المسألة الثانية في المفاضلة بين صلاة التراويح جماعة او صلاتها منفردا. ولهذه المسألة تفصيل يطول موجزه ما سمعت في كلام النووي قبل قليل ان جمهور الفقهاء يرون تفضيل صلاة الجماعة صلاة التراويح جماعة في المساجد استدلالا بفعله صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي وبصنيع عمر رضي الله عنه والاكد من ذلك استمرار عمل المسلمين في مساجد وابصارهم على هذا الصنيع من زمن الخليفة عمر رضي الله عنه والى اليوم والى قيام الساعة في الاجتماع لصلاة التراويح جماعة في المساجد انما ذهب القول الاخر المنسوب الى ما لك الى ما لك وابي يوسف وبعض الشافعية بتفضيل الانفراد لاعتباره من جنس النوافل التي يكون الاصل فيها انفراد المصلي بصلاته. وكذلك الشأن في قيام الليل كما تفعل في قيام الليل طيلة العام. فان الافضل للمرء ان يصلي منفردا وان تكون الصلاة في بيته لاصل هذا الفضل العظيم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. اما النبي صلى الله عليه وسلم وكما سمعت صلى في بيته منفردا وصلى جماعة في بعض الليالي كما تقدم انما ال الامر الى شبه استقرار بالعمل على ان صلاتها جماعة واستمر عليه عمل المسلمين. ولهذا فان الامام المروزي رحمه الله تعالى لما حكى الاثار عن عدد من ائمة السلف باستحبابها باستحبابهم صلاة التراويح جماعة نقل جملة من الاثار. ومن ذلك قول ابي وائل كان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي بنا في رمضان تطوعا. وعن حنش الصنعاني ان ابي بن كعب رضي الله عنه كان بالناس في قيام رمضان فلما توفي ابي رضي الله عنه قام بهم زيد بن ثابت رضي الله عنه. وقال عطاء بن السائب عن زادان وميسرة بن البختري وخيار اصحاب علي رضي الله عنه انهم كانوا يختارون الصلاة خلف الامام في رمضان على الصلاة في بيوتهم. وكان سعيد بن العزيز وعبدالرحمن ابن يزيد ابن جابر يصلون مع الامام في قيام العامة. ويرون ان الفضل في ذلك تمسكا بسنة عمر رضي الله عنه ومن بعده من ائمة المسلمين