم وسيرهم العطرة يتقرروا ان هذا الصنيع منهم كان منطلقه الاساس اكثر من شيء اهمه لفت عناية الدارس والطالب والمحصل الى عظم الجهد الذي بذل. وانه ليس لقطة عجلان. وليس خاطر فرحان وليست شيئا هكذا اتاه بكل ارتياح وتوان. لا هو جهد. هو جهاد. هو تعب ليالي وسهر ونصب. وهو يعني امر ما ما جاء من فراغ ولا بامر ميسور. ايضا في مقصد ثان لهذا الصنيع هو اشارة الى ان هذا الجهد الكبير يستحق عناء في الفهم والتفكر والتدبير والشرح. فما كان متعوبا في سبك عبارته لابد ان يتعب في شرح عبارته. والا تؤخذ المسائل. ثم هو ينبه ثالثا على ان يؤخذ هذا المتن والمجموع فيه العلم على مأخذه اللائق به بمعنى قد تستشكل عبارة وقد تظن وهما وقد ترى سبقا فيريد ان يحتجز فيقول ارى فيما اراه وانا واضعه ومصنفه ان كل ذلك لم يكن. فليس سهوا فقد حررت وليست عجلة فقد تأنيت فيه وليس شذوذا فقد تحرر عندي. كل هذا من باب استشعار ما ينبغي لطالب العلم ان يستصحبه في قراءته فان كان احد سيصنع مثل ذلك فنظم متنا او الف كتابا فاشاد به في مقدمته او خاتمته فهو محمود ما لم يقصد بذلك عجبا وافتخارا وتعاليا على اهل عصره وغرورا وزهوا واما ان يخشى ان يؤول الامر الى ذلك اذا تتابع عليه. فمن كان ضعيف النفس ولا يرى ان هذا قد تصبر نفسه عليه اذا استرسل معها ويخشى ان ينتقل الى مزلة قدم بعد ثبات والى انحدار وراء خواطر النيات بعد مجاهدة في صفائها فالاولى به ترك ومن قرأ كلام اهل العلم فيحسن ان يعرف له مكانته وتوجيهه وليس شيء من المقاصد التي قد يغتر بها صغير العلم والناشئ فيه فما ان قرأ مسألتين وحاول ان يضبطها لنفسه فكتب جملا او نظم ابياتا فليس من شأنه ان يستشهد بصنيع هؤلاء في سوق بين يدي مجموعه وكشكوله هذا تضخيم في العبارة وذلك الثناء العاطر الذي يتأسى فيه بقول فلان وفلان والائمة على هذا النحو من الصنيع والله اعلم. نعم فعليك بحفظ عباراته لا سيما ما خالف فيها غيره. يعني يرى ان موطن المخالفة في كتابه لغيره اولى بالعناية. ليش لانه بعدما تحرر له فقد ارتأى المخالفة نعم واياك واياك ان تبادر بانكار شيء قبل التأمل والفكرة. وان هذه ليست الدعوة الى العصمة الان وليس قرآنا. وكل يؤخذ من قوله ويترك وقد قالها قديما. امام الدنيا مالك رحمه الله تعالى. لكن دعوك كما قلت لك الى تنزيل امور منازلها وتقديرها حق قدرها. نعم وان تظن ان كان اختصاره وان تظن معطوف على اياك اياك ان تبادر واياك ان تظن ان كان اختصاره نعم ففي كل ذرة درة وربما ذكرنا الادلة في بعض الاحايين اما لكونها مقررة في مشاهير الكتب على وجه لا يبين او لغرابة او غير ذلك مما يستخرجه النظر المتين وربما افصحنا بذكر ارباب الاقوال. فحسبه الغبي تطويلا يؤدي الى الملل. هذا ليس شتما ولا هزءا ولا لكنه وصف الانسان اما ذكي واما غبي واما وسط بينهما. قصد بالغبي يعني ضعيف العقل فليست مسبة وان كانت في اصطلاح دارج عند بعض الناس انها يعني سبة وشتيمة وشيء يستقبح له كانه يقول اذا رآه الذكي فكذا اذا رآه الغبي فكذا نعم وما درى ان انما فعلنا ذلك بغرض تحرك له الهمم لغرض تحرك له الهمم العوام. انتبه هو يقول الان الكتاب ربما وجدت اختصارا في بعض المواضع وتطويلا يقول كل ذلك كان مقصودا. اما الاختصار يقول ربما ذكرنا الادلة في بعض الاحايين كونها مقررة في مشاهير الكتب. على وجه الله يبين فيأتي هنا ويستطرد لبيان وجه الاستدلال. او لغرابة يعني شيء دليل مستغرب مما يستخرجه النظر المتين. قالوا ربما افصحت بذكر ارباب الاقوال مع ان الشأن في المختصرات الا يسمى. خلاص وانت يقال لك في المسألة كذا او فيها اقوال ثالثها ورابعها فلماذا يصرح احيانا بذكر اصحاب الاقوال قال لا تظنه تطويلا يؤدي الى الملال. لكن فعل ذلك لاغراض تحرك له الهمم العوال. نعم. وذكر بعض هذه الاغراض. فربما لم يكن القول مشهورا عمن ذكرناه. نعم. يقول احيانا يكون القول غير مشهور عن هذا. فحرص على تسميته اشهارا لذكره وتعريفا به او كان قد عزي اليه على الوهم سواه. قد يكون مذكورا في كتب الاصول على على ناحية الوهم. فيذكره وتصحيحا. نعم او غير ذلك مما يظهره التأمل لمن استعمل قواه. بحيث انا جازمون ان بان اختصار هذا الكتاب متعذر ورغم النقصان منه متعثر. اللهم الا ان يأتي رجل مبذر مبكر. نعم هو يقول هو مختصر لا يحتمل اختصارا فمن اصر على محاولة الاغتصاب فسيبتر ويبذر وسيعبث بالجمل ولن يستقيم له مقصود الكتاب وتمامه فدونك مختصرا بانواع المحامد حقيقة واصناف المحاسن خليقة جعلنا الله به مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. وحسبنا الله ونعم الوكيل الحمد لله وحده قال المصنف رحمه الله تعالى وكان تمام بياضه في اخريات ليلة حادي عشر ذي الحجة. ذي الحجة الحرام سنة ستين وسبعمائة سبعمائة وسبعمائة بمنزلي بالدهشة من ارض المزة ظهر دمشق المحروس. التي ينسب اليها الامام المزي رحمه الله نعم والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام ويقول صنفوا كان تمام بياضه في اخريات ليالي حادي عشر ذي الحجة الحرام سنة الستين وسبعمائة. ونحن بحمد الله اتم الله شرح هذا المتن ايضا في خاتمة شهر رجب الحرام اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب لعام الف واربع مئة وثمانين وثلاثين للهجرة ونحن ايضا في هذا المقام نسأل الله عز وجل بفضله وتوفيقه. كما تم لنا اه ختم هذا المتن ودراسته وفي شهر حرام وفي بيت الله الحرام فانا نحمد الله عز وجل على ما من به من الكمال والتمام في ختام هذا المتن يجدر بنا ان ان نلجأ الى الله عز وجل ضارعين بالرحمة والاجر والثواب الحسن للمصنف رحمه الله تعالى فان هذا من بقايا صنيع العلماء وحسن اثارهم في الامة ان يتعاقب طلبة العلم على تدارس علمهم واستفادة آآ الذي خلفوه للامة كابرا عن كابر. فرحمة الله عز وجل بعلمائنا من سلف ومن خلف ومن اه سبق ومن لحق وجعلنا واياكم على دربهم سائرين من العلماء الربانيين الراسخين الذين فتح الله لهم ابواب الفهم والعلم. والمقام ايضا في ختام هذا الدرس ايها الكرام مقام حمد وشكر وثناء كبير عظيم لربنا الكبير المتعال فلا يظن احد يا كرام انه تأتى لنا اتمام درس وغيره بجهد بذله احدنا او اجتهاد سعى فيه لا والله ما هو الا فضل الله وكرمه بعبده فان فسح الله في الاجل ومد في العمر واتى العافية وتهيأت الاسباب فلولا فضل الله ما تحقق امر ولا تم مقصود ولا والله ما عملنا من عمل ولا جلسنا من مجلس ولا درسنا من درس ولا استفدنا من علم الا والله عز وجل سبحانه وتعالى اي النعمة فيها هو الميسر سبحانه من فتح الباب ونحن في رحاب بيته الحرام فاقدروا حق نعمة الله قدرها واعلموا ان كثيرا ممن رمى طلب العلم ما تم له مراده وكثير ممن سعى وبذل واجتهد اكثر مني ومنك ما حقق المطلوب فاما ان تنقطع بهم الاسباب او تتخرمهم المنايا او تصرفهم الصوارف. فلا والله ما هو بكسب احدنا ولا بجده واجتهاده ولا عرق جبينه لكنه كرم الكريم سبحانه فضل الله وحده تعالى اذا علمت ذلك فاعلم انك امام نعمة عظيمة تستوجب شكرا عظيما الحمد لله اولا واخرا الحمد لله طاهرا وباطنا الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ربنا اوزعنا ان نشكر نعمك التي انعمت علينا وعلى والدينا. وان نعمل صالحا ترضاه وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين واصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم اجعلنا لك حامدين شاكرين. اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين وعند الضراء من الصابرين انت ولينا فنعم المولى ونعم النصير. سبحانك ربنا وبحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد اذا رضيت. اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يرجع الامر كله علانيته هو سره ونسألك ربنا كما ابتدأت بنعمك ان تتمها علينا وان تجعلنا لها من الشاكرين اللهم ولا تجعله اخر العهد بطلب العلم وتحصيله في رحاب بيتك الحرام وقرب كعبتك المعظمة يا ذا الجلال والاكرام. واجعله يا رب من العلم النافع والعمل الصالح. واجعله حجة لنا لا حجة علينا. ارزقنا يا رب فيه اخلاص القول والعمل وصلاح الظاهر والباطن والسداد والتوفيق والهداية انت حسبنا ونعم الوكيل. ثم الشكر ايضا ايها الكرام في هذا المقام لكل من كان سببا وسعى وبذل ورتب واعان. الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في حرصها ودعمها وتهيئة المكان وبذل الاسباب. اخوتنا الكرام في الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام لهم جهود مشكورة مذكورة. ولهم تتابع في ارساء الامر وتهيئته وترتيبه فشكر الله صنيعهم وبارك جهودهم وجعل لهم نصيبا وافرا وسهما عظيما في حسنات هذه المجالس والعلم النافع وتحصيلهم وبعد ان تم لنا هذا بحمد الله فهذا هو المجلس الثاني والستون. في مجالس شرح متن الجوامع التي ابتدأناها بعون الله تعالى وتوفيقه منذ قرابة سنة ونصف ابتدأناها في اربعة فصول دراسية من اخريات العام السادس والثلاثين واول السابع والثلاثين. وانتهينا منه الحمد لله في ختام شهر رجب في عام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف للهجرة. ختام هذا المجلس هو توقف درس الاصول حتى يأذن الله عز وجل باستئناف وابتداء مع مطلع الفصل الدراسي القادم ان شاء الله بعد الحج ان احيانا الله واحياكم ومد في الاعمار وفسح في الاجال على بل يتم التوافق عليه والابتداء به لاحقا ان شاء الله تعالى غير اننا في ختام هذا المجلس وقد قربت الاختبارات فان الوصية تعهد المدروس ومراجعة الشروح وهي محفوظة مسجلة واخوتنا الكرام ممن سجل وبث ونشر واعتنى اصحاب فضل فاذكروهم في دعائكم. فقد بذلوا كثيرا وجهدوا وتعبوا كثيرا. وله في هذا عناية بالغة الله اجرهم وشكر سعيهم قبل ان تنفضوا ها هنا كشف للاسماء حرص الاخوة على تحديثه بحكم ان عددا ممن سجل سابقا انقطع عن العودة وبعض من لحق والاخوة يتواصلون بجملة من الرسائل فستمر بكم الاوراق فتفضلوا بتدوين الاسماء والارقام تحديثا للقائمة للتواصل معكم والافادة بما يجد ان شاء الله تعالى. اسأل الله لي ولكم دوام التوفيق والسداد. والعناية والرعاية انه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى اعلم