بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. ايها الاخوة المباركون في رحاب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعقد هذا المجلس الثاني من مجالس مدارسة مختصر الشمائل المحمدية بعد ان تم المجلس الاول في الشهر الماضي وكان يشتمل على مقدمات فيه تعريف للشمائل. واهميتها وحاجة المسلمين عموما اليها وطلبة العلم على وجه الخصوص. وان الشمائل النبوية التي تتناول خصائص النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. والحديث عن اخلاقه وخلقته وسائر الامور المتعلقة به صلوات الله وسلامه عليه انها باب من العلم الشرعي العظيم الذي حفظته اجيال المسلمين من زمن الصحابة رضي الله عنهم الى زمان الناس هذا والى قيام الساعة. وكان المجلس الاول ايضا يتضمن حديثا عن السبيل الى وصول المسلم الى قربه من حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والى التخلق باخلاقه الشريفة والى التأسي بسنته العظيمة والى اجلال السنة وصاحبها عليه الصلاة والسلام في نفس المسلم وقلبه على القدر اللائق به صلوات الله وسلامه عليه. وان العناية بهذا الباب الكبير من السنة والسيرة النبوية من اكد الابواب التي يتعين على طلبة العلم العناية بها وتحصيلها والاهتمام بتطبيقها منهاجا في الحياة وتقدم بكم ايضا ايها الكرام ان الحديث عن هذا الكتاب الشمائل المحمدية للامام الترمذي رحمة الله عليه باعتباره باقورة ومطلع تصانيف اهل العلم في هذا الباب ثم ما تلاه من اعمال تتابع فيه اهل العلم على افراد الشمائل والخصائص النبوية بمصنفات مستقلة. وهذا اول مجالس الشروع في قراءة الكتاب واحاديثه التي وردت مبوبة مصنفة في هذا المختصر الذي سنتدارسه. وللتنبيه فان شمائل الامام الترمذي رحمه الله تعالى اوسع مما سنتدارسه في المختصر. لان الامام الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالوا عند اختصاره لشمائل الامام الترمذي رحمه الله تعالى فانه قد عمد الى ما نص عليه في مقدمته من عدم ايراده للاسانيد وحذفها اختصارا. والاقتصار على راوي الحديث من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله الله عليه واله وسلم. واشار ايضا الى ان اختصاره نزل باحاديث الكتاب من اربعمائة وخمسة عشر حديثا الى ثلاثمائة واثنين وخمسين حديثا. وانه ايضا حذف الحديث المتكرر اذا كان عن صحابي واحد وان كان بين روايتيه اختلاف في المعنى اثبتهما معا برقم واحد. وان كانت الرواية من طريق اخرى اشار الى اختلاف الطريق بقوله وفي طريق كذا وكذا. اضاف المختصر الشيخ الالباني رحمه الله تعالى حكمه على احاديث على احاديث شمائل الامام الترمذي تصحيحا وتحسينا وتضعيفا. بيانا لدرجة الحديث وبين رحمه الله انه متى كتب الحكم قبل رقم الحديث الذي يأتي به مرتبا متسلسلا من اول الكتاب الى اخره فانه يقصد الحكم على سند الامام الترمذي الذي اورده في الشمائل. فاذا قال قبل الرقم صحيح او ضعيف او حسن فانما يحكم على سند حديثي تحديدا الذي اورده الامام الترمذي رحمه الله. واذا اورد الحكم بين الرقي ومتن الحديث فانما يقصد حكم على الحديث بمجموع طرقه. فيتجاوز سند المصنف الى مجموع الشواهد والمتابعات. ليحكم بما ظهر له رحمة الله عليه وعلى كل حال فبين ايدينا ايها الكرام في هذا المجلس وما يعقبه من المجالس ان شاء الله مدارسة بالشمائل المحمدية صفاته الخلقية والخلقية صلى الله عليه وسلم. وخصائصه التي اختصه الله تعالى بها وسائر اموره الشخصية المتعلقة بشخصه الكريم صلى الله عليه واله وسلم. فان هذا باب كبير كما اسلفت من العلم تتابع اهل العلم على التصنيف فيه وروايته وحفظه. فنبتدأ بعون الله تعالى مطلع هذا الكتاب في هذا المجد ونحن في مطلع شهر شعبان لسنة الف واربعمئة وتسعة وثلاثين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وجميع المسلمين وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين قال بسم الله الرحمن الرحيم قال الحافظ ابو عيسى محمد بن عيسى ابن سورة الترمذي باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال في صدر المقدمة نسبا هذا الكلام الى الامام المصنف الحافظي الترمذي والامام الترمذي رحمه الله والامام الحافظ ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمة الله عليه احد ائمة الاسلام وحفاظ الحديث واعلام السنة النبوية. احد اصحاب الكتب الستة التي غدت دواوين الاسلام حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا اطلق اصحاب السنن اريد الاربعة الكبار ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة رحمة الله عليهم اجمعين. والامام الترمذي امام حافظ عالم جامع من ائمة الاسلام وكان رحمة الله عليه ممن عرف بالعناية بالسنة والرحلة في طلبها وتحصيلها. فكان امام عصره بلا مدافع وكان من ائمة الاسلام الذين جمعوا السنة وحفظوها. وكان من اجل من تترمد على امام المسلمين. وامير المؤمنين في حديث الامام البخاري رحمة الله عليهم اجمعين. وقد صنف رحمه الله كتابه الجامع المعروف بسنن الترمذي. وهو من اجل كتب السنة ودواوين الرواية. ثم اختصر ثم صنف استقلالا كتاب الشمائل. الذي ندرس مختصره وتصنيفه الشمائل يعد سبقا منه رحمه الله افرد الابواب التي تتعلق بالمصطفى صلى الله عليه وسلم. في اخلاقه وخلقته وسائر ما سيمر بنا من الابواب. فجعل رحمه الله هذا مصنفا مستقلا وفتح به طريقا واشرع فيه بابا جديدا من في السنة تتابع اهل العلم من بعده على التصنيف فيه. وابتدأ رحمه الله اول ابواب هذا الكتاب المبارك باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكان خلقه وصورته صلى الله عليه وسلم من اكمل الصور واتمها واجمع للمحاسن الدالة التي على كماله صلى الله عليه وسلم. لقد اعتنى العلماء معشر المسلمين ببيان خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تدري ما الذي سيلد في هذا الباب من الاحاديث؟ سيلد فيها وصف الصحابة رضي الله عنهم لما وقعت عليه ابصارهم من جمال رسول الله صلى الله عليه وسلم. سيصفون لك الان في الروايات وصف شعره ولون بشرته. وصف جسده ومنكبيه ورجليه ويديه صلى الله عليه وسلم. وصفوا شعر رأسه ولحيته صلى الله عليه وسلم وصفوا عينيه وانفه وفمه واذنيه صلى الله عليه وسلم. وصفوا كل دقيق وجليل فيما يتعلق بخلقة وهيئة وصورة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وها هنا وقفة عظيمة تستحق التأمل فيها مليا يا كرام. سيرد الان حديث انس وابي هريرة وابن عباس وسائر الصحابة رضي الله عنهم وهم يروون للتابعين يروون لابنائهم واولادهم وطلابهم ممن لم يحظى بالصحبة ولم تكتحل عينه برؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم. لما يجلس احدهم فيروي للجيل من بعده كيف رأوا رسول الله صلى الله عليه سلم. السؤال الكبير ماذا كانوا يريدون بذلك؟ ما الذي قصدوه؟ ومن روايتهم ووصفهم لدقيق وجليل ما وقعت عليه اعينهم من جمال رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجواب باختصار ارادوا ان ينقلوا ما حرمناه بما لم ندركه في صحبتنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم. نقلوا لنا الوصف الدقيق. في كل ما تتعلق بخلقته عليه الصلاة والسلام. ارادوا الا يفوتنا شيء ادركوه رضي الله عنه. لقد وصفوا لنا النبي صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقا والله لكأنك تراها. فاذا ابصرته في المنام وكتب الله لك ذلك قلت هو هو كما نقلوا وصفه رضي الله عنهم تماما على الوصف الدقيق التام يا رجل احصوا حتى عدد شعراته البيض في رأسه ولحيته صلى الله عليه وسلم. هذا الوصف الدقيق يدل على ان جيلا من البشر وهم الصحابة رضي الله عنهم. لما اصطفاهم الله عز وجل ذلك الزمن الكريم. واختارهم الشريفة كانت عناية الهية بتلك الفئة من الامة. لكن لقد كانوا اصدق الامة في حبهم. وصحبتهم وتضحيتهم وايمانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لقد كانوا اوفياء. ما استأثروا بشيء حازوه ولا رأوا انهم وحدهم من يظفر بذلك كله. بل رصدوا ذلك وحفظوه. ثم نقلوه ورووه ثم تأتي الاجيال من بعدهم فتروي هذه الاحاديث تماما كما تروي احاديث اركان الاسلام والايمان واوصاف عبادات واركانها وهيئاتها. هؤلاء الذين نقلوا طوله وعرضه ولونه وشعره وعينيه وفمه وانفه واذنيه صلى الله عليه وسلم هم الذين نقلوا لنا كيف توضأ وكيف صلى وكيف طاف وكيف سعى فصام وكيف دعا كيف فعل في كل انحاء الحياة. لقد ادركوا اذا ان حرصهم على رواية الحلال والحرام وكان العبادات صفاتها وشروطها ليس باهم ولا اولى من نقلهم لنا كيف كانت صفته صلى الله عليه وسلم لقد علموا تماما ان هذا جزء من الدين والشريعة لا ينبغي اغفاله في الرواية للاجيال اللاحقة. لقد ايقنوا وعلموا رضي الله عنه انه ينبغي ان تورث الامة هذا الباب من العلم. كما ورثوا ايضا ابواب الحلال والحرام وفقه الشريعة مسائل العقيدة سواء بسواء. فهل ادركنا نحن اليوم امة محمد صلى الله عليه وسلم. انه كما نهتم بدراسة الحلال والحرام واحكام الشريعة والعقيدة ومسائل الفقه وكل ما نحتاجه في دين الله وشريعته ان ايضا بحاجة الى ان نتعلم هذه الابواب من الشمائل فان الذي رواها هو من روى لنا الحلال والحرام. ومن حفظها قالها هو من نقل لنا اركان الاسلام والايمان. ومن روى ذلك وحفظه للاجيال الامة من بعد هم الذين ادركوا ان هذا دين بتمامه وبابوابه الشتى ينبغي العناية بها. اذا هذا باب من العلم. ولذلك كم نقول دراسة الشمائل المحمدية هي مجالس علم. مجالس ايمان. مجالس حب لرسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. انت عندما تدرس درسا في الشمائل او تقرأ فيه كتابا. او تحضر فيه مجلسا فاعلم رعاك الله انك تتقرب الى الله بدراسة علم شرعي. ويتناولك من فضائله كل ما جاء في نصوص فضل العلم واهله وحملته وانك تجلس مجلس ايمان تتقرب الى الله بما يستقر في قلبك من عظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم. وما له من عظيم الايمان وصدق الطاعة وتمام الحب والوفاء وكمال الاحترام والتقدير كما اراد الله عز وجل يا كرام الحديث عن الشمائل المحمدية حديث عن معايشة ان تعيش عصره صلى الله عليه وسلم وزمنه وايامه لكأنك واحد من صحابته تغدو وتروح وتجلس هنا وهناك وقد وصفوا لك مدخله ومخرجه وضحكه وتبسمه صلى الله عليه وسلم وغضبه ووعظه وخطبته وصفوا لك صلاته ووضوءه وحجه واعتماره وكل شيء في ابواب الحياء عندما يعود مريضا ويشهد جنازة او تجهز جيشا او يقضي بين خصمين او يصلح بين اثنين او ما كان به عليه الصلاة والسلام في خصائص امره في حياته مع اهل بيته واسرته. كل ذلك محفوظ من قول. كل ذلك مدون مروي في دواوين الاسلام بعامة وفي كتب الشمائل النبوية المحمدية بخاصة. هذا باب اول في كتاب الشمائل للامام الترمذي رحمة الله عليه عنون له بقوله باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اردت ان تزرع في قلبك حبا عظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا اردت ان تحمل في فؤادك معرفة وافية تامة بنبيك صلى الله عليه وسلم. وتملأ فؤادك وقلبك افتخارا بالانتساب الى امته. واعتزازا بان واحد من اهل ملته وشرفا وشوقا بان تكون واحدا ايضا ممن يحظى بالاجتماع به والحشر في زمرته صلى الله عليه وسلم. فاعلم انك بحاجة الى ان تتعلم هذه الابواب من الشمائل المحمدية علما تاما. تتوارثه وتدرسه وتعلمه وتعلمه ليكون لك انت واهل بيتك ومن حولك ممن تهتم بشأنه ان يكون لكم عناية بهذا الباب من العلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاول احاديث هذا الباب باس يمر بنا وما بعده من الاحاديث. تتابع فيه على وصفه صلى الله عليه وسلم. نعم عن انس بن مالك رضي الله عنه انه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالابيض الامهق ولا بالادمي ولا بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة فاقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. هذا اول احاديث الباب وهو عن انس رضي الله تعالى عنه. والحديث مخرج في الصحيحين ايضا. فهو من الاحاديث الصحيحة التي صدر بها الامام الترمذي رحمه الله هذا الباب. يقول انس رضي الله عنه وكلكم يعلم من انس انس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقرب الناس اليه والى اهل بيته. وستجد عجبا ان عامة الرواية التي تأتي فيها اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم. يتعدد فيها الصحابة لكنك لن تفقد انسا رضي الله عنه في تلك الاحاديث ولقد عاش قربا من رسول الله عليه الصلاة والسلام. بحكم خدمته للنبي عليه الصلاة والسلام. وبحكم اختصاصه به وقربه منه ومن بيته. انس رضي الله عنه كثير التردد. كثير الدخول والخروج. اذا كان يحظى اوقات داخل البيت النبوي وخارجه بصحبته عليه الصلاة والسلام. ثم هو رضي الله عنه على صغر سنه وحداثته في عمره ظفر ظفر باعظم صحبة. وفاز بافضل شرف ووصف وخدمة. خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي انس رضي الله عنه في هذا الحديث جملا مشتملة على اوصافه. وصف فيها ابرز الصفات الجسمية لرسول الله عليه الصلاة والسلام ذكر الطول واللون والشعر. اما الطول فقال فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وهو ما عبرت عنه بعض الروايات الاتية بعد قليل فيما يذكر بعض الصحابة فيقول كان عليه الصلاة والسلام رب من القول او كان مربوعا بين الرجال. الربعة والمربوع هو الوسط بين والقصير فقوله ليس بالطويل البائن يعني ليس بالطويل شديد الطول صلى الله عليه وسلم ولا بالقصير. فكان وسطا بينهما. وسيأتيك في عامة الاوصاف بعد قليل. ان التوسط والاعتدال كانت سمة في خلقته وصفته صلى الله عليه وسلم. في كل شيء. وسط في الطول وسط في بياض البشرة وسط في صفة الشعر وصف وصف صلى الله عليه وسلم في سائر الاوصاف الاتية تباعا بعد قليل. وانت تدرك ان ان الوسط بين كل شيئين طرفين هو معيار الجمال. ولذلك ستدرك ما وقف عليه الصحابة كانت قلوبهم فيه مأسورة بجماله وحبه صلى الله عليه وسلم. ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وتأتي الروايات الاخرى بعد قليل مؤكدة لهذا المعنى ايضا ان طوله كان وسطا فيما جاءت بعض الروايات التي تجمع تطوله عليه الصلاة والسلام انه ربما كان مع توسط طوله الا انه الى الطول اقرب من القصر هو وسط لكنه الى الطول نوعا ما اقرب. فاذا وقف بين الرجال صلى الله عليه وسلم رأيته وسطا بينهم فلا يغيب عنك طوله لقصر تخفيه عنك قامات الرجال. ولا يبرز طوله بينهم صلى الله عليه وسلم. بحيث يكون ايضا ناشزا في طوله بين الواقفين. كان وسطا صلى الله عليه وسلم. اما في لونه فقد قال ولا بالابيض الامهر ولا بالادم وصف بياضه ايضا بين لونين. ليس بالابيض الامهق. والمقصود بالابيض الامهق شديد البياض اشبه ما يكون ببياض البرص. فلم يكن شديد البياض الى هذا الحد. وهو ايضا صلى الله عليه وسلم لم يكن بالادم والادم المقصود به الاسمر شديد السمرة. فلا هو بالاسمر ولا هو بالابيض شديد اذا هو وسط بينهما صلى الله عليه وسلم. وستأتيك الروايات الاخرى بعد قليل ان بياض المصطفى صلى الله الله عليه وسلم كان بياضا مشربا بحمرة. وهو من اجمل انواع البياض في وجه المرء وبدنه كان كذلك صلى الله عليه وسلم. قال ولا بالابيض الامهق ولا بالادم. ثم انتقل الى وصف شعر رأسه عليه الصلاة والسلام. قال ولا بالجعد قطط ولا بالسبط. الجعد القطط هو الشعر الخشن شديد الخشونة حتى يصيبه تلون وانثناء. من شدة خشونته يتلوى وينثني بعضه على بعض قال ليس بالجعد القطعي ايضا قالوا ولا بالسبب. الشعر السبغ هو الشعر الناعم شديد النعومة. كانه يسيح على رأس صاحبه فلن يكن شعر رأس نبيكم صلى الله عليه وسلم خشنا متلويا منثنيا معقدا ولا هو هو ناعم شديد النعومة. كان وسطا بينهما فكان ايضا عليه الصلاة والسلام كما ستأتي الروايات الاخر يعتني بالعناية بشعره وتسريحه وترجيه بانه كان عليه الصلاة والسلام ذا هيئة حسنة ويزيد حسنه حسنا بالاعتناء وهره وهيئته عليه الصلاة والسلام قال انس رضي الله عنه في تمام هذه الرواية. بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة. يعني بداية نبوته وبعثته لما تم له اربعون سنة من عمره صلى الله عليه وسلم. وذلك لما اتاه الوحي بغار حراء. ونزل عليه جبريل عليه السلام بمطلع سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم علمني القلم علم الانسان ما لم يعلم. كان ذلك لما تم له اربعون سنة صلوات ربي وسلامه عليه. قال انس رضي الله عنه بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة. فاقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين المعلوم عند كل من درس السيرة النبوية ان دعوته ومقامه صلوات الله وسلامه عليه مكة كان كم سنة؟ كان ثلاث عشرة سنة وفي المدينة كانت عشر سنوات والمجموع ثلاث وعشرون سنة فاذا اضفتها الى ابتداء بعثته وهو اربعون سنة تم له من العمر صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وهذا مما لا يكاد يختلف فيه بين اهل الاسلام. فكيف يقول انس هنا رضي الله عنه والحديث صحيح يقول قام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة. فهل حدث انس ثلاث سنوات سنوات او سها عنه او اخطأ رضي الله عنه كل ذلك لم يكن. ولك ها هنا احد جوابين اما ان تقول ان انس رضي الله عنه اعتمد على حساب ما جهر فيه بالدعوة بمكة صلى الله عليه وسلم فانكم كما تعلمون. اول ما نزل عليه الوحي بقي بمكة يدعو الى الله سرا لم يجهر بالدعوة وبقي يدعو سرا وظل على ذلك نحوا من ثلاث سنين وبعض اهل السير يذكر انها خمس سنوات والصحيح الاول بقي ثلاث سنوات حتى امر عليه الصلاة والسلام بالجهر بالدعوة. فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ومثل قوله وانذر عشيرتك الاقربين. فحسب انس رضي الله عنه المدة التي جهر فيها بالدعوة فكانت فعلا عشر سنوات وكان بالمدينة ايضا عشر مثلها. هذا احد الجوابين. والجواب الاخر وهو اقرب ان انسا رضي الله عنه اعتمد على ما جرت به العادة عند العرب في حساب والعد في ذكر الارقام بحذف الكسور وما بين العقود اختصارا فاذا قال ثلاث عشرة سنة فثلاثة عشر اقرب الى العشر ام الى العشرين؟ اقرب الى العشر فتحذف الثلاث اختصارا ولا يراد به هنا التحديد بل التقريب. فقوله اقام بمكة عشر سنين يعني على حد الثلاث السنوات هذه اختصارا. ويدل على ذلك قوله رضي الله عنه وتوفاه الله على رأس ستين سنة وانت تدرك حتما ان انسا رضي الله عنه ليس بالذي يجهل عمر النبي صلى الله عليه وسلم فيخطئ. او يغيب عنه عدد سنوات عمره فيظن انها الستين وهي في الحقيقة ثلاث وستون. ليس انس بالذي يغيب عنه ذلك وهو الذي يقول في اخر الرواية وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. اذا كان انس قد احصى عدد الشعرات البيض وهي ادق واخفى ايغيب عنه عدد سنوات صلى الله عليه وسلم؟ الجواب اذا انه عمد الى ما جرت به العادة من حذف تلك الارقام التي تأتي بين الفاظ العقود اختصارا ويحذف الكسر وهي طريقة متبعة عند العرب. اذا يحكي انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم دعوته التي بعثه الله تعالى بها بين مكة والمدينة. فحظيت هذان البلدتان بدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه ودعوته العظيمة ورسالته الكريمة وتبليغه دين الله عز وجل للامة جمعاء. كان لمكة منها الصدر الاول والنصف الاول منها على ما فيها من ابتلاء وتكذيب وعناد. على ما فيها من صبر ومصابرة على ما فيها من تضحية هو فداء كان عليه الصلاة والسلام لا يدخر فيها وسعا. لتبليغ دعوة الله. وكان حظ المدينة منها العشر السنوات الاخيرات التي تم فيها التشريع وتتابعت فيها الاحكام واكتمل فيها القرآن ايده الله عز وجل بالصحبة المباركة التي عضدته ونصرته فازرته حتى بلغ دعوة الله. قال رضي الله عنه وتوفي او وتوفاه الله على رأس ستين سنة. والمقصود انها ثلاث ستون من عمره صلى الله عليه وسلم قال وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. احصى انس رضي الله عنه عدد الشعرات البيض اعلم رعاك الله ما كان قصد انس رضي الله عنه من هذا الاحصاء شيئا من تحديق النظر الى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد ثبتت الروايات الصحيحة ان الصحابة ما كانوا يطيقون ذلك. وكان احدهم لا تحد النظر اليه مهابة وتعظيما له صلى الله عليه وسلم. لكن انسا رضي الله عنه بحكم قربه واختصاصه كان ربما وقعت عيناه المرة بعد المرة حتى لكأنك تقول رسخت في ذهنه صورة رسول الله لا صلى الله عليه وسلم وكأنك تقول والله لو اغمض عينيه لرآها صورة النبي عليه الصلاة والسلام في داخل جفنين لحكم والقرب والشرف والصحبة العظيمة القريبة جدا. فقوله ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. وسيأتيك في الباب قريبا باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. افرد الترمذي لشيب النبي عليه الصلاة والسلام بابا. فيه الرواية التي يقول بعضها في الصحيح انها كانت نحو من اربع عشرة شعرة بيضاء. واخرى تقول سبع عشرة شعرة بيضاء يقول انس وهذا الذي يجمع الروايات انها لا تبلغ العشرين ولا تتجاوزها. اذا عشرون شعرة بيضاء او دونها هي مجموع الشعرات البيض التي رآها الصحابة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد بلغ ثلاثا وستين سنة الا ان الشيب لم يخطو في شعر رأسه ولحيته عليه الصلاة والسلام كثيرا. هذا رواية انس وهو اول احاديث الباب. فماذا رأيت رعاك الله رأيت اعتدالا في الخلقة رأيت مجامع الحسن في ابتدائي. رأيت توسطا في الطول توسطا في اللون ايضا توسطا في الشعر. يعود بك السؤال مرة اخرى. ما الذي حمل انس رضي الله عنه؟ على الرواية عندما يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. لم يكن كذا ولا كذا كان بين هذا وذاك هل سئل انس رضي الله عنه فاجاب ام جلس ابتداء مع طلابه والتابعين من مدرسة الاسلام من بعد الصحابة فعقد مجلسا او جلسوا اليه فجلس يحكي وصف النبي عليه الصلاة والسلام. ايا كان فكلا الامرين يدل على انه ادركوا ان هذا باب من العلم تتعين العناية به. نعم والله. ان سئل فانظر كيف اجاب السائل ولم يقل للسائل وماذا تريد من ذلك وماذا يبلغ بك السؤال عن لونه ورأسه وشعره وطوله عليه الصلاة والسلام. ولئن لم نسأل فاتكلم ابتداء فهو اكد قد يتحدث رضي الله عنه كان عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل لباء ولا بالقصير ولا بالابيض الامهق ولا بالادم ولا اعدل قطط ولا بالسبط يتحدث ابتداء يصف هذا الوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو يجمع في الرواية هنا ابرز الجسمية ابتداء الوصف الاكمل الذي تأتي التفاصيل بعده تباعا. هذا حديث انس رضي الله عنه وهو اول احاديث الباء وتأتيك الروايات الاخر وايضا تباعا. نعم وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم وكان شعره ليس بجعد ولا سبب. اسمرا اللون اذا مشى يتكفأ الرواية الثانية عن انس ايضا رضي الله عنه. والحديث ايضا في الصحيحين عند الامامين البخاري ومسلم. رحمة الله عليهم يقول رضي الله عنه في ثاني احاديث هذا الباب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ما معنى ربعة وسطا في الطول فسره فقال ليس بالطويل ولا بالقصير. اذا طوله وسط صلى الله عليه وسلم ثم قال حسن الجسمي اي حسن يقصد رضي الله عنه نعم هو اختصر في هاتين الكلمتين تفصيلا كثيرا. حسن الجسم يدخل في قوله حسن الجسم اعتدال الخلقة يدخل في قوله حسن الجسم ان العين تقع بالنظر الى جسم حسن ترتاح العين بالنظر اليه في جمال وجلال في هيبة واعتدال. حسن الجسم صلى الله عليه وسلم. ليس طويلا تشد العين بالنظر اليه ولا قصير فتزدريه. كان وسطا حسن الجسم صلى الله عليه وسلم. حتى في البدانة والنحف كان وسطا. لم يكن الصلاة والسلام نحيلا دقيقا ولا كان بديلا او كما ستأتي الرواية لم يكن عليه الصلاة والسلام مطهما لم يكن بادنا كثير اللحم. حسن الجسم كلمتان جمعت في جمال هيئته صلى الله عليه وسلم وصفا كثيرا من الدقيق الذي تأتي فيه الروايات بعد قليل. يقول رضي الله عنه كان شعره ليس بجعد ولا سبط وتقدم قبل قليل انه وصف لخشونة الشعب. فلن يكن خشنا شديد التثني والالتواء ولم يكن لمن ينساه كما هو الشأن في شعر النساء. كان وسطا عليه الصلاة والسلام. قوله اسمر اللون تفهم السمرة هنا على احد معنيين ايضا. لانه تقدم قبل قليل انه ليس بالابيض الامهق ولا بالادم شديد السمرة فكيف يقول هنا في الرواية اسمر اللون؟ قال اهل العلم اما ان يكون المقصود ان البياض الذي وصف به عليه الصلاة والسلام لم يكن بياضا ناقعا. ولا شديد البياض كما هو بياض البرص. واسلقته قبل قليل فقوله اسمر يعني بياض مشوب بشيء من الحمرة الذي صرحت به بعض الروايات فقال اسماء والجواب الثاني ان بعض اهل الحديث قال ان الرواية بهذا اللفظ هنا عن انس رضي الله عنه غير محفوظة. وتفرد بها حميد الطويل في روايته عن انس رضي الله عنه وعامة من روى عن انس هذا الحديث قال بدل اسمر اللون قال ازهر اللون وهذا اقرب وهو الذي توافقه الروايات الاخرى. اسهر اللون يعني بياضه مزهر. والبياض المزهر هو الذي ترتاح العين بالنظر اليه لشيء من الحمرة الخفيفة التي تخالط البياض. وهذا اذا الجواب عن قوله اسمر اللون. قال اذا يتكفأ التكفؤ في مشية وصف لنوع من المشي. اذا ابصرت انسانا يمشي في منحدر متجها من الاعلى الى الاسفل فانت ترى ان مشيته فيها قدر من الاسراع غير المقصود ولا المتكلف. لانه يمشي بطريق منحدرا. فالمشية تخللها اسراع ليس مقصودا منه الاسراع. ثم هذا المنحدر من اعلى الى اسفل يحاول التماسك لان لا يتحول مشيه الى جري وسعي. فهذا التكفؤ يحمله على رفع القدم ووضعها بتمكن لعدم الاسترسال في تتابع الخطوات التي يوشك ان تنقلب جريا. هذا باختصار هو وصف التكفؤ. قال اذا مشى يتكفأ حتى اذا مشى على الارض البسطة عليه الصلاة والسلام في مشيته اسراع دلت عليه بعض الروايات في السنن حتى قال بعضهم كان عليه الصلاة والسلام اذا مشى اسرع قال يتخطى في المشي وانا لنجهد انفسنا وانه غير مكترث وان كان في الرواية ضعفا يعني يحاول الصحابة اللحاق به بقدر من التكلف والاسراع وهو يمشي عليه الصلاة والسلام مشيته المعتادة الا انه يسبقه في سرعة المشي وتقارب الخطوات وايضا يظهر في وصف التكفؤ رفع القدم بتمامها. فليست بمشية المتماوت الضعيف الكسلان الذي يسحب قدميه حتى تخط في الارض. ولا هو بالذي يرفعها تكبرا وتجبرا. كما يفعل العتات والظلمة. وحاشاه صلى الله عليه وسلم فاذا مشى تكفأ يعني اخذ قدمه بالارتفاع بالكلية فيخطو خطوة فيها اتزان واكتئاب فيها تؤد وطمأنينة فيها اظهار لنفس عظيمة بين جنبي صاحبها عليه الصلاة والسلام فيها قدر عظيم من اوصاف والسيادة والعظمة التي حباه الله تعالى بها. هذا ايضا ثاني الاحاديث وفيه من الجمل الزائدة على الحديث الاول وصف الاسمر في اللون ومضى الجواب عنه ووصف التكافؤ في المشي. وقد احسن انس رضي الله عنه لما قال حسن الجسر قوله حسن الجسم كما قلت لك هو يحكي اختصارا لكثير من اوصاف الجمال التي وقعت عليها اعين الصحابة في وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في حديث البراء الان. نعم. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم امتي الى شحمة اذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط احسن منه صلى الله عليه وسلم وفي رواية وفي رواية عنه قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل. صلى الله عليه وسلم هذا حديث جديد وراويه البراء بن عازب رضي الله عنه افتح قلبك ايضا لاوصاف الجمال المحمدي. وافتح اذنيك الجمل التي يحكيها الصحابة فيما اكتحلت به اعينهم من جمال المصطفى صلى الله عليه وسلم. كان عليه الصلاة والسلام رجلا ربوعا رجلا في وصف شعره عليه الصلاة والسلام وانه لم يكن ايضا بالجعد القطط ولا بالسبط عليه الصلاة والسلام. هو وصف للشعر. والشعر الرجل الشعر المسرح. المتخذ فيه التمشيط مع قدر من الاتهان وهذا لا يكون الا في شعر الوسط. لان الشعر الخشن لا يرجل هكذا. والشعر الناعم شديد النعومة لا يحتاج الى ترجيل قوله رضي الله عنه مربوعا يعني وسطا في الطول كما تقدم قبل قليل. بعيد ما بين المنكبين تروى بالتصغير تروى بالتكبير اما ان تقول بعيد ما بين المنكبين او تقول بعيد ما بين المنكبين. المنكبين مثنى منكب ما المنكب هل هو الكتف؟ المنكب هو مجمع العضد مع الكتف. هذه الزاوية هي المنكب. هي مجمع عضد اليد مع الكتف فهذا المفصل الذي يجمع بين العضد والكتف يسمى المنكب. ولكل انسان منكبالك. ولهذا قال ابن عمر في الحديث رضي الله عنه اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عامل سمين كان عليه الصلاة والسلام بعيد ما بين المنكبين. ماذا يعني يعني عريضة اعلى الصدر والظهر عليه الصلاة والسلام. هذه ضخامة. هذه فخامة. هذا جمال فيه عظم خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام. يا كرام ستأتي الاوصاف بعد قليل في حديث علي وغيره كان ضخم الكفين والقدمين ضخمة الرأس والكراديس هذه الضخامة تعطيك انطباعا عن ان الجمال البشري نوعان الجمال البشري نوعان. احدهما جمال لطف ورقة ونعوم. وهو المستحسن في النساء والجمال الاخر وهو اللائق بالرجال. جمال الفخامة والهيبة والضخامة. فعندما يوصف المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجمال في بياضه المشرق بحفرة. وفي طول اهدابه عليه الصلاة والسلام وسعة عينيه وجمالها. وجمال وخديه وجمال شعره ولحيته صلى الله عليه وسلم لا ينبغي ان ينصرف ذهنك في التشبيه والتخيل الى جمال النساء جمال اللطف والنعومة والرقة فتأتيك اوصاف الفخامة والضخامة. يقول في حديث هند بن ابي هالة كما سيأتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يملأ العين هيبة وجلال. فجمال مع جلاله. مع هيبة واحترام ووقار كان عليه الصلاة والسلام بعيد ما بين المنكبين. فكان عليه الصلاة والسلام عريض الصدر. وعريض اعلى الظهر. وهذا تعطي ايضا في اوساط الرجال مع التوسط في الطول المتقدم قبل قليل يعطي جمالا يملأ العين جلالا ومهابة كما فقلت لك قوله بعيد ما بين المنكبين ثم قال عظيم الجمة الى شحمة اذنيه. الجمة وصف لشعر الرأس في كثافته. وتأتيك اوصاف شعر المصطفى عليه الصلاة والسلام بثلاثة الفاظ. جاء بوصف الوفرة وبوصف الجمة وبوصف اللمة. ثلاثة اوصاف عند العرب تستخدم بكمية وفرة شعر الرأس الاختلاف في ترتيبها فمنهم من يقول ان اولها الوفرة وهو الذي يكون فيه شعر الرأس وفيرا حتى يبلغ شحمة فينزل على وفرته فيصيب شحمة الاذن ولو نزلت عنها قليلا. فاذا وصل الى الجمة فما تجاوز شحمة الاذن الى اسفل ويقال اللمة اذا ضرب المنكب او العكس وبعضهم يقول الجمة اذا ضربت المنكب فينزل الشعر يصل المنكب وما تجاوزه واللمة دون ذلك هي ثلاثة اوصاف. على كل حال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيرا. وهو الى الطور كما ترى. قال عظيم الجمة الى شحمة اذنيه فوصف ها هنا شعره عليه الصلاة والسلام وانه في وفرته يبلغ شحمة الاذن. قال عليه حلة حمراء طاء ما رأيت شيئا قط احسن منه. الحلة في لباس العرب لا تسمى حلة الا اذا تكونت من قطعتين. وليس ثوبا من قطعة واحدة كما يلبس كثير منا اليوم. وقال تسمى حلة لان احدى القطعتين تحل على الاخرى كالاذار والرداء. او القميص والايزاء. قال وعليه حلة حمرا المقصود بالاحمرار هنا وصف لغالب اللون الذي يرى على حلته. والا فقد ثبت نهيه صلى الله الله عليه وسلم عن لبس الاحمر الخالص وجاء النهي عنه. فليس ينهى عن شيء ويفعله عليه الصلاة والسلام المقصود بالحلة الحمراء هنا التي فيها خطوط حمر او فيها صبغة بحمرة وليس هو الحمار الخالص الذي نهى صلى الله عليه وسلم عليه حلة حمراء قال ما رأيت شيئا قط احسن منه. هل لك ان تتصور حلة فيها لون احمر يلبسها اللابس وهو ابيض مشرب بحمرة تكون اجمل ما يمكن النظر اليه في جمال اللبس لابسي عليه الصلاة والسلام. ولهذا ختم البراء وصفه في جمله المعدودة فقال ما رأيت شيئا قط احسن منه صلى الله عليه وسلم هل كانت هذه مبالغة من البراء؟ ما رأيت شيئا قط احسن منه. لاحظ قال ما رأيت شيئا ما قال ما رأيت انسانا يعني ما رأيت شمسا ولا قمرا ولا كوكبا ولا جمالا في الخلق قال ما رأيت شيئا قط احسن منها. واكد النفي قوله قط يعني ما رأيت ولن ارى. هل هذه مبالغة من البراء ابدا والله يا قوم يحكي صدقا لشيء وقعت عليه عيناه فاسره بالجمال. هل كان الصحابة رضي الله عنهم بهذا الوصف يتغزلون في جماله عليه الصلاة والسلام او يمشون يعيشون عشقا وهوياما بحب حبيبه ممن اسر جماله عيونهم صلى الله عليه وسلم؟ لا والله يا قوم. لكنه جمال بشري اسر العيون. جمال فيه من الجمال والهيبة والجلال. جمع له الجمال في هيئته وخلقته كما هو الجمال في اخلاقه وتعامله عليه الصلاة والسلام جمال ظاهر وباطن اسر قلوب محبيه صلى الله عليه وسلم بلا استثناء. لا تعجب ان يعبر احدهم عما رأى من الجمال والجلال ثم يعجز عن استيفاء كل اوصاف الجمال فيقول اختصارا ما رأيت شيئا قط احسن منه صلى الله عليه وسلم فيترك لك الخيال تحلق في حدود هذا الجمال المحمدي الذي عاشه الصحابة رضي الله عنهم. وفي رواية عنه قال ما رأيت من ذي لمة والمقصود باللمة كما قلت لك شعر الرأس اذا تجاوز شحمة الاذن. قال ما رأيت من ذي لمة يعني ما ارأيت انسانا له شعر يوصف بانه لمة تجاوز شحمة الاذن فنزل بلغ المنكبين او لم يبلغها. قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو ايضا وصف ليس على المبالغة لكنه على الصدق والواقع الذي وقعت عليه ابصارهم رضي الله عنهم. قال له شعر يضرب منكبيه. يعني ربما تجاوز طول شعره عليه الصلاة والسلام. فتجاوز شحمة الاذن حتى بلغ المنكبين وهذا ثابت في عدد من رواية الصحابة رضي الله عنهم. قال بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل. هو ايضا تأكيد على ما سبق في الرواية الاخرى. تتابعت رواية البراء مع رواية انس رضي الله عنهما فيما سبق على هذه المعاني. في وصف الطول في وصف الجمال في وصف شعره عليه الصلاة والسلام الترمذي من الحديث في سننه في الجامع رحمة الله عليه. من حديث جابر ابن سمرة. واسمع كيف يحكي الصحابة جمال له عليه الصلاة والسلام. يقول جابر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان. والليلة الاضحيان هي الليلة المقمرة في وسط الشهر ليلة الرابع عشر. يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان فجعلت انظروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر. وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر صلى الله عليه وسلم لما تقرأ الاوصاف والله كأنك تقرأ شعر المتغزلين في الغزل وهم يحكون الجمال. لكن هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم لن يكونوا بالذين يهيمون في هذا الجمال لكنه طريق معبد اسسوا عليه حبا عظيما حملهم على ايمان صادق وطاعة تامة. ها هنا المفارقة الضخمة الكبيرة يا قوم. بيننا وبينهم ماذا لا يعني اعني ان كثيرا ممن ظل يحفظ اشعارا وينشد القصائد في جمال النبي عليه الصلاة والسلام به ويحكيه ويستأنس به ويطرب لما ينشد ويشعر ويسمع ويلقي من القصائد والمديح. لكنه ويعيش حياة فيها مفارقة كبيرة. فيها زهد عظيم في جانب السنن. فيها مفارقة كبيرة لمواقع الهدي النبوي ها هنا تأتي المفارقة هذا الفصام النكد الذي تعيشه اجيالنا المتأخرة مع كل اسف. عند فئات من الاقوام وليسوا بالقليلين يحكون حبا يحكون جمالا ينشدون اشعارا يحكون القصائد يجتمعون في قراءة الاوصاف النبوية التي تملأ القلب جمالا وجلالا. هذا طريق معبد ينبغي ان يقود الى حب عظيم يملأ الصدور ثم ماذا؟ ثم بعد الحب خطوات صادقة نحو الاقتراب من هذا الحبيب عليه الصلاة والسلام. من ملء القلوب يقينا بصدق رسالته وكماله لبعثته وان هديه اكمل الهدي وطريقته اشرف الطرق وان حياته اسعد حياة البشر على وجه الارض. وانه اوسع لمسلم صدق في محبته الا ان يأخذ نفسه اخذا شديدا جادا بالتزام خطاه ومنهجه وسيره صلى الله عليه وسلم حذو القذة بالقذة. ليست المحبة ها هنا شعارات ترفع. ولا عبارات تقال ولا رايات ترفرف ولا اشعارا تنشد ولا جلسات نجتمع عليها ولا موائد يدعى الناس اليها. الحب الصادق يا كرام عندما بما يقودنا الى ما تملأ القلوب حبا له صلى الله عليه وسلم في وصف حوته الروايات الصحيحة الثابتة التي لم نتجاوزها ولن نغفلها لكن ينبغي ان تملأ القلوب من اجل ما بعدها. من اجل ان تمتلئ القلوب حبا لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تقدم بكم يا كرام ان حب اي انسان لانسان لابد وان يقوم على احد منطلقات ثلاثة اما جمال الخلقة والهيئة والصورة. وهذا غالب ما يقع عليه حب البشر للبشر. واما جمال الاخلاق والصفات وهذا جمال الباطن وذاك الظاهر واما جمال الاحسان والانعام والاكرام. يأسرك انسان بحسن معاملته واكرامه لك ومعروف اسداه اليك فتبقى اسيرا لحبه. ثلاثة اجتمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اعلى مراتبها جمال الظاهر وجمال الباطن وكمال احسانه علينا بان اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور. ثلاثتها اجتمعت في مراتبها للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فاستحق اكمل الحب عليه الصلاة والسلام. هنا ينبغي ان تقول لا يجب لا يصوغ لا يليق والله بمسلم ان يجعل محبوبا من البشر في قلبه يحتل مكانة اعظم ولا ارقى ولا اكبر من حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا دين يا قوم. هذا ايمان ينبغي الا نجامل فيه انفسنا. ولا نحابي فيه قلوبنا اخبرني اي محبوب تربع على عرش الحب في قلبك. زوجة او والد او والدة او ولد او صديق او حبيب وقريب السؤال الاخر لاي شيء احببته ان احببته لجماله فوالله لجمال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتم ان احببته لاخلاقه فوالله لاخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم حسبك قول ربك فيه وانك لعلى خلق عظيم ان احببته لاحسان اسداه اليك ومعروف قدمه اليك ووقفة عظيمة كشف عنك بها كربة او ازاحها بها عنك غمة فلا يبلغ احسان انسان اليك احسان المصطفى. صلى الله عليه وسلم قط بلا وجه مقارنة. ايليق بعد ذلك ان تقدم على حبه صلى الله عليه وسلم حب احد في قلبك. هذا والله من ظلم قلوبنا لقلوبنا. فلنعترف بها صحح ها هنا جمال عظيم. تأسف والله على قلوب بشر اهدرت حبها فيما لا يستحق الحب. قولوا لكل مفتون بجمال انسان ومأسور بعشق جمال. دونكم جماله عليه الصلاة والسلام. ها هنا جمال عظيم مبارك جمال يزيدك ايمانا قربا وحبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هنا جمال ينبغي ان يكون معيارا. تقيم على اساسه حبك لاي انسان ستحب. وصدق من قال بلغ العلا بكماله. كشف الدجى بجماله. حسنت جميع خصاله صلوا عليه واله صلى الله عليه وسلم. حديث الصحابة عن خلقته عليه الصلاة والسلام. ووصفهم فيها للجمال لم تكن استطرادا لم يكن شيئا مما جرى عليه الناس في المبالغات في اوصاف جمال من يحبون. لكنهم والله العظيم كون جمالا صادقا اكتحلت اعينهم برؤيته. حكوا شيئا لا يطيقون الا ان يصفوه. كما رأوه رضي الله عنهم وارضاهم. هذا وصف تتابع عليه اكثر من واحد لما يقول انس رضي الله عنه كان حسن الجسم. يقول البراء بن عازب ما رأيت شيئا قط احسن منه يقول جابر بن سمرة فاذا هو عندي احسن من القمر صلى الله عليه وسلم. يقول انس كما في حديث البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه لم ارى بعده ولا قبله مثله صلى الله عليه وسلم. والله ما كانت مبالغات عاش بعضهم سنوات طوالا بعد مماته عليه الصلاة والسلام. وعاش بعده زمنا رأى فيه من الصور والاشكال وتعدد والالوان لكنهم اكدوا تماما انه ليس شيء من جمال البشر وقعت عليه ابصارهم كمثل جماله عليه الصلاة والسلام انا وانت ما ادركنا شرف الصحبة. ولا رأينا ما رأوا ولا تنعمنا بما تنعموا ولكن هذه الروايات فوضى هذا الوصف الدقيق ينقلك الى ذلك الزمن. يعيش بك في ذلك الجيل. يصف لك الوصف الدقيق لرسول الله عليه الصلاة والسلام حق علي وعليك والله ان تمتلئ القلوب حبا لهذا النبي الكريم. وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس. طويل المسربة اذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبر. لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المجلس يا كرام ينبغي ان نقول افسحوا في قلوبكم مساحة واسعة لحب الحبيب صلى الله عليه عليه وسلم ثم لا ينبغي ان نزاحم عليها حب محبوب من البشر قط ايا كان ولا يسعنا والله الا ان نمتثل قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده وهو والده والناس اجمعين اسعى رعاك الله وجاهد نفسك وتعهد قلبك وفؤادك وانظر في محبوبات قلبك لا ينبغي ان يتقدم حب انسان فيه على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستعن على ذلك بكل ممكن. هذه اوصافه الجليلة الجميلة. هذا جماله العظيم ونحن بشر ويأسرنا الجمال وننقاد له. وتجد قلوبنا ولابد متأثرة بهذا الوصف. فعندما يقف احدنا اعلى هذا الجمال سيتضاءل امام ناظريه كل جمال سواه. نعم والله. يقول علي رضي الله عنه في هذا الحديث حديث ايضا من الاحاديث الصحيحة التي صححها الامام الترمذي والحاكم كذلك وغيرهما. يقول لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير تأكيد لما تقدم في روايتي انس والبراء رضي الله عنهما. هذا ثالث صحابي الان يصف لك الطول بانه كان وسطا. قال شتم الكفين والقدمين الكفان والقدمان وصف فيهما صلى الله عليه وسلم بقوله شفن الكفين. شفن الكفين يعني غليظ الاصابع والكف والراحة هل هي ضخامة العمالقة؟ الجواب لا. لكنه جمال الفخامة كما قلنا. هي الضخامة التي تملأ العين جلالا فاذا رأيت هذا ضخامة مع اعتدال الخلقة في الطول واعتراض الصدر والظهر بعيد ما بين منكبين وادركت التناسق والاعتدال في الخلقة وجدته في ابلغ ما يكون جلالا في فخامة وجمال. قال شتم والقدمين ففي كفيه صلى الله عليه وسلم ضخامة وعظمة في الاصابع وراحة اليد وكذلك في القدمين وسيأتيك في الوصف مزيد بهذا المعنى في اوصاف اطرافه عليه الصلاة والسلام. ضخم الرأس ضخم الكراديس كذلك ضخامة الرأس مع اعتدال الخلقة في اتساع ما بين المنكبين وعظمة الصدر والظهر وتوسط طول الجسد مع اعتدال الخلقة وكان حسن الجسم. فليس الضخامة الرأس التي تكون نشاذا عن باقي الاعضاء. لكنها كما قلنا مرارا هي جمال الفخامة والجلال. ضخم الكراديس. الكراديس رؤوس العظام المفاصل وضخامتها اتساع اتساع عرض العظام في جسده عليه الصلاة والسلام متناسقة مع ضخامة الرأس واليدين والقدمين واتساع ما بين المنكبين عليه الصلاة والسلام. طويل المسربة. المسربة هو خط الشعر الذي يفصل الصدر وينزل من اعلى العنق الى السرة. يسمى المسربة. طويل المسربة فكان له خيط من الشعر في صدره من اعلى عنقه الى سرته عليه الصلاة والسلام. اذا مشى تكفأ تكفؤا وتقدم وصف التكافؤ قبل قليل. كأنما انحطوا من صبب ايضا الوصف ذاته كانما تراه في مشيته على الارض مستوية كالذي ينزل منحدرا من اعلى الى اسفل كيف تتسارع الخطى على رغم التماسك كيف تتقارب كيف يكون الاسراع من غير تقصد ولا تعمد ولا اسراع قال لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. ليس واحد ولا اثنان ولا ثلاثة. هل تواطؤوا على الجملة افاتفقوا على روايتها لا والله لكنهم اتفقوا على شيء عظيم وقر في قلوبهم. حبهم لنبي ملأ صدورهم واسماعهم وابصارهم حبا وتعظيما واجلالا عليه الصلاة والسلام. وهكذا ينبغي ان اكون انا وانت. نعم والله كالبراء وانس وعلي رضي الله عنهم اجمعين. نتأسى بهم. اكتحلت عيونهم بالجمال لكنهم ما استأثروا به انفسهم لقد رووه لنا ونقلوا لك هذا فينبغي ان يستقر في قلبك ما استقر في قلوبهم حق علينا جميعا ان نتواصى بذلك ليكون لسان حالنا ومقالنا صدقا لا والله ما في قلوبنا ولا في عيون افئدتنا مثله قبله ولا بعده الله عليه وسلم. هذا المعنى الذي حرص الصحابة على نقله كان يهدف الى مقصد عظيم كبير هو اساس من اسس الايمان هو عروة من عرى الايمان الوثيقة التي ينبغي ان تنعقد عليها الصدور المسلمة. الحب العظيم الواجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم القائد الى اقتداء عظيم واستنان تام واهتداء اكمل بسيرته وسنته وشمائله عليه الصلاة والسلام فلا يزال في الباب بقية لاحاديث في وصف خلقته صلى الله عليه وسلم نأتي عليها تباعا في المجالس المقبلة ان شاء الله تعالى اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم املأ قلوبنا تعظيما لجلالك واجلالا واملأ صدورنا حبا وتعظيما لنبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم اعمر بواطننا بتقواك وظواهرنا باتباع نبيك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم. اجعلنا يا رب في اقرب من تقرب اليك. واوجه من توجه اليك. واخصهم زلفى لديك يا رب والعالمين. اللهم انا نسألك الحسنى وزيادة. اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسر. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت وقنا شر ما قضيت. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان والسلامة اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله يا رب بنفسه