المسألة الخامسة المتعلقة ايضا بالصلاة وقيام رمظان الهدي النبوي في الوتر والنبي عليه الصلاة والسلام حث على الوتر واكده لامته وثبت بعدد من النصوص فعله وقوله المواظب على الوتر صلى الله عليه وسلم وسفرا حتى ان بعض اهل العلم قال بوجوب الوتر كما تعلمون. وان كان الراجح عدم وجوبه وانه سنة مؤكدة غاية التأكيد الثابت في وتره صلى الله عليه وسلم الوان متعددة. اولا في العدد ثبت انه اوتر بثلاث اوتر بركعة وبثلاث وخمس وسبعين فان كانت ثلاث ركعات فلها صفتان. اما ثلاث متواليات لا يجلس الا في اخرها واما يفصل ركعتين بسلام ركعة ثالثة بسلام اخر. اما صلاة الوتر ثلاثا بجلوس بعد الركعتين للتشهد كهيئة المغرب فهي صفة مرجوحة للنهي عن تشبيه الوتر بصلاة المغرب وان كان الوتر خمسا فالسنة ان يسردها متواليات ولا يجلس في شيء الا في الخامسة للتشهد والسلام وان كان الوتر بسبع فلها صفتان الاولى ان تكون كالخمس يسرد سبعا ما يجلس الا في اخرها ثم يسلم والصفة الاخرى ان يجلس في السادسة قبل السابعة للتشهد ولا يسلم ثم يقوم الى السابعة. وان كان تسع ركعات فلا يجلس لا في الثامنة ولا يسلم ثم يقوم الى التاسعة. هناك نصوص كثيرة تجدها في دواوين السنة التي حكت فعله عليه الصلاة والسلام في قيام الليل عموما وفي الوتر خصوصا وفي بعضها خلاف لبعض الفقهاء. هذا من حيث العدد اما من حيث الوقت متى كان يوتر عليه الصلاة والسلام في الصحيحين قول عائشة رضي الله عنها من كل الليل قد اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اول الليل واوسطه واخره فانتهى وتره الى السحر فهذا بيانه عليه الصلاة والسلام بيان هديه في الوتر من حيث العدد ومن حيث الوقت فيما يتعلق بصلاة الوتر. اذا كان صاحب السنة عليه الصلاة والسلام شرع لنا الوانا متعددة من الوتر فان من اقتفى السنة ايضا اقتفى تعددها على اوجه متعددة انحاء مختلفة ولا زلت ترى ان بعض المأمومين اذا الف نمطا معينا في العبادة على وجه من وجوه السنة وهجرت باقي الوجوه يكاد يستنكرها كما ترى مثلا في القانونوت وسآتي الى ذكره. فاذا اوتر امام ليلة ما قنت فيها استنكر بعض المأمومين ظنا منه ان القنوت لا يصح الوتر الا به. وان تركه مؤثر فيه واذا اوترت بثلاث متواليات وما جلست الا في اخرها ظنوه سهوا فاذا تصل الى نتيجة تقول ان صلاة التراويح والوتر وما يصحبه من مسائل فيه وجوه من السنن قاب كثير عن تطبيقها في مساجد المسلمين وبالتالي جهلها كثير من المسلمين فمن اراد تطبيق السنة وعمد الى اقتفاء انواع السنن والوانها بوجه من الوجوه كان يأتي في ليلة فيوتر بخمس وفي اخرى فيجعل في شأنه في الوتر كما سيأتي ذكره بعد قليل. مرة يوتر بواحدة ومرة بثلاث تعليما للناس واحياء للسنة. لكن هذا ينبغي ان يحتف به امران مهمان الاول الا يكون ذلك سببا في فتنة او فوضى او عبث واضطراب وهرج ومرج فينقلب المسجد الى جدل يستمر الى ليلة العيد انت في غنى عن هذا فان كانت المسألة ستؤول الى هذا فلا بان سنة تطبق لا ينبغي ان تكون على حساب عبادة سيبقى اهل المسجد مجتمعين عليها طيلة رمضان. الامر الاخر المهم ان اردت ان تفعل ذلك. وعلمت ان من معك في المسجد قافون ومتعلمون ويمكن استيعابهم لمثل هذا فلا بد ان يصحب فعلك بيان تنبئ فيه عن السنة وتعلمهم بها وتسمعهم الرواية وتحكي لهم ثبوتها وانك ستعزم على فعلها. فمن كان امام المسجد وله درس مستمر كل عصر يحسن به اذا اراد ان يفعل وهو امام في التراويح ان يقرر هذا في اكثر من ليلة حتى اذا جاء الى التطبيق عرفوا ماذا يريد ان يفعل؟ وان لم يكن هو الامام فلا بأس عند قيامه بعد العشاء ان ينبه الناس او اذا جاء وقت الوتر ذنبه فقال سافعل كذا وهو من السنة وزاده بيانا بعد ان يتم الصلاة المقصود انه لا ينبغي التجاهل التام لهذه السنن حتى يجهلها الناس فيستنكرونها. ولا ينبغي ايضا الاقدام عليها من غير مراعاة اللي ما قد ينشأ عنها من جدل وخلاف وعقول عوام قد لا تستوعب هذا اللون من الخلاف الى اخره. فانت في غنى عن اثارة جدل ولغط يسبب فيه الامام بفعله هذا شيئا بين المصلين لا يحسن به مع الحرص على البيان كما قلت لكم