انتقل المسألة الرابعة في الحديث عن تطبيق السنة فهمت الخلاف وعلمت ان الامر فيه سعة لكن الذي تلحظه لبعض الائمة انه يحرص على احدى عشرة ركعة ويلتزم فيها بالعدد رغبة في اصابة السنة قل وطالما تعدد الامر بين عشر وعشرين وست وثلاثين واربعين كما سمعت فما وافق الهدي النبوي اكمل هذه قاعدة يا اخوة لا خلاف فيها اي فعل تعددت فيه الاوجه المشروعة فالافضل ما وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا خلاف فيه. هديه اكمل الهدي صلى الله عليه وسلم. وصنيعه افضل واتم الا اذا صرح عليه الصلاة والسلام بخصوصيته هو في ذلك الشأن كوصاله في رمضان او ايجاد قيام الليل عليه. او اذا صرح عليه الصلاة والسلام ان الافظل في غير ما صنع هو مثل صيامه واخذ وجوها عدة ثم يقول افظل الصيام صيام داوود او مثل ما فعل في حجته حجة الوداع قرن بين عمرته وحجه وقال لولا اني سقت الهدي لاحللت فبين عليه الصلاة والسلام ما عدا ذلك يبقى الافضل بلا خلاف بين العلماء ان الفعل الذي تتعدد فيه الاوجه المشروعة فالافضل فيه ما وافق فعله صلى الله عليه واله وسلم هذه واحدة لا خلاف فيها لكنه ينبغي ان ننطلق منها الى اخرى هي ايضا محل وفاق اذا اردت موافقة الهدي النبوي في قيام رمظان عموما او قيامي بالامامة في صلاة التراويح على وجه الخصوص. اعلم رعاك الله ان الهدي النبوي ينبغي ان يكون عددا وصفة لان بعض الائمة اذا اتجه الى تطبيق السنة اقتصر نظره على العدد ولم يلتفت الى الصفة بمعنى انه يحرص على الالتزام باحدى عشرة ركعة ثم ماذا؟ لا يرى الزيادة عليها ويرى ان صنيعه هذا اقرب من صنيع الامام الاخر الذي صلى عشرين ركعة انه اقرب الى السنة وهذا مسألة لابد ان نضعها في الميزان امامان احدهما صلى احدى عشرة ركعة والثاني صلى ثلاثا وعشرين ركعة. سؤال صريح ايهما اقرب الى السنة عندما تنظر الى العدد وحده مجردا ستقول من صلى احدى عشرة ركعة هو الاقرب الى السنة. لكن الحكم باطلاق ان تقول ان من صلى احدى عشرة ركعة هو الاقرب الى السنة لا يصح ليش؟ لان السنة في قيامه في رمضان عليه الصلاة والسلام وفي غيره لماذا ننظر فيه الى العدد وحده؟ انت تتكلم عن عدد وصفة كيف كان يصلي الاحدى عشرة ركعة؟ كلكم يعلم القيام الطويل الركوع المماثل له السجود الموازي لذلك الاستغراق في القراءة وتدبر القرآن وتحريك القلب بمواعظه. استغراق الليل في هذا العدد في احدى عشرة ركعة. بحيث لا يبقى منه شيء ولا يبقى في ليل متسع في الاعم الاغلب من صنيعه عليه الصلاة والسلام هذه اجعلها في الحسبان. دعني اعيد السؤال بطريقة ثانية. شخص يصلي من الليل احدى عشرة ركعة تستغرق ساعة من الليل من العشاء الى الفجر ولنقل مثلا ست ساعات من صلى ساعة من ست ساعات ساعة من ست ساعات صلى سدس الليل واعتبره اقرب الى السنة من حيث العدد. هو اقرب ام ذاك الذي صلى عشرين ركعة وصلى ساعتين او ثلاث ساعات جاء في العشر الاواخر صلى ساعة ونصف في التراويح وساعتين في قيام اخر الليل فكان المجموع له ثلاث ساعات من ست من بعد العشاء الى الفجر هذا اقرب الذي صلى ثلاث ساعات من ست نصف الليل من العشاء الى الفجر او الذي اقتصر على احدى عشرة ركعة قسمها اربع ركعات في اول الليل واربع ركعات في اخره وفصل بينهما باستراحة ثم مجموع ما صلى في الاحدى عشرة ركعة لا يتجاوز ساعة ونصف او ساعتين ان نظرت الى الوقت وشغله بالصلاة ولواحقها من ركوع وسجود وتبتل وقنوت ودعاء وتدبر ونحو ذلك ذلك مما اتصل بالصلاة فانت تنظر الى ان الوقت الممتلئ به الليل في عبادة هي قيام الليل اقرب الى السنة من حيث سعة الوقت لا من حيث العدد فاذا جعلت هذا في الميزان رعاك الله هديت الى الصواب. وهو ان حرص بعض الائمة واصراره على التمسك بالعدد من منطلق انه الاقرب الى الهدي النبوي فيه نظر ولا يصح ذلك باطلاق لا امنع هنا ولا احرج من طابت نفسه واعتبر ان هذا هو الاقرب الى قلبه والاحب اليه والارجح عنده فليفعل. لكن ان يبني ذلك على انه اقرب الى السنة هذا ليس صوابا ليس هذا بالاقرب الى السنة من صنيع صاحبه كما قلت لك وعليه فان من صلى اربعين ركعة في قيام رمظان في العشر الاواخر. ابتدا بعد العشاء بعشرين ركعة. ثم جاء في التهجد في اخر الليل صلى عشرين ركعة اخرى فكان المجموع له اربع ساعات بين اول الليل واخره هذا اقرب الى السنة ام ذاك الذي صلى احدى عشرة ركعة صلى اربعا ثم اربعا في اخر الليل واوتر بثلاث ونظر الى ان العدد هو الاقرب المقصود يا كرام وصف الصنيع بالموافقة الى السنة ينبغي ان ينظر فيه الى العدد مع الصفة ولن يكون هذا موافقا بمجرد العدد وربما كانت او الاربعون التي يملأ بها المصلي ليالي العشر ركوعا وسجودا اقرب الى السنة في الجملة من حيث قضاء معظم الليل في بين يدي الله في تلك الليالي الفاضلة