بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو اول المجالس في مفتتح هذه الدورة العلمية الثانية في هذا العام الف واربع مئة وتسعة وثلاثين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. تأتي في هذه الايام المباركة الفاضلات من ايام شهر ذي القعدة الحرام. وهي من ايام الحج لهذا العام. الدورة التي عنون لها باحكام العقيدة مناسك تحمل فيها جملة من الدروس هذا اولها وهو المنعقد خصوصا في شرح حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه بصفة حج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذه الدورة التي تقوم عليها مشكورة ادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام يأتي في سياق اهتمامها الحثيث والكبير والدائم والمتتابع في اقامة صروح العلم ومجالسه وعهدي ثوراته وبرامجه تقريبا للعلم الشرعي وكسر له ونشرا للهداية المناطة ببيت الله الحرام الذي قال عنه سبحانه اول بيت وضع للذي ببكة تارة وهدى للعالمين وما من شك ان الشريعة ونور الوحي اجل الهدى الذي الله عز وجل له الاسلام ما زالت ادارة التوجيه والارشاد مشكورة تهتم بعقد جالس بها باقامة الدروس والدورات اشاعة هذا العلم نشره وتفقيه الناس في دين الله عز وجل تأتي هذه الدورة المنعقدة في ختام شهر ذي القعدة اوائل شهر ذي الحجة في ايام فاضلة مباركة مدارسة حكم من احكام في ركن من اركان الدين قد ان وقته زمانه واقبلت جموعه بيت الله الحرام ما زالت تتابع كل يوم وليلة ساعة من الساعات تتكاثر حتى يكتمل وتنتظم قافلة الحجيج كتب الله لها بحج بيته الحرام في هذا العام بين يدي هذا الدرس ايها الكرام والمنعقد خاصة في شرح حديث جابر رضي الله عنه في صفة صلى الله عليه وسلم بين يدي هذا الدرس مقدمتان احداهما عامة اخرى تفصيلية خاصة بالدرس مقدمة العامة فهي التأكيد والتنويه انا هذا الباب من العلم التفقه في دينه فاننا نشرع في طريق مبارك تسير في درب مظلل ربنا سبحانه كثير من والفضائل ليس اقلها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يرد الله به خيرا تفقهوا في الدين وان من سبل يصيحون يسبقونها هو التفقه في احكام الشريعة بحسب ظرفها وزمانها الملائم لها فاذا اقبل رمضان تفقه طالب العلم في احكام مخدرات والاعتكاف واذا اقبل الحجامة ايضا من المناسب خطه في احكام ومعرفة الاركان والواجبات والشروط والسنن والكفارات لا يكتنف احكام طالب العلم والمسلم في عام اذا ما تفقه في احكام الدين واركانه بهذه المثابة نال بذلك واذا عظيمة جليلة اجلها فائدتان الفائدة الاولى حصول العلم له بالمذاكرة والمدارسة فان كان قد علمها من قبل كان ذلك تنشيطا لما تعلم واستذكارا له واستظهارا في محفوظه السابق. وان لم يكن تعلمه قد حصل علما جديدا واستفاد. وبذلك حصل شعبا من وارتقى فيه درجات وصعد فيه مراتب يحمد ما وجده في صحيفته عند عندما يلقى ربه عز وجل ان الله قال اذا قيل انشذوا فانشذوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فهذه اولى الفائدتين تحصلان بهذه المذاكرة والاقبال على مجالس العلم وحلقاته في مثل هذه المجالس والدورات وهذه المواسم ان يكون له علم يحصله فيستفيد منه وينتفع نفعا دنيويا واخرويا فائدة السانية ان كتب الله له اداء هذه العبادة فكان من في بيت الله الحرام هذا العام كان معه من العلم ما يستطيع به في خطوات طريقه لمناسك فيعرف ما الذي يجب عليه ما الذي يستحب في حقه؟ وما الذي يحرم عليه ويحظر ما الذي يلزمه او يجب عليه الفداء والكفارات ان كان وهكذا فيكون عابدا لربه على بصيرة ويقبل على عبادة قد تفقه قبل فيما يجزمه العلم بها من الاحكام التي ستعرض له في اداء النسك واعطف على فضلا اخر وفائدة جليلة فقد يفيد غيره بما تعلم فيقف على مسألة وتمر به بعض الاحكام التي يفيد منها لنفسه او يفيد غيره. فان لم يكن حاجا كان بوسعه معه بالعلم الصلاة قادرا على معرفة الصواب من الخطأ معرفة الواجب من السنة المحظور من الرخصة وامثال ذلك لا يقف عليها الا طالب علم بطلبه للعلم هذه الامور مجتمعة ايها الكرام تجعل طلبة العلم في مثل هذه المواضع من العلم اكثر حرصا على التفقه والارتقاء في مسالك الطهر فكيف بكم اذا ما كان مثل هذا وكله من الفضائل والخيرات ومراتب الاجر والبركات اذا كان هذا كله حاصدا في اطهر بقعة واشرف مكان في رحاب بيت الله الحرام وفي اروقة هذا المسجد المبارك وعلى مقربة من الكعبة فان ذلك يزداد به المرء فضلا وشرفا قبة وخيرا هذه المقدمة العامة في هذا الصدد اتلوها مقدمة خاصة فيما بمجلسنا هذا الذي في تناول حديث جابر رضي عنه وارضاه. وفي هذه المقدمة الخاصة ثلاثة اولها هذا الحديث الذي سنتدارسه في المجالس الثلاثة بدءا من ومعه مجلس الغد وبعد الغد الله تعالى حديث صحيح اخرجه الامام في صحيحه انفرد به عن البخاري رحمة الله عليه لم الحديث ايضا اخرجه ابو داوود بسياق لفظ مسلم في سننه رحم الله الجميع حديث جابر هذا الذي عنه عظيم القدر جليم الفوائد هو من الاحاديث الطوال التي يغلب عليها في ومن السنن ويدون من الله صلى الله عليه وسلم يغلب على الاحاديث الطوال الضعف وعدم الصحة وقل من الاحاديث طوال ما يثبت صحيح السند فضلا عن في اعلى اسمى درجاتها حتى يجتاز شرب صاحبي وهو فحديث جابر رضي الله عنه هو من هذا فالاحاديث الطوال التي رغبت فانما هي صحيحة والسند وللطبراني رحمه الله وغيره مفردات في المصنفات في الاحاديث وعامتها كما لا يصح فحديث جابر رضي الله عنه النقطة الثانية في هذه كلمات تداول اهل العلم حديث جابر رضي الله ببيان فضله واهميته. ومن ذلك ما رحمة الله عليه في شرحه لصحيح مسلم عندما قال قد تكلم الناس على ما فيه من الفقه واكثروا. يعني حديث جابر رضي الله عنه وقد الف فيه ابو بكر ابن المنذر جزءا كبيرا وخرج فيه من الفقه مائة نوع وخمسين نوعا ولو تقصي نزيد على هذا العدد قريب منه. انتهى كلامه رحمه الله فهو اذا يذكر جلالة قدر حديث جابر رضي الله عنه وعلى غزاوة ما فيه من العلم والفوائد والفقه والاحكام وهو ايضا يشير الى ان اماما فقيها كابي بكر ابن المنذر الشافعي النيسبوهي قد صنف فيه استقلالا جزءا واستخرج منه اكثر من مائة وخمسين مسألة وحكما وفائدة. ثم يعقب القاضي عياض قل ولو تقصي لزيد على هذا العدد قريب منه يعني لربما وقف الناظر والمستنبط على نحو ما يقارب ثلاثمئة مسألة وفائدة ولهذا قال ابو العباس القرطبي رحمه الله تعالى ايضا في شرحه على صحيح مسلم يقول حديث جابر هذا فيه احكام كثيرة وابواب من الفقه غزيرة وقد استخرجها الائمة وصنفوها وعددوها حتى بلغوها الى نيف على مئة وخمسين حكما واذا تتبع وجد فيه اكثر من ذلك. لكن اكثرها لا يخفى على فطن انتهى كلامه رحمه الله. يعني قدر كبير من هذه المسائل هو من الواضحات الجليات. التي لا تتوقف على دقة فهم واستنباط يقول النووي ايضا رحمه الله في شرحه بحديث جابر هذا قال وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد. وهو من افراد مسلم ان لم يروه البخاري في صحيحه ورواه ابو داوود كرواية مسلم ثم نقل قول القاضي عياض المتقدم هذه النقولات ايها الكرام عن هؤلاء الائمة الفقهاء تشعرك بجلالة هذا القدر لحديث جابر رضي الله عنه. ولم لما هذه العناية والحفاوة لامور ثلاثة اولها ان حديث جابر رضي الله عنه هو الحديث الوحيد في دواوين الاسلام الذي اشتمل على وصف حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم من منطلقه من المدينة واحرامه في ميقات ذي الحليفة حتى تمام الحج وطواف الوداع وهو يتنقل في الرواية بين مواضع المناسك ويذكر ما فيها من الاحكام وما ينقل فيها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله في حين ان باقي الروايات التي يعتمد عليها الفقهاء فاستنباط احكام المناسك لا تكون هكذا. فربما تجد حديثا يذكر المواقيت واخر يذكر طرفا من محظورات الاحرام. وثالثا يتكلم عن ما يتعلق بالوقوف بعرفة. ورابع في طواف خامس في السعي وهكذا. لكن حديث جابر رضي الله عنه جاء طويلا مشتملا على ذلك كله. امر ثان يجعل حديث جابر رضي الله عنه بهذه المثابة انه حديث صحيح فكثير من الاحاديث الطوال كما اسلفت لا تصح لكن يكون حديث جابر رضي الله عنه رغم طوله حديثا صحيحا يبلغ في صحته شرط الائمة الكبار كالامام مسلم. هذه فائدة عزيزة. فانت تتعامل مع حديث قد ثبتت صحته. فلا يبقى الا وجوه الاستنباط وتقريب النظر في استخراج الاحكام والفوائد. واما السبب الثالث الذي جعل حديث جابر رضي الله عنه بهذه اثاب فهو انه من رواية جابر وما جابر رضي الله عنه هذه ثالث العناصر التي اختم بها المقدمة التفصيلية. جابر رضي الله عنه صحابي خزرجي احد الصحابة الذين ثبتت مناقبهم جمة في تاريخ الاسلام. شرف بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ممن شهد بيعة العقبة صغيرا. وكان عمره اذ ذاك فيما يذكر اثني عشر عاما. وهو اخر من مات من اهل العقبة من الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. شهد بيعة الرضوان وذكر عنه في بعض الروايات انه شهد بدرا والصحيح عدم تلك المنقبة ويذكر ايضا في مناقب جابر رضي الله عنه منزلة كريمة من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحظي جابر بذلك كسائر الصحابة فيمن اثبت حبه وتضحيته وفداءه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. جابر رضي الله عنه بدأت علاقته الحميمة وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد استشهاد ابيه رضي الله عنه في غزوة احد وابوه هو عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الذي ثبتت له من بين شهداء احد منقبة ما شاركه فيها احد هو الذي جاء وقد وجد جابر رضي الله عنه من نفسه حزنا والما اصابه بعد استشهاد ابيه في احد. فلما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وذكر انه لا يجد الما على شرف الشهادة التي نالها ابوه. لكنه جاء يحمل هم امانة فان اباه قد استشهد رضي الله عنه تاركا له امانة وهم سبع بنات اخوات. وعليه ان يتكفل بهن ورعايتهن والقيام على شؤونهن. فجاء حاملا هذا الهم رضي الله عنه. فما وجد الا امرا عظيما من بشارة يتبدد لها كل هم. قال اوتحزن يا جابر؟ وان ربك قد كلم اباك كفاحا من غير ترجمان. فقال قال له تمنى يا عبدي فقال يا رب اتمنى ان اعود الى الجنة بان اعود الى الدنيا فاقاتل في سبيلك فاقتل هذه المنقبة العظيمة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه كانت ليست منقبة لوالده فحسب ولا تسرية لخاطره فحسب. لكن كانت بداية لمرحلة ازداد فيها جابر رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قربى ما ان انتهت احداث غزوة احد وجاء جابر رضي الله عنه يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم دينا على ابيه يريد مساعدته في قضائه. فكانت وقفاته صلى الله عليه وسلم معه كما هي مع سائر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. فجابر رضي الله عنه ادرك حجة الوداع. وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله من الفقه والعقل والامامة في الدين والسيادة والريادة بين الصحابة ما قيض له ان يحفظ هذا القدر وجابر رضي الله في عداد المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. عاش جابر رضي الله عنه حياته حتى بلغ اربعا تسعين سنة جمع له فيها الفضل والخير والشرف بالصحبة وما اعقبها بعد ذلك رضي الله عنه حتى ادركته المنية فلحق بالرفيق الاعلى والتحق ايضا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام فنالوا بذلك شرف العيش معه وصحبته ثم اللحوق به عليه الصلاة والسلام. فلهذا كله كان لحديث جابر رضي الله عنه ايضا مزيد فضل وقدر لان الراوي الصحابي فقيه علم امام جليل القدر وقد حدث بهذا الحديث في اخر عمره لانه قد كف بصره رضي الله عنه في اخر حياته. وستسمع الرواية بعد قليل انه يحكي هذا الحديث في تلك المرحلة الاخيرة من حياته لما فقد بصره رضي الله عنه. وكلنا يعلم ان الرجل اذا كان ذا قدر وعلم وامامة وسيادة كلما علا في السن وتقدم كان عنده من وفور العلم وكثير من الدراية ما لم يبلغها قبل في سن مبكر فاذ يحدث جابر رضي الله عنه بالحديث الذي شهد فيه مع النبي عليه الصلاة والسلام حجته الفريدة اليتيمة حجة الوداع ويحكيها في هذه المرحلة التي لم ينقل فيها في الحروب ولا عقله فحسب بل عمره كله رضي الله عنه كان في وذباب استوائه. فكان ما ينفر من جبل الاحاديث. فيها علم جم وفيها فوائد غزيرة وفيها لطائف من الاحكام ودقائق بين عقيدة وفقه واحكام وتربية وتوجيه وارشاد. ومن ثم والائمة على هذا الحديث بالنواجذ واعتبروه في فقه المناسك بابا كبيرا من تفقه عليه ومن درسه ومن تبصر فيه حوى جملة كبيرة عظيمة مما يحتاج اليه المسلم في فقه المناسك بعامة والحج بخاصة. هذه المقدمات كرام احببت ان تكون بين يدينا ونحن نستعرض ونتدارس هذا الحديث العظيم حديث جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه وعن ابيه في صفة حج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والحديث الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه كما سمعت من كلام الامام النووي رحمه الله قبل قليل ومن الاحاديث التي تفرد بها مسلم. ولم يروها البخاري في صحيحه وانما شارك الامام مسلما في رواية الحديث الامام ابو داوود ايضا في سننه فاخرجه ايضا كرواية مسلم له سواء والحديث يرويه الامام مسلم رضي الله عنه ورحمه في صحيحه في كتاب الحج وقد ترجم له النووي بقوله باب النبي صلى الله عليه واله وسلم. سنقرأ من الاحاديث جملا كلما اتينا على جملة وقفنا على بعض فوائدها وهكذا حتى يتم لنا الحديث بعون الله تعالى. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الهادي الى الصراط المستقيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين واشرف الخلق اجمعين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا. اما بعد يقول رحمه الله باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا ابو من القائل باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم. النووي الامام النووي لانه من المعلوم عند اهل العلم ان الامام مسلم رحمه الله لم يترجم لابواب الصحيح يعني لم يعنون اسماء الابواب التي وضعها في صحيحه. وانما ترجم لها الائمة. واشهر من وضع العناوين وترجم للابواب الامام مسلم رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم. ولما وضع النووي هذه التراجم كانت هي الاكثر اعتمادا وشهرة بين اهل العلم. فاذا ما قيل اخرجه الامام مسلم في كتاب كذا وباب كذا فان تسمية الابواب وتراجمها انما هي من صائعي الامام النووي رحمه الله فيما اشتهر بين اهل العلم. نعم. يقول الامام مسلم. حدثنا ابو بكر لابن ابي شيبة واسحاق ابن ابراهيم جميعا عن حاتم قال ابو بكر حدثنا حاتم ابن اسماعيل المدني عن جعفر ابن محمد عن ابيه قال دخلنا جابر بن عبدالله فسأل عن القوم حتى انتهى الي. هذا سند الامام مسلم رحمه الله في روايته للحديث. ويرويه امام مسلم عن اثنين من شيوخه احدهما ابو بكر ابن ابي شيبة الامام المصنف والثاني اسحاق بن ابراهيم المشهور باسحاق بن راهوية الامام المحدث الثقة الحجة. وكلا شيخ الامام مسلم في هذا الحديث امام اماني عظيمان كبيران. والامام مسلم يرويه عنهما جميعا. قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة. واسحاق بن ابراهيم جميعا عن حاتم وحاتم هو المذكور هنا ابن اسماعيل المدني. لكن قال النووي عفوا قال قال الامام مسلم قال ابو بكر حدثنا حاتم اشار الامام مسلم ها هنا الى شيء من صنائعه وخصائصه في الرواية في الصحيح وهو انه اذا حدث الحديث عن اكثر من شيخ وذكرهما جميعا فانه يخص احدهما باللفظ الذي به عنه الحديث. لان احد الشيخين ربما كان في اختلاف روايته في بعض الفاظه ما يغاير به رواية الشيخ الاخر وكان من دقة الامام مسلم رحمه الله في الصحيح بيان هذه الاختلافات في الرواية. قال ابو بكر وربما تجد الامام في بعض المواضع يقول واللفظ لفلان. والفارق هنا في صيغة التحديث. فانه روى عن شيخه ابن ابي شيبة الرواية بقوله حدثنا حاتم بن اسماعيل يشير الى ان روايته عن اسحاق بن راهوية ليست بلفظ حدثنا بل وربما كانت اخبرنا على ما هو الغالب عن الامام مسلم في روايته في الصحيح عن اسحاق ابن راهوية رحمه الله تعالى عند المحدثين على طريقة من يميز ويفرق في الرواية بين حدثنا واخبرنا. واشهر من عرف بالتدقيق في ذلك والتشديد فيه حتى في الرواية مثل الامام النسائي ايضا رحمه الله. فانه يفرق بدقة وربما قال في السند قال حدثنا وقال فلان اخبرني على التفريق بين الصيغتين في افادة كل منهما معنى من السماع او العرظ من يقول انهما سيان وان اللغة لا تفرق يرى التساهل في مثل ذلك والامر فيه سعة. ثم قال عن جعفر بن محمد ان عن ابيه جعفر بن محمد في هذا السند هو جعفر بن محمد الامام جعفر الصادق من ائمة ال البيت رضوان الله عليهم اجمعين. وابوه المذكور هنا في الرواية هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين فالذي دخل على جابر في هذا الحديث وروى عنه هذا الحديث هو محمد ابن زين العابدين وزين العابدين هو علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب. فعلي ابن الحسين زين العابدين هو والد جعفر هو والد محمد راوي الحديث هذا عن جابر وخلاصة الامر ان الذي دخل على جابر في هذه الرواية وسمع منه الحديث فحدثه هو ابن ابن زين العابدين وحفيد الحسين بن علي رضي الله عنهما. محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب وكنيته ابو جعفر وابنه في هذه الرواية هنا هو جعفر بن محمد الباقر. راوي الحديث محمد بن العلي روى بعض الاحاديث عن جديه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه هما روايات مرسلة لا يصح بها السند لانه لم يلقهما. وروى ايضا عن جديه الحسن والحسين ابن علي ابن ابي ابي طالب رضي الله عنهما مرسلا فانه ايضا ما ادركهما. انما يروي عن كثير من السادات من ائمة الصحابة وادرك بعض الصحابة على قلة. راوي الحديث محمد بن علي بن الحسين بن علي معدود في فقهاء التابعين بالمدينة متفق على الاحتجاج بحفظه وروايته. وهو من ائمة ال البيت الذين ينسب اليهم الفضل والعلم. بجانب في النسب المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم. والى هذه السلالة الكريمة من ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتسب السادة والاشراف ممن يثبت صحة نسبهم اليوم الى بيت النبوة رضوان الله عليهم اجمعين قد روى الذهبي في ترجمة محمد بن علي بن الحسين راوي هذا الحديث ها هنا عن جابر رضي الله عنه روى في ترجمته اثرا لطيفا يبين ما كان عليه ائمة ال البيت من حب الصحابة عامة وحب وولاية ابي بكر وعمر خاصة. خلاف لما يعتقده الشيعة وما ينسبونه الى ائمة ال البيت من الغلو في مجافاة الصحابة او التبرؤ من ابي بكر عمر وعثمان رضي الله عنهم اجمعين. قال الذهبي قال ابن فضيل عسان ابن ابي حفصة سألت ابا جعفر وابنه جعفرا عن ابي بكر وعمر فقال لي يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فانهما كانا امامي هدى يقول الذهبي هذا وسالم راوي هذا الاثر عن ابي جعفر وابنه جعفر قال كان فيه جيع ظاهر ومع هذا فيبث هذا القول الحق. وانما يعرف الفضل لاهل الفضل ذو الفضل قال وكذا ناقلها ابن فضيل الذي يروي هذه الرواية عن سالم بن ابي حفصة قال وكذلك ناقبها ابن فضيل شيعي ثقة ثم يعقب الذهبي كيف ان الشيعة الاوائل رغم تشيعهم لعلي واخذهم موقفا متحفظا من الصحابة الا ان كان الانصاف حاضرا في ذكر مواقفهم من تولي الصحابة وعدم التبرأ منهم فظلا عن التعدي عليهم او الاساءة لمقام احدهم. يقول الذهبي رحمه الله فعثر الله شيعة زماننا. ما اغرقهم في الجهل والكذب. فينالون من الشيخين وزيري المصطفى صلى الله عليه وسلم. ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية. وعلى كل حال وليس المقصود ها هنا الاطناب الا ان ذكر هذه الخصائص لهذه السلالة المباركة من ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تدلك على ما كان بينهم وبين الصحابة من المودة والمحبة. بل ومن المصاهرة والقرابة مما لا يجهله من تاريخ الصحب رضوان الله عليهم اجمعين. يقول الامام مسلم رحمه الله عن جعفر بن محمد عن ابيه قال دخلنا على جابر ابن عبد الله رضي الله عنه. فسأل عن القوم حتى انتهى الي. سؤال جابر رضي الله عنه عن القوم ما الحامل له؟ ما معنى السؤال عن القوم يسألهم ليعرف اشخاصهم من دخل عليه فيعرف كل بنفسه فيقول فلان انا فلان. الذي حمل جابرا على سؤال شيئان الاول انه رضي الله عنه كان اذ ذاك اعمى فلا يرى الداخل ولا يعرفه بالنظر والرؤية اليه فيحتاج ان يتعرف من الموجود بحضرته ومن الجالس عنده في بيته؟ والسبب الثاني تطبيق لسنة يسأل بها الرجل جليسه وزائره وضيفه ومن يقابله ليتعرف عليه. هذه السنة التي اخرج فيها الامام الترمذي رحمه الله حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا اخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم ابيه وممن هو فانه اوصل للمودة. وان كان الحديث ضعيفا مرسلا. لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك اذا قدمت عليه الوفود كما في حديث وفد بني عبد القيس قال ممن القوم او قال من انتم؟ فسؤال الرجل اذا لقي اخا له في الله وخصوصا في ايام عظام الحج هذه تجمع الرجل باخوانه من شتى انحاء المعمورة. فيجد العربي اخاه المسلم غير العربي ويجد المسلم الاسيوي اخاه المسلم الافريقي والاوروبي وهكذا. فاذا التقى بهم في المسجد الحرام او في المشاعر في عرفة ومنى والمزدلفة فانه يستأنس الرجل بتعرفه على اخوته. فاذا صلى بجواره او ركب معه او لقيه في طريق او استأنس به في مكان ما فانه مما يحمل عادة فضلا عن ان يكون ديانة ان يسأله عن اسمه ومن اي بلد هو وهو ولا شك ادوم واثبت للمحبة والوداد والوصال. فهنا جابر رضي الله عنه سأل عن القوم. يعني سأل عن داخلين والزائرين عنده في داره اذ ذاك قال حتى انتهى الي. يعني حتى جاء الدور اليه الى من محمد ابن محمد بن زين العابدين محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين. نعم. حتى انتهى الي فقلت انا محمد بن علي بن حسين فاهوى بيده الى رأسي. فنزع زري الاعلى ثم نزع زر الاسفل ثم وضع كفه بين ثديي وانا يومئذ غلام شاب. فقال مرحبا بك مرحبا بك يا ابن اخي سل عن ما شئت. فسألته وهو اعمى وحضر وقت الصلاة اقام في مساجة ملتحفا بها. نعم. قال فسأل عن القوم حتى انتهى الي. يعني حتى جاء الدور اليه فلما جاء الدور اليه قال فقلت انا محمد بن علي بن الحسين. قال فاهوى وبيده الى رأسي. ما الذي جعل جابرا يفعل ذلك معه خاصة هذا البيت لانه عرفه وهو انه من احفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فازداد له اكراما ازداد معه تلطفا في الضيافة والحفاوة. قال فاهوى بيده الى رأسي لانه اعمى رضي الله عنه. فاتى يده الى رأس محمد بن علي بن الحسين. قال فاهوى بيده الى رأسي. فنزع زري الاعلى وزري الاسفل الزر المعروف الذي يظم به القميص او الكم ويغلق والجمع ازرار. ومعنى ذلك ان محمد ابن علي ان محمد ابن علي ابن الحسين كان قد زر ازراره يعني كان مغلقا له في قميصه. فاهوى جابر ازراره الاعلى وزره الاسفل قال ثم وضع كفه بين ثديي وانا يومئذ غلام شاب اهنا مسألتان المسألة الاولى في حل ازرار القميص او اغلاقه فانه قد ثبت عند احمد وابي داود من حديث معاوية ابن قرة عن ابيه قال قدمنا الى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد من متى؟ قال وان قميصه لمطلق. قميص من؟ قميص النبي صلى الله عليه وسلم. ما معنى مطلق يعني محلل الازرار قال فبايعناه ثم ادخلت يدي في جيبه فمسست الخاتم خاتم النبوة الذي كان خلف كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عروة راوي الحديث فما رأيت معاوية ولا ابنه في ان قطوا ولا حر الا مطلقي ازراره ما لا يزرانه ابدا. اذا كان معاوية بن قرة ممن لا يزر قميصه اذا لبسه ويفعل ذلك لانه رأى قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم الازرار وثبت هذا ايضا عن عدد من الصحابة. فيما اخرج ابن ابي شيبة في المصنف عن ابن عمر وابن عباس وابي هريرة انهم كانوا يحلون ازرار قمصانهم اذا لبسوها. وكذلك ثبت عن ابن مسعود وزيد ابن ثابت وعدد من السلف هل هذه سنة من السنن وهل يسن لاحد اذا لبس الثوب اليوم او القميص ان يحل ازراره ويطلقه كما فعل هؤلاء الصحابة وغيرهم الجواب ليس هذا من سنن العبادات. هذه عادة. وكانت العرب اذا لبست القميص فانها تحل في الغالب نوعا من التخفف من حر اللباس لان بلاد الحجاز حارة. فيجعلون هذا تخففا في اللباس لان اغلاقه يزيد الجسد حرا والجو حار. فكانت عادة العرب في لبس ذلك في زر القميص او في حله الامر فيه واذا قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم اطلاق ازرار لباسه اذا لبس كان بعض السلف ممن عرف عدة تحريه واتباعه يحرص على ذلك. كما هو شأن ابن عمر مثلا وابن عباس وبعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم. وبعضهم وربما ثبت عنه هذا الفعل ايضا عادة اعتادها هو في لباسه. فلست تحمل هذا الاثر الان على التسنن. وعلى على نية الاجر بفعله لانه ليس من قبيل العبادات. لكن يحمل هذا على سائر ما تحمل عليه السنن المروية عنه صلى الله عليه وسلم في ابواب العادات كنوع الطعام والشراب. وكما يقال في المنام والاستيقاظ مما لا يؤثر فيه سنن عبادية. يعني هل كان عليه الصلاة والسلام يحب الدباء؟ فهل اكل الدباء يعتبر سنة؟ الجواب وكان عليه الصلاة والسلام يلبس الخاتم في كفه الايمن فهل لبس الخاتم سنة؟ كان يلبس العمامة والنعال السبتي ونحو ذلك. هذه العادات النبوية التي صدرت عنه صلى الله عليه وسلم لا على سبيل التعبد. وثبت عن بعض الصحابة حرصهم على الاقتداء به فيها. وعلى التشبه به صلى الله عليه وسلم فيها لها باب اخر سوى باب السنن في الفقه هو باب الحب الكبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الحب الذي ملأ القلوب فظهرت اثاره على الجوارح والبدن. فاحدهم اذا مشى او ركب او قام او قعد او دخل او خرج يحرص في شأنه ان يكون له شبه برسول الله صلى الله عليه وسلم. في مثل ما ذكرت لك يقول انس رضي الله عنه حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قدم له فيه الدبان. وهو القرع المعروف. قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان من حول الصحفة قال فما زلت احب الدباء من يومئذ. ومثله قول جابر رضي الله عنه راوي هذا الحديث العظيم. قال ضافني النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيده ذات يوم يستضيفه في داره. فدخل على عائشة رضي الله عنها فقال هل عندكم من طعام قالت لا بيت النبوة ليس فيه طعام يقدم لضيف. قال هل عندكم من طعام؟ قالت لا الا الخل يا رسول الله بيت النبوة ليس فيه الا خل. قال هات فنعم الادام الخل. قال جابر فما زلت احب الخل منذ سمعت ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وستجد روايات عديدة في هذا السياق. فلن يكون حب الخل سنة ولن يكون اكل الدباء سنة ولا كثير من هذا القبيل اطلاق ازرار القميص ايضا ليس سنة بهذا المعنى الفقهي لكن القوم وقد ثبتت عنهم تلك الروايات تقرأ فيها وبين سطورها حبا عظيما ملأ القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فتجدهم قد تشبهوا به في عباداته وعاداته وفي شأنه كله عليه الصلاة والسلام. حتى يقول نافع مولى ابن عمر كما اخرج الذهبي في السير يقول لو نظرت الى ابن عمر في شدة تحريه واقتدائه واقتفائه برسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون. يعني من شدة ما تعجب في عظيم اتباعه وتحريه وتأسيه هذه الدرجة الرفيعة يا كرام التي بلغها سلفنا الكرام رضي الله عنهم من التشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا يبحثون فيها عن ثواب سنة واجر عبادة تفعل. كانوا يبحثون عن حب يضعون فيها الخطى موضع الخطى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضعون فيه الاقتداء حذو القذة بالقذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. تلك منزلة رفيعة من وبلغ ما اعلى مراتبها فهنيئا له ما قام في قلبه من عظيم الحب الصادق والاتباع التام والطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. المسألة الثانية في الحديث في الرواية في اللفظ في الجملة. قال فنزع زري الاعلى ثم تعز الري الاسفل ثم وضع كفه بين ثديي وانا يومئذ غلام شاب كان محمد بن علي في هذه الرواية من اصغر الداخلين على جابر رضي الله عنه بينه بقوله وانا يومئذ غلام شاب ففعل جابر تلك الفعلة لامرين. اولا كما قلت لك احتفاء بحفيد من احفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاظهر له من الحفاوة والفرح باستقباله والهشاشة والاكرام مزيدا على غيره من الزوار. والامر الثاني تلطف واستئناس به لصغر سنه. يقول القاضي عياض موجب فعل جابر له ذلك تأنيسا له لصغره ورقة عليه اذ لا يفعل هذا بالرجال الكبار. من ادخال اليد في جيوبهم اكبارا لهم. وفائدة اخرى لطيفة. هل فعل ذلك امر معتاد او يخضع للاعراف والعادات. يقول الفقهاء في الحديث ان لمس الغلمان الاجانب على وجه الرقة ولغير التلذذ جائز. بخلاف شباب الجواري وحكم لمسهم كالنظر اليهم وانما يحرم اللمس الغلمان والنظر اليهم ما كان من ذلك على وجه التلذذ. وهذا منتف في رواية جابر. فلا انه ولا فقد بصره ولا سياق الحديث في فرحه لما سمع في اسمه ونسبه ما يتعلق به من موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب فاقبل عليه مؤنسا له وهو يظهر احتفاءه به بما سمعت قال ثم وضعت كفه بين ثديي وانا يومئذ غلام شاب فقال مرحبا بك يا ابن اخي. هذا كله ترحيب به واظهار للحفاوة. قوله رضي الله عنه مرحبا بك يا ابن اخي. مرحبا عند العرب. كلمة معناها نزلت على رحب والسعة يعني انا استضيفك في مكان يسعك رحابة كناية عن الكرم والعطاء وتمام الضيافة اه وقيل معناه الدعاء فاذا قلت لشخص مرحبا بك انت تدعو له بالرحمة والسعة. كلمة مرحبا بك اذا وقلتها لضيف او صديق او زائر فانما تقول كلمة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها يقال للرجال والنساء على حد سواء مرحبا. ثبت في حديث عائشة في الصحيحين انه لما اقبلت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرحبا بابنتي. وثبت ايضا في الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام احجت الوداع لما دخل مكة ثم اتى المغتسل يغتسل دخلت عليه ابنة عمه ام هانئ بنت ابي طالب اخت علي رضي الله عنهما فقال عليه الصلاة والسلام من انت؟ لانه كان تحت الستار يغتسل. قالت انا ام هانئ قال مرحبا بامي اهانة كما في الصحيحين. وايضا ثبت عند احمد في المسند وغيره من حديث السائب ابن ابي السائب. لما قدم ايضا عام الفتح وكان شريكا في تجارته للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الاسلام. فلما اقبل قال مرحبا باخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري وان كان في الحديث ضعف. فالمقصود انك عندما تستعمل لفظة مرحبا في التعبير عن الاكرام والحفاوة بالضيف الزائر والصديق فهذه عبارة نبوية وهي ايضا جمل عربية مأثورة تعبر عن الحفاوة والاكرام. قال مرحبا بك يا ابن اخي سل عن ما شئت. ففتح جابر رضي الله عنه باب السؤال وعلم ان هذا الوفد من الزائرين من اهل الاسلام ومن طلبة العلم انما يكون اكرامهم وتمام الاحتفاء بهم بامر اعظم عندهم من الضيافة بالطعام والشراب والبارد والحار ولذيذ المأكولات. طالب العلم ضيافته اكمل ما تكون في افادته بمسألة علمية. واتحافه بشيء ينتفع به في التفقه في دين الله عز وجل. قال سل عن ما شئت وفتح له الباب لمزيد اكرام قال سل عن ما شئت قال فسألته وهو اعمى. فانظر كيف ان هذه القصة اللطيفة التي كانت بين جابر رضي الله عنه. وزائره محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهذا الاكرام والحفاوة كيف كانت بابا لاستنطاق جابر رضي الله عنه في رواية حديث حمل صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان من الاحاديث الفراد الطوال الصحاح التي تروى الى اليوم فتتفقه عليها امة الاسلام هذا مجلس مبارك وهذا سؤال مبارك وهذا جواب من جابر رضي الله عنه كان مباركا ولا ادل على بركته من ان يمضي على هذا الحديث منذ روايته ما يزيد على الف واربعمائة عام. وامة الاسلام لا تزال ترويه وتحفظه وتجلس عليه وتتدارسه. وكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة. وكل مجالس العلم الشرعي ايضا خير وبركة لكن هذا ايضا مما ينبيك عن ان بعض ابواب العلم فيها من البركة ما يتسع له المدى وتدوم معه النفع والفوائد الاجور والثواب. نعم. فسألته فسألته وهو اعمى وحضر وقت الصلاة فقام في بساجة ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفها اليه من صغرها اطرفاها رجع طرفاها اليه من صغرها. ورداؤه الى جنبه على المشجب فصلى نعم قال فسألته وهو اعمى وحضر وقت الصلاة وقع السؤال بعد الصلاة فذكر ها هنا مشهدا ورآه في زيارته قال حضر وقت الصلاة فقام يعني جابر رضي الله عنه صاحب الدار قام في نساجة وفي بعض نسخ صحيح مسلم فقام في ساجة من غير نون. وبعض المتقدمين من شراح صحيح مسلم كالقاضي عياض يصحح الرواية بغير النون وان اللفظ الصحيح في الرواية ساجة. وسواء قلت ساجة او نساجة فالمراد بها نوع من الثياب كالطيلسان. يعني ثوب يغطي جميع الجسد من الرأس الى القدر قال فقام في ساجة والساجة ثوب. وصحح القاضي عياض ان الرواية التي عليها الجمهور هي وانني سانجة بالنون تصحيف وخطأ. وتعقبه النووي رحم الله الجميع بان الرواية لصحيح مسلم في الحديث حملت اللفظتين ساجة ونساج بالنون وان كلتا اللفظتين صحيح فصيح ومعناهما واحد قال فقام في ساجة او نساجة ملتحفا بها. والالتحاف بها يعني ادارته على الجسد. كما يصنع المحرم بازاره ورداءه. فانه اذا لبس الازار في اسفل جسده جعل الرداء ملتفا على نصف جسده الاعلى الا. قال كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها اليه من صغرها. يشير الى صغر الساجة التي ارتداها جابر لما قام الى الصلاة. وانه وضع يعني هو اشبه ما يمكن ان تشبهه بلباس الاحرام في الرداء الذي تجعله على جسدك الاعلى. الا انه اطول حتى يغطي سائر الجسد. لكنها قصيرة في كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها اليه. يعني ليست طويلة بحيث يستطيع ان يديرها فيرد احد الطرفين على الاخر كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها اليه من صغرها. هل هذا من قلة الثياب الجواب لا. قال ورداؤه الى جنبه على المشجب. ما المشجب مثل العلاقة التي توضع عليها الملابس وتكون من عود او من خشب في جدار او على الارض. فجابر رضي الله عنه قام فصلى بهم هو يرتدي هذه الساجة القصيرة ورداؤه معلق يعني لو اراد مزيدا من الثياب للبس. قال الفقهاء في هذا دليل الجواز على باقتصار على الثوب الواحد في الصلاة والاكتفاء منه بما ستر العورة. وان التوسع في ذلك ليس مطلوبا. وفي غير هذه الرواية هنا من حديث جابر في هذا السياق انه سئل عن ذلك الثوب واشير اليه بارتداء الثوب الاخر الذي موضوعا على المشجب فانكر رضي الله عنه وذكر انهم كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يقتصرون على اليسير من الثياب وانه ما فعل جهلا ولا نسيانا. قال ورداؤه الى جنبه على المشجب قال فصلى بنا. قام جابر رضي الله عنه بهم وهو اذ ذاك يستضيفهم في داره رضي الله عنه وارضاه. والحديث فيما يتعلق بالصلاة خرجه الشيخان البخاري ومسلم وفي مسائل الفقه من الصلاة وستر العورة واحكام الثياب فيه مسائل تذكر في موضعها هناك نعم فقلت اخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بيده فعقد تسعا. فقال قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج. تسع سنين. تسع سنين لم يحج ثم اذن في الناس في العاشرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم مدينة بشر كثير كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعمل مثل عمله فخرجنا معه. نعم. هذه القطعة هي ما سنختم به مجلس اليوم ان شاء الله تعالى قال محمد بن علي فقلت اخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم نشط للسؤال لان جابر رضي الله عنه عرض له فقال سل عن ما شئت واختار ان يسأل عن الحج رضي الله عنه خصوصا حرصا على التعلم. واختبارا لهذه الفرصة من جلوسه بين يدي العالم والتطلع ايضا الى الامور الاعظم فائدة. كان يمكن ان يسأل عن مسائل كثيرة. لكنه اثر السؤال عن الحج وكان هذا السؤال المبارك كما اسلفت مسار هذه الرواية الفريدة العظيمة. قال قلت اخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسأله هنا عن موضع خاص في الحج ولا عن مسألة من مسائله اعطاه السؤال عاما قال اخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فابتدأ جابر رضي الله عنه بالجواب من هنا. فقال بيده فعقد تسعا. كيف يعني عقد تسعا تستعني يعني هكذا او هكذا العقد يعني الظم او البسط؟ فاذا عقدت بيدك تسعا كيف تفعل؟ تضم هكذا او هكذا نحن اليوم نعقد واحدة للدلالة على واحد واثنين على اثنين. لكن عقد الاصابع عند العرب للدلالة على العدد له اخر. العقد تسعا ان تقبض الخنصر والبنصر والوسطى. وتضع السبابة في اصل الابهام. هذا تسع فاذا جعلت السبابة في وسط الابهام هذا تسعين. ويعقدون بالعدد ما اختلفت فيه الرواية لكنه علم قائم بذاته فتعقد العرب اصابع للدلالة على العدد. واذا جعلت باليد اليسرى كانت دلالة على مئة. على كل حال. قال قد بيده تسعا فقال بيده فعقد تسعا فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج. اذا متى حج عليه الصلاة والسلام؟ في السنة العاشرة هل حج صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الاسلام الجواب نعم حجة واحدة كما يقول القرطبي رحمه الله قال واما واما اما بمكة فحج واحدة باتفاق واختلف في ثانية هل حجها او لا؟ اذا باتفاق انه حج مرة قبل الاسلام. واختلف في مرة ثانية بمكة هل حج او لم يحج عليه الصلاة والسلام؟ والدليل على ذلك ما اخرجه البخاري في صحيحه من حديث جبير بن مطعم قال اظللت بعيرا لي فذهبت ابحث عن ضالتي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة واقفا مع فقلت ان هذا لمن الحمس فما الذي جاء به ها هنا؟ الحمس يعني قريش. وقريش في حجها قبل الاسلام ما كان قد تشارك العرب في اداء المناسك. كانت لشدتها ترى انها بجوارها للحرم وسكناها مكة انها من اهل الحرم وعرفة كما تعلمون خارج حدود الحرم. فكان اذا جاء الحج وخرجت جموع العرب من الحجيج الى عرفة للوقوف وقفت قريش بالمزدلفة لان مزدلفة داخل حدود الحرم. وتقول قريش نحن من اهل الحرم فلا نخرج الى الحلم. فيفارقون قبائل العرب عنهم بالوقوف يوم عرفة بالمزدلفة. فلما رأى جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة قال ان هذا لمن الحمس. يعني هو من قريش. فما الذي جاء به ها هنا والواقع ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان لا يوافق قريشا على ضلالاتها. والحج معلوم عند العرب الوقوف لا يكون الا بعرفة وما جنحت به قريش وغلت وابتدعت في دين الله لم يكن يوافقها صلى الله عليه وسلم حتى قبل الاسلام وقبل النبوة فقال جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم اذن في الناس العاشرة متى فرض الحج في السنة التاسعة متى فتحت مكة؟ السنة الثامنة متى حج رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ في السنة العاشرة. فها هنا سؤالا فتحت مكة في السنة الثامنة اذا مكة فتحت في رمضان سنة ثمان. يعني في ذي الحجة من سنة ثمان مكة مسلمة هل حج الناس في سنة ثمان من الهجرة؟ الجواب نعم. من قطع الحج في اي عام من الاعوام؟ قبل الاسلام ولا بعد الاسلام واول من حج بالمسلمين بعد ان اصبحت مكة مسلمة عتاب ابن اسيد رضي الله عنه من اهل مكة. والذي استعمل له عمر رضي الله عنه في خلافته اميرا على مكة. طيب في سنة تسع وقد فرض الحج. ما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي بالمدينة. فمن كان امير الناس على الحج سنة تسع؟ ابو بكر. ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان امير الناس على الحج بعثه النبي عليه الصلاة والسلام. اذا حج الناس في سنة ثمان من الهجرة في الاسلام وكان الذي حج عتاب ابن اسيم ولم يفرض الحج بعد انما حجوا على طريقتهم في الجاهلية. من غير شرك ولا وثني. ولما فرض والحج سنة تسع ايضا لم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعث ابا بكر اميرا على الحج فحج الناس في ذلك الموسى على مقتضى الحج الذي امر الله عز وجل به ايضا من غير لوثة في الجاهلية ولا شرك الوثنية ونحوها فحج النبي صلى الله عليه وسلم بعدها سنة عشر. السؤال الثاني لماذا اخر النبي عليه الصلاة والسلام حجه الى سنة عشر وقد فرض سنة تسع من الهجرة يذكر الفقهاء ها هنا اسبابا كثيرة. اظهرها سببا. السبب الاول ان مكة سنة تسع ما زال عند البعض قبائل العرب ممن يقدموا مكة للحج ما زالت عندهم من بقايا الجاهلية اشياء اراد الصلاة والسلام الخلاص منها. ولهذا جعل عليه الصلاة والسلام النداء في الناس في الحج سنة تسع من الهجرة الا يطوف بالبيت بعد العام عريان ولا يحج مشرك. فاغلق هذا الباب واعلنه نداء اراد عليه الصلاة والسلام ان يقود الامة في حجه لما يأتي للحج وقد تطهرت مكة تماما من كل لوثات الجاهلية ومن كل بقايا الشرك والوثنية الا يطوف بالبيت عريان ولا يحج بعد العام مشرك. فاغلق هذا الباب عليه الصلاة والسلام فلما كان العام الذي يليه تم له ما اراد وكان حجه صلى الله عليه وسلم على تمام التوحيد الخالص في كما اراد الله عز وجل. والسبب الثاني المذكور ايضا في تفسير تأخير حجه عليه الصلاة والسلام. ان سنة تسع كما هو ومعلوم لمن درس السيرة وعرفها كان يسمى بعام الوفود. فان مكة فتحت سنة ثمان من الهجرة. واقبلت في الدخول في الاسلام بعد اسلام قريش. ودخل الناس في دين الله افواجا. فمكث عليه الصلاة والسلام سنة تسع يستقبل الوفود العرب وقبائلها تأتي مسلمة. مذعنة تعلن البيعة والدخول في الاسلام. وتستفسر عن الاحكام. فرأى عليه الصلاة والسلام ان بقائه مع السبب الاول المذكور انفا يجعله باقيا بالمدينة مع اقامة الحج دون انقطاع وبتوكيل ابي بكر ليكون اميرا على الحج رضي الله عنه وارضاه. بهذا استدل بعض الفقهاء على جواز تأخير الحج انه لا يجب على الفور يقولون هذا الحج قد فرض سنة تسع ولم يحج صلى الله عليه وسلم الا سنة عشر. فاذا يدل هذا على عدم وجوب الحج على الفور وانه يجوز تأخيره. لكن من يخالف في هذا الاستدلال يقول لم يتأخر صلى الله عليه وسلم عن الحج اختيارا بل تأخر اضطرارا لاسباب سمعتها قبل قليل من انه عليه الصلاة والسلام اراد ان يجعل حجه بالبيت الحرام على وجه اتم. وقبل ان نغادر ايضا هذه الجملة اختلف العلماء في حجة ابي بكر هذه سنة تسع من الهجرة. هل كانت حجة الاسلام بعد نزول فرضها ام كانت قبل يعني لما حج ابو بكر كان قد فرض الحج فذهب فكانت حجة ابي بكر هي حجة الاسلام بمن معه من المسلمين؟ ام حج ابو بكر ثم فرض الحج بعده؟ الاظهر انه حج رضي الله عنه بالناس اذ ذاك بعد ان فرض الحج. فكانت حجته حجة الاسلام رضي الله عنه بمن معه. لانه وقف بجميع الناس بعرفة ولانه بعث بعده علي رضي الله عنه بصدر سورة التوبة لما نزلت. وامر النبي عليه الصلاة والسلام بتبليغها للناس والقول الاخر انها كانت على ما كان عليه الحج قبل الاسلام والاول هو الصحيح ان شاء الله تعالى. ايضا في في في الجملة المذكورة هنا في الحديث لما يقول رضي الله عنه وارضاه ثم اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس في العاشرة. ما معنى اذن؟ اعلن واخبر فكتب وبعث وارسل الى القرى والقبائل والامصار انه عازم على الخروج للحج صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة لماذا اعلن؟ لماذا اذن؟ لماذا اخبر نعم للدعوة الى مرافقته في الحج. فماذا فعلت قرى الاسلام وقبائل الاسلام ومناطق الاسلام اطرت من كل جهة فمنهم من ادركه عليه الصلاة والسلام في المدينة قبل المسير فسار معه. ومنهم من ادركه في الميقات بذي الحليفة ومنهم من ادركه في الطريق ومنهم من لم يدركه الا بمكة بل منهم من لم يدركه الا صبيحة العيد بعد الفجر في مزدلفة. كما في حديث ابن مدرس اسمع ماذا يقول جابر. يقول فقدم المدينة بشر كثير كم تعداد من حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع؟ مئة وعشرون الفا. هذا العدد الكبير ظخم مقارنة بما تقرأ في اخبار السيرة من اعداد المسلمين بالمدينة بمكة يعني اكبر جيش تجمع مع معه صلى الله عليه وسلم كان عام الفتح لما اتى مكة وكانوا عشرة الاف. لا اكثر. ومن اسلم معه ومن دخل معه ومن تقدموا الى غزوة ثقيف وحصار الطائف وهوازن واوطاس ايضا ما كانوا بهذا العدد الكبير. فاذا قلت انه تقاطع عليه من القرى والانصار والمدن بالمدينة وبالطريق حتى اجتمع هذا العدد الجمب الغفير فهذه ضخامة في العدد اسمع ماذا يقول جابر كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله. هذه العبارة تحرك في دواخلنا اشياء كثيرة. اعظمها هذا الشعار العظيم من حبي والطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله يا قوم لقد كان هذا المبدأ شعار حياة عند جيل الصحب الكرام رضي الله عنه ما هو؟ كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعمل مثل عمله الا ترى اذا صلى رمقوا صلاته اذا توضأ نظروا الى وضوءه اذا طاف راقبوا طوافه اذا سعى اذا وقف اذا صام في كل شيء يبحثون فيه كيف كان يصنع صلى الله عليه وسلم. فما وقفوا عليه وتعلموه امسكوا به. وما فاتهم وغاب عنهم سألوا عنه. يأتون الى عائشة يسألونها كيف كان يصلي في الليل صلى الله عليه وسلم؟ لانه ما يرون صلاة الليل يسمعون سكوته بين تكبيرة الاحرام وقراءة الفاتحة. يقول ابو هريرة يا رسول الله ارأيت سكوتك بين التكبيرة والقراءة ما تقول عجيب! مبدأ حياة كان عندهم في كل شيء. فاذا غاب عنهم الشيء سألوه. واذا وقفوا على الشيء به واخذوه حتى تعبيراتهم اوصافهم في الرواية يقول البراء رمقت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر رمقت يعني تحريت تتبعت كنت ارصد صفة الصلاة حتى وقفوا عليها. يا كرام جابر رضي الله عنه في مطلع حديثه الطويل اعطاك هذه الجملة. وكم هو شعار لمن اتى للنسك ان يكون احد المعاني الكبار والدروس العظام التي يتعلمها من حجه لبيت الله الحرام كيف يكون متأسيا بسيد وامام الانبياء صلى الله عليه وسلم ثم هذا تجده في الحجيج درسا واضحا ومعلما جليا. ترى الحاج مهما كان مقصرا ومذنبا ومتراخيا متكاسلا في امور العبادات في شأن الحياة اذا جاء للحج حرص على تطبيق اداء المناسك سنة بسنة وخطوة بخطوة اذا قلت تله الذهاب الى يوم ثمانية الى منى يوم التروة ليس بواجب. ويكفيك الذهاب الى عرفة. يقول لك لكني حريص على الذهاب الى يوم ثمانية الى الامينة. فاذا قلت له ان الدعاء عند الجمرات عند الجمرة الصغرى والوسطى سنة وليس بواجب. قال بلى ولكني حريص عليها. فيقول عند الحجيج هذا المعنى جليا في اداء المناسك. هذا المعنى نحتاجه ان يكون درسا في حياتنا اجمع. فلماذا يستيقظ عندنا شعور الحرص على السنة وتطبيقها في المناسك. ويغيب عنا في باقي انحاء الحياة الى احياء السنن والى رفع رايتها في طعامنا وشرابنا ولباسنا في منامنا واستيقاظنا مع زوجاتنا واولادنا في بيعنا وشرائنا في اخلاقنا وتعاملاتنا في كل الحياة. نحتاج احياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شؤون الحياة. هذه الجملة من حديث جابر فتحت لك هذا الباب. فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس يأتمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله. قال فخرجنا معه حتى اتينا ذا الحليفة. نقف عند هذا القدر ليكون مجلس الغد ان شاء الله تعالى من اتيانه ميقات ذي الحليفة عليه الصلاة والسلام وشروعه في الاحرام نحو خطواته في اداء المناسك حتى يتمها حديث جابر رضي الله عنه وارضاه. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا رب العالمين. والله تعالى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين