السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه. واصلي واسلم على الهادي البشير والسراج المنير سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فهذا مجلس مبارك احبتي الكرام نجتمع فيه سويا لمدارسة باب من ابواب علم الوصول من احد متونه المختصرة المفيدة النافعة ويأتي هذا المجلس ضمن الدورة العلمية الثانية دورة السراج التي يقيمها مشكورا مكتب الدعوة بابها في علمي يوفر لطالب العلم في مثل هذه الاوقات من الاجازة برنامجا علميا وموردا ينهل منه العلم ويتقدمون فيه في طريق الطلب خطوات وخطوات. وهذا المجلس المعقود لمدارسة هذا الكتاب او هذا من الكتاب ينبغي ان يكون مشتملا بين يديه على مقدمات يسيرات تعين على فهم ما نحن بصدد مدارسته ايها المباركون اولا الكتاب مؤلف للفقيه الحنبلي صفي الدين عبدالمؤمن بن عبدالحق البغدادي الحنبلي من فقهاء بغداد. ومن اعيان علماء القرن السابع والثامن الهجري وفاته رحمه الله تعالى في ثلث في ثلث القرن الثامن الهجري. وقد لقي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الشام لما ارتحل اليها وتردد عليها. وممن انتفع به بعض تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية مثل الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله الله فانه قد استجازه وافاد منه. عرف رحمه الله تعالى بخموله مع عنايته بطلب العلم والفقه والفراغ لكنه لم يكن يخشى المجالس ويرتاد المحافل التي ربما حرص عليها بعض اهل العلم. فعاش رحمه الله مع غزارة علمه وجودة ما فتح الله به عليه. وهذا الكتاب الذي نتدارسه قواعد الاصول ومعاقد اصول هو مختصر من كتاب له اكبر منه كما نص على ذلك في مقدمة الكتاب واسم الكتاب الاصل تحقيق الامل في علمي الاصول والجدل جعله موسعا مشتملا على الخلاف والاقوال والمذاهب والادلة والترجيح. فعمد في هذه الرسالة المختصرة قواعد الاصول ومعاقد الفصول عمد فيها الى ايجاز ما اورده في ذلك الكتاب ولخصه منه مجردا عن الدلائل كما قال في مقدمة الكتاب. ولما جرده عن الدلائل اضحى كتابا مختصرا. فمن ميزاته اذا وصاروا العبارة وعدم التطرق الى تطويل الخلاف. وايضا عدم عوض الادلة كما هو شأن المختصرات. في المتون ومن اميز ما يعتني به المتفقه الحنبلي في دراسة مثل هذا الكتاب انه كتاب اصول يعنى بذكر اراء المذهب وان كان فيه اقوال داخل المذهب ذكرها وعزاها الى فقهاء المذهب ليكون الحنبلي وعلى دراية بموضع هذه المسألة من علم الاصول داخل المذهب الحنبلي. لانه لو قرأ المسألة او درسها في كتب اخر من كتب شافعية او المالكية او الحنفية لن يتحرر له موقف المذهب من هذه المسألة ولا فقهاء المذهب من القول بها عمل عليها وصف الحافظ ابن حجر مصنف قواعد الاصول الصفية الدين عبدالمؤمن البغدادي بقوله كان زاهدا خيرا ذا مروءة وفتوة وتواضع ومحاسن كثيرة طارحا للتكلف على طريقة السلف محبا وكان شيخ العراق على الاطلاق هكذا وصفه الحافظ بن حجر رحمة الله عليه. واما كتابه الذي قلت لكم ان نتدارس صفحات منه فانه معدود من انفع المختصرات في اصول الفقه عند الحنابلة. لما جاء عبدالقادر بن بدران رحمه الله الله في المدخل آآ يتكلم عن كتب الحنابلة وبعض ما تمتاز به عن بعض. ذكر هذا الكتاب في مختصرات كتب الحنابلة وقد ذكرها في مقدمات المتون وقال انه مختصر مفيد. اما علامة الشام جمال الدين القاسم رحمه الله فقال وما وقفنا عليه يعني على كتاب قواعد الاصول. حتى رأيناه من انفس الاثار الاصولية. واعجبها تبكى والطفها جمعا للاقوال وايجازا في المقام. واثنى على الكتاب بما رآه ممتازا عليه فقد عني مسائل الاصولية التي يحتاج اليها الفقيه وجرى على منهج فريد في ذكر المسائل والاقوال وما يتعلق بها. الكتاب حظي بعناية اهل العلم في شرحه وتدريسه اقصد من المعاصرين وله شروح عدة مطبوعة. ولعل من اشهرها واكثرها تداولا وتوفرا في المكتبات شرح العلامة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. فانه شرحه ولا زالت شروحه الصوتية محفوظة وفرغت ثم طبعت في شرح لهذا الكتاب الجليل. وممن شرحه ايضا العلامة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشفري حفظه الله تعالى فانه ايضا له شرح عليه مطبوع متوفر في المكتبات ومما شرحه كذلك شرحا متوفرا فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن صالح الفوزان الاستاذ بجامعة القصيم وشرحه حقيقة من اجود بالشروح المطبوعة وافضلها على ما عرف به الشيخ عبدالله الفوزان حفظه الله من تحرير في الشرح وعناية دقة واستيعاب وتوفيق فانه اذا شرح متنا حضر له واعده وقدمه لطلابه. فاذا فرغ الكتاب وتم الدرس اعاد فيه النظر وحرره وهذبه وزاد فيه زيادات ثم اعده للطباعة وعمت كتبه المطبوعة وهكذا مثل شرح الورقات وشرح بلوغ المرام وغيرها من الكتب فانه يجتهد في العناية بها فيخرج له من العلم المحقق المحقق والموثق ايضا شيء متين يظفر به طلبة العلم. ثم انه في شرحه هذا لقواعد الاصول. عمد الى النسخة الوحيدة محققة التي بايديكم مصورات منها التي طبعت في جامعة ام القرى. وكان قد تولى تحقيقها فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء سابقا وطبع في مطابع جامعة ام القرى وهي الطبعة الوحيدة المحققة لهذا الكتاب لكنها قديمة قديمة العمل والطباعة فكانت على حين شح في المصادر والمراجع بالتوثيق والمراجعة لكن الشيخ الفوزان لما جاء رجع الى مخطوطات الكتاب وافاد منها واستدرك بعض ما في اخطاء من المطبوع المحقق وعدلها ونبه اليها فكان جهدا وفيا تولاه فوق الشرح وهو تحقيق عبارة المتن وتصويب الالفاظ واستقامتها سواء كانت منقولة عن غيره من اهل العلم او كانت مما ذكره آآ الامام البغدادي رحم الله الجميع. فالمقصود ان وبامكان طلبة العلم الرجوع الى هذه الشروح والافادة منها فهي يا متوفرة مطبوعة سوى المسموعة ايضا ففيه شيء كثير والباحث في شبكات البحث سيقف على وفرة جيدة يمكن افادة منها في شرح هذا الكتاب. بقي في هذا المدخل نقطة اخيرة وهو الحديث عن هذا الباب ليس من الكتاب بل من العلم عموما. دلالات الالفاظ اعلم رعاك الله ان علم الاصول يقوم على محورين اثنين كبيرين هما صلب علم الاصول. الاول هو الحديث عن الادلة الاجمالية. والثاني هو كيفية الاستفادة من هذه الادلة. كل علم الاصول وكتبه ومتونه الصغير منها والكبير والمختصر والموسع المطول تقوم على هذين المحورين. فلا يغرنك ان ترى رسالة مختصرة في صفحات او ترى كتابا مطبوعا في مجلدات. لا تخرج عن هذه الركنين في علم الاصول. الادلة يعني ذكرهم للكتاب والسنة والاجماع والقياس وقول الصحابي وشرع من قبلنا وسد الذرائع والمصالح المرسلة والاستحسان حدد ما شئت من الادلة المتفق عليها او المختلف فيها. هذا هو النصف الاول من علم الاصول. ويذكرونه على سبيل الاجماع بمعنى انهم لا يبحثون عن ادلة القرآن والسنة والقياس والاجماع لمسائل الفقه مسألة مسألة فيعددونها ويحصرونها لا انما هم يقفون بك على اجمال هذه الادلة بمعنى ما الذي يصلح ان يكون منها دليلا؟ القرآن دليل بكل كل اياته فهل القراءات الشاذة فيه ايضا حجة ودليل؟ هذا ايضا محل بحث في علم الاصول. السنة كذلك هي حجة لكن يقولون لك الصحيح منها دون الضعيف والمردود والمكذوب. ثم يناقشون في بعض انواع اختلف المحدثون في حجيته. كالمرسل والمنقطع ونحو لذلك ويتحدثون عن حجية السنة في باب اخبار الاحاد اذا كانت في العقائد او في الاحكام او ماذا اذا خالف الحديث القياس او خالف قواعد الشريعة وهكذا. ثم ياتي كذلك في الاجماع فيعرفك الاجماع الصحيح والضعيف والقوي باطل والاجماع الصريح والسكوت وهكذا في القياس الصحيح منه والفاسد فهذا نصف علم الاصول هذا شطره الاول شطره والثاني الحديث عن كيفية الاستفادة من تلك الادلة. وهنا تأتيك ابواب دلالات الالفاظ. الكتاب والسنة دليلان هما اصل الادلة واقواها واولها واولاها. لكنك لن يتأتى لك الاستدلال السليم بادلة الكتاب والسنة وهي الفاظ عبارات وكلمات الا اذا احكمت القواعد التي يمكن من خلالها ان تفهم هذا اللفظ على ما هذا يدل فجاءت دلالات الالفاظ قالوا لك انتبه الكلام فيه امر وفيه نهي والقرآن والسنة فيه عام وفيها خاص وفيه مطلق وفيه مقيد وفيه مجمل وفيه مبين وفيها ناسخ وفيها منسوخ. فيعلمونك دلالات الالفاظ الكتاب والسنة بمختلف الانحاء والاساليب التي جاءت بها الايات والاحاديث النبوية. هذا هو الشطر الثاني من علم الاصول هو الحقيقة ميدان كبير ويستحوذ على مساحة كبيرة عادة من كتب علم الاصول. المختصر منها والمطول على حد سواء ويفردون في هذا بحوثا مهمة بل وعميقة. السؤال هل كلام الاصوليين في دلالات الالفاظ هو كلام لغوي نحوي صرفي؟ الجواب هو كذلك هو زيادة باظعاف. فهم يتكلمون عن دلالة الامر والنهي والعام والخاص بما يورده اهل اللغة في مراجع اللغة ويزيدون عليه اضعافا. فابدعوا ايما ابداع. في ذكر دلالات الالفاظ واعتنوا لن اقول اغرقوا بل ابحروا. وحقيقة وصلوا الى دقائق متناهية في الحديث عن دلالة اللفظ يا رجل يعلمونك دلالة الجملة في السياق ودلالة الكلمة داخل الجملة بل دلالة في الكلمة كيف يكون. ثم يعلمونك دلالة منطوق اللفظ. ودلالة مفهوم اللفظ. يحاولون بشتى الطرق ان يجدوا طريقة لتوظيف كل حرف وكلمة وجملة في الاية او في الحديث استنباط الحكم منه فيأتون الى النص من كل الجهات من امام ومن فوق ومن اسفل ومن خلف ومن اليمين ومن الشمال. تدري لم؟ لانهم يقدسون النص الشرعي ويعلمون انه من لدن حكيم خبير. فالكلمة والجملة واللفظ في غاية احكام ان كان من القرآن فحسبك قول الله عز وجل كتاب احكمت اياته. ثم فصلت من حكيم خبير. وان كان من السنة فحسبك قول الله وما ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى حقيقة ابدع الاصوليون في ذكر مباحث دلالات الالفاظ. وجاؤوا فيه بما لم ياتي به حتى اللغويون انفسهم لم يذكروه احيانا في مراجعهم ويتكلمون في دقائق كما قلت لك انطلاقا من تعظيم وتقديس النصوص الشرعية والى محلها من العناية وقرروا وادركوا ان اشرف الرتب لاهل العلم هو ادراك الغاية في فهم النصوص الشرعية لم؟ لان فهم النصوص الشرعية يوقفك على المراد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذي والله اشرف مراتب اهل العلم ان يكون من اعلم الخلق بما يريده الله بكلامه الذي خاطب به العباد. وما يريده النبي صلى الله عليه وسلم مما خاطب به الامة. فنذروا انفسهم وسخروا جهودهم وقضوا اعمارهم في الاستغراق للعناية بهذا المبحث الشريف الجليل دلالات الالفاظ. فلهم فيها مسارات ومقالات ومباحث وفصول بشيء ملفت للنظر بشيء عجيب بشيء يدهشك كيف انهم وصلوا الى تلك الغاية في الدقة ووقفوا الى امور ووصلوا فيها الى نتائج مذهلة كانت منطلقا من تعظيم النصوص الشرعية وتقديسها. علموا ان في القرآن والسنة ما يستوعب احوال الامة وحياتها واحتياجها الى قيام الساعة الشافعي رحمه الله يقول في مقدمة الرسالة فانه ليس تنزل باحد من اهل دين الله نازلة الا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. ما يمكن يقول الى قيام الساعة الا وانت يمكن لك ان تجد في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى ما قلت تناولوا الحكم صراحة. ليس القرآن مشتمدا على كل مستجدات الحياة باسمه ولفظه. لكن هناك تقعيدا عام والفاظ مجملة وقواعد كلية يمكن الافادة منها فهذا باب من طرقه ومن تخطى فيه ومن ابحر ومن فتح الله عليه فيه باب فهم والسداد فانه والله يرتقي مرتقا شريفا لانه يقف على زمام هذه الادلة ويقودها ويقف على ناصيته فيتأمل المراد منها. الامثلة هنا كثيرة حقيقة فيما يتعلق بهذه الدقة في العناية الاصولية بالفاظ وعبارات الكتاب والسنة سنة فانشأوا تلك المباحث وطرقوا تلك الدلالات وتناولوا ما يتعلق بها كما قلت لك من شتى الجهات بالمنطوق والمفهوم الموافق والمخالف وبكل ما يتعلق بحتى معاني الحروف وامسحوا برؤوسكم. هل الباء هنا للالصاق ام هي للتبعير؟ وينشأ عنه هل يلزم واستيعاب جميع الرأس في مسح الرأس؟ ام يكفي بعضه؟ هذا الاغراق وهذا العمق وهذه الدلالة الدقيقة اللطيفة توقفك على باب كبير. خذ ايضا هنا مثالا يعني على الهامش في حديث النبي عليه الصلاة والسلام. ليس لنا مثل ايش سووا العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيءه. استنبط الجمهور من هذا تحريم الرجوع في الهبة لغير والدي مع ولده. تحريم الرجوع في الهبة اذا وهبت انسانا او اهديته حرم عليك الرجوع فيه. والحديث واضح ليس لنا مثل السوء هذا التشبيه الذميم القبيح ينهى به النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الفعل يقول كالكلب اكرمكم الله يقيئ ثم يعود في قيئه ان يأكله مرة اخرى فكذلك الواهب اذا وهب ثم رجع في هبتيه. يقول الشافعي ليس الرجوع في الهبة محرما والحديث ما دل على التحريم. غاية ما في الحديث انه شبهه بالكلب اكرمكم الله. اليس كذلك؟ طيب والتشبيه يقتضي تسوية المشبه بالمشبه به. فهل يحرم على الكل ان يأكل قيئه؟ اجب. هل يحرم وعلى الكلب ان يأكل قيئه ما يحرم. اذا فلا يحرم على الواهب ان يرجع في هبته. وان غاية ما في الحديث هو التبشيع من هذا الفعل والتنفير منه والتقبيح فليكن في الكراهة ولا يبلغ التحريم. هذا مثال يسير جدا وعابر. وانت لما تقرأ في المجتهد ابن رشد غالبا ما يصدر المسألة اذا اورد الخلاف بذكر مناط الخلاف ومعقده ومنطلقه بين الفقهاء فانه بنسبة كبيرة يذكر سببا يكاد يتكرر في اكثر المسائل وهو تجاذب النظر في الدليل الواحد. كثير من المسائل الفقهية الخلافية الدليل فيها واحد. فمن اين جاء الاختلاف؟ من اين جاء؟ في فهم الدليل في دلالة الالفاظ اذا هذا باب كبير يعود اليه مرجع جملة كبيرة من خلاف الفقهاء فالعناية به واحكامه يا كرام ليس من نافلة القول وليس من مسائل العلم التي يمكن ان يتساهل في تحصيلها فانها باب عظيم كبير. اوردت هذه المقدمة لنعرف اي جزء من الاصول نحن نتدارسه في هذا المتن الصغير. وهنا ايضا في هذا المبحث من دلالات الالفاظ في كتابنا المختصر ليس فيه تطويل ولا اتساع وليس فيه ذكر عدد كبير انما اورد امهات المسائل واقتصر فيها على العناوين الكبرى وبعض المسائل المشهورة في العلم لكنها لم تستوعب كل المسائل وهذا شأن المختصرات. فانها لا تستوعب والا كان مطولا ولا يستغرق في ذكر الخلاف والادلة والترجيح والا خرج ان الاختصار الى التطويل فيلجأ فيه عند الاستفادة من مثل هذه المختصرات الى شرحها وشرحها بحل العبارة وفكها والوقوف على دلالتها والنظر فيما يمكن الاستدلال به للاقوال. ومن مناهج تدارس المختصرات يا كرام هو عدم الخروج عن غرض المختصرات الا لفائدة بمعنى المختصر وضع من اجل ضبط المسائل في حدود المختصر فالمسائل الواردة تفهم وتشرح ويضرب لها المثال ويستدل لها. اما التوسع بذكر ذيول المسائل والمسائل التي لم يردها المختصر في مختصره فهو خروج عن قصد هذا المختصر من الايجاز الى التطويل ومن اراد التوسع فليتناول كتابا اوسع وليخرج من هذا المتن بعد المرور عليه الى متن اوسع واوعب. والمنهجية في طلب العلوم عامة وفي الاصول منها خاصة التدرج الذي يجعلك تمر بباب او بمختصر تمر على مسائله وتفهمها وتستوعبها فاذا احكمتها واتقنتها انتقلت الى اوسع منه فيكون فيه تلك المسائل وزيادة. عودك على تلك المسائل التي مرت بك في المختصر ظبط واتقان واستذكار ومعاهدة وانتقال الى المسائل الزائدة وهكذا ينتقل حتى يبلغ الكتب الواسعة والابواب المطولة في هذا العلم التي يمكن ان يجدها في كثير من المباحث التي تعنى بهذا العلم وهي واسعة ومتعددة وفيها متسع لمن اراد من العلم الانتقال فيه والتوسع. دلالات الالفاظ اتى اليها المصنف رحمه الله تعالى عقب حديثه عن دليلي الكتاب والسنة وهذا منهج سلكه عدد كبير من الاصوليين. كيف يرتبون الكتاب؟ كيف ترتب ابواب علم الاصول؟ هنا طريقتان الطريقة الاولى يبدأون بالادلة كتاب والسنة والاجماع والقياس ثم يدخل الادلة المختلف فيها. فاذا فرغ من الادلة انتقل الى دلالات الالفاظ هذه طريقة. الطريقة الثانية وهي ايضا مسبوكة وعليها جرى المصنف في كتابه بعدما يذكر دليل الكتاب والسنة قبل الانتقال الى الاجماع والقياس وباقي الادلة يأتي بمباحث دلالات الالفاظ عقب دليلي الكتاب والسنة مباشرة بسبب تعلق هذه المباحث بدليلي الكتاب والسنة فهو انسب موضع له وهي وجهة نظر لها حظ من النظر والاعتبار وربما قدم بعضهم هذه المباحث في دلالات الالفاظ عقب دليل الكتاب مباشر فيقع بين دليل الكتاب ودليل السنة باعتبار ان انه اول المواضع المناسبة اللائقة بهذه المباحث فالاتيان بها هو اولى بها. المصنف جرى على ذكرها بعد ان اتى على اليه الكتاب والسنة فلما انتهى من مباحث السنة قال رحمه الله ثم ها هنا ابحاث يشترك فيها الكتاب والسنة من حيث انها لفظية. من هنا بدأ يقول ثم ها هنا ابحاث يشترك فيها الكتاب والسنة من حيث انها لفظية يعني من حيث ان دليل الكتاب ودليل السنة لفظية يعني هي عبارة عن الفاظ فيها جمل واقوال قال ثم انتقل رحمه الله لاول تلك المباحث قائلا منها اللغات توقيفية وبدأ في عرض المسائل هنا سنمر يا احبة بصدر هذه المسائل التي درج الاصوليون ايضا في العادة على الاتيان عليها وهي ليست من قل بعلم الاصول مباحث لغوية كلامية يؤتى بها قبل الحديث عن دلالات الالفاظ. الان انا ماذا اريد ان ادرس الامر والنهي صح؟ والعام والخاص والمطلق والمقيد والمبين والمجمل. هذا الذي يعنيني. علمني ايش معنى خاص اش معنى امر؟ ما صيغ الامر؟ وعلى ماذا تدل؟ وما احواله؟ وما مسائله؟ هذا الذي احتاجه. هم قبل هذا يعودون الى تقسيم يساعدك على الدخول للمسألة من ابوابها الاسس الاولى وعتباتها البداية. نتكلم عن عام وخاص وامر ونهي. هذه دلالات والفاظ قبل هذا اذا الكلام ينقسم الى امر ونهي وعام وخاص. عد بي الى تقسيمات الكلام. نعود الى تعريف الكلام. نعود الى منشأ الكلام من اين نشأ هذا الكلام؟ فثمة مباحث هي تمهيدات ومداخل مقدمات الاصوليون صراحة على انها من المباحث اللفظية التي لا طائل من ورائها. مثل هذه المسألة التي بدأ بها المصنف. ما منشأ اللغة ما مبدأها ليس اللغة العربية اي لغة في الكون يتكلم بها البشر. من اين بدأت؟ ستقول اللغة العربية متى نشأت السريانية الفارسية الهندية الصينية عد بي الى حضارات الشعوب وتاريخها البشري في الوجود على الارض متى نشأت اللغات؟ حتى المختصون في اللغات ما عندهم في هذا جزم. نعود الى قصة البداية. اول انسان خلقه الله اية ادم عليه السلام باي لغة كان يتكلم؟ تقول عربية اثبت تقول سريانية اثبت تقول عبرية اثبت فالمنشأ في اللغات هنا متى نشأت كيف نشأت؟ كيف اصبحت هذه لغات يتكلم بها الناس؟ وكيف توسعت وانتشرت؟ منشأ اللغات على قولين الاول انه توقيفي بمعنى انه لا اجتهاد فيه وانه من الله. ويستدل اصحاب هذا القول بقوله سبحانه وعلم ادم الاسماء كلها. وهذا بلا استثناء وهذا نص في محل النزاع. ان الله علم ادم اسماء كل الاشياء لكن سيبقى اشكال بدهي. هل علمه اسم الصاروخ والطائرة والسيارة والحاسب الالي والانترنت الجوالات والمستجدات في عصرنا الحاضر فضلا عما طرأ على الحياة البشرية عبر القرون اذا ما معنى علم ادم الاسماء كلها قالوا كلها يعني ما كان موجودا انذاك وما يحتاج الى معرفته. ابن عباس رضي الله عنه يقول علمه اسم كل شيء حتى القدر والماعون فعلمه اسماء ما يحتاج اليه. فهذا قول والقول الثاني الذي يقابله لا ليس توقيفا. وليس شيئا لا اجتهاد فيه بل هو اجتهادي اصطلاحي. معنى اصطلاحي انه يتوافق جملة من البشر على تسمية هذا بكتاب. وتسمية هذا بمصباح وتسمية هذا بعمود. فيصطلحون على تسمية الاشياء فتكون اللغة قائمة على الاصطلاح. وهذا كما قلت لك مما ليس فيه فائدة يعني يمكن الوصول اليها من خلالها والابتداء منها او من ذاك لا يترتب عليها شيء عملي والمفيد السيوطي نقل عن ابن السبكي قال الصحيح عندي انه لا فائدة لهذه المسألة وهو الذي صححه ابن الانباري وغيره. ولذلك قيل ذكرها في الاصول فضول. وايضا يعني لما جاء بعضهم كالشنقيطي فنثر الورود يقول هذه مسألة طويلة الذيل قليلة النيل يعني ما من ورائه فائدة كبيرة ويفرد لها صفحات احيانا في كتب الاصول. لكن نمر على عبارة المصنف رحمه الله تعالى. قال منها اللغات توقيفية هذا القول الاول. وقيل اصطلاحي هذا القول الثاني ما بينهما تعليل للقول الاول. منها اللغات توقيفية للدور. معنى الدور عند المناطق هو ان يترتب على الشيء ويلزم منه ما هو فرع عنه فلا يصلح عندهم شيء يترتب عليه الدور ان يلزم من تقرير قضية اتصاله بقضية اخرى فهي متوقفة عليها. فقال هنا من قال ان اللغات توقيفية قال بذلك من اجل الا يقع في فهو ليس تعليلا للقول بان اللغات توقيفية بل هو تعليل لرد القول الاخر. فيقول لغات توقيفية لماذا قلتم انها توقيفية؟ قالوا منعا للدور الا يقع. كيف هو؟ من يقول ان اللغات اصطلاحية ما معنى تحية ما معنى اصطلاحية؟ اصطلح الناس لا يجتمعوا فاتفقوا على تسمية هذه السيارة وهذا نهر وهذا جبل وهذا كتاب وهذا قال هذا اصطلاح قالوا لو قلت انها اصطلاحية كيف سيصطلحون؟ يجتمعون. طيب اذا ارادوا الاجتماع الاتفاق تحديد موعد الاجتماع لتداول الكلام. الكلام الذي سيبتدونه للنقاش حول تسمية هذا ما هو. الا يتوقف عليه وجود كلام سابق بينهم معلوم الجميع فمن اين جاء هذا؟ تقول اذا اصطلحوا عليه، فكلما تقول كلمة هي موجودة من قبل تقول تحتاج الى اصطلاح فان تقول لان اللغات اصطلاحية يعني تحتاج الى اصطلاح والاصطلاح يحتاج الى وجود اصطلاح قبله فقال هذا الدور يجعل القول هذا باطلا فمن ثم قالوا توقيفية وقد مر بك انهم يستدلون ايضا بقوله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها. القول الثاني وقيل اصطلاحيا ليست توقيفية وعللوا هذا القول قالوا لامتناع فهم التوقيف بدونه. لا يمكن ان يفهم اي شيء من الكلام حتى لو ارادوا لو ارادوا ان يقفوا على شيء من التداول بينهم. لا يمكن حتى لو كانت كلمة توقيفية التفاهم عليها فتحتاج الى اصطلاح وتواضع على الفاظ يفهمها الجميع اثناء التفاهم للاصطلاح على الكلام. فلو قلت انها اصطلاحية فانك من اجل ان يتوقف عليها فهم الالفاظ التوقيفية وهي تحتاج الى اصطلاح. فمن ثم قالوا اللغات اصطلاحية. هذان فلان وتفصيلهما في الكتب المطولة واسع والاستدلال منتشر وكما قلت لك مما لا اثر له ولا فائدة تجنى من وراء احذفيه. وقال القاضي حيثما يطلق القاضي عادة في كتب الحنابلة فالمراد به القاضي ابو يعلى صاحب العدة من من اشهر واوائل كتب الاصول عند الحنابلة وهو اصل لكل من جاء بعده ممن كتب في الاصول على مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى. قال كلا القولين جائز اي قولين انه توقيف اصطلاحي. يقول ترى المسألة محتملة لهذا ولذاك. ايش يقصد ان اللغة كلها توقيفية وكلها اصطلاحية او خلية بعضها توقيفي وبعضها اصطلاحي. يقول كلا الامرين متاح. قال القاضي كلا القولين جائز في الجميع. يعني جائزا ان تكون اللغة جميعها هم توقيفي وجائز ان يكون جميعها اصطلاحي قال وفي البعض والبعض يعني وايضا ويمكن ان يكون بعض اللغة وبعضها اصطلاحي وهذا رجحه الشيخ ابن عثيمين يقول هذا اقرب حتى الى المنطق. اصل اللغة توقيفي. كلمات الاساس. ثم كلما جد في حياة الناس شيء اصطلحوا على تسميته وعلى ذكر شيء يدل عليه وتواطؤوا عليه فاصبح اصطلاحا ولا حرج في هذا. يقول المصنف اما الواقع فلا دليل عليه عقلي ولا يقول لا تستطيع ان تثبت بشيء من الواقع احد القولين. وهذا الاطلاق ايضا ليس صوابا. هناك دليل نقلي على بعض الواقع في اللغة مثل قوله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها. قيل علمه اسماء الملائكة وقيل علمه السلام عليكم فذهب الى فالقى عليهم السلام كما هو وارد في كتب التفسير. فلا يصح الاطلاق هكذا انه لا دليل عليه، بل بعض الدليل دل على وجود بعض اللغة وكذلك الدليل الواقع الحسي ان بعض اللغة وقع اصطلاحا لا توقيفا فيمكن ان يستدل بشيء من ذلك والمسألة كما قلت لك لا حاجة الى الاسهام والتطويل فيها. فاذا اذا امكن ان يكون بعض اللغة توقيفي وبعضها اصطلاحي ولا دليل يمكن وان يفصل فيه لهذا القول او ذاك ووقفنا على الجواز والامكان لكلا القولين قال فيجوز خلق العلم في الانسان ان يخلق الله علما في الانسان بدلالة هذه الالفاظ على المعاني. ويجوز ايضا ابتداء قوم بالوضع بحسب الحاجة ويتبعها الباقون يأتي قوم فيصطلحون على ان هذا الجهاز اسمه بيجر اول ما خرج. وان يكون هذا اسمه سيارة وان يكون اسم هذا كذا فيصطلحون ثم يتداول وينتشر فيتفقون عليه. كل هذا وارد وممكن فلا حاجة الى القطع. والجزم بانه اما كذا واما لما انتهى من المسألة وهذا هو مدخل المسائل في نشأة الكلام عند الاصوليين مبدأ اللغات كما يقولون او منشأها. انتقل الى ثاني هذه المباحث اللفظية وهي ايضا من المقدمات. قال ويجوز ان تثبت الاسماء قياسا تسمية النبيذ خمرا كقياس التصريف. ووقع عندكم لقياس تصريف لكن التصحيح من المخطوطة وبعض الطبعات الاخرى للكتاب. قال ثم قال من يقصد المصنف قال ثم قال العود في الظمير على القاضي لانه سماه قبل قليل لكن الشراح يذكرون ان القائل هنا هو القاضي يعقوب من الحنابلة وليس القاضي ابا يعلى. على كل هذه مسألة ثانية شهيرة. هل تثبت لغة قياسا اقربها لك. العرب سمت عصير العنب المتخمر خمرا فلا يعرف الخمر عند العرب الا ما اتخذ من العنب. واما الاشربة التي يتخذ منها او النبيذ من غير العنب فلا يسمونه خمرا. يسمونه نبيذ الشعير نبيذ التمر او يسمونه له البزر والبدعة كما في حديث ابي بردة. هذه لا تسمى خمرة. السؤال هل يجوز في اللغة اثبات الاسماء بالقيام بس يعني تقول العرب ليش سمت هذا خمر؟ تقول لانه يسكر ويخمر العقل يعني يغطيه. اذا فهذا مثله فهل نسميه خمرا بالقياس؟ هل الكلام في الاسم او في الحكم؟ اجب الكلام في القياس على الاسم ولا على الحكم؟ لا الكلام على الاسم، كلامنا الان في الابواب اللفظية. لا نتكلم عن الاحكام. هل يجوز ان تثبت الاسم قياسا العرب سمت الخمر او اطلقت الخمر على عصير العنب خاصة اذا تخمر. فهل يجوز لغة ان نسبت هذا الاسم الخمر لاي عصير ينبذ فيه التفاح الرمان التمر الزبيب فنطلقه مثله فنقول كل خمر لانه يشترك في المعنى اليس القياس ان تلحق فرعا باصل لعلة جامعة؟ فهل يجوز ان نفعل هذا لغويا؟ طيب ما الفائدة من هذا الفائدة من هذا فائدة فقهية مهمة. اذا جئت لدليل دل على لفظ بعينه وانا قد قست وهذا اللفظ على غيره فهل اثبت الحكم فيه قياسا او نصا؟ مثال. هب انه عندي في تحريم الخمر الا قوله سبحانه وتعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجز من عمل الشيطان. هذا مثال افتراضي انا ما عندي حديث كل مسكر حرام. ما عندي الا حديث تحريم الخمر. ولعن الله الخمر شارب الخمر وبائعها ومبتاعها الى اخر الحديث لو ما عندي الا الحديث في تحريم الخمر بلفظ الخمر خاصة. هل يصح لي ان استدل بهذا الدليل على تحريم سائر المشروبات والعصائر المسكرة قد يقول الانسان لا عفوا الويسكي هذا ليس خمرا. وبعض الاشربة التي تتخذ للاسكار ليست مصنوعة من العنب فتقول هي بالقياس عليها اذا لم يثبت الاسم له فانت تستخدم الدليل له بالقياس. واذا قلت بل هو خمر في اللغة. ويصح ان نسميه خمرا فاستدلالك بالاية وبالحديث على تحريمه هل يكون قياسا لا سيكون نصا ايهما اقوى؟ استدلال بالنص اقوى من القياس. الاستدلال بالنص في هذه المواضع متوقف على اثبات اللغة قياس. مثال اخر. العرب تسمي السارق تسمي السارقة سارقا اذا توفرت فيه بعض الصفات ان يأخذ الشيء خفيا من حرزه ما يراه احد ويأخذه وينصرف هذا سارق. طيب الذي يفتح القبور اجاركم الله وينبشها ليسرق اكفانها الموتى يسمى نباشا فهل يصح هي سرقة هل يصح ان نسمي النباش في اللغة سارقا فائدة هذا اذا سميته سارقا طبقت عليه قوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. وحكم النباش في الفقه عند الفقهاء مغاير لحكم السارق لا ينطبق عليه اسم السارق ولا وصف السرقة ولا حد السرقة. لكن ان قلت لي يجوز نسميه سارقا في اللغة بالقياس فانت اذا اثبت له اسم السارق واذا اثبت له اسم السارق نزلت عليه النص الذي تناول حكم السارق هذه مسألة ثانية اذا قال رحمه الله ثم قال ويجوز ان تثبت الاسماء قياسا تسمية النبيل خمرا وفهمت المراد. قال كقياس التصريف. اليس ميزان الصرف في اللغة كله قياسي وبعضه سماعي لكن الاغلب منه قياسي. ان تقول مثلا تصغير وفعل فعيل. والفعل فعل الماضي يأتي مضارعه وفعلا وفعل يأتي هذا يفعل ويفعل ويفعل. فهذا هذا قياس ميزان صرفي. فانت تستخدم كل الالفاظ على هذا الميزان بالقياس عليها فيقول كما جاز في اللغة القياس في الصرف يجوز في اثبات الاسماء ايضا في اللغة بالقياس والمسألة يا كرام محل خلاف الذي مشى عليه المصنف ما هو؟ ها جواز اثبات الاسماء قياسا وبه قال اكثر الامام احمد وهو اختيار ابن قدامة رحمه الله في روضة الناظر. وايضا اومأ اليه الامام احمد في رواية الاثرم لما ذكر له ما ورد عن عمر رضي الله عنه انه قال الخمر ما خامر العقل. ذكر هذا الاثر عند احمد رحمه الله. قيل له اي شيء يعني به عمر؟ الخمر ما تامر العقل قال ما غير العقل. قيل للامام احمد كل نبيذ غير العقل فهو خمر؟ قال نعم. فاذا هو يثبت القياس في اللغة مع انه السؤال كان صريحا كل نبيذ غير العقل فيسمى خمرا وبالتالي تنطبق عليه النصوص التي دلت عليه. قال ومنعه ابو الخطاب حنفية وبعض الشافعية. القاضي ابو الخطاب من تلامذة او من اكبر تلامذة القاضي ابي يعلى. ذهب الى المنع منع ماذا منع القياس في اللغة، ومنه وهو ايضا مذهب الحنفية وبعض الشافعية اكثر الشافعية بهذا. ودليلهم ان العرب لما وضعت هذا الاسم الخمر وضعته لشيء خاص لمعنى خاص. وبالتالي فانت لما تتدخل في هذا اللفظ فانت انت تجترئ على اللغة وتدخل فيها ما ليس منها وارباب اللسان ما فعلوا هذا ثم انت تأتي فتضيف اليه ما ليس كذلك. انتقل رحمه الله تعالى الى تعريف الكلام الذي يذكره النحات عادة في بدايات النحو. الكلام هو المنتظم من الاصوات المسموعة المعتمدة على المقاطع وهي هي الحروف وهو جمع كلمة. هذا كلام لغوي بحت. يسمى الكلام كلاما اذا انتظم من اصوات مسموعة تتكون من حروف سماها المقاطع فليس كل شيء يخرج من فمك من الاصوات يسمى كلاما. يمكن ان تنطق باهات وبتمتمة غمغمة لا يسمى هذا كلاما. مع ان اصوات خرجت. الصوت المسموع اذا اعتمد على حروف تنتظم كلاما يسمى كلاما قال وهو جمع كلمة. والصواب ان جمع كلمة كلم مثل لبنة ولبن. وهذا الذي نص عليه نحوي قال ابن هشام والكلم واحده كلمة. قال وهي اللفظ الموضوع لمعنى. الكلمة في النحو عند النحا اللفظ الموضوع لمعنى. هذي قارورة لفظ وظع لمعنى يقولون الالفاظ قوالب المعاني. كل لفظ يشتمل داخله على معنى. ركز معي. الان سانطق بمجموعة كلمات. كل كلمة ستدخل اذنك مباشرة يرتسم في ذهنك صورة معينة جبل مطر بحر رجل رأى طائرة لاحظ الالفاظ قوالب المعاني. فكل لفظ يدل على معنى مرتبط به. هذا تعريف الكلام اللفظ الموضوع بمعنى هنا ثمة استدراك على هذا التعريف. اللفظ الموضوع لمعنى لانه سيأتيك بعد قليل تقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز الحقيقة اللفظ الذي وضع له المعنى الذي وضع له اللفظ فهو حقيقة. واذا استعمل في غيره فهو مجاز. فالتعريف هذا لا يشمل الحقيقة والمجاز وكلاهما كلام. فالاسلم منه ان تقولوا اللفظ المستعمل في معنى مفرد. هذا اجود لانه يعم الوضع فيشمل الحقيقة والمجاز. قال وخص اهل العربية الكلام بالمفيد. اهل العربية لا يسمون الكلام كلاما ليس مجرد اصوات وحروف مسموعة بل حتى يكون مفيدا. فالجملة الناقصة غير المفيدة لا تسمى عندهم كلاما. قال وهو مركبة متى يكون الكلام مفيدا؟ قال اذا انتظم جملا مركبة من فعل وفاعل او مبتدأ وخبر. هذا ليس حصرا تمثيل هل كل الكلام المفيد لابد ان يكون مبتدأ وخبر او يكون فعل وفاعل؟ قد يكون فعل ونائب فاعل. قد يكون اه جملة شرطية وجوابها لكن هذا على سبيل التمثيل الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر تقول الله اكبر الله خالق كل شيء وقل جاء الحق وزهق الباطل والامثلة كثيرة. والكلام اذا كان غير مفيدا ما يسمى كلاما بل يسمى كلما. والكلم عام قد يكون فيه المفيد فيسمى كلاما وقد يكون فيه غير المفيد فيسمى كلما فقط. لكن لن تقول كلاما الا اذا اصبح مفيدا. اما اللغو والكلام غير المنتظم والهذيان الذي يهذي به غائب العقل والنائم والمغمى عليه في الغيبوبة ولا تدري ماذا يقول ويدخل كلاما في كلام لا يسمى كلاما يسمى كلما للتفريق بينهم عندهم بينما يفيد وما لا يفيد. قال رحمه الله منتقلا الى مسألة رابعة من مباحث الالفاظ. تقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز. وقبل ان ندخل في كلام المصنف كلمة اسد من الكلمات التي تستعمل في اكثر من معنى. لها معنى حقيقي وهو الحيوان المفترس. ملك الغابة كما يقولون ويطلق الاسد على الرجل الشجاع وانت عربي. واذا سمعت متكلما بالعربية قال كنت في الحديقة فرأيت اسدا او اخذت جولة في الغابة فرأينا اسدا. مباشرة ما الذي تفهمه؟ تفهم الحيوان وربطه بالحديقة او بالغابة او بالبرية واخر يقول اه للتوئتين من الجامعة من رحلة الطائرة فركب بجوار اسد فانت تفهم مباشرة هو يقصد رجلا شجاعا سواء كان شجاعته في في مواقفه في ارائه في جرأته في شجاعة او موقف حصل في ذلك المجمع فقال كان اسدا فانت تفهم مباشرة انه اطلق اللفظ على معنى اخر. الان وانت عربي. لما قال اسد المرة الاولى فهمت شيئا ولما قال اسد في المرة الثانية فهمت شيئا من غير ان يشكل هذا عليك. هل العرب تأتي بالكلمة الواحدة فتطلقها من مر هنا ومر هناك من غير شيء؟ لا. لكن هذا حقيقة ومجاز. الاسد حقيقة عندهم على معنى معين. ولما شابهه هذا الرجل الشجاع في شجاعته اطلق عليه مجازا ولابد من علاقة اذا بين الحقيقة وبين المجاز. وكذلك يضرب الناس المثل في الجمال وهذا من قديم يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه رأيت النبي عليه الصلاة والسلام في ليلة الاضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر اليه والى القمر فلهو عندي اجمل من القمر صلى الله عليه وسلم. وما يزال الناس يشبهون الجميل بالقمر. فتقول رأيت قمرا او تقول اسمرت البارحة في مكان كذا فاطل علينا القمر. وانت تفهم المقصود. ومرة اخرى يقول في السياق بينما نحن على العشاء اذ اطل علينا القمر. يقصد زوجته او في الجوال سجل اسمه باسم القمر فاذا اتصلت كتب القمر يتصل بك. هو ان تقصد ما قصد الكوكب هذا العلوي فهذا الاستعمال لشيء من الرابط بين الحقيقة والمجاز هذا تقسيم الكلام عندهم ينقسم الى جزء حقيقي وجزء مجازي الاصل ما هو؟ الحقيقة. ومتى ينتقل الى المجاز بقرينة؟ هل كل واحد على كيفه يأتي لاي لفظة حقيقة ويستخدم وفي مجاز يقول انا قصدت كذا؟ الجواب لا لا بد من علاقة ولابد من استعمال هذا عند العرب وجريانه على السنتهم. لو قال انسان مغضب ومن قال لزوجته يا فرس قال وقصدت طلاقها وكلمة فرس يعني تطليق هذا ما يصح لو قال لا انا استخدمت اللفظ مجازا مجاز ليس من كيسه. ما نقول واحد ياتي من عندي ويتصرف في اللغة والا كان عبثا وهدما لاسوار اللغة وقواعدها. فاذا كلام ينقسم الى حقيقة ومجاز. ركز معي هذه مسألة شائكة بين اللغويين والشرعيين. اللغويون قاطبة يقولون كلام حقيقة ومجاز. والبلاغيون يتفننون في ذكر انواع وعلاقاته وصوره وامثلته هو ظرب من دروب البلاغة وفن من فنون الكلام. الشرعيون انقسموا في هذه المسألة الى اقسام. منهم من اللغويين وهذا هو الراجح والصحيح اللغة فيها حقيقة ومجاز. والقرآن لغة والسنة لغة. فما اللغة ثبتت فيهما. اذا القرآن والسنة فيهما حقيقة ومجاز. القول الثاني عند الشرعيين يثبت تقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز في الكلام عام وليس في القرآن والسنة. ومنهم من ينفي المجاز تماما في القرآن والسنة. بل بعض غلاة اللغويين مثل ابن جني يذكر انه اصلا ما في حقيقة في كلام العرب كله مجاز. هذا التفاوت لا ينبغي ان ينعكس اثره على مصطلحات الشريعة ونصوصها اه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم من بعده وابن خويز من داد من المالكية قبلهم والعلامة الشنقيطي الشيخ محمد الامين صاحب اضواء البيان رحم الله الجميع. هؤلاء من اشد من انتصر الى القول بنفي وقوع المجاز في القرآن سنة واغلقوا هذا الباب بشدة ورفضوه. وكان متكأ الرفض الشديد للمسألة شيئان كبيران ان هذا تقسيم حادث. وان اول ما قال به معمر ابن المثنى ولا يوجد قبل هذا عند العرب شيء اسمه حقيقة ومجاز. لكن الدليل هذا ليس كما ترى. مصطلحات العلوم كانت ولم تزل تحدث بين الحين والحين. فعدم وجودها سابقا لا دليل على ليست دليلا على البطلان الدليل الثاني او المتكأ الثاني عن شيخ الاسلام خاصة هو ان هذا الباب كان هو المدخل لنفاة الصفات صفات الله جل وعلا في الكتاب والسنة في انهم اتكأوا على باب المجاز. فقالوا بل يداه مبسوطتان مجاز وليس حقيقة. يعني فضله ونعمته. وجاء ربك وليس حقيقة هو لا يجيء بل يجيء امره. ينزل ربنا الى السماء الدنيا هذا مجاز. هو لا ينزل حقيقة تنزل رحمته وفضله وهكذا تعرفون يعني حياة شيخ الاسلام جهاد كلها كانت في مسألة اثبات الصفات والمختلفين في هذا وتحرير مذهب السلف. فنصل رحمه الله قول بعدم وجود شيء اسمه مجاز. وان هذا تقسيم باطل وانه حادث. وانه جعل يد بعض اهل الاهواء ليكون مدخلا للعبث بنصوص الشرع تحت مظلة الحقيقة والمجاز وتأويل نصوص الصفات والقول فيها بما لم يؤثر به عن السلف من قبل. على كل هي اقاويل كما رأيت نأتي الى ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى قال فان استعمل الكلام في المعنى الموضوع له. الموضوع له فين الموضوع له اين؟ اذا استعمل الكلام في المعنى الموضوع له. الموضوع له في اللغة عند ارباب اللغة عند اهل اللسان. فهو الحقيقة اذا استعمل الكلام في المعنى الموضوع له. ان كان بوضع اللغة فهي اللغوية او العرفي فالعرفي او بالشرع فالشرعية مباشرة بنا الى تقسيم الحقيقة الى ثلاثة اقسام. بحسب مردها الحقيقة اللفظ المستعمل ان كان مردها الى اللغة فهي حقيقة لغوية. وان كان مردها الى العرف فهي حقيقة عرفية وان كان مردها الى الشرف هي حقيقة شرعية خذ مثالا كلمة سماء وارض وجبل هذه حقيقة لغوية او شرعية او عرفية يعني هل في شيء في العرف خلاف ما عليه اللغة؟ لا يعني الناس اذا تعارفت على تسمية السماء سماء فهو ما ما نعرفه السقف المرفوع الذي يغطي الكون والارض التي نمشي عليها. والجبل الوتد الذي ثبت الله به الارض. هذه كلها مسميات مصطلحات حقائق. حقائق لغوية ثم الشريعة استعملتها بنفس المعنى وعرف الناس واقف ايضا على هذا المعنى. هذه حقائق لغوية. لكن احيانا تأتي الى العرف به قد غير اللفظ اللغوي في حقيقته وتعارف على شيء اخر. كلمة غائط في اصل اللغة هو الموضع المنخفض من الارض كانت العرب تقصده لانه استر في قضاء الحاجة. مكان منخفض فيأتون اليه لقضاء الحاجة. واليوم انه منخفض فما تأتيه الابصار ثم تدرج الناس في الاستعمال فاصبحوا يطلقون لفظة الغائط على الفضلة النجسة المستقذرة الخارجة من جوف الانسان وفي الحقيقة اسمه مثلا براز اكرمكم الله. لكن اصبح اسمه مسمى باسم المكان. اذا هذه حقيقة تعاروا الناس عليها فسمي به الغائط وهو ليس الاصل في اللغة. مثال اخر كلمة دابة في اللغة تشمل كل ما يدب على وجه الارض سواء زحفا على بطنه او مشيا على رجلين او على اربع. والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من على بطنه. اذا الحية دابة ومنهم من يمشي على رجليه. فالدجاجة دابة. ومنهم من يمشي على اربع فالغنم والبقر والبعير دوام. لكن تختلف عرف الناس فاصبحوا يطلقون الدابة على ذوات الاربع فقط جاءك ضيف فقلت لابنك وزوجتك اذبحي لنا داب راحت وذبحت دجاجة. وغدتكم بها هل ستلومها؟ هي ذبحت دابة او ما بلى لكن العرف يغاير هذا. فلما ينتقل اللفظ من معناه اللغوي الاصيل في الحقيقة وينتقل الى عرف اصبح مستعمل وغلب تكون الحقيقة عرفيا. فاللفظ قد يكون له حقيقة في اللغة وحقيقة في العرف الكلمات دابة ومثل كلمة غائب سؤال. طيب انا اذا جاءتني الكلمة هل ساحملها على الحقيقة اللغوية او العرفية؟ ها يقولون بحسب المتكلم بحسب المتكلم به والعرف السائد. وهكذا ستقول في الحقيقة التي لها معنى ومعنى شرعي كلمة صلاة في اللغة ما معناها؟ الدعاء. وفي الشريعة صلاتنا المعروفة اقوال وافعال المخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم. فاذا جاءتك لفظ صلاة في اللغة فماذا يدل؟ على معنى الدعاء. اذا القاعد فائدة هذا التقسيم يا اخوة انه اذا جاءك لفظ له معنى هنا وهناك تحمله بحسب السياق الذي جاء فيه الالفاظ اذا جاءت في الكتاب والسنة ولها حقيقة لغوية واخرى شرعية. على ماذا ستحملها؟ على ماذا ستحملها؟ الحقيقة الشرعية لانها جاءت في سياق شرعي. ولهذا مثال لطيف يذكره الفقهاء. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا دعي احدكم الى طعام فليجب فان كان فان كان مفطرا فليطعم وان كان صائما فليصلي. ان كنت مفطر وقدم لك الغداء لا اصب من طعامه وان كنت صائما صيام ست من شوال اثنين وخميس قضاء واجب نذر اي شيء وقدم لك الطعام قال فليصلي اما ان تحملها على معنى الدعاء وبالتالي فاذا قدم لك الطعام قلت بارك الله لك وجزاك الله خير كثر الله خيرك فلا تزال تعقب الدعوات فيفهم منها انك صائم حتى لا تصرح وتقول انا صائم وترائي بعملك. فهذا اسلوب لطيف دل عليه النبي عليه الصلاة والسلام. اذا حملت فليصلي على معنى الدعاء. الصلاة بمعنى الدعاء لغوي او شرعي؟ حقيقة لغوية لان الصلاة في اللغة دعاء. واذا حملت المعنى الشرعي فليصلي قرب لك الطعام وضع السفرة قال لك تفضل تم حياك الله تقول له القبلة فين؟ تتوجه الله اكبر وتقول انا اطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام يقول وان كان صائما فليصلي. طيب على القاعدة هذه لفظ تردد بين حقيقة لغوية وحقيقة شرعية. على ماذا تحمله على ماذا ستحمله؟ الحقيقة الشرعية ليش؟ لان النص شرعي وجاء في هذا السياق ويكاد ان يكون هذا القول هو الصحيح لولا انه جاء في رواية صحيحة قال عليه الصلاة والسلام وان كان صائما فليدعو. ففهمنا ان فليصلي في الحديث الاخر يريد به هذا المعنى ففسرناه به وحملناه عليه. قال المصنف رحمه الله تعالى في ذكر تقسيم الكلام وتنويع الحقائق المختلفة بين اللغوية والشرعية والعرفية. قال رحمه الله تعالى فان استعمل الكلام في المعنى الموضوعي له فهو الحقيقة. ان كان بوضع اللغة فهي اللغوي يعني حقيقة لغوية. او بالعرف فالعرفية يعني عرفية كالدابة لذوات الاربع. يعني تخصيص اللفظ الدابة من كل ما يدب على الارض الى ذوات الاربعة فقط هو حقيقة عرفية معدول بها عن الحقيقة اللغوية. قال او بالشرع في الشرعية. يعني ان كان بوضع الشرع فالشرعية الصلاة والزكاة وكذلك الحج وكذلك النكاح وكذلك الطلاق وسائر الالفاظ الشرعية. قال وانكر قوم الشرعية هناك من الاصوليين من اخرج الحقيقة الشرعية من التقسيم وقال ما في شيء اسمه حقيقة شرعية. طب قل له يا اخي والصلاة صيام الصيام في اللغة مجرد الامساك فقوري اني نذرت للرحمن صوما. مريم امرت بالصيام عن الطعام والشراب؟ لا. امرت بماذا بالامساك عن الكلام فلن اكلم اليوم انسيا. ليش سمي صياما؟ لانه مطلق الامساك. طيب الشريعة لما جاءت لما جاء الاسلام هل كان العرب قبل الاسلام يعرفون معنى الصلاة بهذا المعنى الذي عندنا في الاسلام؟ العربي الجاهل لو قيل له الصلاة قيام وركوع وسجود صيام يتصور الامساك عن الطعام والشراب من الفجر لا ما يمكن. ملجأ بهذه المعاني؟ الشريعة. اذا هي حقائق شرعية من الفقهاء من يقول لا ما في شيء اسمه حقائق شرعية. طيب وش تقول في هذه؟ صلاة وصيام وزكاة وحج. قال هذه نفس المعاني اللغوية مع اضافة قيود. الصلاة دعاء لكن بصفة مخصوصة في ركوع وسجود وقيام. الصيام امساك لكنه ليس مطلقا بل طعام وشراب من الفجر الى المغرب فقالوا هي معاني لغوية اضيفت اليها قيود وزيادات عليها. قال وانكر قوم الشرعية وقالوا اللغوي والسيادات يعني اتت عليه ودخلت عليه. والزيادات شروط. والصواب والاظهر القول الاول وجود الشرعية لان الشريعة اتت بمعنى زائد وليس مجرد شروط وزيادات دخلت عليه. قال رحمه الله وكل يتعين بالافظين. يعني كل من الحقائق الثلاثة لغوية او عرفية او ها او وشرعية يتعين باللافظ يعني كما قلت قبل قليل تستطيع ان تحدد المعنى وتحمله بحسب اللافظ فان كان في نص الشرعي فيحمل على الحقيقة الشرعية وان كان عرفيا فعلى الحقيقة العرفية وان كان في كلام العرب واشعارها فيحمل على الحقيقة اللغوية. قال ولا يكون مجملا كما حكي عن القاضي وبعض الشافعية. فاذا جاء لفظ النكاح الصلاة لا تقول لا هذا مجمل لانه يتردد بين هذا المعنى وذاك ولا ادري ما معناه فاقف. وهذا القول ان كان محكيا عن القاضي ابي يعلى انها مجملة لانها ترددت بين معنيين. وكذلك بعض الشافعي لكن الاول هو الراجح. لما انتهى من الحقيقة انتقل الى المجاز فقال وان استعمل اللفظ في غير ما وضع له فهو المجاز اسد ما استعمل في معنى الحيوان المفترس بل على الرجل الشجاع. فهذا يسمى مجازا. قال علاقة يعني لابد ان تكون هناك علاقة تربط بين اللفظ في معناه الحقيقي وفي معناه المجازي الجديد الذي نريد نقل اللفظ اليه هذه العلاقة ما هي؟ قال هي اما اشتراكهما في معنى مشهور. اشتراكهما. اشتراك ماذا المعنى الحقيقي والمعنى المجازي. اما اردت ان تطلق الاسد على معنى الحيوان المفترس والرجل الشجاع. فهذان معنيان لابد ان تكون بينهما علاقة وهي اشتراكهما في معنى مشهور. ما المعنى المشهور في الاسد؟ الشجاعة والقوة وقوة البأس وخوف الاخرين منه. طيب في الاسد في صفة اخرى وهي البخر. البخرة الرائحة الكريهة التي تخرج من الفم. طيب هل استطيع ان اطلق على الرجل الابخر انه اسد؟ وفي علاقة في صفة مشتركة بينه وبين الاسد ضخامة الجثة مثلا وثقل الحركة الموجودة في الاسد لوجدتها في رجل ضخم جثة وبطيء حركة وان كان المنظر هل تقول هو اسد؟ وما فيه من الشجاعة ذرة من اخوف خلق الله. هل تسميه اسدا؟ فتقول لا وجدت صفة مشتركة بينه وبين الاسد. ليس اي صفة قال رحمه الله في معنى مشهور. اما المعنى الخامل غير المعروف لا يصح ان يكون علاقة بين الحقيقة والمجاز. قال الشجاعة في الاسد او الاتصال هناك علاقة اخرى تربط بين الحقيقة والمجاز وهي الاتصال. كقولهم الخمر حرام والحرام شربها. والزوج زوجة حلال والحلال وطؤها. فهنا تبينت علاقة بين الحقيقة والمجاز. فانا اقول الخمر حرام. حرام ايش؟ النظر اليها او الجلوس بجانبها والتصور معها او تناولها. فاذا ثمة علاقة تربط كذلك تقول الزوجة حلال. حلال اي وطؤها وهو الذي ميز هذا الحكم له نهى عن غيرها من النساء. واما ان تقول حلال بمعنى اخر فليس له الا هذا الاتساع. قال والحلال وطؤها او لانه سبب. هذه علاقة ثالثة. اذا ذكر اشتراك وذكر الاتصال ذكر السببية ايضا. ان يكون سببا او مسببا. تقول رأينا المطر. المطر ما يرعى الذي يرعى الكلأ لكن الكلأ سببه المطر. فانت تتحدث عن علاقة بين السبب والمسبب. فيجوز لك استعماله وانت ايضا يقول قال الشاعر سقوني الاثم ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزور. سقوني الاثم. ايش اقصد بالاثم؟ قال اراد الخمر بانها ينشأ عنها الاثم. فهنا علاقة بين سبب ومسبب يطلق هذا على ذاك. بعدما فرغ من ذكر الحقيقة واقسامها وتعريف المجاز قال وهو فرع الحقيقة ما هو؟ المجاز. اذا ايهما الاصل؟ وايهما الفرع؟ الاصل حقيقة والفرع المجاز. ما فائدة هذا؟ اذا اطلق اللفظ فايهما يسبق الى الفهم؟ الحقيقة متى ينتقل الى المجاز؟ اذا وجدت قرينة. ممتاز. هذه من الضوابط المهمة. قال وهو فرع الحقيقة. فلذلك تلزم دون العكس يعني كلما وجد مجاز لابد ان يوجد معه حقيقة. طب العكس ممكن؟ كل لفظ حقيقي لابد يكون له مجاز؟ الجواب لا. ايهما اوسع اذا؟ الحقيقة او المجاز؟ الحقيقة اوسع. لان الحقيقة يمكن ان يخرج منها مجاز ويمكن الا يكون لها مجاز. لكن ما من مجاز الا وله حقيقة. قال فلذلك تلزم دون العكس. نبه تنبيها في اخر هذا التقسيم فقال الحقيقة اسبق الى الفهم. الحقيقة يا اخوة تتميز عن المجاز بشيئين انها اسبق الى اذا ما وجد قرينا والمجاز يحتاج الى قرينة. والعلامة الثانية يصح الاشتقاق منه بخلاف المجاز يعني تستخرج اسم فعل مضارع واسم فاعل. هذا يدل على ان اللفظ حقيقة. اما المجاز فلا يمكن الاشتقاق منه هذا خلاف الراجح. والراجح ان المجاز ايضا يمكن ان يصح الاشتقاق منه وهو قول الاكثر. ولهذا في الارباب والبلاغة يسمون الاستعارة التبعية لان مشتقة من المجاز تجري الاستعارة في المصدر ثم فيما يشتق من المصدر. فتكون استعارة تبعية وهذا دليل على انهم يجرون الاشتقاق حتى في المجاز فالعلاقة فالفرق الاول واضح وان اسبقوا الى الفهم واما الثاني فصحة الاشتقاق فانه يكون من المجاز كذلك. قال متى دار اللفظ بينهما؟ بين ماذا وماذا؟ بين الحقيقة والمجاز. فالحكم لمن؟ الحقيقة. ليش لانه الاصل. طيب واذا وجدت قرينا؟ استعملت القرينة وحملته على المجاز. اذا حملت اللفظ على المجاز بوجود القرينة هل خالفت هذه القاعدة؟ متى دار اللفظ بينهما في الحقيقة؟ لا ما خالفتها. انا اقول متى دار اللفظ بينهما يعني وليس وليس هناك قرينة ترجح احد الامرين. فالحكم للحقيقة لانها الاصل. قال ولا اجمال. يعني اياك ان تحكم بالاجمال يعني عدم التبين. الاجمال الاجمال جهالة المعنى. لان لن تقف موقفا متفرج. اذا تردد اللفظ بين حقيقة احمله على الحقيقة لانه الاصل. الا اذا وجدت قرينا. قال يعني ان لم تفعل ذلك انت تخل بالوضع عن العرب لما وضعت اللغة ارادت الافهام. فاذا صرت الى الاجمال في كل لفظ تردد بين حقيقة ومجاز. اخللت بالغرض الذي من اجله وضعت اللغة وهو الافهام. واصبحت في كل كلمة تقول الله اعلم نقف. هذه مجمل حتى نجد بيانا من نص اخر وسياق اخر انت هكذا اخللت بالوضع. فقال اذا التوقف او الحكم بالاجمال يؤدي الى الاخلال بوضع الشريعة. انتهيت من التقسيم بين حقيقة ومجاز سننتقل الى تقسيم اخر اهم بالنسبة الينا معشر الفقهاء في الاستعمال وفي الاستنباط وفي فهم النصوص هذا التقسيم ثلاثي نص وظاهر ومجمل. ويمكن ان تضيف قسما رابعا. تأملوا يا احبة تخيل ان هذا لفظ كل لفظ كما قلنا يدل على ها يدل على معنى كل لفظ يدل على معنى الالفاظ قوالب المعاني. الفرق في دلالات الالفاظ من حيث القوة والضعف تنقسم الى اربعة مراتب. المرتبة الاولى القوية ان يطلق اللفظ ويدل على معنى واضح تمام الوضوح بين ان تمام البيان لا اشكال فيه ولا تردد ولا يمكن ان يشتبه في الفهم. هذا اقوى المراتب الواضح غاية الوضوح. قال الله تعالى في كفارة تجدد في في هدي التمتع فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة يا اخي هل سيختلف احد ان المطلوب صيام عشرة ايام؟ لو ما جاء قوله في تلك عشرة كاملة لربما قال انسان ها صيام ثلاثة ايام في الحج وسبع اذا راجعتم يعني محسوبة منها الثلاثة يبقى اربعة. ممكن يتطرق فهم بطريقة او باخرى. لما جاء قوله تعالى تلك عشرة كاملة حسمت هذا الاحتمال. اذا هذا مثال للنص الواضح الذي لا يحتمل الا معنى واحدا. هذا اقوى المراتب ماشي هذه المرتبة الاولى انتقل بك الى المرتبة الاضعف الرابعة في الترتيب. اللفظ المجمل الذي لا يفهم منه معنى وتقف امامه متفرجا تنتظر بيانا. لو كنت في زمن النبوة ونزل قوله تعالى واقيموا الصلاة وما تدري ما الصلاة. ما تدري ايش معنى صلاة. ولا تعرف اوقاتها. ولا تدري كم ركعة. ولا تدري صفة الصلاة وكيف تفعل؟ وماذا تقول؟ وماذا ما تدري؟ هذا بالنسبة اليك سيكون مجملا. المجمل ما حكمه يحتاج الى بيان، فلهذا عمد النبي عليه الصلاة والسلام الى بيان الصلاة. في الصحيحين انه صعد المنبر فكبر ثم ركع ثم لما جاء للسجود نزل فتراجع القهقرة حتى سجد في اصل المنبر ثم لما اتم السجود وقال الى الركعة الثانية صعد المنبر ففعل كما فعل في الركعة الاولى فلما قضى الصلاة قال انما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا لموا صلاتي. فامرهم ان يصلوك نحو ما شاهدوا من صلاته علمهم. فاذا المجمل يحتاج الى بيان. اذا الرتبة القوية الواضحة هي النص. والرتبة الرابعة الضعيفة في اخر المراتب هي المجمل. لاحظ انا اتكلم عن تقسيم اللفظي الى قوي وضعيف من اي جهة باي اعتبار؟ من جهة وضوح المعنى دلالته على المعنى بوضوح من يدل على المعنى دلالة واضحة دلالة واحدة لا احتمال فيها فهذا اقوى المراتب. النص. واما ان يكون اللفظ على معنى مجمل لا بيان فيه ولا فهم ويتوقف على بيان ويحتاج الى مبين فهذا مجمل. هاتان المرتبتان طرفان النص والمجمل بينهما تأتي رتبتان اخريان. اللفظ ان دل على اكثر من معنى محتمل لاكثر من معنى في اللغة. لكن هناك ما يدل على معنى ارجح من غيره اذا احتمل معنيين فاكثر هو في احدها اظهر. يسمى الظاهر. هذا تحت درجة النص في المرتبة الاولى هي النص المرتبة الثانية هي الظاهر هو اللفظ المحتمل لمعنيين فاكثر هو في احد اظهر يعني هو ارجح من حيث الدلالة على هذا المعنى وباقي المعاني مرجوحة. ويمكن احتمالها لكنها ليست بينة وليست قوية متى تترك المعنى الظاهر الراجح وتنتقل الى المعنى المرجوح؟ اذا وجدت قرينا فالقرينة هي التي تحملك على ترك المعنى الظاهر لللفظ والانتقال الى المعنى الاخر غير الظاهر. المعنى المرجوح فالقرينة هي التي تحملك. هيا ركز معي. اللفظ اذا احتمل اكثر من معنى. ان حملته على معناه الراجح اما الظاهر وان حملته على المعنى المرجوح يسمى المؤول لانك انتقلت اليه بتأويل اولت المعنى اولت اللفظ الى المعنى غير الظاهر المتبادل. هذي اربع مراتب. النص يليه الظاهر يليه المؤول يليه المجمل. انا اتكلم مرة اخرى عن مراتب الالفاظ في قوتها في الدلالة المعنى ووضوحها. اقواها النص يليها في المرتبة الثانية الظاهر. النص يدل على معنى واحد فقط. الظاهر يحتمل اكثر من بمعنى لكن هذا الراجح المؤول انتقال اللفظ الى معناه المرجوح بدليل بقرينة. المرتبة الرابعة هي المجمل الذي لا يفهم لفظه الا بدليل اخر او بمعنى يساعد على فهم المراد منه. هذي المراتب مهمة وعليها شغل الفقهاء والاصوليين في التعامل مع الالفاظ. كيف؟ اذا جاءنا نص هل يسع الاختلاف في فهم اجب هل يسع الاختلاف في فهم لفظ هو في دلالة النص؟ الجواب لا. تعرف شيء واحد فقط يمكن ان يترك به النص هو لا يمكن ان يتطرق اليه تأويل ولا فهم اخر. الظاهر يتطرق اليه الاختلاف. ذكرت لك الحديث العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه. ليس نصا هو محتمل. يبقى انك تقول والله هذا احتمال قوي واحتمال ضعيف. احتمال قريب احتمال بعيد شو اللي يحكم القوة والضعف؟ هذا يحتاج الى دليل وقرينة سيأتي ذكرها بعد قليل. يأتي بعدها المرتبة المؤول هو اضعف من ظاهر المرتبة الاخيرة هي المجمل تحتاج الى بيان. قال رحمه الله وقد اجملت لك التقسيم فلنعد الى كلام المصنف. قال فان دل على ان واحد من غير احتمال لغيره فهو النص. سموه نصا من معنى النص في اللغة وهو الظهور ارتفاع يقال نصت الظبية رأسها اذا رفعته. قيل ومنه سميت منصة العروس لانها تطلع فوقها وتظهر امام الناس فينظرون اليها في العرس. قال فان دل على معنى واحد فان دل على معنى واحد من غير احتمال لغيره فهو النص. وله امثلة كثيرة الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة. هذا واضح لا اختلاف فيه. في اربعين شاة شاة في الزكاة. هذا واضح لا لبس فيه ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. هذا واضح لا لبس فيه. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. هذا واضح لا لبس فيه وامثلة كثيرة جدا على تسمية النصب هذا المعنى الذي لا يحتمل الا معنى واحدا قال واصله الظهور والارتفاع. قال وقد يطلقوا على الظاهر وهو المعنى السابق من اللفظ. ايش يعني السابق؟ الاسبق الى الفهم. اذا اطلقت اللفظ يتداول معنى سابق مثل الحقيقة والمجاز اذا اطلق في جملة ايهما المعنى المتبادر؟ الحقيقة فاذا على الحقيقة هذه دلالة ظاهر. واذا حملته على المجاز فهذا تأويل. تحمله بقرينة فان لم توجد قرينة فتأويل باطل فهمت الان لماذا فسر العلماء تأويل نصوص الصفات بانها تأويلات باطلة؟ لانهم حملوا اللفظ الحقيقي على المجاز من غير قرينة قوية بل يداه مبسوطتان قالوا لا يعني فضله ورحمته. لما خلقته بيديه قالوا لا يعني بقدرتي. فلما نقلوا اللفظ من حقيقته الى مجازه وليس هناك دليل معتبر يصح ان يكون قرينا اعتبر هذا التأويل تأويلا باطنا وفي الاخير حتى لو اعتبرناه تأويلا فحمله على الظاهر اولى. لانه المعنى المتبادر وما لم يكن ثمة مانع يحيل حمل اللفظ عليه فيجب ابقاؤه على ظاهرين. قال وهو المعنى السابق من اللفظ يعني الظاهر وقد يطلق على الظاهر وهو المعنى السابق من اللفظ مع تجويز لغيره واكثر ما يستعمل بين الفقهاء بهذا المعنى. انتبه يا اخي الكريم. مصطلح النص له اطلاقان اطلاق اصولي واطلاق فقهي. الاطلاق الاصولي اللي قلناه قبل قليل. ما هو النص؟ ما دل على معنى واحد لا ايحتمل غيره. عند الفقهاء في اطلاق فقهي لكلمة نص. يقول هذه المسألة حكم وكذا. والدليل فيها النص والاجماع والقياس ايش اقصد بالنص هنا؟ دليل الكتاب والسنة. هل يقصد هذه المرتبة من النص في الدلالة؟ لا. يطبق يقصد مطلق الدليل من الكتاب والسنة ولو وكانت دلالته ظاهرة ولو كانت دلالته مؤولة. اذا كلمة نص عند الفقهاء في اصطلاحه مطلق يريدون به الدليل مطلقا بغض النظر عن درجة دلالته ورتبتها. قال رحمه الله فان عود الغير دليل يغلبه لقرينه يعني قلنا الظاهر فيه معنى راجح ومعنى مرجوح. فان حملته على المعنى الظاهر فهذا ظاهر. واذا اردت حمله على المعنى المرجوح ان عضد دليل هذه قرينة. يغلبه يعني يجعله ارجح من المعنى الظاهر من اجل قرينة تحمل اللفظ او تنقله من ظاهره الراجح الى الاحتمال المرجوح فهو قرينة متصلة او ظاهر اخر دخلت لك مثال العائد في هبته كالكلب لا يجوز عند الشافعي رحمه الله يجوز لان الكلب لا يحرم عليه. فهو صرف اللفظ عن ظاهره وعنده قرينة واصبح هذا التأويل مقبولا وله معنى محتمل. واحيانا يكون الصارف او القرينة ظاهر اخر. يعني لفظ اخر هو ظاهر حرمت عليكم الميتة. ايش المحرم فيها؟ الميتة. ايش المحرم فيها طب ليش قلت اكلها؟ من اين جئت؟ اذا هذا انا ما اريد ان اتدخل على النص نحن نريد ان نقرر قواعد ستقول المحرم اكل ولا هي مفهومة كيف مفهومة؟ هذا كلام الله نريد ان نقنن قواعد حتى لا يفتئ احد على النصوص الشرعية. هذا ظاهر طب لو جينا نختلف في جلد الميتة ليس محل خلاف؟ جلد الميتة محل خلاف. منهم من يقول هي حرام مطلقا ومنهم من يقول اذا طهرت اذا دبغت فقد طهرت وفيه اقوال ذكرها الصنعاني في سبل السلام الى سبعة مذاهب. طب انا كيف سافرق؟ طب لو قال انسان يا اخي جلد الميتة حرام ما سمعت قول الله حرمت عليكم الميتة يعني لحمها وجلدها وقرونها واظلافها وشعرها حرام. ستقول حرية تم تعليقكم الميتة ركز معي تناول الاية لجلد الميتة هل هو نص؟ يعني ما في الا معنى واحد لا ستقول محتمل للحم ومحتمل للجلد. طالما تعدد الاحتمال في اللفظ الواحد فارقنا مرتبة النص ونزلنا الى مرتبة ظاهر اذا قوله حرمت عليكم الميتة يدل على تحريم جلد الميتة بالنص او بالظاهر بالظاهر لان لفظ الميتة جميع اجزائها ومنه الجلد. فاذا وجدت ظاهرا اخر اذا دبغ الايهاب فقد طهر. هذا دليل اخر وهو وايضا مما يساعد على فهم هذا الظاهر الاخر فيكون قرينا في صرفه عنها ويخرج الجلد من الاية لان ظاهرا اخر صرفه عنه واحيانا تكون اللي تشوف ذكر قرينتين الاولى يعضده دليل او ظاهر اخر قال او قياس راجح يمكن ان تصرف الدليل قيل عن ظاهره بالقياس. الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة. ما حكم الزاني؟ غير المحصن طبعا. ما حكمه جلت كم مئة يستوي في هذا الحر والعبد؟ لا لحظة في اية النساء قال الله تعالى فان اتينا بفاحشة يعني الامام فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب. كم يعني؟ خمسين جلدة. الاية تتكلم عن من وما ذكرت حكم العبيد. ذكرت الاناث دون الذكور. فهل ستقول الزانية والزاني عام يشمل والنساء العبيد والاحرار. فلما جاءت اية النساء اخرجت صنف واحد فقط وهو النساء من العبيد. فبقي ما هذا في اية النور الرجال الاحرار والنساء الاحرار والرجال العبيد. صح؟ طيب تناولوا الاية للرجال العبيد واضح وهو ظاهر الزانية والزاني هو زاني. ولولا اية النساء ما اخرجن الايماء. فمن قال من نقيس العبيد على الاماء. الامة. لماذا نصف عليها الحد من اجل هذا الوصف الموجود فيها ليس موجودا في الذكور؟ بلى. اذا انا اقيس العبيد على الايماء. فلما قست العبيد على ما تركت ظاهر الاية الزانية والزانية واخرجت العبيد منه. ما القرينة التي اتاحت لي اخراج هذا الصنف؟ القيادة اذا القرائن التي تتيح لك تحويل اللفظ عن ظاهره او معناه الراجح الى المعنى المرجوح ويسمى تأويل اما ان يكون قياسا او يكون ظاهرا اخر او يكون دليلا اخر مستقلا فانت تنتفع به. حيثما كان يا اخوة تأويل تحتاج الى حيثما هناك كان تأويل يصرف اللفظ عن ظاهره الراجح الى المعنى المرجوح احتاج الى قرينا واذا كان التأويل بلا قرينة تأويل باطل. اذا كان التأويل بقرينة ضعيفة لا تقوى. تأويل ضعيف. فالتأويل راتب منه الصحيح ومنه الباطل ومنه مراتب بينهما في تأويل قوي وفي تأويل ضعيف تدري متى يكون التأويل ضعيفا؟ اذا كانت القرينة ضعيفة. كلما كان اللفظ يدل على ظاهر وتريد ان تبعده الى معنى اخر مرجوح كلما بعدت المسافة تحتاج قرينة قوية ببعد المسافة. واما صرفك اللفظي عن ظاهره الى معنى قريب منه يكفيه ادنى قرينه. ولهذا قال المصنف وقد يكون في الظاهر قرائن يدفع لاحتمال دون احدها. احيانا اي ما امرأة نكحت نفسها بغير اذن وليها. استدل به الجمهور على تحريم نكاح المرأة بلا ولي. الحنفية يقولون يجوز نكاح المرأة بلا ولي. طيب وماذا يقولون في الحديث؟ يقول ايهما امرأة الحديث هذا اراد به النبي عليه الصلاة والسلام النساء الحرائر دون الامام. عفوا اراد الامة دون الحرة وان متى لا تنكح الا باذن سيدها؟ تقول كيف؟ تقول ايما امرأة ما اراد كل النساء اراد الاماء فقط. سؤال. اذا تسمع كلمة امرأة في النصوص الشرعية شيء تبادر الى الذهن كل النساء حرائر وايماء. طيب لو جئت ساحمله على احد الصنفين اما حرائر واما اماء. ايهما المتبادر؟ الحرائر متبادر. اذا وفق امرأة او النساء. اذا حملك للفظ امرأة على الاماء خاصة واخراج الحرائر هو نوع تأويل. التأويل هنا ضعيف. اللفظ ما يساعد ثم في اللفظ ما يدفع هذا الاحتمال وهو صيغة العموم ايما امرأة. فهذه الصيغة للتعميم معها ارادة اخراج بعظ اصناف النساء بل حديث يدل على شمولها للحرائر وللاماء وهنا جملة من التأكيدات في هذا النص وترتيب البطلان على النكاح. قال رحمه الله والاحتمال قد يبعد. يعني احتمال اللفظ على معنى اخر قد يبعد فيحتاج الى دليل في غاية القوة لدفعه وقد يقرب فيكفي ادنى دليل وقد يتوسط فيجب المتوسط. الاحتمال القريب يكفي فيه دليل قريب. يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. اذا قمتم الى الصلاة يعني اذا ذهبتم الوضوء قبل ولا بعد؟ قبل فمعنى الاية اذا اردتم القيام الى الصلاة. فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله اذا قرأت اذا فرغت وانتهيت فاستعذ. استعاذ قبل او بعد. طيب ومن اين حملناها على انه لا اذا اردت القراءة؟ مع انه اللفظ قرأت قرأت فعل ماضي فاذا قرأت اذا قرأت وانتهيت فاستعذ بالله. لا المعنى فاذا اردت القراءة اذا عزمت هذا نوع تأويل يسير لان الاحتمال قريب ويكفيه ادنى قرينة والاحتمال المتوسط يحتاج الى دليل متوسط وهكذا. طب انتهينا الان من نص والظاهر قال فان دل على احد معنيين او اكثر لا بعينه ان دل اللفظ على معنيين وثلاثة واكثر وليس هناك شيء ما يدل على احتماله لاحد المعاني دون غيرها ماذا يسمى؟ المجمل. والاجمال له اسباب هذا احدها. احتماله لاكثر من معنى قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. والقرؤ في اللغة مشترك بين الطهر والحيض. هل الاية ارادت ثلاثة اطهار او ثلاثة حيض. ركز معي ما المعنى الذي يدل عليه اللفظ في الاية اللفظ يحتمل هذا وذاك. ومن اجل ذلك فقد وقع فيه الخلاف مبكرا من زمن الصحابة. فمنهم من يقول هو الطهر منهم من يقول هو الحيض ولا سبيل الى الجزم. لما ترجح احد القولين عليك ان تأتي بدليل خارج عن هذا الدليل لا تخالف مثلا انت ترجح ان المقصود بالاية ثلاثة حيض. وتصر ويأتيك المخالف يا اخي ما دليلك؟ تقول يا اخي الله يقول المطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون. يقول لك لا هذا ما هو دليل لانه هذا دليلي انا ايضا. وانا اقول ان العدة هي بالاطهار وليست بالحيض. فلما يقع في لفظ يحتمل معنيين فاكثر ما العمل؟ علينا ان نبحث عن دليل اخر هو الذي يساعد في فهم هذا المعنى والا فلا يصح الاستدلال به. فهذا مثال لكل ما احتمل معنيين فاكثر لا بعينه. وتساوت الاحتمالات ولا يوجد قرينة فيبقى مجملا قال وتساوت ولا قرينة فمجمل. وحده قوم بما لا يفهم منه معنى عند الاطلاق. متى اطلق لا يفهم منه معنى. قال الله واتوا الزكاة زكاة ماذا يا رب؟ زكاة حبوب وثمار او خارج من الارض او لباس او طعام او شراب او بهيمة انعام او مساكن او مراكب جاءت النصوص فبينت فيما بعد. طب حتى زكاة الزروع والثمار كم يا رب؟ كل شيء كل زرع قليل هو كثيره طب كم المقدار الواجب؟ كم النصاب؟ كم المخرج؟ كل هذا بينته النصوص. اما اتوا الزكاة وحده لا يفهم منه معنى. ومن اجل لذلك اللفظ المشترك في اللغة وهو اللفظ الذي يطلق على اكثر من معنى مثل لفظة العين. كلمة عين في اللغة تطلق على العين الباصرة الجارحة في الانسان. وتطلق على العين الجارية التي ينبع منها الماء. ويطلق على الجاسوس يسمى عينا ويطلق على المال والذهب يسمى عينا كل هذا اطلاق متعدد واللفظ واحد فتناول اللفظ الواحد لاكثر من معنى يجعله من قبيل المشترك. المشترك اذا وجدته في جملة. وليست هناك قرينة تساعد على تقول مثلا هذه عين جميلة. عين رائعة. هيا حدد عنها ماذا اريد؟ انا ايش قصدت نقول هذه عين رائعة. ماذا قصدت؟ ما تدري. هذا مجمل ستقف فلو قلت لا لا لا هذا اكيد يقصد عين انسان رآها في وجهه فاعجبته. قال لا يا اخي يتكلم على عين ماء. جلس بجوارها لا سبيل في المجمل هذا مشترك والمشترك من انواع المجمل. اذا لم تكن هناك قرينة تحدد احد معاني المشترك سيبقى مجملا والمجمل كما قال هنا لا يفهم منه معنى عند الاطلاق. فيكون في المشترك يعني يكون الاجمال في المشترك. ما هو المشترك قال وهو ما توحد لفظه وتعدت معانيه باصل الوضع كالعين. وقد يكون هذا كما قال رحمه الله تعالى كالعين والقرب متردد بين الحيض والطهر والمختار للفاعل والمفعول. كلمة مختار تصلح ان تكون اسما لفاعل تصلح ان تكون اسما لمفعول. تقول مثلا النبي صلى الله عليه وسلم نبي مختار. يعني الله اختاره او هو اختار شيئا اذا مختار هنا اسم فاعل تقول المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام اختاره الله فهو اسم مفعول تقول شوفوا يا جماعة انا سأعرض عليكم بضاعة وعلى احدكم ان يختار اولا ثم قلها من المختار اولا؟ اقصد اسم فاعل الذي سيختار. فكلمة مختار في اللغة تطلق على من يقع منه الاختيار فيكون فاعلا. ومن يقع عليه الاختيار فيكون مفعولا والصيغة واحدة مختار. تطلق على هذا وذاك ايضا وله تطبيقات ايضا في النصوص الشرعية. من امثلة مجمل الواو في الحروف تأتي للعطف وتأتي للابتداء. وتأتي ايضا لها معاني متعددة وما يعلم تأويله الا الله متشابهات في القرآن والراسخون في العلم. اذا قلت الواو هذه استئنافية فتكون الوقف لازم قبلها. لا يعلم احد تأويل المتشابه الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به جملة جديدة. واذا قلت الواو عاطفة وما يعلم تأويله الا الله راسخون في العلم يعني ايضا يعلمون تأويله. اختلف المعنى بسبب اختلاف الواو هل هي للعطف او هي للابتداء؟ ومنه ايضا قوله تعالى فتموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه يمكن ان تكون من هنا لابتداء الغاية من مبدأ المسح من الصعيد الطيب ويمكن ان تكون للتبعيض وهذا ايضا محل خلاف بين الفقهاء. قال ومنه عند القاضي الضمير في منه يعود الى ماذا؟ المجمل يعني من امثلة المجمل عند القاضي؟ قاضي ابيه على وبعض المتكلمين قوله تعالى حرمت عليكم الميتة وحرمت عليكم امهاتكم ليش اعتبروه مجملا؟ قال لتردده بين الاكل والبيع واللمس والنظر الميتة حرام اكلها او بيعها متردد بين هذا وذاك. حرمت عليكم امهاتكم الحرام لمس الامهات او الامهات او بيع الامهات او نكاح الامهات فانت تحمل الان مجموعة معاني. قال وهو مخصص بالعرف الاكل في الميتة يعني والوطء يعني في الامهات. فليس منه. ليش نفى المصنف ان يكون مثل هذه الايات من قبيل المجمل لان هناك معنى تبادر صحيح حرمت عليكم امهاتكم محتمل النظر الى الامهات حرام مصافحة الامهات حرام. الكلام مع الامهات حرام. لكن كل هذا غير مراد. العرف جرى منذ ان نزلت الاية تشكل احد من الصحابة قال يا رسول الله كيف تحرم امهاتنا؟ ما في. لانهم فهموا ان المراد ما هو؟ النكاح. ومنه ايضا حرمت عليكم فالمقصود به العرف في الاكل الميتة يراد بها انتفاع منها باللحم. فلما جاءت الاية انتقل الى العرف اذا لن يكون هذا مجملا مع ان اللفظ محتمل. ما الذي ابعده عن الاجمال؟ قال وجود عرف حدد احد المعاني المحتملة. قال وعند حنفية ايضا من المجمل قوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة الا بطهور. خذ مثال اوضح لا صلاة الا بفاتحة الكتاب لا صلاة اين خبرها؟ لا صلاة ايش؟ صحيحة او كاملة؟ شوف ان نحلل المسألة من جذورها. اما ان يكون النفي للوجود واما ان يكون النفي للحكم. وهو الصحة واما ان يكون النفي للكمال. اما نفي الوجود فمتعذر. كيف يعني نفي الوجود؟ يعني ما في في صلاة من غير ما يقرأ المصلي فاتحة الكتاب ولا ممكن يقوم؟ من حيث الوجود خلي الحكم. هل يمكن ان يأتي انسان يقف يصلي وما يقرأ الفاتحة او لا يمكن اذا نفي الوجود غير صحيح. نفي الوجود هو الحقيقة لا صلاة لا صلاة موجودة. اذا الحقيقة هنا متعذرة. عنده احتمالين اما نفي الصحة واما نفي الكمال لا صلاة صحيحة او لا صلاة كاملة. تعرف ما الفرق؟ اذا قلت لا صلاة صحيحة فانت حكمت ببطولات الصلاة من غير فاتحة. واذا قلت لا صلاة كاملة فالصلاة صحيحة لكن اجرها ناقص. فلما يتردد بين احتمالين محصورين الان انت تحمله على نفي الصحة لانه اقرب الى الحقيقة اذا نفيت الصحة ابطلتها. وجعلت وجودها كعدمها فاذا انت جعلت نفيا للوجود حكما لا حقيقة. فمن هنا ذهب الجمهور الى ان النفي هنا لصحة الصلاة ليس لكمال عليها. الحنفية يقولون هذا مثال للمجمل. قد تكون نفي الصحة وقد يكون نفي الكمال. فتركوا العمل بهذا الحديث باعتباره اشتراطا بقراءة الفاتحة تحديدا. قال رحمه الله تعالى وعند الحنفية منه قوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة الا ابي طهور والمراد نفي حكمه. نفي حكم الصلاة. لامتناع نفي صورته. نفي الوجود متعذر. لانه قد يوجد يصلي بلا طهارة او لا يوجد ممكن يوجد يصلي بلا طهارة. اذا لما قال لا صلاة الا بطهور هل اراد نفي الوجود في الوقوع والكون لا اراد نفي الحكم يعني حكم الصحة. قال وليس حكم اولى من حكم. هذا كلام الحنفية. اذا نفي اذا تعذر نفي الوجود انتقلنا الى نفي الحكم. طيب نفي الحكم هل هو حكم الصحة او حكم الكمال؟ قال احنا فيها ما ندري. وطالما ما ندري اذا هو مجمل حكموا بالاجمال لان اللفظ تردد بين نفي حكمين اما حكم الصحة واما حكم الكمال. قالوا فلما تردد بين امرين وقفنا. قال وليس حكم اولى من حكم. فتتعين الصورة الشرعية هذا رد المصنف قال بل يمكن ان نحمل نفي الصورة الشرعية لانه اقرب الى الحقيقة. فاذا نفيت الصورة الشرعية حكمت على وجودها بالعدد قال فلا يكون منه يعني لن يكون هذا من قبيل المجمل وانما اراد ذكر بعض الامثلة التي يدرجها بعضهم في المجمل وهي ليست منه ثم قال في القسم الاخير ويقابل المجمل المبين. اللفظ المجمل قلنا ما هو؟ اللفظ المجمل ما هو هو الذي احتمل اكثر من معنى ولا سبيل الى تحديد بعضها. وقد يكون المجمل غير المفهوم الذي لا يفهم المراد منه. ما الذي يقابل المجمل؟ المبين. المبين هو اللفظ الذي تبين معناه سؤال المبين هل يكون نصا او ظاهرا؟ اللفظ المبين هل يكون نصا او ظاهرا؟ ممكن يكون كذا وممكن يكون كذا. الحمدلله رب العالمين. هذا وبين غاية البيان فاعلم انه لا اله الا الله هذا مبين غاية البيان هذا نص هذا مبين من اول ابتداء نزوله ليس مجملا ولا غائب المعنى. اذا المبين كما قال المصنف رحمه الله وهو المخرج من حيز الاشكال الى الوضوح. لا اشكال فيه. والمخرج هنا بكسر الراء يعني هو احيانا يأتي اللفظ مبينا ابتداء. واحيانا يأتي اللفظ مبينا لمجمل قبله. فعندي بين وعندي مبين مثال اقيموا الصلاة. فجاءت نصوص السنة لبيان صفة الصلاة. نصوص السنة بينت صفة الصلاة اسمها مبين ليش؟ لانها بينت المجمل واما البين بنفسه فهو مبين قال رحمه الله والاخراج هو البيان. الاخراج يعني اخراج اللفظ من اشكاله الى حيز الوضوح وابعاد عادي يعني الاشكال فهو البيان. وقد يسمى الدليل بيانا. هذا اطلاق ثاني ان البيان ما يحصل به التبيين. الدليل الذي يقع به البيان يسمى بيانا. تقول مثلا امر الله بالحج في قوله ولله على الناس حج البيت وبيان ذلك في السنة. فاسمي دليل الذي وصف الحج بيانا لانه هو الذي بين المجمل. قال ويختص بالمجمل يعني المبين والبيان لا يكون الاجماع طيب هل اذا وقع البيان لابد ان يقع منه الفهم للمخاطب؟ هل يستلزم؟ اذا وقع البيان لابد لابد ان يستلزم ذلك وقوعه فهما عند المخاطب قال لا ما يلزم. ولذلك انت تقول بينت له فلم يتبين. اذا يقع بيان لكن في مشكلة في الذهن ما استطاع ان يستوعب او ذهن منصرف او كليب او انسان محدود الفهم والادراك جلست تشرح له انصبته الزكاة وبعد جهد شهيد ما فهم شيئا. ليست المشكلة في البيان المشكلة عنده. قال رحمه الله وحصوله العلم للمخاطب ليس بشرط. يعني ليس من شرط البيان ان يعلمه جميع المكلفين بل بعضهم قد يكون جاهلا به. وقد تغيب بعض عنهم. طيب البيان هذا الذي جاء في السنة لتبين للناس ما نزل اليهم. ما انواعه؟ بيان النبي عليه الصلاة والسلام حصل بالكلام وحصل بالفعل وحصل بالاشارة وحصل بالاقراء وبصور شتى اي شيء فهم منه صلى الله عليه وسلم تبيين لشيء فهو يعتبر بيانا قد يكون بالكلام. وهذا كثير. بين عليه الصلاة حتى قال لقد تركتكم على مثل البيظاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالي. فابان لامته صلى الله عليه وسلم الطريق الواضح الابلج وكل نصوص السنة بيان يبين للامة طريق الجنة والنار والحلال والحرام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم استشكل الصحابة. قال اينا لم يظلم نفسه يا رسول الله؟ فاستدل لهم بقول لقمان ان الشرك لظلم عظيم. فبين لهم هذا بيان بالكلام. قد يكون البيان ايضا مثل قوله فيما سقت السماء العشر. لبيان قوله تعالى واتوا حقه يوم واتوا الزكاة ايضا من المجمل الذي يحتاج الى بيان. وكثير جدا اخوتي الكرام احيانا البيان في القرآن القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة جاء البيان بعده يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. فالبيان يقع بالكلام وهذا كثير. ويقع بالفعل. حج عليه الصلاة والسلام وقال لتأخذوا عني مناسككم وقف وطاف وسعى ورمى ودعا وحلق ونحر بين بالفعل مصحوبا بالقول. صلى عليه المنبر كما قلت لكم وقال فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي. بين بالفعل وبين بين بالاشارة. قال الشهر هكذا وهكذا واشار باصابعه العشر. يعني ثلاثين. ثم مرة اخرى وقبض فقال تسع وعشرين. يعني اراد قبض الابهام في الخطوة الثالثة يريد انه قد يكون ثلاثين وقد يكون تسعة وعشرين. ما قال الشهر قد يكون ثلاثين وقد يكون تسعة وعشرين. قال الشهر هكذا وهكذا. بين بالاشارة. فهم الحاضرون ما قال احد ايش تقصد يا رسول الله؟ فهموا. حصل البيان وان الشهر في الاسلام بالهجري بالقمر قد يكون ثلاثين وقد يكون تسعا وعشرين. بين ايضا عليه الصلاة والسلام بالتقرير يقر على الفعل يفعل بحضرته فيكون بيانا. نهى فقال لا صلاة بعد الصبح. ولما قام قيس بن اه بن فهد لما قال ابن القاهد قيس ابن القهد يصلي ركعتين بعد الفجر. سأله ما هاتان الركعتان؟ قال سنة الفجر ما كنت صليتهما. سكت فحصل عندنا بيان جواز صلاة سنة الفجر الراتبة ان فاتت ان يصليها بعد الفجر ولو كان وقت نهي. كيف حصل البيان هنا باقراره صلى الله عليه وسلم جاءت الجارية سألها اين الله؟ قالت في السماء. قال اعتقها فانها مؤمنة اقرها على قولها فكان هذا بيانا منه صلى الله عليه وسلم قال وبكل مفيد شرعي ايش يعني؟ ذكر القول وذكر الفعل وذكر الاشارة وذكر التقرير قال وبكل مفيد شرعي ايش بقي؟ تركه ايضا يكون بيانا. قال الله اذا تبايعتم هل كل بيع لابد نتخذ فيه شهود ولو تشتري عود سواك من عند باب المسجد تستشهد واحد تقول تعال اشهد معي تشتري قارورة ماء وكيلو طماطم تقول واحد تعال اشهد معي. اليوم ما نشهد الا في البيوعات الكبيرة. او الرسمية التي تحتاج الى توثيق امر الله واضح واشهدوا اذا تبايعتم لكنه ترك عليه الصلاة والسلام في بعض بيوعاته الاشهاد ففهمنا من تركه بيان للاية انها ليست على الوجوه. لما اشترى من الاعرابي جمله فانكره. انكر الاعرابي البعير حتى شهد له ثابت ابن قيس. ابن خزيمة مضت الشهادة واعتبروا عليه الصلاة والسلام برجلين لانه ما رأى لكنه شهد يقينا بصدق النبي عليه الصلاة والسلام. فاذا يحصل البيان بكل مفيد كما قال صلوات ربي وسلامه عليه يحصل بتركه بفعله بقوله باقراره كل ذلك يقع منه البيان. اخر مسألتين عليها لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة. الضمير يعود الى ماذا؟ الى البيان. لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة اي حاجة حاجة المكلف الى العمل. هل هنا نحن نحكم على النبي عليه الصلاة والسلام ما الذي يجوز له وما الذي لا يجوز؟ حاشا لكن يقررون قاعدة مفيدة جدا في الاستنباط. اذا جاء سائل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام وافتاه بجواب على معنى معين فان الاقتصار ها هنا على هذا الجواب يعد مفيدا للغاية كافيا. جاء وهو على المنبر فقال يا رسول الله سأله عن صلاة الليل قال له صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشيت الصبح صليت واحدة توتر لك ما قد صليت ما حدد له عدد الركعات. ولا قال له لا تزد على احدى عشرة ركعة او ثلاثة عشرة ركعة. هذا البيان في هذا المقام كان كافيا او غير كافي عند قاعدة لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. فلما بين له بهذا القدر اذا هذا البيان كافي. ولو كان قسم لكان نقصا في الرسالة وحاشاه صلى الله عليه وسلم. اذا لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. طيب هل يجوز تأخيره الى وقت الحاجة هل يمكن ان يأتي النص ثم يأتي بيانه عند الحاجة اليه؟ قال فاما اليها يعني تأخير البيان الى الحاجة فجوزه ابن حامد والقاضي واصحابه وبعض الحنفية واكثر الشافعية. مسألة فيها قولان الجواز محكي عن الامام مالك واكثر الشافعي وبعض الحنفية ورواية عن احمد اختارها جمع من الحنابلة منهم الحسن ابن حامد هذا شيخ القاضي ابو يعلى استاذه وهو ايضا القاضي واصحابه واستدلوا بانه عليه الصلاة والسلام ربما فعل هذا قال في القول الثاني ومنعه ابو بكر عبدالعزيز والتميمي والمعتزلة. منعوا تأخير البيان الى الحاجة. ابو بكر عبد العزيز هو بن جعفر الحنبلي المعروف بغلام الخلال فقيه وصولي له اراء وله اجتهاد في فقه الحنابلة قال وهو مذهب الظاهرية المعتزلة المسألة فيها خلاف لكنه قول مرجوح الصواب انه ليس في شريعة الاسلام باب يحتاج اليه المكلف الا بينته الشريعة. نقف عند هذا التقسيم الحقيقة والمجاز والظاهر والمجمل يبقى لنا في دلالات الالفاظ القسم الاخر وهو العام والخاص والامر والنهي. نأتي عليها في جلسة العصر ان شاء الله ولعلنا ننتهي قبيل المغرب اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين